أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام حبيب - عثمان ماله وما عليه ( 1 )















المزيد.....

عثمان ماله وما عليه ( 1 )


حسام حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 00:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مما لاشك فيه ان خلافه عثمان كان لها اثر بالغ على الاسلام والمسلمين وان مقتله كان سبب للتفرقه التي لم يجتمع المسلمون من بعدها الي الان , فحادثه اغتياله قد اختلف فيه الناس اشد اختلاف لكن بلا شك وبدون اختلاف من جهتنا ان الله لم يحل دم عثمان فمن الممكن ان يكون قد اخطأ في سياسته في الحكم لدرجه تغضب الناس منه وتدعو الي خروج الثوار عليه لكن من غير الممكن ان تكون نهايته بذلك الشكل المشؤم
لذلك سنستعرض في ذك المقال لمحات سريعه من خلافته لنعرف هل كان عثمان جدير بذلك المنصب المهم ام لا
لقد وضع عمر قبل وفاته مبدأ يقوم على اساسه باختيار الخليفه المناسب من بعده فقد حصر الاختيار فى سبع اشخاص سته يتم اختيار واحد من بينهم وهم عثمان وعلى وطلحه والزبير وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص اما السابع وكان عبدالله بن عمر فقد كان دوره النصح والارشاد في الاختيار , وقد حدد لهم عمر ثلاثه ايام ليختارو فيها من بينهم الخليفه الا انه قد مات ولم يحضر ذلك بالطبع , فاما الزبير ابن العوام فتنازل عن الخلافه لعلي واما سعد ففوضها الي عبد الرحمن بن عوف وترك طلحه صوته لعثمان , ثم انبرا عبد الرحمن بن عوف بعد ذلك فاباها لنفسه وترك الخلافه محصوره بين اثنين وهما عثمان وعلي , وقد جعل السته الاختيار في يد عبد الرحمن بن عوف يحدد هو من يليق بذلك المنصب بين عثمان وعلي , وقيل ان عبد الرحمن لم يكتف بتفكيره فقط بل انه بدأ يشاور الناس ويستشيرهم في ذلك الامر ليري من يريدون , حتي انتهت الايام الثلاثه وحان اعلان الخليفه الجديد فتم الاجتماع فى المسجد وصعد عبد الرحمن المنبر ونادي على علي فبسط عبد الرحمن يده فاخذ بيد على ثم قال له : هل انت مبايعي على كتاب الله وسنه رسوله وفعل ابي بكر وعمر ؟ فرد علي اللهم لا ولكني احاول من ذلك جهدي وطاقتي , فأرسل يده
وقال هلم ياعثمان فبسط يديه واخذ بيد عثمان وقال : هل انت مبايعي على كتاب الله وسنه رسوله وفعل ابي بكر وعمر ؟ فقال اللهم نعم , فقال عبد الرحمن اللهم اشهد ورددها ثلاث مرات . ثم قام الناس وبايعو عثمان
وماكادت انت تنتهي مراسم المبايعه بالخليفه الجديد حتي بدأ اول امتحان له وهو الذي سيحدد لنا على اي منهج سيستقبل عثمان خلافته , وقد كان اول امتحان هو قضيه عبيد الله بن عمر وقتله لجفينه والهرمزان وبنت ابي لؤلؤه , فنحن نعلم ان قاتل عمر هو ابو لؤلؤه المجوسي قتله اثناء الصلاه حتي اجتمع الناس عليه وقيدوه لكنه استطاع ان يقتل نفسه وهو بين ايديهم فلم نستطع معرفه سبب قتله للخليفه , وقد اخبر بعض الناس عبيد الله انهم رأو جفينه والهرمزان وابي لؤلؤه قبل مقتل عمرو وبحوذتهم نفس الخنجر المستخدم فى عمليه القتل ماعتبره الناس دليل على صلتهم بالحادث , فلما قتل عمر ذهب عبيد الله الي الهرمزان وقتله ثم تقابل مع جفينه وقتله وختم بقتل بنت ابي لؤلؤه وكانت صغيره فى السن , حتي استطاع سعد بن ابي وقاص في السيطره عليه وسحب السيف منه ثم حبسه حتي يقضي الخليفه في امره
