أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الشيخ - منازل المغتربين غير المأهوله وهي بالعشرات تستوطنها العصافير















المزيد.....

منازل المغتربين غير المأهوله وهي بالعشرات تستوطنها العصافير


محمود الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 02:56
المحور: المجتمع المدني
    


منازل المغتربين غير المأهوله وهي بالعشرات تستوطنها العصافير

بقلم : محمود الشيخ

عندما تتجول في احياء المزرعة الشرقيه - رام الله يعتصر الحزن والألم قلبك وروحك،فلل بنايات ضخمه ومساحات كبيره تتميز بفنها المعماري والهندسي الشيء الذى يجبرك على التوقف لإلقاء نظرة اعجاب على تلك البنايات او الفلل المكسوه بغطاء من الكرميد الأحمر او الرمادي الغامق،لكن ما ينتقص من جمالها انها خالية من الحياة لا تنبض ولا تنار،بفعل تهافت الشباب وهم في العشرين من اعمارهم على السفر الى امريكا،ففي حي واحد من احياء البلده يقع بين مدارس الذكور وهي قريبة من بعضها ويمتد حتى رأس تل (يسمى الشيخ كامل ) يطل على ترمسعيا وسنجل وجلجليا وابو فلاح ثم شارع نابلس ،ويسمى الحي على اسم الحوض (رجم يعقوب ) ان تفاوت اصحاب الأرضي وهم من حمولة واحده (حجاز ) بإنشاء ابنية تكاليفها باهظه وهندستها ابدع المهندسون فيها،يقع في هذا الحي اكثر من عشرات الفلل لا روح ولا نبض فيها ولا ضوء خالية من الناس ومن الحياة ،ربما هي تسأل من تعب وصرف ماله عليها متى ستدب الحياة في جنباتي متى سيلعب اولادك في ساحاتي متى ستبيتون في غرفي الجميله متى سيعشق اولادك النوم في باحاتي ومتى سيستظلون في جدراني،بيوت كثيره تعج جدرانها المكلفه بضجيج ربما لا تسمعه وهي تصرخ وتنادي اصحابها (أأقمتم البناء )لتسكن العصافير والطيور بكل انواعها.
من الغريب جدا ان ظاهرة الإغتراب اصبحت ملازمه لحياة الناس منذ خروجهم من المدرسه وربما وهم على مقاعد الدراسه لا يفكرون هم وامهاتهم الا في السفر الى امريكا،وانعكس ذلك على عدد سكان البلد في تراجع دائم، البلد ،اذ تبلغ نسبة المقيمين فيها قياسا الى عدد اهالي البلد من مقيمين ومغتربين نسبة (28%) من اجمالي عدد اهالي البلد وهذه نسبة مؤلمه جدا لا تبشر بخير ابدا خاصه اذا ادركنا ان نسبة الزياده السكانيه ربما تساوي نسبة الهجره سنويا اذا لم تكن اكتر منها.
فقد اصبح السفر الى امريكا هدف كل شاب وشابه،البنت تفضل الزواج من شاب يحمل الجنسيه الأمريكيه والشاب ايضا يسعى للزواج من فتاة امريكية الجنسيه،والهدف طبعا هو السفر الى امريكا ،وهنا ربما لا يدرك هؤلاء انهم يمارسون عملية تفريغ البلد من الشباب وابقاء عدد المقيمين هم هم فكل زياده تطرأ بفعل الولاده يقابلها هجره،لهذا لا يطرأ تطور ليس على المستوى العمراني بل على مستوى الأطر الشبابيه والنسائيه.
ولا يتوقف ما قلناه فقط على حي واحد في البلد بل اتيت به كونه في اغلبه لعائلة واحده ربما فيه عدد قليل من المباني لأشخاص من عائلات اخرى،فحي باطن حسين والكولا وحي لوزه والبلد القديمه احواشها فارغه لا نبض فيها،وهذه ربما تشكل في المستقبل اذا لم يجري الإنتباه لها قد تكون بيوتا للأفاعي وغيرها من القوارض بسبب عدم الإهتمام فيها منها نمى في جدرانها شجرا تهدد البناية بالهدم ومنها بلا ابواب او ابوابها (مخلعه) فمنذ عشرات السنين هجرها اصحابها ولم يعودوا اليها متروكة اما للهدم او ربما للأفاعي والقوارض.
اي انسان يتجول في البلد وفي الأحياء الجديده يصاب بالصدمه من هول ما يراه بنايات فخمه تخلوا من الحياه مقفله، في السابق كانت عجوزا تقيم فيها اما اليوم ذهبت العجايز الى الرفيق الأعلى ولم يبقى عجايز. واذا ما اخذنا التأثيرات الأخرى من قضية الإغتراب نجد تأثيرها الكبير على الوسط الشبابي وبشكل خاص الطلبه الثانويين وحتى الجامعيين منهم ،فكتير من الجامعين وعلى اختلاف تخصصاتهم يتركون شهاداتهم ويغتربون الى امريكا بحثا عن الدولار انها المأساة الحقيقيه،فالطلبه الثانويين عندما يرون ان جامعيين انهوا مرحلة البكالوريس غادروا البلاد الى امريكا بحثا عن المال حتما سيكون لذلك تأثيرا كبيرا على مفاهيمهم ويتغير موقفهم من التعليم اضافة الى تأثير اقرانهم الذين تركوا المقاعد الدراسيه وهجرواالبلاد الى امريكا وفي صيف السنة يحضرون مستأجرين السيارات وجيوبهم مليئة بالدولارات يذهبون ليل نهار الى اي موقع يريدونه،حتما هذه ايضا لها دور كبير في التأثير على الطلبه والشباب ،فيغدوا هدفهم ليس التعليم بل السفر فبدلا ان يكون التعليم سببا في وقف الهجره ،اصبحت الهجره عاملا في التأثير السلبي على التعليم سواء الجامعي او نسبة النجاح،ولذلك النتائج المدرسية للطلاب ليست مرضيه،والتفوق لديهم اعلاه في الثمانينات ونسبة السقوط والرسوب عاليه وهناك طلبة ليس لهم علاقة بالدراسه ابدا،هناك اسباب اخرى مجالها ليس هنا/لكن ربما يكون للمغتربين دورا في محاربتها،فبيئة التربيه والتعليم يجيط بها مناخ فاسد، ولذلك تكون هذه الفئة المستهدفة في السفر وترك بلادها،وهؤلاء ينمون وتتغير سلوكهم وبعض مفاهيمهم ثم ينجبون اولادا ليس لفلسطين بل لأمريكا،فلا احد منهم (بمون ) على بنته او ابنه ،ثم ليس بمقدوره ان يرفع يده في وجه ابنه او بنته،فالقانون الى جانب الأولاد.
هذه بعض نتائج الهجره الى امريكا المغتربون يقيمون وطنا لهم هناك،وتصبح بلدهم الأصل فقط للزيارة في فصل الصيف ، موسم الأعراس،تضاء بيوتهم وتبض الحياة فيها.
ثم دعونا ننطق الحقيقه ان عائلات كبيره ينتفي وجودها في البلاد لا داعي للتسميات لتستقر في امريكا،صحيح ان البطاله احد اهم عوامل الهجره ثم فقدان افق اي حل سياسي،وسوء الأوضاع الإقتصاديه،وعدم الإستتبات الأمني.
مركز الدراسات الفلسطينية - بيروت ففي حرب عام 1967 حسب معلومه من
في عام 1967 ونتيجة احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة حصلت موجة اخرى من النزوح الى الاردن، وقدر عدد النازحين في حينه بحوالي (250) الف نازح، كان حوالي نصفهم لاجئين يقطنون في مخيمات الضفة الغربية او قطاع غزة، واضطروا للجوء مرة ثانية خلال اقل من عشرين عام.
واخيرا ها هو الصيف أتى ويستعدون المغتربون للمجيء الى بلداتهم ومنها بلدي، يحدونا الأمل ان يقيموا فيها اقامة دائمه وحتما سيكون لإقامتهم تأثير اجابي على كافة مناحي الحياة في البلد.
ولا بد من ذكر مثالا ساطعا لعائلة استقدمت جزءا من اموالها (عائلة سعيد عبد الله سعد ) واقامت المشاريع في البلاد والأبنية التى تدر عليها ربحا وفيرا وساهمت في تشغيل المئات من الشباب حبذا لو ان غيرها من العائلات تستقدك جزءا من مالها وتشغله في الوطن لتساهم في فك جزءا من البطاله وفي تطوير البلاد-،فلماذا غيرها من العائلات لا تقوم بدورها في نقل دزء من اموالها وتشغيله في البلاد،واول ما في نقله كسب اولادكم مثلما غيركم كسب اولاده.



