أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تيار الكفاح العمالى - مصر - قراءات يساريه على خلفية حراك يناير مصر2011-جمال عبد الفتاح يكتب: عصر الأنحطاط ما بين أضمحلال الدوله والطبقات-الان فى المعتقل لذا نعيد نشرها -















المزيد.....



قراءات يساريه على خلفية حراك يناير مصر2011-جمال عبد الفتاح يكتب: عصر الأنحطاط ما بين أضمحلال الدوله والطبقات-الان فى المعتقل لذا نعيد نشرها -


تيار الكفاح العمالى - مصر

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 21:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



الرفاق والأصدقاء الأعزاء
بدايه أرحب بكل من سيتواصل معى على هذه الصفحه,وكلى أمل فى الاهتمام والقراءه المتأنيه , خاصه أن عصر السرعه الذى نعيشه يجعل الجميع ميالين للقراءه السريعه والكتابات القصيره ومن ثم التعليقات السريعه, وأن الكتابه الطويله حظها من الاهتمام قليل ,فى مثل هذه الأيام.
فهذه المحاوله الأولى قراءه طويله للواقع , ومحاوله فهمه بعنوان (عصر الا نحطاط ما بين أضمحلال الدوله والطبقات)..تسعى أولا لمعرفه الواقع بكل تعقيداته ومراراته ووضع الطبقات المختلفه والقوى الحيّه, ومواطن الضعف وأمكانيات القوه, والواقع فى تغيّره, وأستشراف تطوره فى المستقبل القريب المرئى أنطلاقا من نظره أشتراكيه وحس متفائل,مصّر على أكتشاف قوانين هذه اللحظه بكل صعوباتها ,دون خلط بين الأمل والهدف الواضح بالنسبه لى الثوره الأشتراكيه, والمحطات المختلفه المؤديه اليها, ودون تلبيس الأمل أو الحلم برغم مشروعيته للواقع الراهن والنضال على هذا الأساس.
لذا أرى أن تكون هذه محاوله جماعيه فى التفكير. وهى طريقه لا نمارسها معا منذ سنوات, بسبب غياب الأشكال المشتركه التى نتعلم فيها مثل هذا النوع من التفكير الجماعى,وأنى أنتظر الكثير من الملاحظات العميقه على تلك الكتابه المطوله نسبيا , والتى ستكون على ثلاثه أجزاء لتطويرها وتعميقها عبر المشاركه الجماعيه والوصول بها للكتابه الأخيره. دون أن أحمّل أحد مسؤوليه هذه الكتابه سواء فى حالتها الراهنه أو فى شكلها الأخير بعد المناقشه وأى أخطاء فى البدايه والنهايه هى مسؤوليتى الشخصيه أولا وأخيرا.
عصر الأنحطاط ما بين أضمحلال الدوله والطبقات

مدخل
تحت وقع الأنتفاضه الفلسطينيه الثانيه أواخر عام 2000 ,أنخرطت فئات واسعه نسبيا – خاصه من الطلاب والمثقفين- فى أحتجاجات عفويه مختلفه ضد السياسات الأستعماريه الأمريكيه والعدوانات المتتاليه من قبل الكيان الصهيونى على الشعب الفلسطينى. وقد أتسعت تلك الاحتجاجات بشكل لافت مع الغزو الأمريكى للعراق عام 2003..

وهذا ما دفع بعدد من المناضلين اليساريين وغيرهم للحديث عن توقع حدوث أنتفاضه شعبيه واسعه , تعمّ البلاد فى وقت قريب.خاصه وأن هناك غضب واسع من قبل الغالبيه الساحقه من شعبنا , تحت وطأه موجات الغلاء المتتاليه دون توقف, والبطاله والأفقار المتزايد. وعلى الجانب الآخر تركّز الثروة فى يد القله الغنية فى حمايه قمع بغير حدود.
وما أن تراجعت تلك الاحتجاجات عام 2004 حتى توقف الحديث عن تلك التقديرات . ولكنها عادت لتطل برأسها من جديد عام 2005 مع ظهور حركه كفايه وقبادتها للعديد من نشطاء السنوات السابقه فى مظاهرات مختلفه ضد ديكتاتوريه الحكم القائم تحت شعار( لا للتوريث لا للتمديد) . وما ان تم تنصيب الرئيس السابق مره أخرى,حتى تمكن الأحباط من تلك المجموعات النشيطه. وفى عام 2007 دخلت قطاعات من الطبقه العامله وصغار الموظفين ساحه الأحتجاجات الواسعه لأسباب أقتصاديه مباشره, فأنتعشت من جديد الأحاديث عن الأنتفاضه بل تجاوزتها للحديث عن الثوره الشعبيه ومخاطرها فى تلك الأوضاع.كما انتشرت التوقعات عن المظاهرات المليونيه والدعوه للعصيان المدنى العام , خاصه وأن التاريخ المصرى الحديث, سيتوقف عند عام حاسم,عام الأنتخابات الرئاسيه 2011...!! كما يتصوره الكثيرون...
فنظام الحكم القائم هرمّ ومأزوم ضمن أزمه مجتمعيه شامله تطال كل الطبقات ويحتمى فقط بأجهزته الأمنيه المتضخمه ورضا السيد الأمريكى والصهيونى عليه .
أن شراسته المتبديّه دليل ضعفه وضعف الأحتجاجات والقوى المناوئه له.
فكيف نقرأ تلك الأوضاع الراهنه دون الوقوع فى أسر تلك التقديرات المتردده ، شرط ان تعكس قراءه واقعيه ملموسه لأوضاع الطبقات المختلفه من الطبقه الرأسماليه السائدة ونظام حكمها الى الطبقه العامله وباقى الطبقات الأخرى, ومدى التغيّرات العميقه التى جرّت عليها مع سياسات الانفتاح الأقتصادى منذ منتصف السبعينات من القرن الماضى.
أنها محاوله أوليه لقراءه الواقع الراهن فى بلادنا نسعى أن تكون متأنيه وموضوعيه قدر الأمكان ، وفى نفس الوقت هى دعوه لمشاركه أكبر عدد ممكن من المنحازين لمفهوم الصراع الطبقى فى تطور المجتمعات , للمساهمه فى أثرائها وتطويرها , علّها تكون مشاركه متواضعه ومفيده لكل الرفاق والأصدقاء .

الجزء الاول عصر الانحطاط
ما بين عام 67و77

بدايه أرى أنه من المفيد فى فهم هذه القضيه العوده بالنظر فى الفتره ما بين هزيمه 1967 وأنتفاضه يناير 1977 بكل تعقيداتها الخطيره والخطره . الدوله والحكم القائم , الطبقه الرأسماليه والطبقات الشعبيه.الأزمه المجتمعيه سياسيا وأقتصاديا وأجتماعيا, ومدى الحيويه فى الصراع السياسى والاجتماعى خلال تلك السنوات العشر والذى وصل الى ذروته بأنتفاضه يناير 1977 . وردود فعل السادات بالترويج لحلم (الرخاء) القادم مع (السلام) . وفتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام أنفتاح أقتصادى عات أتى على الكثير من الصناعات الوطنيه , والمكتسبات الأجتماعيه للطبقات الشعبيه. ولصالح الأغنياء –اللصوص الجدد- فكانت أنتفاضه 18 و19 المجيده .
أن قراءه متفهمه لتلك الفتره السابقه ومقارنتها بالأوضاع الراهنه المأزومه أيضا على كافه الأصعده ,يمكن أن تكشف لنا العديد من الأمور قد تكون مستغلقه غلى البعض منّا, ومن ثم فهمها وتقديرها بما هو أقرب للصواب, فنأخذ بخطوتنا غلى الطريق الصحيح, بعيدا عن منطق التمنيات الثورى الذى يعتمد واقع متصور، وهو بطبيعته نافذ الصبر بأتجاه التغيير والثوره السياسيه والاجتماعية ؟؟
مع هزيمه1967 وتحت تأثيرها العميق تراجعت قبضه النظام الناصرى على حركه الصراع الطبقى والسياسى, وحتى على الطبقه الرأسماليه نفسها , خاصه الشرائح القديمه منها . كما ظهر فى أحداث فبراير ونوفمبر 1968. وفى نفس الوقت توسعت الدوله البوليسيه نتيجه للهزيمه العسكريه التى كشفت ايضا عيوب الدوله الناصريه وخيباتها الكبرى فى المجالات السياسيه والأقتصاديه...فهى لم تكن بالقوه التى صورتها دعاياتها. فمفخره النظام الناصرى الجيش وقادته العسكريون اللذين يسيطرون على مرافق الدوله ومؤسساتها المختلفة حتى الأنتاجيه منها قد منى بهزيمه قاسيه ومذلّه.
وقد فضحت تلك الهزيمه قوّه هذا التظام. وشيئا فشيئا تراجعت هاله القداسه لزعامه عبد الناصر والتى أسرّت غالبيه المصريين والشعوب العربيه لسنوات. فأنفك أسر الطبقات الشعبيه والقوى الحيّه فى المجتمع خاصة طلاب الجامعات والمثقفين من الأنضواء تحت

