أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - ارحلوا ....















المزيد.....

ارحلوا ....


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارحلوا ....
ارحل ... شعار رافق الإنتفاضات الجماهيرية في بعض البلدان العربية التي تكلل بالنجاح في بعضها ولم يحالفه الحظ بالتحقق في البعض الآخر . وبما ان وطننا قد تجاوز مرحلة التسلط الدكتاتوري الفردي ، فلم تعد صياغة هذا الشعار بالمفرد تفي بتطلعات شعبنا الذي يريد الرحيل لزمرة احزاب الإسلام السياسي التي اوصلت وطننا وقادت شعبنا الى المآسي والآلام المرتبطة بكل ما هو كارثي تحقق خلال الست عشرة سنة الماضية بحيث اصبح شعار إرحلوا هو الذي يتماشى مع وضعنا الحالي.
لم تزل الساحة السياسية العراقية ترفدنا كل يوم بالمزيد من الهبوط والتدني على مختلف المستويات الذي تواصل مسيرتها فيه احزاب الإسلام السياسي ومريديها من تجار الدين وسارقي اموال الشعب العراقي وكل لصوص العملية السياسية الذين فقدوا حتى ادنى درجات الشعور بالخجل حينما يواجههم الشعب بشعاراته الواقعية المعبرة عما يضمره هذا الشعب لهؤلاء اللصوص من اوصاف اجتماعية واخلاقية . احزاب الإسلام السياسي التي تعيش اليوم تشرذمها المميت الذي احالها الى عصابات لا هم لها إلا الإستمرار في الحكم لتواصل الإستمرار بانتهاك كل ما تدعيه من مبادئ دينية تبتعد عنها سنيناً ضوئية في كل يوم يمر عليها في قيادة العملية السياسية في وطننا. إن مجرد نظرة خاطفة على المقارنة بين ما تدعيه هذه الأحزاب من ثوابت دينية وبين ما تمارسه فعلاً من جرائم بحق الشعب والوطن ، وما تتراشق به من تهم الفساد والخراب الذي تمارسه منذ ان جاء بها الإحتلال الأمريكي لوطننا بعد سقوط البعثفاشية المقيتة عام 2003 وحتى يومنا هذا ، وكل ما تمارسه من سياسات الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية الشوفينية التي فرضتها على الساحة السياسية العراقية بقوة السلاح ، لا بقناعة المبادئ ، حتى غدت هذه الساحة ليس مسرحاً لنزاعات هذه الأحزاب فقط ، بل ونشط فيها لقتل العرااقيين وتهديم الوطن كل مَن هب ودب من الإرهابيين البعثيين والقاعديين والداعشيين والإسلامويين والقومانيين ، الذين إستظلوا بمظلة مقاومة الإحتلال التي أصبحت إهزوجة الجميع الذي يتنازع على السباق في عزف إسطوانتها التي زاد صدؤها يوماً بعد يوم حتى أصبح المفهوم الوطني المخلص لمقاومة الإحتلال أمراً يستعصي فهمه بين هذا الزعيق الذي تطلقه أبواق عصابات الإرهاب التي طالما تناغمت مع أبواق عصابات المليشيات الدينية لأحزاب الإسلام السياسي التي جعلت من إعتلاءها قمة السلطة وسيلة أخرى من وسائل الإرهاب التي عاشها الشعب العراقي على شكل إغتيالات لذوي الكفاءات العلمية والثقافية إن تجرأ أحدهم على نقد هذا التصرف او ذاك من قبل قادة أو كوادر أو حتى القواعد البسيطة لأحزاب الإسلام السياسي . أو على شكل محاربة النساء في مفردات حياتهن في الملبس والمأكل والمشرب والمساهمة في الحياة الإجتماعية ، حتى أصبح قتل النساء المباشر أو رفع شعارات التهديد على الجدران أو الملاحقات في الشوارع ، المهمة الرئيسية التي مارستها هذه العصابات على مسمع ومرأى وقبول من أحزابها . أو على شكل تهجيرات للمواطنين لتحقيق سياسة المناطق المقفلة لهذه الطائفة أو تلك أو حتى لهذه الفرقة الدينية او تلك التي تمتلك قوة السلطة إضافة إلى قوة السلاح . وغير ذلك من العمليات الإجرامية التي أضافتها هذه المليشيات إلى أعمال ألإرهاب التي يمارسها البعثيون والقاعديون والداعشيون والمتأسلمون والقومانيون .
حين ندرس الوضع المتأزم الذي يمر به الوطن اليوم بعد مرور أكثر من ست عشرة سنة على سقوط البعثفاشية المقيتة وبعد إستلام أحزاب الإسلام السياسي بالعراق مسؤولية الحكم لا نجد بديلاً للخروج من هذا المأزق ، الذي يلتهم الوطن جزءً بعد جزء يومياً ، سوى دعوة هذه الأحزاب إلى الإعتراف بفشلها ، والإعتراف بالخطأ فضيلة كما يقال ، وقد اعترف بعض قادتهم بذلك فعلاً ،" راجع على سبيل المثال . https://www.youtube.com/watch?v=3LVqoTHqtLA
والتنحي عن السلطة السياسية التي فشلت فيها وركونها إلى الإرشاد والتوجيه الديني الذي ربما تجيده خيراً من السياسة، إن وجد اصلاً من يجيد ذلك اليوم بين صفوفها التي امتلأت باللصوص والفاسدين في كل المجالات . إذ من خلال هذا التنحي قد نصل إلى الوضع الذي يستطيع فيه المؤهلون لقيادة الوطن من نبذ الطائفية والقومانية والعشائرية والمناطقية التي جرى على أساسها وضع سياسة المحاصصات موضع التنفيذ والتي تركت الباب مفتوحاً على مصراعيه للفساد الإداري والمالي وحتى الأخلاقي الذي أوصل العراق خلال هذه السنوات العجاف إلى حضيض المستوى العالمي في كل هذه المجالات . ومن خلال هذا التنحي قد يتفق المخلصون لهذا الوطن على برنامج سياسي وطني ، وليس محاصصاتي اسلاموي طائفي قوماني ، ينقذ الشعب والوطن من مغبة فسح المجال امام عمل عصابات البعثفاشية وخلايا الدواعش النائمة وكل المتربصين بوطننا . ومن خلال هذا التنحي سيعود الكثير من أصحاب الكفاءات الذين لا يزالون بعيدين عن الوطن لعدم نجاح أحزاب الإسلام السياسي المتسلطة على الحكم بضمان سلامة وجودهم على أرض وطنهم ، ناهيك عن ضمانة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، هذا المبدأ الذي جردته سياسة المحاصصات الطاتئفية والقومانية العشائرية من أي معنى عملي له . ومن خلال هذا التنحي سيفقد المتدخلون في شؤون العراق قواعد عملهم في هذا الحزب أو ذاك أو في هذه الطائفة أو العشيرة أو تلك ، وبذلك قد ينجو الشعب من جرائم العصابات التي تمارس الإرهاب ضده سواءً بإسناد من دولة جوار أو من حزب سياسي أو من حركة دينية أو تجمع قوماني عشائري داخل وخارج الوطن . ومن خلال هذا التنحي يمكن فسح المجال أمام المخلصين من بنات وأبناء وطننا العرق أن يوقفوا هذه السرقات الملياردية التي مارسها ويمارسها وسيظل يمارسها فرسان أحزاب الإسلام السياسي طيلة مدة وجودهم على رأس السلطة ، وهذا ما أثبتته السنين الأخيرة التي يتراشق فيها هؤلاء الفرسان باتهام كل واحد منهم للآخر في هذه السرقات وذلك حينما يعتلون منابرهم أو منصات خطاباتهم مبسملين محوقلين ليقذفوا بني دينهم بكل ما يرفضه الدين من سيئات دأبوا جميعاً على ممارستها . وقد يقود هذا التنحي الى عودة سيادة القانون والتخلي عن الحلول العشائرية للمشاكل الإجتماعية التي تتفاقم يوماً بعد يوم . وأخيراً وليس آخراً