أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شكيب كاظم - هل تأثر المعتزلة بفلسفة اليونان؟














المزيد.....

هل تأثر المعتزلة بفلسفة اليونان؟


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 10:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اقرأ ما يشير إلى أن فكر المعتزلة قد تأثر بالفلسفة اليونانية، كما أن هناك من يقول بتأثر النحو العربي بالفكر الفلسفي، ولاسيما في قضية العامل والمعمول، ولقد صدر هذا عن بعض المستشرقين، كما قال به الدكتور إبراهيم بيومي مدكور (1902-1996) رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الذي تولاه خلفا للدكتور طه حسين.
الذي أريد قوله إن تلاقح الفكر الإنساني، والتأثر والتأثير، مسألة أمست في عداد المسلمات، فما عاد صفاء الفكر خالصا ولاسيما بعد ثورة الاتصالات وحتى قبلها، من خلال النقل والترجمة، ولا تبقى منزهة عن التأثر والأخذ سوى المداميك الأولى في ثقافة البشر ومنها: ملحمة (كلكامش) للشاعر العراقي المجهول الهوية ( هو الذي رأى) فضلا عن (الإلياذة) و(الأوديسة) لشاعر اليونان هوميروس و(الأنيادة) للشاعر فرجيل وغيرها، وما بقي ظل كل عيال على الآخر، وهو الذي أفاض فيه الأدب المقارن، لكن الذي أريد قوله إن فكر المعتزلة في أطواره الأولى على يد واصل بن عطاء الغزال ( 80-131) وما تلاه ما كان متأثرا بالآخر أبدا، وإذ اجزم وما في العلم جزم، فلأن حركة الترجمة ما كانت قد بدأت، وهي إنما بدأت؛ كما يعرف الدارسون أيام الخليفة المأمون بن هرون الرشيد (170-218) فضلا عن أن فكرة الاعتزال إنما نشأت بعد أن اشتجر الخلاف بين الأستاذ وتلميذه في قضية مرتكب الكبيرة، الذي سمته الخوارج كافرا، وأخطأ بعض المرجئة إذ قالوا هو مؤمن لإقراره بالله ورسوله وكتابه وإن لم يعمل به، وأخطأ الحسن البصري ( توفي 96أو 110) إذ سماه منافقا.
لكن واصلا بن عطاء الغزّال الالثغ خالف أستاذه الحسن البصري، فقال بالمنزلة بين المنزلتين لا هو بمؤمن ولا هو بكافر، واعتزل المسجد الذي كان يدرس فيه أستاذه البصري، واتخذ له مكانا آخر فقال الحسن البصري (لقد اعتزلنا واصل) ومن هنا جاءت التسمية، وإن كان هناك من يقول إن الحسن طرده فاعتزل.
وأكاد أميل إلى الرواية الأولى فهي أقرب إلى العقل وهي الاذيع وهي الأسير. إذن في هذا الوقت المبكر، وعيش المجتمعات في قارات منعزلة منقطعة، يكون من العسف إتهام الفكر المعتزلي بالأخذ والتأثر، مع إقراري أن ليس عيبا أن تأخذ وتتأثر شرط أن تشير، لكن هذا لم يحصل في البدايات، قد يكون حصل لدى المتأخرين وبعد أن نشطت حركة الترجمة وتحولت بغداد إلى عاصمة الدنيا ثقافيا يحج إليها أهل العلم والبحث والدرس، وأرى أن ما ينطبق على الحسن البصري وواصل بن عطاء، ينسحب على مجايليهما والقريبين زمنيا منهما أمثال: عمــــــــرو بن عبيد ( ت 144) وبِشْر بن المُعْتَمِر (ت 218) وإبراهيم بن سيّار النَظّام (220) وثُمامة بن الأشَرس (225) وأبو الهذيل العلاّف (227) لكن تجد في المتأخرين فكرا فلسفيا كما لدى أبي علي الجِبائي (303) وأبي هاشم الجبائي (321) والمعتزلي الشهير القاضي عبد الجبار الهمداني (415) الذي قرأت فصولا من كتابه المهم ( تنزيه القرآن عن المطاعن) فضلا عن المرزباني(384) والرماني (384) والشريف المرتضى (436) وجار الله الزمخشري (538) صاحب التفسير الشهير الموسوم بـ(الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) المعروف اختصارا بـ( الكشاف). كما يحاول بعض المستشرقين، وبعض الباحثين من العرب والمسلمين، النيل من العقل العربي، وجعله عيالا على الآخر، وإذ حاولوا تشويه الفكر المعتزلي بالنص على أخذه من وتأثره بالفلسفة اليونانية، فان النحو العربي ما سلم هو الآخر من هذه الفِرْية، مع أن نظرة متأنية غير متعصبة وباحثة عن الحقيقة، تؤكد إن عملية تقعيد قواعد اللغة العربية ونحوها، إنما جرت – أيضاً- قبل حركة الترجمة بعقود، وان النحويين واللغويين الأوائل كانوا يخرجون إلى البوادي لأخذ اللغة وقواعدها وما ذهبوا إلى اليونان! لا بل بلغ من تحرجهم أنهم نصوا على قبائل بعينها أجازوا الأخذ عنها، خشية تسرب اللحن والخطأ والغلط، لأنها كانت تقيم في قلب الجزيرة العربية، وامتنعوا عن الأخذ من قبائل تسكن أطرافها، إذ أخذوا عن قيس وتميم وأسد فإن هؤلاء هم الذين أخذ عنهم أكثر ما اخذ ومعظمه (..) ثم عن هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم. تنظر ص 20ص21 من كتاب (من تاريخ النحو) للأستاذ سعيد الأفغاني. طبعة دار الفكر- بيروت من غير تاريخ.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم كان العراق يتحضر ويتقدم الطبيبة العراقية سانحة أمين زكي ...
- طه حامد الشبيب في روايته الخامسة عشرة. العيش. (في اللااين) ا ...
- فوزي كريم يستقصي القصيدة المفكرة
- رشحه كوركيس عواد ولكن...
- مع مشاهير أدباء العالم في ذكرياتهم وحواراتهم
- هل أسهمت الرواية في انحسار القصة القصيرة؟
- رأي بشر بن المعتمر المعتزلي في أوقات الكتابة ومواتاتها
- من صور الماضي الجميل رصانة المترجم الفلسطيني عادل زعيتر ودقت ...
- ورحل علي الشوك الأرستقراطي اليساري في مغتربه اللندني.
- إضمامة من قصص حنون مجيد القصيرة جداً (بصيرة البلبل).. كتب في ...
- مهدي عيسى الصقر يستوحي اجواء الحروب المفترسة في (بيت على نهر ...
- يوسف عبد المسيح ثروة...المعلم الذي أثرى الحياة الثقافية في ا ...
- عبد الأمير الورد آخر الاخافش، شغف بالأخفش الأوسط وحقق كتاب ( ...
- القاصة العراقية ديزي الأمير. أغفلها النقد وجفتها الحياة.
- الأدب واستقلاله النسبي عن الأدلجة:
- على العرب معاقبة من ينقل سفارته للقدس العربية
- محمود أحمد السيد يحرث في ارض بكر (جلال خالد) رواية أفكار ومب ...
- هل كان الشاعر يغار من ابنه؟ (أبي شوقي) كتاب الذكريات والمسكو ...
- الناقد الساخر مارون عبود شذرات من سيرته والتماعات من آرائه ا ...
- كان تلميذاً لأستاذنا الطاهر مكتشف المواهب.


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شكيب كاظم - هل تأثر المعتزلة بفلسفة اليونان؟