لواء الناصريه. وبدأت حركتها المستقله بمظاهرات ضخمه ضد أحكام قاده الطيران فى فبراير 68 والتى عمتّ القاهره والأسكندريه برغم مصادره النظام لأشكال التنظيم والحركه المستقله للطبقات المختلفه منذ عام 1954.
لقد بدأت تتعافى نسبيا الطبقه العامله والطبقات الشعبيه الأخرى والحركات البرجوازيه الصغيره مثل الطلاب من هيمنه الأيديولوجيه الناصريه وكثير من أوهامها , وبدأت تشق لنفسها طريقا مستقلا فى حركتها ووعيها , وتجلى ذلك فى أضرابات العمال وأحتجاجات فبراير 1968 وخاصة نوفمبر من نفس العام التى طرحت قضايا ومطالب ديموقراطيه تصطدم بديكتاتوريه الحكم القائم لأول مره منذ أزمه مارس 1954, وتقدم ذلك الاتجاة أكثر فى انتفاضتى 1972 ,1973 الطلابتين الواسعتين والتى أنضم اليها العديد من أساتذه الجامعات والمثقفين ودعمتهما قطاعات من العمال وغيرهم من الفئات الشعبية. وأبرز ما فى تلك الانتفاضتين نضجهما السياسى وأستقلالهما الكامل عن سياسات النظام وطرحهما لبرنامج وطنى ديمقراطى يقوم على تحرير الارض وقضايا الأستقلال الوطنى الأقتصاديه والسياسيه للطبقات الشعبيه والسعى لأقامه التنظيمات والأشكال المستقله المعبره عن هذا البرنامج بين كافه الطبقات والفئات الشعبيه تحت شعارات التجمع الوطنى الديمقراطى ولجان الدفاع عن الوطن والديموقراطية.
ولكن بعد أنتصار أكتوبر عام 1973 المغدور على يد السادات بدا الكثير من الارتباك والتراجع فى صفوف الحركات السياسيه الطلابيه وغيرها تحت تأثير الأعلام الزاعق بهذا الانتصار الذى لم تظهر ثماره المره بعد ، والتى تجسدت فى زياره السادات للقدس عام1977 وأبرم أتفاقيه العار فى كامب ديفيد عام 1979 والسبر فى طريق التبعيه الكامله للسياسه والمصالح الأمريكيه والصهيونيه.
وما أن جاء يناير1975 حتى أستطاعت الحركات السياسيه المعارضه وفى مقدمتها الحركه الطلابيه ألتقاط أنفاسها من جديد, وتواترت الأضرابات العماليه فى المحله وغيرها من المناطق العماليه الاخرى معلنه عن أستعاده بعض حيويتها فى مناهضه سياسه السادات الاستسلاميه والمعاديه لمصالح الطبقات الشعبيه فى ظل ازمه اقتصاديه واجتماعيه تضرب الجميع وفى المقدمه نظام الحكم القائم.
فاندفع السادات بكل قوته للارتباط بالأمبرياليه الأمريكيه لأنها من وجهه نظره ومصالح حكمه تملك 99% من أوراق اللعبه مع أسرائيل وفى المنطقه العربيه. وكان كل همه
الأنتهاء من أحتلال أسرائيل لسيناء حتى ولو كان شكليا دون أدنى أعتبار يذكر للسياده والاستقلال الوطنيين...ودفعه ذلك الاستعداد القوى للتفريط فى ثروات وحقوق الشعبين المصرى والفلسطينى, فوقع على اتفاقيه كامب ديفيد المذلّه فى محاوله منه للخروج من أزمه مستفحله تهز دعائم حكمه فى كافه المجالات . الدوله على حافه الأفلاس بعد أنفاق أكثر من سبعمائه مليون جنيه على حرب أكتوبر والأعداد لها . البنيه التحتيه من طرق وكهربا وأتصالات وصرف .....الخ فى حاله انهيار كامل . الصناعات المصريه وأغلبها فى ذلك الوقت قطاع عام لم يتم أحلال وتجديد لها لسنوات طويله خلت . الدين الخارجى والداخلى تضاعف عده مرات عن وقت وفاه عبد الناصر. وأنتشرت البطاله والأفقار بشكل غير مسبوق. وتراجع التعليم والصحه وألحقوق الاجتماعية الاخرى . مما أصبح يهدد بأنتفاضه شعبيه واسعه. ويزيد من هذه الاحتمالات وجود حركات سياسيه ناميه ظهرت مستقله عن النظام وذات طابع وطنى ويسارى منذ فبراير 1968. وأن كانت أرتباطاتها بالطبقات الشعبيه ما زالت فى أولها . فسنوات عمرها قصيره , وخبراتها ما زالت محدوده والمهمات المطروحه عليها جسيمه . فى مقدمتها عرقله تحولات النظام السريعه للأرتباط بأمريكا وأسرائيل. وللحقيقه فأن تقديرات السادات للمخاطر التى تحيق بحكمه كانت صائبه من منطلق مصالح الطبقة السائدة . فأندفع بكل قوه لأنجاز مهمه ضروريه حددها لنفسه سلفا منذ بدايه حكمه1970 , أن يقطع الطريق أمام الحركه السياسيه الوليده ويدفنها مبكرا قبل أن تتحول الى حركه شعبيه تهدد نظام حكمه وطريق الأستسلام والخيانه الذى يرى فيه حياته وحياه من حوله...
وفى هذا السياق لم يكنفى السادات باستخدام آلته القمعيه والتزييف الأعلامى لوقف أى تقدم للحركه الوطنيه الديمقراطيه وعلى رأسها الشيوعيين, بل أطلق يد أتجاهات الأسلام السياسى (الجماعات والأخوان) فى الجامعات والأحياء الشعبيه والمساجد لفرض أيديولوجيتهم الرجعيه المحملة بمزيد من الأفكار الأنهزاميه والطائفيه لتشويه الصراع السياسى والأجتماعى حتى يتخلصا سويا من تلك الحركه وبرامجها الوطنيه والديموقراطيه ذات البعد الأجتماعى المنحاز لمصالح الطبقات الشعبيه.وقد تمكنا سويا من حرف مجرى الصراع الطبقى والسياسى بأتجاه التشدد الدينى الشكلى ليغرق الجميع فى امور كزىّ المرأه والحجاب وأطاله اللحى وتقصير الشارب وعذاب القبر. حتى وصل الامر للحديث عن الخلافه والدوله الدينيه تحت سمع وبصر الدولة .ثم جاءت أنتخابات مجلس الشعب عام 76 لتؤكد للسادات أن القوى المعارضه لسياسه الخيانه الوطنيه بشعاراتها وبرامجها
الديموقراطيه ما زالت قادره على الفعل والتأثير برغم ضرباته المتلاحقه لها. بما يعنى أن القوى الشعبيه حاضنه تلك القوى الثوريه لم يتم الأجهاز الكامل عليها بعد,وأن الهيمنه الأيديولوجيه المخلوطه بالدين لم تستولى على كامل وعيها حتى تلك اللحظه. وفى أعقابها جاءت أنتفاضه يناير 1977 ردا على ارتفاع أسعار بعض السلع الضروريه والتى كانت بمثابه القشه التى قصمت ظهر البعير فى ظل أزمه أقتصاديه طاحنه ودوله مفلسه كما أوضحنا سابقا. كما جاءت تتويجا للحركه العفويه للطبقه العامله والطبقات الشعبيه الأخرى حامله الكثير من شعارات الديمقراطيه الأجتماعيه الجذريه فى ذلك الوقت.وعلى الرغم من كل هذا كانت الانتفاضه مفاجأه للجميع .السادات وأجهزته الأمنيه, وقوى المعارضه بكافه تلاوينها , بما فيها الشيوعيون.
لسنا هنا بمعرض تقييم الانتفاضه ونتائجها فى هذا المقام, أن ما يعنينا بالاساس كونها لحظة فارقة بين عصرين ، وتأثيرها على التغيرات الأقتصاديه والأجتماعيه الجاريه فى تلك اللحظه, وتعامل الحكم القائم معها بعد ان فقد توازنه أمام قوتها العارمه . ولأعاده سيطرته على زمام البلاد, قام بسحب قراراته الخاصه برفع أسعار بعض السلع الضروريه, وأنزل الجيش فى نهايه اليوم الثانى , وفرض حظر التجول , وبدأ فى القمع الواسع بقتل العشرات فى الشوارع وأعتقال الآلاف, ومصادره صحف المعارضه وتكميم الأفواه فانطفات نيران الانتفاضة سريعا , ثم بدا فى أصدار العديد من القوانين سيئه السمعه لقتل أبسط الحقوق والحريات الديمقراطيه التى حققتها قوى المعارضه اليسارية بتضحياتها فى السنوات السابقه.
لقد كان ذلك تدشينا لمرحله جديده فى حياه شعبنا ومجتمعنا نعيش حصادها المر فى أيامنا الراهنه...وقد أصبحت جزءا من مرحلة جذر فى الصراع الطبقى على المستوى العالمى لصالح الامبرياليه الامريكيه وحلفائها.
أن هذه القراءه لا تعفى المنظمات الشيوعيه والقوى الحيّه ,فى هذه الفتره من المسؤوليه عن أخطاء كبرى وقعت فيها , ولكن ما يهمنا هنا وأول تلك الأخطاء غياب الفهم العميق للتحولات الاقتصاديه والأجتماعيه الكبرى , والتغيرات العنيفه التى تجرى على الطبقات الشعبيه والطبقه الرأسماليه فى بلادنا , وظهور ما يسمى بالحقبه النفطيه بعد حرب 1973 وتأثيراتها على المنطقه العربيه وقضاياها. وتقدم الامبراطوريه الأمريكيه لفرض هيمنتها عبر العالم فى وقت تعانى فيه الكتله السوفيتيه أزمه ركود طويلة ، فى الحكم
والاقتصاد والطبقات تجعلها لا تسنطيع المحافظه على مواقعها ومناطق نفوذها ، بل كانت تتراجع فى تلك الفترة بخطوات متسارعة , مما يفرض شروطا جديده غايه فى الصعوبه على شعوب العالم فى نضالها ضد الهيمنه الامريكيه ومشاريعها الاستعماريه وحتى الآن.
ولتتضح أكثر الميول العميقه للتغيرات فى الصراع الطبقى على المستوى العالمى منذ منتصف سبعينات القرن الماضى وآنعكاساتها على ما يحدث فى داخل بلادنا ، ارى انة من الضرورى الرد بشكل موجز على السؤال التالى: لماذا انهزمت أغلب حركات التحرر الوطنى فى بلدان "العالم الثالث". ولماذا تعم معظم هذه البلدان الحروب المدمرة خاصه فى أفريقيا واسيا حتى الان ؟
من ابرز نتائج الحرب العالميه الثانيه أن دمرت الامبرياليات الاوربيه واليابان بعضها بعضا. وخرجت الامبرياليه الأمريكيه المنتصر الأول والدوله الأقوى على مستوى العالم. كما خرج الاتحاد السوفيتى - برغم الدمار الواسع نتيجة الحرب – منتصرا ، وقد طور قوى انتاجه والعديد من الصناعات خاصه العسكريه و النوويه وان بثمن باهظ من التضحيات البشريه اكثر من اى شعب اخر .
وبذلك نشأ نظام عالمى جديد ثنائى القطبيه يحكمه توازن الرعب النووى فيما بين القطبين امريكا و الاتحاد السوفيتى، فأتخذ الصراع بينهما شكل الحروب المحدوده وغيرها من الأساليب الاقتصاديه والسياسيه فى محاوله لكل منهما لتوسيع مناطق نفوذه عبر العالم،
فى وقت انكفأت فيه بلدان اوربا واليابان على اعاده بناء ما دمرته الحرب. فاندفعت الشعوب والمجتمعات ذات البنية القبليه والعرقيه فى بلدان افريقيا و آسيا و امريكا الجنوبيه للتحرر الوطنى من الامبراطوريات الاستعماريه القديمه . ونالت العديد من هذه البلدان استقلالها ببنياتها ما قبل الرأسماليه. فتكويناتها الاجتماعيه فى الاغلب قبليه أو عرقيه خاصه فى افريقيا و وسط آسيا والعالم العربى ـ باستثناء مصر ـ و ان كانت بدرجات متباينه.
واصبحت هذه البنيات المتخلفه عبئ على بناء "الاستقلال السياسى" فى بلدان الكثير منها ، لم يكن لديها حدود قبل ان يحددها الاستعمار القديم، ولم يكن لديها دول اللهم غير الاجهزه العسكريه والاداريه التى انشاها الاستعمار يحكم بها سيطرته على هذه المجتمعات ،
بالاضافه لتكريسة الاشكال القبليه والعرقيه والطائفيه كضمانات لاستمرار سيطرته واستنزاف ثروات تلك المجتمعات.
ومع فرض القوي الاستعماريه لبنيه رأسماليه تابعه فى هذه البلدان لاستنزاف ثرواتها الطبيعيه تكونت قوى اجتماعيه محليه محدوده مرتبطه بهذه المجالات وبالاستعمار. وهذا ولد تناقضات اجتماعيه جديده و كثير من الخلل البنيوى مما اضعف من امكانيه ظهور طبقات ودول حديثه فى هذه البلدان على مدى الستين عاما الماضيه. فاصبحت القضية الأساسيه لهذه التجمعات البشريه هى الصراع على البقاء واستمرار الحياة وسط غابه من الصراعات العرقية والقبلية مفروضه عليها ضمن سياسات البربريه الامريكيه والأوربيه.
وفى نفس الوقت استطاعت بعض البلدان لوجود ثروات نفطيه ضخمه لديها من أقامه أشكال وأجهزه "للدوله الوطنيه الحديثه" بقرار واحتياج امريكي تحقيقا لمصالح شركات النفط والسلاح العملاقه. اى ان بناء وتدمير الدول فى هذه البلدان ذات البنيه المتخلفه اجتماعيا و اقتصاديا تعود للسياسات والمصالح الاستعماريه الامريكيه خاصه فى العقدين الأخيرين بعد زوال الاتحاد السوفيتى. والشواهد على ذلك كثيره. ماحدث فى تدمير يوغوسلافيا، والعراق و أفغانستان والصومال والسودان والكونغو الديموقراطيه والعديد من الدول الافريقيه.
وعلى وقع خطوات "الحرب البارده"، وصعود قوى عظمى جديده وتراجع اخرى لم تتوقف محاولات الاستقطاب العالمى، واقامه التحالفات والأحالف العسكريه و توظيفها فى الصراع الدامى بين القطبين عبر العالم. بعضه تم بشكل مباشر كما فى الحرب الكوريه والفيتناميه ، والكثير منها تم عبر وكلاء محليين. ونتيجه لتناقضات تلك الفتره تمكنت بلدان كالصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبيه وغيرها من بلدان جنوب شرق آسيا من توظيف هذا الصراع لمزيد من التطور الاقتصادى والاجتماعى شرط وجود امكانيات للتطور فى البنيات الاقتصاديه والاجتماعيه لهذه البلدان.
والمحزن حقا أن بلادنا كانت أقرب الى هذه المجموعه فى بنياتها المختلفه واحتمالات تطورها فى هذه الفتره. ولكن الواقع الراهن يقول بأن المسافه تباعدت بين بلادنا وبين هذه

