أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة














المزيد.....

وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تم إطلاق سراح الزميل حسين عبد الغنى مدير مكتب محطة الجزيرة الفضائية بالقاهرة، لكن الإفراج عنه لا يعيد الأمور إلى المرجع الأول وكأن شيئا لم يكن.
فمن الناحية القانونية.. تم الإفراج عنه بكفالة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه. وهذا يعنى ان القضية لم يتم حفظها وان الاتهام، أو الاتهامات، مازالت معلقة فوق رأسه.
ومع ذلك فان الناحية القانونية ليست هى الأهم، كما انها ليست مجال اهتمامى أو تخصصى.
الأهم – فى رأيى- هو الناحية السياسية.
ومن اجل تقييمها يجدر بنا أن نعود إلى ملابسات القبض على حسين عبد الغنى على خلفية التحقيق معه فى نيابة أمن الدولة العليا فى عدة اتهامات، من بينها بث أخبار كاذبة ودعابات مثيرة من شأنها إحداث بلبلة للرأى العام، بحجة إذاعته نبأ غير صحيح كان قد بثه حول هجمات على أحد كمائن الشرطة فى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وعدم نشر بيان للداخلية نفى وقوع هذا الكلام.
وكذلك بث صور قديمة لاحداث سابقة أثناء تغطية تفجيرات منتجع " دهب"، ومنها لقطات لسيارات إسعاف إسرائيلية تنقل الجرحى.
وقالت سلطات الأمن ان هذه الصور لا علاقة لها بأحداث تفجيرات "دهب" وانما هى قديمة ومسجلة فى أحداث تفجيرات طابا عام 2004.
فضلاً عن اتهام حسين عبد الغنى ببث أنباء عن مساعدات إسرائيلية فى نقل الجرحى والمصابين خلافاً لما تقوله السلطات المصرية التى نفت تلقيها اى مساعدة إسرائيلية.
ولن ادخل فى تفاصيل هذه الاتهامات ، او ما اذا كانت صحيحة او غير صحيحة . فليس هذا هو عملى.
ما يهمنى التأكيد عليه –بالأحرى- هو ان هذه الاتهامات – كما هو واضح من ظاهر الأوراق على حد تعبير اللغة القانونية – تنطلق من الرؤية التقليدية للعمل الاعلامى، وهى رؤية أصبحت بالية وعفى عليها الدهر .
والرؤية التقليدية التى أتحدث عنها هى تصور ان رجل الإعلام مجرد بوق للأجهزة الرسمية، ينقل ما تقوله بالحرف دون زيادة او نقصان.
هذه الوظيفة قد انتهت وانتهى زمانها، وأصبحت قواعد العمل الاعلامى الحديث تشترط تقديمه الخبر من كل جوانبه، ومن منظور كل الأطراف، مع تجنب الخلط بين الخبر والرأى بأى حال من الأحوال .
وعلى هذا فان واجب حسين عبد الغنى ، وغيره من الإعلاميين، البحث عن الخبر وتتبعه منذ اللحظة الأولى لحدوثه ، وعدم انتظار صدور بيان من الداخلية او غيرها من الجهات الرسمية، خاصة ان خبرتنا مع البيانات الرسمية ليست سارة وليست مشجعة، والأمثلة على ذلك كثيرة اكثر من الهم على القلب .
وليست بدعة أن تذيع اى فضائية او محطة تليفزيونية أرضية أو جريدة أخباراً عن امر ما منسوباً إلى أحد المصادر غير الرسمية، وتقول فى نفس الوقت انه لم يتسن لها بعد ان تتأكد من صحة الخبر من مصادر مستقلة، أو ان تحصل على تعليق عليه من مصادر رسمية .
وفى تطور لاحق تعدل الخبر أو تؤكده أو تنفيه حسبما يستجد.
يحدث هذا فى كل بلدان العالم، وفى كبريات الصحف ووسائل الإعلام.
وعلى هذا لا يكون ما فعله حسين عبد الغنى تجاوزا بل ألف باء العمل المهنى كما يجب ان يكون.
وليست المشكلة هى فقط تجاهل الجهات التى ألقت القبض عليه لهذه النواحى المهنية .
هناك بالأحرى مشكلتان لا تقلان أهمية.