تلك القضيه كانت اول ماعرض علي عثمان حتي قبل خروجه من المسجد بعد مبايعته وكان عليه البت فيها امام الحاضرين , وانقسم رائي الناس في تلك القضيه الي رائين مختلفين فقد رائي بعضهم ان عبيد الله قد تعدي حدا من حدود الله بقتله الهرمزان وكان مسلم , وجفينه و بنت ابي لؤلوه ولم يكونوا مسلمين بدون حق لذلك يجب القصاص منه وقتله وكان علي بن ابي طالب من اصحاب ذلك الرائي , اما اصحاب الرائي الثاني فرأو ان من الصعب ان يستفتح عثمان خلافته بقتل فتي من فتيان قريش وابن عمر بن الخطاب فيقول الناس قتل عمر بالامس وقتل ابنه اليوم وكان ذلك كفيل بان يقلب كل قريش ضد عثمان فى بداية خلافته
جنح عثمان فى ذلك الامتحان العسير الي اصحاب الرائي الاخير وعفا عن عبيد الله ودفع ديه القتل من ماله الخاص نيابه عنه الي بيت مال المسلمين ومن ذلك نستطيع ان نحدد ملامح المنهج الذي سيتبعه عثمان فى خلافته لحل المشاكل وهو منهج يصور رحمته ورأفته وايثاره للعافيه وتجنبه لما يمكن ان يقلب القلوب عليه
لقد حكم عثمان الامه الاسلاميه لمده 12 عام شهد النصف الاول منها استقرار وهدوء سواء فى الامور السياسيه او الاقتصاديه او الاجتماعيه اما النصف الثاني فقد شهد كثير من التغيرات كانت سبب لكثير من النزاعات والصراعات
ومنها الاحلال والتبديل الذي قام به عثمان في تعين الولاه , والتخفيف من حد وسيطره السلطه على تنقلات كبار الصحابه من وخارج المدينه , والتغيرات فى السياسه الماليه والتوقف المؤقت لعمليات الغزو والتوسع
فاما من جانب تعين الولاه فقد استقر عثمان فى المرحله الاولي من خلافته على من عينهم عمر في عهده حتي بدأت التغيرات والتبديلات فى بدايه المرحله الثانيه من خلافته فقد عين سعد بن ابي وقاص على الكوفه بدل من المغيره بن شعبه لكنه لم يستمر بها كثير حتي عزله وعين بدل منه الوليد بن عقبه بن ابي معيط , وولي عبدالله بن عامر على البصره بدل من ابو موسي الاشعري , وعبدالله بن سعد بن ابي السرح على مصر بدل من عمرو بن العاص واضاف الاردن وفلسطين لمعاويه بن ابي سفيان بجانب الشام التي كانت تحت ولايته , ويختمها بتعين مروان بن الحكم مستشارا له
وكانو جميعا من رهط عثمان فعقبه كان اخو عثمان من امه ومعاويه كان ابن عمه وبن السرح كان اخوه بالرضاعه ومروان كان ابن عمه
غير انهم كانو من اصحاب سابقه وعهد سئ مع الاسلام فاما الوليد بن عقبه بن ابي معيط فنزلت به ايه فى القران ( يا ايها اللذين امنو ان جائكم فاسك بنبأ فتبينو ) فقد نزلت تلك الايه فى الوليد وسببها ان الوليد كان المسؤل عن جمع صدقات بني المصطلق فخاف الوليد علي نفسه من الذهاب اليهم فأدعا انهم ممتنعين عن دفعها واخبر ذلك الرسول , فجهز الرسول حمله تأدبيه لبني المصطلق حتي تراجع عنها بعد معرفته حقيقه الامر لذلك فقد وصفه القران بالفاسق , وقد عزل بعد ذلك من منصبه بسبب شربه للخمر
اما عبدالله بن ابي السرح فقد كان كاتب للوحي وارتد عن الدين معللا انه كان يكتب القران عن النبي ويغير به ولم يكن يعلم الرسول بذلك وقد كان واحد من ضمن من قال فيهم الرسول بان يقتلو حتي لو تعقلو باستار الكعبه , حتي توسط عثمان للرسول وقت فتح مكه وبايعه وقتها وتم العفو عنه