الرأسماليات الجديده. فمنذ منتصف السبعينات ارتبط نظام السادات بالسياسه الأمريكيه. واعاد اقتصاد البلاد المازوم – كما اسلفنا – للاندماج الكامل فى السوق الرأسمالى العالمى وهو ما عاد عليه بمزيد من التشوه الهيكلى والتخلف. وعاد على الشعب المصرى بمزيد من الافقار والدمار فى كافه المجالات.
بعد محاوله الاجابه عن السؤال المطروح. فان نتائج صراعات تلك الحقبه تأكدت بانتصار الامبرياليه الأمريكيه وحلفائها فى حرب الخليج الثانيه (90-91) من القرن الماضى.
وانهيار الاتحاد السوفيتى وحلفائه من بلدان اوربا الشرقيه ، وهزيمه العديد من تجارب الاستقلال الوطنى ، لينتهى عالم القطبين وما يسمى بالحرب البارده، ويبدأ عصر جديد لعالم قديم تحاول فيه قوى عظمى وحيده من الهيمنه على العالم، وان الى حين...
ومن الانصاف ، القول بأن السادات قد ادرك بعض من هذه المتغيرات العالميه مبكرا، فرمى بكل ثقله – دون حصافه تذكر- وراء الخيار الامريكي الاسرائيلي ، ووقع اتفاقيه كامب ديفيد عام 79 حفاظا على حكمه والطبقه الرأسماليه التى يدافع عن مصالحها، وطمعا فى مساعدات اقتصاديه أمريكيه وعربيه لعلها تخفف من حده الأزمه الاقتصاديه التى تعصف بحكمه والبلاد.ولكن فى المحصلة جرنا الى ويلات عصر الانحطاط الراهن .

• الافقار المعمم

ولقد استمر حكم مبارك بعد مقتل السادات يسير على نفس طريقه فى الحكم والخيارات السابقه. فهو لا يملك مشروعا رأسماليا واضح المعالم لتطوير البلاد.
وطوال الوقت يدير أزمه لا يملك لها حلا بعد خضوعه الكامل وانسجام مصالح حكمة الانانيه الضيقه مع سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين. من خصخصه القطاع العام والاجهاز عليه، وتخفيض قيمه العمله المحليه بدعوى تحريرها ، والخضوع الكامل لسياسات منظمه التجاره العالميه بفتح الاسواق دون قيود امام الاستيراد . وكانت النتيجه تآكل الصناعات الوطنيه ومجمل الاقتصاد المنتج، وتجريف جزء لا يستهان به من الفائض الاقتصادى الى الخارج . والاعتماد الأكبر على الأقتراض الخارجى والداخلى وقطاع الاقتصاد الريعى كالبترول والغاز وقناه السويس...الخ فى تمويل الميزانيه. لينتهى الامر بأغراق الغالبيه الساحقه من المصريين فى بحر من الافقار المستدام لم يظهر له شواطئ