المشكلة الأولى: هى الطريقة التى تم بها القبض على الرجل حيث قيل انه قد تم اقتياده عنوة من أحد فنادق "دهب" أثناء تأدية عمله وتغطية الأحداث ولم يسمح له حتى بارتداء ملابسه حيث نقل من دهب إلى القاهرة مرتديا " شورت وفانلة " ولم يبرز له الضباط الذين القوا القبض أذن النيابة، وقبل ايضاً انه عومل بطريقة مهينة وصودر تليفونه المحمول ولم يسمح له بالاتصال بأسرته او زملائه فى العمل .
وهذه كلها أمور تصورنا انها انتهت إلى الأبد.. فإذا بها تمارس مع أحد الإعلاميين المرموقين. فما بالك بالمواطنين العاديين!
المشكلة الثانية: ليست فقط فى طريقة معاملة شخصية إعلامية مرموقة، وانما فى القبض عليه أصلاً .
وهنا أنا لا أتحدث عن القانون، وانما أتحدث عن المواءمة السياسية.
فهل من الحصافة السياسية ان يسارع الأمن إلى القبض على هذا الصحفى أو ذاك، حتى لو كان قد حدث تجاوز بدرجة تزيد أو تقل، أم أن الأفضل هو التعامل مع الصحفيين والإعلاميين وأخبارهم بصورة ديناميكية وتفاعلية، ترد على الخبر الصحيح بخبر دقيق، والخبر الناقص بخبر مكتمل، والخبر الكاذب بتصحيح مدعم بالوقائع والشواهد!
ومن زاوية الحصافة السياسية أيضا.. وحتى بافتراض وقوع الصحفى فى خطأ مهنى.. فهل يكون الحل فى الترصد للصحفى وإلقاء القبض عليه؟ وهل يحل هذا الأسلوب المشكلة أم يضيف إليها مشكلة جديدة لا تقل خطورة، هى شبهة الضيق بحرية الصحافة وحرية التعبير والتنكيل بكل من يخرج عن النص الرسمى!
ونحن لسنا إزاء سؤال افتراضى.. بل نحن أمام حالة واقعية ، لأن القبض على مراسل الجزيرة آثار ردود أفعال محلية وإقليمية ودولية غاضبة وردود الأفعال هذه لم تكتف بربط القبض على حسين عبد الغنى بأحداث دهب ، بل ذهب بعضها بالربط بينه وبين تغطية الجزيرة للمواجهات بين قوات الأمن والمعتصمين أمام نادى القضاة، وتسجيل هذه المواجهات العنيفة بالصوت والصورة. وبثها على الأثير.
ومن زاوية الجدوى السياسية ايضاً .. هل أدى أسلوب اعتقال مراسل الجزيرة الى تخفيف لهجة باقى وسائل الإعلام؟
لم يحدث ذلك .. بل العكس هو ما حدث على طول الخط.
وقد اصبح من رابع المستحيلات ، بفضل الثورة المعلوماتية وثورة الاتصال، التعتيم على اى حدث.
بل ان محاولات التعتيم تؤدى فى الأغلب الأعم إلى رد فعل عكس.
ولعل من اتخذ قرار القبض على حسين عبد الغنى، أو أي صحفى أو اعلامى، يدرك أن الدنيا قد تغيرت.. وان ما كان ينفع بالأمس لم يعد صالحاً اليوم، وان سياسة وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين أصبحت فى عداد الأسلحة الفاسدة التى ترتد إلى صدر من يستخدمها .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام -هجايص- .. وكلام من دهب!
- حزب المحافظين
- ابنتي.. والإرهاب
- قبطى ... لامؤاخذه!
- هؤلاء يجب إقالتهم .. والمحافظ المحبوب اولهم
- الطموح الإيراني والغيبوبة العربية
- أحزاب -تجارية- !
- تريدون القضاء علي بعوض الكراهية.. جففوا مستنقعات التطرف الدي ...
- رسالة من رئيس وزراء فرنسا .. إلى الدكتور نظيف
- عندما تساوي حياة المواطن.. ثمن وجبة كفتة!
- تقرير مهم لمجلس غير مشكوك في مصاهرته للحكومة
- حوار ساخن مع الجنرال جون أبى زيد
- معاقبة السعودية بسبب إسرائيل.. ومصر بسبب نور.. والسودان بسبب ...
- فضيحة خطيرة
- الوزراء .. مطالبون بصوم ربيع الأول والآخر!
- من الذى أضرم النار فى معقل الليبرالية المصرية ؟
- المهندسون يرفعون شعار: الضغوط الأجنبية هى الحل!
- تونس الخضراء .. ثنائية السياسة والاقتصاد
- نصف قمة
- عفواً يا فضيلة المفتي: أرفض تطليق ابنتي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة