أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الطريق الى النكبة الجزء الرابع المراة جميلة لكنها متزوجه !














المزيد.....

الطريق الى النكبة الجزء الرابع المراة جميلة لكنها متزوجه !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 10:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


الطريق الى النكبة
الجزء الرابع
المراة جميلة لكنها متزوجه !


عندما بدا التفكير بالمشروع الصهيونى لم يكن هناك على سطح الكرة الارضيه بلاد يمكن القول انها فارغة بلا سكان.فقد تمكن الاوربيين من الاستيطان فى كل الاماكن التى كانت قد اكتشفت فى القرن الخامس عشر, و هذا ما يفسر ان الصهاينة فكروا فى اقامة دولةيهودية فى مكان ما من العالم لكن مشكلتهم كانت انهم لا يعرفون اين سيقيموا هذه الدولة . و باختصار شديد
باختيار فلسطين ان تكون وطنا ليهود العالم لم تكن الحركة الصهيونية غافلة انها ستواجه مقاومة لمشروعها من قبل اهالى فلسطين بالدرجة الاولى و المنطقه عموما.
و هذا ما قاله بصورة واضحة الاستراتيجيون الصهاينة مثل جابوتسكى و بن غوريون و انا اتجنب هنا نقل كلامهم حرفيا لكى لا اطيل.
لكنه كان كلاما يشير بوضوح شديد ان الامر لن يكون سهلا لان البلاد ماهوله باهلها الذين لن يقبلوا بالمشروع الصهيونى.و لعل الرسالة الرمزية التى تقول ان المراة جميلة لكنها متزوجه و التى ارسلها احد الصهاينة من القدس الذى ارسل لاستطلاع حالة البلاد فى بدايات القرن الماضى , تشير الى معرفة الصهاينة الاكيدة ان فلسطين بلاد ماهولة بسكانها الذين لن يقبلوا بالمشروع الصهيونى .اما فكرة ارض بلا شعب لشعب بلا وطن فلم تكن سوى اداة بروبوغاندا محدودة التاثير .فالدول الاوروبية الكبرى مثل انكلترة و فرنسا و روسيا و سواهما كان لهم قناصل دول فى القدس و عكا منذ القرن الثامن عشر كما كان هناك عشرات الحركات التبشيريه التى كانت قد بدات نشاطها فى فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر عدا عن الرحالة الاوربيين و هذه بلاد مقدسة معروفة فى كل العالم و ليس بلدا معزولا .

و على سبيل المثال انشات روسيا القيصرية مستشفى فى الناصرة فى القرن التاسع عشر لم يزل حتى الان.كما انشات روسيا كلية لدار المعلمين و المعلمات فى نهاية القرن التاسع عشر و كان ياتى اليه للدراسة طلاب و طالبات من كل ارجاء بلاد الشام و من ابرز من درسوا فيه العام 1905 كان الاديب اللبنانى المعروف ميخائيل نعيمة.
اذن طالما ان الصهاينة استقروا على فكرة فلسطين وطنا مستقبليا لهم, فان السؤال على ماذا كان يراهن الصهاينة على نجاح المشروع و ما هى الافكار التى تم تداولها لاجل الاستمرار فى هذا التفكير؟
من خلال قراءاتى لللافكار الصهيونية عن تلك المرحلة اعتقد انهم يعتقدون بامكانهم تكرار النموذج الاوروبى فى ما عرف فى العالم الجديد حيث تم استيطانه و تهميش و حتى قتل سكانه الاصليين.و على كل حال فالصهيونيه تظل فى التحليل الاخير حركة استيطانية اوروبية لا علاقة لها بالشرق على الاطلاق .

و التركيز الصهيونى المبالغ به على سامية اليهود كان تاكيدا ايديولوجيا لتاكيد تمايزهم عن الاوربين الاخرين و لخدمة الفكرة الصهيونيه بالانتماء للشرق, و هم يعرفون جيدا انهم لا ينتمون للشرق لا من قريب و لا من بعيد . اما فى الواقع و كما حصل فيما بعد لم تكن الصهيونية تهدف حتى الى انشاء وطن بالمعنى المتعارف عليه عالميا, بقدر ما كان الامر هو نقل للغيو اليهودى من جغرافيا الى جغرافيا .و بالمقارنة مثلا مع حركة استيطان اوروبية فى جنوبى افريقيا او ناميبيا ,كان المستوطنون يريدون الارض و السكان الاصليين معا.اما الصهاينة فقد كانوا يريدون فلسطين بلا سكانها .