حتى الآن..وكانت النتائج الاقتصاديه والأجتماعيه قاسيه . 18% من المصريين يعيشون فى فقر مدقع ، ونصف الشعب المصرى يعيش تحت خط الفقر. بينما 1% يستحوزون على 30% من الدخل القومى. ارتفاع مخيف لا يتوقف فى أسعار المواد الغذائيه والتعليم والعلاج والسكن. وتدنى فى القيمه الحقيقيه للاجور. والكثره الساحقه من الطبقات الشعبيه والعاطلين عن العمل والمهمشين على حافه المجاعه. والمعاش المبكر وعمليات التسريح الواسعه للعمال فى اطراد دائم. والتدمير المنهجى للبرامج الاجتماعيه كالمعاشات والتأمين الصحى يجرى على قدم وساق. حقا انها صوره سوداء لكنها لا تختلف عن بلدان كثيره فى العالم وقعت فى براثن الشركات الرأسماليه العملاقه والتى تتحكم 400 من اكبرها فى 60 % من انتاج البشريه. ولذا اصبحت تلك الشركات تشكل مع صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمه التجاره العالميه الحكومه الفعليه لاداره شئون العالم. واصبحت الحكومات المحليه فى جزء كبير من عملها اشبة بادارات ملحقه بها." وهكذا فان برنامج النقد الدولى- البنك الدولى بدلا من"القضاء على الفقر" كما زعم لويس بريستون رئيس البنك الدولى فى ذلك الحين قد أسهم فى الواقع فى القضاء على الفقراء" عولمه الفقر ص.134- ميشيل تسودوفيسكى.
ان عمليه الافقار عبر التاريخ الاجتماعى للبشريه ترتبط بوجود الملكيه الخاصة وقوه للقهر والسيطره الاجتماعيه بيد القله المميزه المالكه للثروه تقوم على اخضاع الغالبيه المفقره لاستغلال ممنهج فى اى مجتمع – لا يختلف فى ذلك المجتمع العبودى عن الرأسمالى الا من حيث اسلوب الاستغلال من اجل تحقيق المصالح الأنانيه والحياه البازخه التى ترفل فيها القله الغنيه وتورثها لابنائها.
فى المقابل عمليه افقار دائم لمنتجى السلع دون تلبيه احتياجتهم الانسانيه الضروريه.
وبالضروره يتولد عن هذا القانون الاجتماعى الظالم فى توزيع الثروه تناقض دائم بين طبقات منتجى السلع المفقره، ومالكى الثروه وأدوات السيطره بالاكراه مما يدفع المفقرين للصراع الطبقى من اجل البقاء ومحاوله الخروج من دائره الافقار الدائم.
وعبر هذا الصراع تتخلق اشكال التضامن الطبقى – النقابات والروابط والاتحادات- لتحقيق المصالح المباشره ومقاومه الاستغلال والقهر الواقع عليهم.

والتاريخ الاجتماعى الحديث يظهر ان الصراع بين الطبقات المفقره والطبقات الغنيه السائده يمر بلحظات مختلفه من الصعود والهبوط. يشتد فى بعضها عندما تتراكم نضالات الطبقه العامله وغالبيه المفقرين الى الحد الذى يتولد لديهم وعى منظم بمصالحهم الكبرى ومزاج عام ثورى، فيرتفع استعدادهم للتضحيه، فتغادر القطاعات والفئات الاجتماعيه المختلفه دائره المصالح الاقتصاديه الضيقه والمباشره الى المصالح السياسيه والاجتماعيه التاريخيه للطبقه العامله وحلفائها . فتنقدم الاضرابات الواسعه وحركات الاحتجاج والتمرد وتتسع لتشمل الغالبيه العظمى من السكان، وقد تتحول فى لحظه من تغير موازيت القوى – تضعف فيها قبضه السلطه الطبقيه وهيمنتها الأيدلوجيه- الى انتفاضه شعبيه أو ثوره ترتفع فيها قيم الحريه والعدل و المساواه والشجاعه والايثار والاستعداد للتضحية بين الغالبيه الساحقه من افراد تلك الطبقات. وتصبح ساعتها الطبقات المناضله فى اكثر لحظاتها تماسكا، وقدره على التحرر الانسانى و الانتقال بالمجتمع الى لحظه أو مرحله جديده من التاريخ.
وفى لحظات أخرى من الصراع تتمكن الطبقه السائده اعتمادا على اجهزه الدوله والقمع من فرض هيمنتها على المجتمع ولجم الصراع الطبقى وربما تنجح فى مصادرته لسنوات – كما فى الحقبه الناصريه – او تشويهه مما يصيب الطبقات المفقره بالعطب وتراجع اشكال التضامن على أسس طبقيه لأشكال طائفيه أو عرفيه أو قبليه ومن ثم يتراجع الوعى الطبقى المناضل التواق للحريه والعداله والمساواه المعتمد على العقلانيه والعلم الى وعى زائف رجعى قيمه الآنانيه والفرديه والخضوع والاستكانه والفساد والفهلوه لتصبح العقليه السائده يقوم تفكيرها على الخرافه والقدريه والغيبيه لحمايه الذات فى مواجهه الظلم الاجتماعى وعنف السلطه غير المحدود وقسوه الافقار..
هذا هو حال بلادنا فى اللحظه الراهنه من الصراع الطبقى، والممتده منذانتفاضه يناير 1977. وان بدت بعض الارهاصات المحدوده فى شكل احتجاجات خلال العقد الأخير تنبئ عن بعض التغيرات فى اشكال الصراع ، ولكنها ليست من القوه والدرجه حتى تغير من سمات عصر الانحطاط الذى نعيشه بعد ، فتأثيراته السلبيه تغشى جنبات المجتمع المختلفه. السلطه والدوله المؤسسات الاقتصاديه والسياسيه والقانونيه، الطبقات والافراد والثقافه والسلوك والقيم.


فمن ينظر الى الانتخابات البرلمانيه الاخيره لعام 2010 كيف جرت؟ وعمن تعبر من طبقات وفئات وافراد؟ ومن شارك فيها؟ ومن فاز بها؟ سيرى بوضوح صوره مكثفه لعصر الانحطاط الذى تعيشه بلادنا، فلا برامج انتخابيه سياسيه ولا مناظرات أو مؤتمرات منظمه بين المرشحين. ولا أحزاب حقيقيه أو شخصيات تحمل رؤيه سياسيه تعبر عن مصالح شعبنا أو مصالح طبقات متصارعه، ولا حتى مجرد تسويق حقيقى لرؤيه واتجاهات متباينه داخل الطبقه السائده كما يحدث فى الانتخابات البرلمانيه فى أوربا وامريكا والهند على سبيل المثال.
الواقع أن الفوضى تعم كل الارجاء، والقله من المصريين يشاركون فى تلك اللعبه المستهلكة ـ فالغالبيه منصرفون عنها منذ زمن بعيد ـ صخب وتخويف، عنف وارهاب من قبل رجال البوليس والعائلات والأفراد اصبح آداه الاقناع الاولى لجلب الناخبين . اساليب العصابات فى توزيع الغنائم والافساد والترويع هى قواعد السلوك والقيم واشكال"التضامن" بين البشر فى هذه الايام وفى مثل هذه المعارك .
استغلال الافقار الواسع المفروض على غالبيه الشعب لشراء الأصوات فى ظل غياب البقيه الباقيه من الدوله والقانون. فآلاف الأحكام القضائيه الخاصه بالمراحل المختلفه لعمليه الانتخابات لم تجد من يعيرها مجرد الالتفات ناهيك عن التنفيذ.
ومهما يكن من أمر فقد انتج مثل هذا الوضع، وان بشكل اقل فجاجة عام2005"برلمانا" يحوى نواب الفساد والمخدرات ومافيا الأراضى والعلاج على نفقه الدوله ويحوى نواب القروض ومشعلى الحرائق الطائفيه والسراق والقتله. وقله من النواب الجادين أيا كانت اتجاهاتهم السياسيه لاحول ولاقوه لهم. فما يريده مماليك البلاد وسلطان هذا العصر من العبيد ياتى بفرمانات وما على مثل هذا البرلمان الا المياركة.وفى النتيجة البرلمان الراهن أسوء من "برلمان" 2005 بكثير.
خلاصه القول أن الغالبيه الساحقه من الشعب المصرى يعيشون فى بؤس مقيم ولا يهتمون كثيرا بديكورات الديموقراطيه الرسميه التى لم تعد تنطلى على احد.
ان الافقار المتزايد فى بلادنا نتيجه الاستقطاب الاجتماعى الحاد أطاح بغالبيه الطبقه الوسطى واصبحت الأقليه الغنيه تستحوذ على مقادير هائله من الثروه على حساب الغالبيه
الساحقه من الطبقات المختلفه مما أدى الى الانفصال الاجتماعى فى كل مظاهر الحياه حتى فى السكن، حيث ظهرت مدن الأغنياء المسيجه (الكومباوندات) خارج العاصمه. كما دفع بالملايين الى البطاله والتهميش والعشوائيات وبالصراعات الطائفيه والعرقيه لتصبح اساس الحياة اليوميه. وأتى على الكثير من حقوق المرأه. وفى النهايه يجرى الاجهاز على مؤسسات المجتمع المدنى الحديث وتكبيلها بالعديد من القوانين القمعيه لصالح التخندق حول الجامع والكنيسه بعد ان حلا محل الدوله فى امور كثيره اقتصاديه واجتماعيه وحياتيه. فى عالم الرأسماليه "الافقار المعمم يخلق عبوديه معممه" تلك حقيقه راهنه يتحول بسببها قطاعات واسعه وطبقات منتجه مثل العمال لها تراث نضالى الى شرائح متدنيه اشبه بالحثاله. بشر بلا كرامه كحال معظم المصريين الآن، يسعون فقط طوال يومهم لتحصيل لقمه العيش فى معركه البقاء على قيد الحياه ، لا مكان فيها للاخلاق والقيم الانسانيه النبيله .