فقد يقود هذا التنحي إلى أن يرى الناس بعض بصيص الأمل بتوفير الخدمات الضرورية لحياتهم بدءً بالماء والكهرباء والطبابة والمجاري والطرقات الداخلية والخارجية والمدارس المؤهلة للتعليم فعلاً واحترام الحريات الشخصية الدينية منها والسياسية والإجتماعية وانتهاءً بتوفير العمل للجماهير العاطلة وتوزيع الوظائف على المستحقين دون وضعها في سوق المزايدات وحصرها بمن يدفع أكثر لسماسرة أحزاب الإسلام السياسي التي تقف على قمة السلطة السياسية وتطهير قوى الأمن والشرطة والجيش من الإنتماءات الطائفية والمناطقية التي أخذت مأخذها من هذه المؤسسسات حتى شلت عملها في مكافحة الإرهاب والإرهابيين ، لا بل وقامت في بعض المناطق بتوفير الحماية لهم . ورحيل عصابات سرقة مال وخيرات الشعب العراقي من رواد الإسلام السياسي ومناصريهم من اصحاب المحاصصات قد يوفر الإمكانيات الأكثر والأسهل للبدء ببناء الدولة العراقية الديمقراطية المدنية التي لا يعترف بها هؤلاءالمتسلطون على الحكم اليوم لأن مثل هذه الدولة تقف لهم وللصوصيتهم بالمرصاد.
أحزاب الإسلام السياسي بالعراق فشلت لأنها ، إضافة إلى عدم كفاءتها السياسية ، لا تمتلك بُعد النظر في حركة التاريخ الذي وضع أمامها التجارب التي لم تستطع إستيعابها ودراستها بشكل يمكنها من إستخلاص العبر والدروس من هذه التجارب ، ولو أنها قامت بذلك بجدية تنطلق من ثوابتها فعلاً وليس من أهواءها الجانحة إلى السلطة والإثراء ، لما وجدت غير التنحي عن الحكم كوسيلة تضمن لها الحفاظ على ماء الوجه الذي تبدد بشكل لا تستطيع معه بذكر أي حزب من أحزاب الإسلام السياسي بين المواطنين ، إلا وارتسمت علامات الإستفهام على وجوههم حول السرقات والرشاوي والمحسوبية والتهديد والتزوير والإكراه ومحاربة الرزق وفرض الأتاوات والتجارة بالفتاوى وإشغال الوظائف بدون تأهيل والتدني الخلقي وغير ذلك الكثير مما يجري بالعراق اليوم منذ أن تسلطت عليه أحزاب الإسلام السياسي قبل ست عشرة سنة. ونظرة سريعة على هذه التجارب التي مر بها ألإسلام السياسي ، والتي لم تستوعبها أحزابه العراقية ترينا المأزق الذي تتحرك ضمنه هذه الأحزاب في الوقت الحاضر والذي أصبح يضيق عليها كالشرنقة يوماً بعد يوم ، وهذا ما سنتطرق له في القسم الثاني من هذا الموضوع.



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة النائبات النائمات
- كفانا مغالطة انفسنا
- عفارم ....صيادو الكلمات
- رغم انوفكم ... نحتفل مع المرأة بعيدها الأممي
- جرائم شباط يكررها عُشاقها
- مع الصديق ضياء الشكرجي وحديثه حول النبوة
- علي الشوك ... حصاد فكري في مزرعة يانعة
- عقيدة التثليث في المسيحية ..هل هي شِرك حقاً ؟
- المتحجرات الفكرية
- السلفية اليسارية
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- وثائق غربية تؤرخ لنضال الكرد
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- مع الدولة .... وضد الحكومة
- خير أمة تستجدي الناس
- مسؤولية جيلنا امام حقائق التاريخ
- تجربة علَّها تكون نافعة
- مآزقهم ومنافذنا ...
- نحن وتجارب الثورات الجماهيرية
- ونظل نحتفل بالرابع عشر من تموز كعيد وطني


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - ارحلوا ....