اما عبدالله بن عامر فقد كان حديث السن وتم تعينه بدل من صحابي كبير مثل ابو موسي الاشعري
ثانيا من الامور المهمه التي خالف فيها عثمان سيره عمر هو التخفف الشديد من سيطرته على كبار الصحابه , فقد كان عمر يحبس كبار الصحابه داخل المدينه فلا يخرجون منها الا باذن منه سواء الخروج كان لعمل خاص بهم فى التجاره او الخروج للمشاركه فى احد الفتوحات وتفسير ذلك انه كان يخشي ان يفتن الناس بهم وهم فى الاقاليم بعيدا عنه فهم اناس قد عاصرو النبي ولهم الحق فى الرأي والاجتهاد وتفسير القران ويمكن ان ينتقدو الخليفه نفسه وان يقلبو الناس عليه لذلك ابقاهم عمر بجواره وحدد اقامتهم وذلك لم يمنع انتفاعه بهم كمستشارين له
فما استهل عثمان خلافته حتي خالف ذلك النهج وأذن لكبار الصحابه بان يتفرقوا في الاقاليم وكان ذلك من اسواء قرارات عثمان فى خلافته حيث انها ستسبب له الكثير من المتاعب فكثير من هؤلاء الصحابه سينتقدو خلافته فيما بعد ومنهم ابو ذر الغفاري وسنتطرق فى جزء خاص فيما بعد الي اشكال المعارضه في عهده وكيف كان يتم التعامل معها
اما بالنسبه للحياه الاقتصاديه فافتتح عثمان خلافته بزياده فى اعطيات الناس ولم يكن قد طرأ مايوجب تلك الزياده , فقد اراد ان يبدأ خلافته بالتوسعه على الناس من بيت مال المسلمين ويمكن وصف تلك الزياده انها انحراف تام عن سياسه عمر الاقتصاديه فقد كان عمر شديد الصرامه فى التعامل مع بيت المال اما عثمان فابدي مرونه تامه في ذلك الامر حتي انه كان يسمح احيانا للصحابه بالاقتراض من بيت المال وذلك كان يمنعه عمر فى خلافته خوفا منه على اختلاط المال العام بالخاص ويمكن ان نقول ان عثمان قد تقرب بهذه السياسه الجديده الي الناس
ومن الامور التي استحدثها عثمان فى الناحيه الاقتصاديه كانت عمليه تبديل الاراضي ومعناها ان بعض من الناس كانت لهم بعض الاراضي في اقاليم متفرقه كانو قد اشتروها اثناء تجارتهم بالاضافه لبعض الاراضي فى شبه الجزيره , وبسبب بعد المسافات بين تلك وذاك يكونو غير قادرين على متابعة واداره تلك الاراضي المتفرقه فسمح لهم عثمان باستبدال تلك الاراضي البعيده باراضي قريبه منهم بحيث يتمكن كل منهم بجمع ملكيه جميع اراضيه فى مكان واحد وترتب على ذلك تحقيق ارباح طائله نتيجه فارق القيمه
وبدأت بتلك السياسات تتسع الفجوه بين الطبقات العليا والسفلي فتكونت طبقه من الاثرياء في مقابل طبقه من الضعفاء الذين يعملون فى خدمه سادتهم من الاغنياء
لايمكننا ان ننكر ان عثمان قصد بتلك السياسات مصلحه المسلمين لكنها لم تأتي على هواء بعض من الناس وكانت سبب فى نقده , وذلك ماسنتطرق له فى الجزء الثاني من المقاله عن اشكال المعارضه ومن هم اهم المعارضين له



#حسام_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكله مصر وحلها من وجهة نظر جمال حمدان
- جيفارا ومصر
- التفكير الدينى وتطوره (الجزء الثانى)
- التفكير الدينى وتطوره


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام حبيب - عثمان ماله وما عليه ( 1 )