• ثقافه الخوف

كما أن الافقار الشديد مع غياب التضامن الاجتماعى يولد حاله من الخوف العام يصاحبها الاحساس باليأس والاحباط والاستكانه والضعف الانسانى والاكتئاب. فتسرى ثقافه الخوف بين الجميع. تقوم على القدريه. بمعنى ان يرضى الانسان بما قسمه الله له من الرزق والفقر فى الحياه الدنيا . وأن يرضى بالمصائب التى تأتيه من القوى المهيمنه وجهاز الدوله واجهزة القمع ، فيأتى السلوك اليومى لحركه المفقرين رضوخا للطغيان وطاعه لولى الأمر ، والرضا بالقضاء والقدروانتظار العاقبة الساره فى جنه الحياه الآخره- فلا ينغصن المفقرين حياه الأغنياء المترفه.
فتسود عقليه الخرافه والشعوذه والحديث عن الجن والعفاريت وعذبات القبر بصوره المفزعه. والعلاج بالأعشاب والطب النبوى ، وتفسير الاحلام لدى المشايخ . كما تسود الفتاوى المعاديه للعلم..أنه الطريق لتغيب العقل لدى قطاعات واسعه من الطبقات الشعبيه وحتى المتعلمين منها تحت تأثير من"دعاه" الفضائيات المأجورين.


وتنتشر السطحيه والتدين الشكلى وتنهار منظومه القيم العقلانيه والأخلاق التى تعبر عن تطور الانسان الحقيقى – عبر القرون – الساعى للحريه والعدل والمساواه لصالح قيم واخلاق عصر الانحطاط الراهن .
وقد عزز من حاله الخوف العامه وثقافتها السلبيه ذلك العنف المنظم والدائم الذى تمارسه أجهزه القمع الرسميه على مدى قرون. فأصبح الانسان الفرد أو ضمن طبقته الاجتماعيه يعيش بين مطرقه عنف الدوله وسندان الفقر المستدام. فتراجع التضامن الطبقى والانتماء الوطنى بالارتداد الى اشكال من الارتباطات الأسريه والقبليه والطائفيه الدينيه والعرقيه . ووصل الحال بالكثيرين الى الهروب الى عالم الأنحراف الأجتماعى, عالم المخدرات والبلطجه والدعاره والعنف بدلا من المقاومه الايجابيه للأفقار والقهر وعنف الدوله . أو الهروب الى الخارج-عبر قوارب الموت-من جحيم الوطن الى جنه الرأسماليه الموعوده على الشاطئ الآخر من البلدان الأوربيه ,حيث الأزمه الأقتصاديه والبطاله المتزايده,وأنتشار العنصريه والعنف ضد المهاجرين القدامى والجدد.

• الافساد العام

وعندما تمسك شراسه الأفقار والقهر بخناق الطبقات الشعبيه والمهمشين يسهل الأنتشار الواسع للأفساد المنهجى الذى يمارسه الحكم القائم والطبقه السائده.
فبعد أن كان الفساد أحد آليات النهب الرأسمالى عن طريق البورصه والمضاربات وغالم المال والبنوك والشركات الأحتكاريه العملاقه للسيطره على الأسواق والشعوب حيث الرشاوى والعملات والقرصنه الأقتصاديه والجريمه أذا لزم الأمر.أصبح الأفساد المجتمعى فى البلدان الرأسماليه خاصه المتخلفه كبلادنا أحد أشكال السيطره الطبقبه كالقمع والهيمنه الأيديولوجيه,وطريقه ناجعه لأفساد الصراع الطبقى . بعد أن قام النظام الحاكم على مدى سنوات بفتح الباب واسعا أمام الموظفين فى أجهزه الدوله والمصالح الحكوميه للرشوه والمحسوبيه دون خوف من قانون او عقوبه.فأصبح عمله نادره أن تجد موظفا غير مرتش . فالمدرس يرتشى عن طريق الدروس الخصوصيه, وكذلك الطبيب وضابط الشرطه وموظف المرور والشهر العقارى والضرائب.....الخ وأن بأشكال مختلفه ومبتكره فقد علمت حكوماتنا الرشيده الجميع, وعلى رأسهم الوزراء-أن يضع كل منهم يده فى جيب

الثانى ليحصل على الحد الأدنى الضرورى من أحتياجاته أو يزيد أن أمكن . المهم أن لا يطلب أحدا من تلك الحكومات أو رجال الأعمال زياده الأجور لمواجهه الموجات المتتاليه من غلاء الاسعار الناجمه عن السياسات الحكوميه والمحتكرين الكبار. ولا يتوقف الأمر عند العاملين بأجر بل يتعداه الى سائقى التاكسى والميكروباس والحرفيين فى المجالات المختلفه, والمهنيين من محامين ومحاسبين وأطباء....الخ أصبحوا يغالون فى أجورهم دون وجه حق وعلى حساب الغالبيه الفقيره من شعبنا لتكتمل دائره الفساد العامه.وهذه الصوره القبيحه لم تكن موجوده قبل منتصف سبعينيات القرن الماضى.
أما فساد الحكم والحيتان ممن يسمون رجال ألأعمال صنعهم الفساد فحدث ولا حرج.
وهناك مجالان فى بلادنا حظيا بأكبر عدد من قضايا الفساد الكبرى على مدى الثلاثين عاما الماضيه-أراضى الدوله وهى ملكيه عامه وليست ملكيه الحاكم أو حكومه تتصرف فيها كما تشاء.وبيع القطاع العام من مصانع وشركات ومؤسسات. وقد تولد فى هذين المجالين حاله غير مسبوقه من الأفساد العام . ومماليك هذا الزمان الردئ من أمثال أحمد عز, وهشام طلعت مصطفى والجمال ومحمد سالم وغيرهم كثيرون يعلمهم الجميع رجال هذا العصر السعيد ابناء الفساد فى هذين المجالين !.
ولنا أن نتصور مدى الفجر والأنحطاط الذى تمارسه مافيا الاستيلاء على اراضى الدوله من الواقعه التاليه,قام بعضهم بزراعة الالغام بحدود الاراضى التى تم الأستيلاء عليها بالقوه,وقد حدث ذلك فى مساحات بآلاف الأفدنه شرق قناه السويس. وكيف تسنى لوزير الاسكان السابق ابراهيم سليمان على مدى 18 عاما فى الوزاره أن يمنح عشرات الكيلو مترات المربعه، وعشرات الآلاف من الأفدنه فى طريق مصر اسكندريه الصحراوي وعلى شاطئ القناه وفى سيناء وساحل البحر الاحمر وفى مدينه القاهره الجديدة وغيرها الكثيرللمماليك الجدد بالأمر المباشر دون الخضوع لأى قوانين غير قوانين الفساد والمافيا، ولم يحاسبه احد حتى الآن، برغم العديد من الاحكام القضائيه ضد عقد مدينتى وغيرها،وهو ما تكرر مع الجزر المختلفه بالنيل من اسوان حتى القاهرة .
ثم تأتى صفقات الفساد فى بيع شركات القطاع العام من حديد الدخيله لعز والمراجل وعمر أفندى والمئات غيرها من مصانع الأسمنت والسيارات والسلع الهندسيه والغذائيه والأدويه والملاحه والتى أهدرت مئات المليارات من الجنيهات كانت ملكيه عامه لهذا الشعب دون
أدنى استفاده عادت عليه . اللهم الا انها أوسع عمليه تخريب للاقتصاد المصرى تمت فى العصر الحديث ، ولم ينجم عنها الا مزيد من الافقار والبطاله والتهميش وتدهور التعليم والصحه والزراعة والصناعه وكل الحقوق الاجتماعيه التى كانت تقوم بها الدوله فى السابق ، كل ذلك من أجل عيون المفسدين الكبار ومافيا رجال الاعمال ، المماليك الجدد .فى ظل هذا الافساد المخيف أصبح كل شئ قابل للبيع، صحه الناس وأعضائهم . الاطفال والنساء والوطن. ولم يبقى لفقراء المصريين وهم الغالبيه الساحقه من شعبنا من حق من حقوق الانسان الا اختيار الطريقه التى يموتون بها . فاما أن يموت الانسان تحت انقاض العمارات التى تنهار يوميا فى المدن المختلفه ، أو حرائق القطارات والمسارح ، أو غرقا بالعبارات خاصه وان كانت من ماركه السلام ، أو فى حوادث المرور بعد ان اصبحت بلادنا من أعلى معدلات حوادث المرور فى العالم، أو الموت بالتعذيب فى اقسام الشرطه والسجون، أو بالأغذيه المسرطنه والأدويه المغشوشه. والقائمه لا تنتهى..

• الفوضى قانون العصر.