الامر الاخر ان الصهاينة ادركوا باستحالة نجاحهم فى هذا المشروع بدون ربط مصيرهم بالدول الكبرى فى العالم بدءا من انكلترة و فرنسا و امريكا لاحقا الامر الذى عبر عنه هيرتزل فى كتابه( الدولة اليهوديه) حين قال انهم سيقيمون حاجزا بين الشرق البربرى و اوروبا المتحضرة,بمعنى اخر ادركوا ان لا مجال لدولتهم بدون اعطاءها (دورا وظيفيا ) لخدمة الدول الامبريالية .
و قد ساعد الصهاينة ان التفكير الامبريالى الانكليزى فى تلك المرحلة كان يؤيد فكرة اقامة دولة عازلة لمنع قيام دولة عربية قويه الامر الذى كان بمثابة عامل مهم جدا استفاد منه الصهاينة حتى الان
طبعا هذا امر بات معروفا جدا و لعل تعبير نائب الرئيس الامريكى ايام ريغان ان اسرائيل ارخص حاملة طائرات من اقوى و اوضح العبارات التى قيلت لتاكيد الدور الوظيفى لدولة اسرائيل.
نفهم من هذا كله ان الصهاينة كانوا يسعون ان يكونوا فى جغرافيا الشرق الاوسط لكن ليس من الشرق الاوسط ..
اذ لم تكن الحركة الصهيونيةمهتمة اصلا بالاندماج فى المنطقه . و مشكلة اندماج اليهود حتى فى اوطانهم كانت من المشاكل التى تم تداولها حتى فى القرن التاسع عشر من قبل عدد من المفكرين .
الامر الاخر الذى لا يقل اهمية عن الاول هو مراهنة الصهاينة على اضعاف العرب كل الوقت.و .يجب ان اكون واضحا جدا هنا .ان هذه المراهنة مراهنة استراتيجية صهيونية لم تزل قائمة و تعتبر بالنسبة اليهم مسالة حياة او موت .و مسالة التلاعب على الاديان و الطوائف ووضعها ضد بعضها البعض هى استراتيجية صهيونية دائمة لن تتغير .
الامر الثالث الذى كان على الصهاينة الاجابة عنه هو كيف يمكن اقناع الشعب بمغادرة وطنه بطريقة سلميه كما ظنوا او حلموا . بالفعل طرح بعض الصهاينة افكارا طوباويه فى هذا الصدد مثل نقل سكان فلسطين الى الاردن و مساعدتهم ماديا الخ من الافكار التى ادركوا استحالة تحقيقها لانه لا يوجد شعب فى العالم يقبل بهذا .
لذا يمكن القول انه لم يكن استخدام الارهاب و العنف من الصهاينة امر يقع فى اطارالصدفة .بقدر ما كان مرتبطا فى جوهر
العقيدة الصهيونيه .ان فكرة الغاء شعب من الوجود فكرة مجرمة بحد ذاتها و لا يمكن ان تاتى الا من خلال ايديولوجية مجرمة ايضا
و كل السلوك الاجرامى الصهيونى من تلك الفترة حتى الان يعكس هذا التفكير
سارت احداث الحرب العالمية الاولى فى مسار ساعد الصهاينة جدا فى مشروعهم الذى كان خياليا قبل تلك المرحلة.فقد استولت بريطانية على البلاد و كانت اكثر الدول اهتماما بفكرة زرع دولة عازلة و هى افكار تم تداولها من العام 1906 اى قبل الحرب العالمية الاولى.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الية اتخاذ القرارات !
- الطريق الى النكبة الجزء الاول
- الطريق الى النكبة الجزء الثانى
- حول صفقة القرن
- درس صمود غزة
- عودة للفكر الاصلاحى
- من الماغنا كارتا الى قتل الرئيس
- حضارات قوية و حضارات متخلفة!
- نقطة التوازن الضرورية!
- بانظار عودة الروح الى الكفاح الفلسطينى !
- عن ما ئة عام فى العزلة
- حين يكتب الشاعر !
- مسرحيةقصيرة بالزجل الشعبى الفلسطينى
- هل توجدعلاقة بين سعادة الافراد و الانظمة السياسية؟
- مراجعات فى التاريخ !
- فى جذور التمزق فى المشرق العربى
- فى موضوع صناعة الكتابة!
- ن نظرية القابليه لللاستعمار الى نظرية الاستحمار الى نظرية ال ...
- لذين يتربون و يعيشون فى بلاد تعتمد الطائفيه هم طائفيون بالضر ...
- كم نحتاج للامل و التفاؤل !


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الطريق الى النكبة الجزء الرابع المراة جميلة لكنها متزوجه !