#محمود_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مره اخرى في الأول من ايار عيد العمال العالمي
- احتفالات الأول من ايار في سنوات السبعينات كانت
- التجمع الديمقراطي الفلسطيني فشل في خوض الإنتخابات الطلابيه ف ...
- نحن مع تجمع وطني ديمقراطي حقيقي بلا مواربه
- بعض قُوى اليسار تزداد تصدعا وارتماء في حُضن اليمين
- التجمع الديمقراطي الفلسطيني فكره رائعه ستنهار على ايدي بعض ا ...
- في يوم الأرض قوانا السياسيه غير جاده في مواجهة الإحتلال الإس ...
- سبعة ايام في مستشفى رام الله الحكومي
- تغزلون فيها ولا يستطيعون العيش بدونها ويظلمونها ( هذا هو واق ...
- هل تفيقون ايها المتنازعون على السلطه لا ارحل ولا بايعانك ترد ...
- في الذكرى العشرين لرحيل القائد القسامي المجاهد الشيخ عبد الف ...
- تنظيماتنا السياسيه لم تتحد رغم خطورة الظروف التى تمر بها قضي ...
- ثلج موسكو لم يبرد قلوب قادتنا الحاميه فعادوا (يا لحية التيتي ...
- حزب الشعب الفلسطيني سيحتفل بمناسبة لا تخصه
- في الذّكرى المئويّة لتأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني لا مجال ل ...
- فلسطين جنه يستحق كل سم فيها ان نصل اليه
- اي نوع من الحكومات يريد شعبنا الفلسطيني
- مسارات المشي ( تعرف على وطنك ) الأسباب والدوافع
- لماذا علينا الحفاظ على تراثنا الشعبي من الإندثار
- عندما تتبرأ القوى السياسيه عن مسؤولياتها تجاه العمال والموظف ...


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الشيخ - منازل المغتربين غير المأهوله وهي بالعشرات تستوطنها العصافير