صنو الافساد هو الفوضى حيث لا نظام ولا قانون ولا أعراف أو قيم. ما أن يطل الفساد برأسه فى اى مجتمع ويتحول الى فعل عام تقوده وتعمل على نشره الطبقه السائده والحكم القائم حتى تتدحرج الفوضى ككره الثلج تكبر مع مرور الوقت. فعندما يتلفت الانسان من حوله فى الطريق العام ، فى العمل ، وفى المدارس والمستشفيات . فى اماكن اللهو والمواصلات العامه. فى الليل أو فى النهار ، فى حركه السيارات أو الناس ، فى الحوادث اليوميه والكوارث والجرائم يرى الفوضى تعم ارجاء البلاد من ادناها الى أقصاها. فلا احترام للقانون من قبل عامه الناس ، طالما القائمون عليه أول من يخرقونه فى الشارع وفى قسم البوليس ، فى المحاكم أو السجون. فكل يتحين الفرصه لخرق القانون كرد فعل طبيعى للكبت الذى يولده القهر العام الذى تمارسه السلطه واجهزتها القمعيه بشكل يومى ولسنوات طويله على الجميع دون ادنى اعتبار لكرامة البشر وآداميه الانسان. فالعبيد عليهم الطاعه الدائمه للحاكم كلى الجبروت.
وعندما تضرب أجهزه الدوله عرض الحائط بأحكام القضاء- وهو جزء من النظام القائم- كما حدث مع آلاف الأحكام فى الانتخابات البرلمانيه الأخيره وغيرها الكثير، لابد وأن تسقط هيبة النظام والقانون ، وتصبح الفوضى هى القانون الأعلى. ويصبح هناك أشخاص وأجهزه فوق القانون .وياخذ اخرون سواء اكانو افراد او مؤسسات القانون بايديهم . وفى مثل هذة الأوضاع تنتشر ظاهره الحرس الخاص والمواكب الأمنيه للمماليك الجدد. وكذلك شركات الأمن الخاصه التى تخضع تصرفاتها لمن يديرها ومن يستأجرها . والحوادث الكثيره
المنشوره والمستوره لمثل هذه العصابات فى شكل شركات تبث الرعب والفوضى لدى المواطنين وفى المناطق المختلفه ، وضد العمال داخل الشركات الراسمالية الخاصه بؤلئك الأغنياء الجدد.
ثم تأتى العشوائيات التى تغطى وجه وجسد القاهرة الكبرى والأسكندريه وباقى مدن الجمهوريه تعبيرا جليا عن الفوضى العارمه فى السكن والعمل والحياه بجوانبها المختلفه اذ تصنفها الأجهزه الأمنيه الى عشوائيات خطره جدا، وخطره، ومتوسطة الخطوره وهى تضم غالبيه سكان المدن الفقراء. فالفوضى والعنف والمخدرات والضجه والقذورات تعم كل شوارعها وحواريها، ويصبح الأعلى صوتا وهيمنه فيها البلطجيه والسراق والحثاله ، وغالبيتهم رصيد لأقسام الشرطه فى ارهاب من يريدون. كما تستخدمهم فى فض المظاهرات والاحتجاجات العامه والانتخابات وغيرها من الأعمال القذره . فهم أشبه بالميلشيات التابعه لأجهزه الأمن ينتظرهم أدوار اكبر فى المستقبل ضد اى تحركات جماهيريه واسعه معارضه للنظام . وفى مقابل ذلك يتحركون بحريه فى تلك المناطق العشوائيه فى فرض الأتوات ومرشدين ، وفى تجارة الأعضاء وتجارة المخدرات والدعاره ....الخ .
ولانتشار الفوضى بشكل غير مسبوق وغياب الأمن انتقل الأغنياء الجدد واصحاب السلطه والنفوذ بسكناهم الى مدن جديده منعزله خارج المدن القديمه واحيائهم التقليديه ذات اسوار متعدده وأمن خاص- كومباوندات- ينظم الدخول والخروج من هذه المدن ويسهر على أمن قاطينيها وممتلاكاتهم من اجل مزيد من الامن حيث تتراجع ثقتهم فى اجهزة الشرطة الرسمية .

• العنف مابين العام والخاص

ومع عالم الافقار والفساد والفوضى المتنامى وغياب الأمن العام يلجأ الفقراء الى الطائفيه والقبليه لعلهم يجدون فيها الحمايه والأمن مما يزيد من عوامل تفجير النسيج الاجتماعى، ويدفع بالصراع الطبقى الى الخلف .
ومن الطبيعى فى مثل هذا المناخ أن تتولد ظاهره العنف الفردى والجماعى والمؤسسى وتنتشر فى طول البلاد وعرضها.
ان المصدر الأول للعنف فى اى مجتمع رأسمالى هو العنف المنظم الذى تمارسه أجهزه الدوله لفرض سيطره الطبقه السائده ومصالحها وسياستها على باقى طبقات المجتمع. وكذلك العنف الذى تمارسه الدول الاستعماريه كأمريكا فى شكل حروب عدوانيه على البلدان والشعوب الأخرى لفرض هيمنتها على العالم . وأى عنف آخر يصدر عن افراد أو عصابات اجراميه أو جماعات سياسيه يمينيه أو يساريه عرقيه أو طائفيه، أو عنف الطبقات والشعوب فى حالة الثورات هو نتيجه أو رد فعل أو أعراض جانبيه لعنف المصدر الأول، عنف الدوله الرأسماليه ونتيجه لتناقض المصالح واستئثار القله الغنيه بثروة المجتمع ، وهيمنه الاستبداد والأفكار العنصريه .
وتاريخ العنف فى المجتمعات المختلفه يؤكد ان وتيرته ترتفع وتنخفض تبعا لتطور الصراع الطبقى وصعود اليمين الرجعى ، ومدى تحقق الحريات العامه والخاصه والحقوق الديموقراطيه والاقتصاديه والاجتماعيه لأوسع الطبقات والفئات والأفراد فى المجتمع . فتصاعد العنف الفردى والقبلى والطائفى والاجرامى فى بلادنا هذه الأيام نتيجه للافقار والافساد المتزايدين وضعف الدوله وتراجع دورها الاجتماعى، وفى مواجهه عنف أجهزه الدوله البوليسيه التى تحاول احكام قبضتها القمعيه لحماية الحكم القائم المازوم والمتسبب فى أزمه اقتصاديه ممتده وحاده . وطبقات تعانى من تشرزم وتشققات اجتماعيه بعد مصادرة اشكالها التضامنيه التى ترتكن اليها فى مثل تلك الأزمات. لذلك تتسع ظاهرة العنف الفردى بين الطبقات الشعبيه والعاطلين عن العالم، وينتشر سلوك الحثاله من سرقه وبلطجه وخيانه داخل هذه الطبقات. ولا يثتثنى من ذلك الطبقه الرأسماليه والمماليك الجدد والحكم القائم وأجهزته المختلفه، بل تقوم أجهزه الشرطه بتوظيف هذه الظاهره ضد معارضى النظام وضد الاحتجاجات الاجتماعيه والقوى السياسيه المختلفه.
وهناك من الحوادث المنشوره الكثير اقربها حادثة مدينه نصر حيث قام أحد ابناء "رجال الاعمال" وعصابته بالاعتداء على أحد ضباط امن الدوله الى درجه حطمت له سيارته وكادت تودى بحياته مع اصابات جسيمه.. وكذلك المعارك المسلحه بين عائلات مختلفه فى اكثر من مدينه من مدن الصعيد شارك فى بعضها قضاه وضباط شرطه ، ووقعت خلالها أصابات وقتلى كثيرون.. وتكررت مثل هذه المعارك فى امبابه واحياء اخرى فى القاهرة كما تتزايدت السرقه بالاكراه وخطف الاطفال والاغتصاب وبيع المخدرات بشكل علنى فى كثير من حوارى وشوارع العشوائيات.
هذا غير العنف اليومى المنتشر بشكل واسع فى الأحياء العشوائيه والشعبيه لاسباب تافهه ويستتبع ذلك تقفيل المحلات والشوارع، واذا تم استدعاء البوليس فانه فى الغالب لا يأتى الا اذا سقط قتلى واصابات بالغه . ونادرا ما ينتهى فرح فى شوارع العشوائيات دون أن تنفجر طاقه العنف بين المشاركين وكانة طقس من طقوس تلك الافراح.
كما أصبحنا نسمع ونقرأ ونشاهد يوميا قتل او حرق مواطن لنفسه أو لأطفاله أو لكل الأسره نتيجه الفقر وعدم قدرته على تلبيه احتياجاتهم الضروريه وحتى لا يتركهم لمستقبل مجهول . وهناك العنف الطائفى الذى اتسعت دائرته منذ حوادث الزاويه الحمراء عام 1976 وهو أخطر أشكال العنف الحاليه بعد عنف الدوله، خاصه ان المشاركين فيه أعداد واسعه ويصعب السيطره عليه وخسائره تصل للعشرات بين قتيل وجريح غير خسائر الممتلكات والاهم من كل ذلك تاثيره المدمر على نسيج الطبقات الفقيره وتشويه الصراع الطبقى لصالح الأغنياء من المسلمين والمسيحين ونظام الحكم.
ان ظاهرة العنف مرشحه للاتساع فى الايام المقبله ليس فى بلادنا فحسب بل فى كل بلدان العالم نتيجه لتزايد عمليه الاستقطاب الاجتماعى على الصعيد العالمى بتزايد ثروه القله الغنيه واتساع رقعه الفقراء عبر العالم وانتشار حروب الاباده فى افريقيا وغيرها من القارات.

• عصر الانحطاط فى الثقافه والقيم

ان أزمه الدوله والسلطه الحاكمه جزء من أزمه اقتصاديه واجتماعيه تشمل جميع الطبقات كما اسلفنا مما عرض الثقافه السائده قبل وفاه عبدالناصر فى سبتمبر 70 الى تغيرات عنيفه. فقد كانت ثقافه الخمسينات المنفتحه على العقل والعلم ترتبط بمشروع وطنى نسبى وان تم بطريقه استبداديه معاديه للحريات ولحق التنظيم المستقل للطبقات المختلفه والقوى الحيه. فهذا الحق اصبح وقف على الزعيم والدوله فقط. كما أن ثقافه المشروع الوطنى لم تبتعد كثيرا عن تقليديه الثقافه الأبويه المتخلفه السابقه عليها، بل ووظفت الدين والمؤسسات الدينية الأزهر والكنيسه فى هيمنتها الأيديولوجيه على الشعب المصرى .فلم يتم فصل الدين عن الدوله والتعليم فى أى لحظه من اللحظات. وهو ما سهل ضرب العناصر الايجابيه فى ثقافه وقيم تلك الفتره مع هزيمه يونيه 67. واضافت سياسات عصر السادات الكثير فى هذا الاتجاه تحت شعار" العلم والايمان" ، وأخلاق القريه والتفكير فى احياء الخلافه ..الخ. فتمكنت الرجعيه المتسربله بالدين والافكار الغيبيه من توجيه طعنه نجلاء لتلك الثقافه الوطنيه النسبيه باسم "الأمه الأسلاميه"والعوده الى الله.وقد رأت أن السبب الرئيسى لهزيمه 67 بعد الدوله والحكم والناس عن الدين الاسلامى..وأعلن ذلك أحد أبرز رموز هذا التيار بأنه سجد لله شكرا على هزيمه الجيش المصرى والنظام الناصرى.وبعدها أصبح وزيرا للاوقاف فى عهد السادات.وعلى الجانب الآخر لم تستطع الطبقات الشعبيه وقواها الحيه من تطوير ثقافه شعبيه مناضله فى مواجهه ثقافه وقيم عصر الانحطاط حتى الآن,بسبب الازمه المجتمعيه الممتده ,ودكتاتوريه الحكم القائم ,وغياب اشكال التضامن الطبقى, وضعف القوى الحيه الفاعله وفى مقدمتها القوى الاشتراكيه.ووقوف نضالاتها عند حدود المطالب الأقتصاديه المباشره.فأصبحت تلك الطبقات فريسه سهله لثقافه عصر الأنحطاط على الرغم من وجود عناصر مقاومه محدوده وبقع ضوء لثقافه شعبيه لم تنقطع.
وفى ظل العولمه الرأسماليه أخترقت الثقافه الامريكيه,ثقافه الرأسماليه العالميه المعتمدة كل الثقافات المحليه.وتمكنت من تسييد قيمها الفرديه والأنانيه والتسليع, وتنميط السلوك والاستهلاك, وأن الاله الاعلى هو المال, وقدس الأقداس هى الملكيه الخاصه,الأصل فى كل حقوق الأنسان المعلنه,والترويج لديمقراطيه العولمه الأمريكيه , ديمقراطيه الأستغلال والدم . فيها ثروات الشعوب والطبقات العامله والفلاحين والمهمشين مستباحه عبر العالم لصالح الشركات الأحتكاريه العملاقه فى أمريكاوأوروبا واليابان.أما ديمقراطيه الدم فتجرى أنهارها فى العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وأفغانستان والعديد من بلدان افريقيا وأمريكا اللاتينيه, وادواتها معلومه للجميع, الحروب الاستعماريه وأمبراطورات الأعلام الدوليه وشبكات الأتصال الحديثه,وليس صندوق الأقتراع والبرلمانات وقوانين حقوق الأنسان التى يصدعوننا بها صباح مساء , سوى أدوات لخداع وتزييف وعى البشريه, ونتيجه لذلك صارت ثقافه عصر الأنحطاط فى بلادنا كما فى الثقافات المحليه الأخرى ,مجرد زخرفه للثقافه الرأسماليه العالميه المتوحشه , تعطيها أشكال من التعدديه الزائفه تفخر بها الرأسماليه ذاتها . وكبرهان على مدى ديمقراطيتها !

-ومهما يكن من أمر فقد أصبحت ثقافتنا,أشبه بالثوب الملئ بالرقع والخروق , ثقافه عشوائيه تجمع بين جوهر قيمّ الرأسماليه التى تعمل على تحويل الأنسان والتراث وحتى النضالات من أجل الحريه والعدل الى سلع وبين التشدد الدينى الشكلى . فغالبيه الرجال فى بلادنا على سبيل المثال لهم الحق فى لباس كل ما هو أوروبى وحتى تسريحات الشعر , وغيرها من التقليعات الغربيه,أما النساء فمفروض عليهم العوده الى عصر الحريم وحزام العفة فى القرون الوسطى , فى ظل وسائط للهيمنة التعليمية والثقافية بالصورة والصوت عبر الفضاء الكونى تعمل على تحطيم كل التابوهات السياسية والدينية والجنسية . تدخل كل بيت ،وتفعل فعلها فى الاتجاة المعاكس لتلك الثقافة التقليدة المتشددة . فتتراجع كل القيم الانسانية الحقيقية التى اسست للضمير الانسانى عبر التاريخ .وتصبح كل الافعال اللانسانية مباحة ،وتعم الازدواجية المخيفة فى التفكير والمشاعر والسلوك كل الاشخاص والطبقات المختلفه . ويبقى الحديث عن الخصوصيه والهويه القوميه والدينيه مجرد قشور خارجيه لثقافه الحضاره الرأسماليه المعولمه فى عصر البربرية هذا.
وفى هذه اللحظه من تاريخ البشريه مكنت وحده المصالح بين قياده الرأسماليه العالميه والرأسماليات المحليه فى بلدان العالم المختلفه من هيمنه ايديولوجيه الأمبرياليه الأمريكيه على العالم وأن بمذاق محلى فى المناطق والبلدان المختلفه, ولكنه لا يقف فى وجه جوهر الثقافه الامبرياليه, الاستغلال والقهر والاستبداد وعبوديه الجنس البشرى, ومعها تصبح الثقافات العشوائيه المحليه مجرد تنويعات خاصه لا تهدد سيطره الرأسماليات المحليه على مجتمعاتها , وربما تكون هذة التنويعات تعبيرا عن صراعات المجموعات المحليه للرأسماليه على السلطه كما فى بلادنا ، بين الرأسماليه المتأسلمه والمجموعات المهيمنه على السلطه. وبكلمه أخرى أن قوى الرجعيه المحليه تعتمد قيم وأدوات الرأسماليه العالميه فى الهيمنه على مجتمعنا والاستمرار فى نهب ثرواته الى الابد.
ولتتضح الصوره اكتر علينا أن ننظر الى القيم السائده فى مجتمعنا الآن نجد انها قيمّ الفرديه والأنانيه والفهلوه والفساد والخوف والغيبيات والعقليه الخرافيه والانتظاريه القدريه. وكلها قيم معاديه للعقل والعلم والانتماء الوطنى التقدمى, وبعيده عن النضال الانسانى من أجل الحريه والعدل والمساواه بين اليشر ، والانعتاق من العبوديه وبربرية الرأسماليه.
أنها قيم تزيد من تشوه البشر والطبقات الاجتماعيه وتنمى النزعات الى العنف الرجعى والانحراف الأجتماعى والنفسى ويصبح معها الانسان لا منتمى.هو مجرد مستهلك فى مجتمع كل شىء فيه تحول الى سلعه , والاحساس الطاغى هو الأغتراب فى العمل وفى الشارع وفى الجماعه الأجتماعيه وفى الوطن . أنه مجرد زبون فى كافه المجالات التعليميه والصحيه والأقتصاديه والثقافيه وحتى الدين أصبح سلعه يباع فى الأعلام والفضائيات وفى محلات الازياء.وعلى الأرصفه وله دعاته ومروجوه من كافه الأشكال والألوان والطوائف حسب
أذواق وأحتياجات الطبقات المختلفه ,حتى القوى السياسيه المتصارعه سواء فى السلطه أو خارجها تستخدمه وفقا لأهدافها.
أن ثقافه عصر الأنحطاط الراهنه فى السياسه والفن والأدب خلقتها قوى الرجعيه المحليه معتمدة بالأساس على قيم وأدوات الرأسماليات الرئيسيه فى العالم لفرض هيمنتها الأيديولوجيه على باقى طبقات المجتمع وتحقيق مصالحها وأستمرارها فى الحكم , والفوى الوحيده القادره على خلق ثقافه مناضله وأنسانيه هى الطبقه العامله وحلفائها وكل القوى
المناهضه للامبرياليه .ثقافة جديدة بقيمها الانسانية والسلوك والمشاعر فى مواجهه تلك الثقافه العشوائيه عبر الصراع الأجتماعى الواسع والممتد , وبالتضامن مع شعوب العالم فىصراعها ضد الرأسماليه العالميه.

*خاتمه الجزء الأول
--------------------
يتضح من الأوضاع الأجتماعيه والأقتصاديه المأزومه قبل انتفاضه يناير 77 أن تجربه التنمبه فى فتره الستينات قد واجهت طريقا مسدودا وأن هزيمه بحجم هزيمه يونيو67 قد فككت بعض الشىء من قبضه الدوله البوليسيه, وهزت من صوره زعيم كلى الجبروت بحجم عبد الناصر. وكانت استجابه الطبقات المختلفه والقوى الحيه المتقدمه لمواجهه الهزيمه بالصمود والتضحيه من أجل تحرير الأرض المحتله, ودعم القضيه الفلسطينيه, ومواجهه الظروف الحياتيه القاسيه تعبيرا عن تماسك وحيويه الطبقات الشعبيه وقطاعات الطلاب والمثقفين والبرجوازيه الصغيره برغم مصادره الحريات السياسيه والنقابيه , وفد ظهر ذلك فى انتفاضات فبراير ونوفمبر 68, ويناير 77 والأضرابات الواسعه للعمال فى عامى 75 و76.
أنه وضع لم يكن قد تشوه فيه الصراع الطبقى طائفيا كما هو الآن ولم تظهر فيه خصائص وقيم عصر الأنحطاط الذى نعيشه وهو ما سيتضح أكثر عندما نتقدم فى النقاش, مع الجزئيين التاليين عن أضمحلال الدوله وأضمحلال الطبقات.
قبل انتفاضه 77 كانت مظاهرات الطلاب تضم عشرات الآلاف وينضم اليهم قطاعات واسعه من الشعب.
وكذلك أعتصاماتهم فى كل جامعات الجمهوريه المختلفة. ثم جاءت أضرابات العمال فى العديد من المدن والمناطق العماليه عامى 75 و76 والتتويج الكبير بانتفاضه يناير 77 المجيده تعبيرا عن حيويه الطبقات الشعبيه والفئات المختلفه , على عكس الاوضاع الراهنه .
فبالرغم من أن الأفقار قد تزايد ، ومجمل الاوضاع الأقتصاديه والأجتماعيه أقسى من الفتره السابقه . وهذا ليس الا تعبيرا
عما أصاب تلك الطبقات والفئات من تمزق وأضمحلال أجتماعى ، وغياب اشكال التضامن الطبقى ، وتشوه فى الوعى والثقافه . فانتشار ثقافه الخوف وسياسات ووعى التيارات الأسلاميه الرجعيه اضعف الحركه العفويه بالأضافه لتزايد القمع لآله الدوله فى مواجهتها، وتراجع الافكار الاشتراكيه والتقدميه على مستوى العالم عن الفترة السابقه فى ظل تصاعد بربرية الرأسماليه الامريكيه وحمايتها لأنظمة وحكام بلدان العالم الثالث بما فيهم حكام بلادنا.خاصة بعد العلاقة الجديدةمع الكيان الصهيونى مع اتفاقية كامب ديفيد .ولنقرء بتمعن كلمات "عامس" رئيس جهاز المخابرات العسكرية الاسرائيلية السابق فى حفل تكريمة بمناسبة مغادرتة لمنصبة " ان مسرح عمليات الجهاز ـ الموساد ـ شمل المنطقة المحيطة كلها ،بصرف النظر عما اذا كانت تلك الدولة صديقة او عدوة او بين بين . وان مصر تقع فى القلب من انشطتة. ولا تزال تشكل احد اهم مسارح عملياتة ... لقد تطور العمل فى مصر حسب الخطة المرسومة منذ عام 1979 .فقد احدثنا اختراقات سياسية وامنية واقتصادية فى اكثر من موقع .ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة الى اكثر من شطر . لتعميق حالة الاهتراء داخل بيئة ومجتمع والدولة المصرية .ولكى يعجز اى نظام ياتى بعد حسنى مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى البلد .ودلل على نجاحهم فى اذكاء الفتنة الطائفية فى مصر ،وتاجيج الصراع الحاصل فى دارفور ". ولولا هذا المناخ السائد فى بلادنا من تعفن الحكم القائم وفساد الدولة وتحلل الطبقات الجتماعية وضعف القوى الحية التقدمية لما تمكنت تلك المخططات المعادية ان تلقى اى نجاح .

ان اوضاع عصر الانحطاط الراهنه مازالت تطرح على الطبقات الشعبيه والقوه الحيه والتقدميه فى مجتمعنا نفس القضايا الديموقراطيه والوطنيه والاجتماعيه المطروحة فى الفترة مابين عام 1968 و1977. وكثيرا من برنامج وشعارات فتره نضال فى السبعينات مازالت صالحه حتى الآن، وان تغيرت الظروف والاوضاع على المستوى المحلى والاقليمى والعالمى . ولكن كل تلك القضايا والبرامج والاهداف اصبحت ومنذ زمن بعيد مطروحه على محور نضال الطبقة العاملة وحلفائها ضد الرأسماليه العالميه والمحليه معا.

وتحت تأثير هذه الظروف القاسيه بدأت الاحتجاجات المطلبيه للطبقه العامله وفقراء الفلاحين وصغار الموظفين والعاطلين عن العمل يعلو صوتها من جديد منذ اربع سنوات، ومازال الطريق امامها طويلا لخلق اشكال تضامنها الاجتماعى ووعيها المنظم كطبقات لها مصالح متناقضه جذريا مع النظام الرأسمالى المحلى والعالمى ، ولها دور تاريخي فى تجاوز الرأسماليه كنظام قائم على الاستغلال والقهر والاستبداد الى مجتمع جديد حر وطوعى لكل البشر قائم على الحريه والعدل والمساواه.
ان هذه القرأه محاوله لمعرفة الواقع كما هو دون أسقاط تمنياتنا الذاتيه عليه، وهى ليست دعوه للتيئيس والاحباط، انما دعوة للمساهمة الجماعيه فى بناء رؤيه صحيحه للواقع الراهنن وأكتشاف قوانينه، وعلاقات القوى والضعف بين الطبقات والدوله والسلطه، وحقيقة القوى الحيه فى مجتمعنا والذى سنستكمله فى الجزئين التاليين حتى نتمكن من طرح سؤال ما العمل، ثم محاولة الاجابه عليه بشكل عملى وجماعى.

كتبت فى:2011 / 1 / 17



#تيار_الكفاح_العمالى_-_مصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .عاجل: ومازال التلفيق بناءا على المحاضر الكيديه لإدارة شركه ...
- تضامن أممى :العراق:بيان البديل الاشتراكى“النصر والتحية للثور ...
- مقالات أمميه :فرنسا-أرباب العمل محميون من قبل السلطة الجزائر ...
- تحديث:القاهره ”حالة تروتسكى“مقدمة كتاب حياتى فى ترجمته الجدي ...
- ”حالة تروتسكى“مقدمة كتاب حياتى فى ترجمته الجديده فى3 أجزاء : ...
- الى الرفاق:كتاب حياتى:ليون تروتسكى 1929بأجزاؤه الثلاثه متاح ...
- متابعات الاعتقال.مصر:رسالة حب لطالب الثانوى .خالد البسيونى ع ...
- حياتى :ليون تروتسكى الجزءالثالث-قيادة ثورة1917,قيادة المعارض ...
- تحديث.بيان تضامن أممى :مصر-مع تحقيق مطالب حركة الأساتذة-ت ال ...
- تحديث.بيانات تضامنيه أمميه .فرنسا بيان النضال العمالى-مع عما ...
- بيانات تضامنيه أمميه . بيان-النضال العمالي- فرنسا (مع عمال ا ...
- حياتي: ليون تروتسكي الجزء الثاني -ثورة 1905، النفي وثورة 191 ...
- حياتي - ليون تروتسكى - الجزءالاول-النشأه والتكوين- توثيق: أي ...
- تحديث:تقارير أقتصاديه.مصر:عن تطوير الغزل والنسيج على طريقة و ...
- تقارير أقتصاديه.مصر: تطوير الغزل والنسيج على طريقة وارنرالأم ...
- .تقارير أقتصاديه. مصر.كفرالدوار: ”فساد فساد مالى البلاد” . غ ...
- تقاريرأقتصاديه: مصر. كفر الدوار: “الوسيه” مسلسل الاهدار للما ...
- تقارير أقتصاديه.مصر.كفر الدوار:خسائر شركة غزل كفر الدوار وصب ...
- مقالات تحليليه صديقه:بمواجهة فوضى الإمبريالية المتعفنة، البر ...
- متابعة المختفين قسريا.مصر:رسالة دمديحه الملوانى زوجة الرفيق ...


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تيار الكفاح العمالى - مصر - قراءات يساريه على خلفية حراك يناير مصر2011-جمال عبد الفتاح يكتب: عصر الأنحطاط ما بين أضمحلال الدوله والطبقات-الان فى المعتقل لذا نعيد نشرها -