أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - ارادة الفلسطيني أقوى من صواريخهم















المزيد.....

ارادة الفلسطيني أقوى من صواريخهم


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارادة الفلسطيني اقوى من صواريخهم
تميم منصور
عندما قامت اسرائيل عام 1948 ، اصر قادتها في حينه أن ترسو سفينتهم فوق ثوابت تتمشى مع الأفكار الصهيونية ، وهذا الفكر عبارة عن نسيج من الاستعمار الاستيطاني ، موشحاً بالفوقية وغارقاً بالتمييز القومي والعنصرية .
في مقدمة الثوابت التي وضعتها أول حكومة لاسرائيل تبني الفكر العنصري الخاص بالتمييز القومي ، والتنكر لحقوق الفلسطينيين ومنعهم من العودة الى قراهم التي طردوا منها ، وملاحقتهم واغتيال قادتهم ، خاصة الذين اتهموا بمقاومة الاعتداءات التي كانت تمارسها العصابات الارهابية الصهيونية ، من أجل تحقيق وتنفيذ هذه الغاية ، ثم تكليف عدداً من العملاء العرب بالقيام باغتيال مجموعة من هؤلاء ، اضافة إلى ارسال المستعربين للقيام بهذه المهمة ، هذه ما سجلته أدبيات المخابرات الاسرائيلية، وقد ذكر الباحث هليل كوهين في كتابه " العرب الجيدون " من هذه الثوابت أيضاً فرض الحصار على المواطنين العرب داخل اسرائيل ومعاملتهم معاملة استثنائية ، قد تم فرض قوانين الطوارىء عليهم ، التي ورثتها اسرائيل من الاحتلال البريطاني ، الذي سبقها وبعضها من الاحتلال العثماني ، كما تقرر منع دمجهم بالمجتمع اليهودي قدر المستطاع من باب الترفع والقومية ، ومصادرة أكبر مساحة من أراضيهم .
من أوليات هذه الثوابت الاعتماد على قوة السلاح في تعامل اسرائيل مع كافة الدول العربية ، التي أصبحت مجاورة لها ، خاصة مصر، الأردن ، سوريا ، ولينان ، فقد صرح بن غوريون أول رئيس للوزراء وأحد مؤسسي الدولة ، بأنه يتوجب على اسرائيل أن تخوض حرباً مع جيرانها العرب كل عشر سنوات على الأقل ، لأن الحرب والقوة وسفك الدماء جزء لا يتجزأ من الفكر الصهيوني ، والحرب هي الوسيلة التي تضمن سلامة الشعب اليهودي ، وبواسطة الحرب بامكان اسرائيل أن تحقق أحلامها التوسعية ، وقد حقق بن غوريون هذه الاستراتيجية ، كما خطط لها هو والذين خلفوه في رئاسة الحكومة ، من ليفي اشكول ، الى غولدا مئير ومناحم بيغن ورابين وبراك وغيرهم ، حتى نتنياهو .
بدأت اسرائيل بتطبيق هذه الاستراتيجية مباشرة بعد عقد اتفاقيات الهدنة مع الدول العربية عام 1949 في جزيرة رودس ، حيث بدأت السلطات الاسرائيلية تشن العدوان تلو العدوان على الدول العربي المجاورة ، بدأته بشن عدوان على قرية " فلامية " الواقعة بين قلقيلية وطولكرم ،كانت هذه القرية محاذية لخطوط وقف اطلاق النار ، أرسلت اسرائيل قوة من المستعربين والعملاء لاغتيال مختار القرية ، فواجهت القوة المهاجمة مقاومة من السكان المحليين ، وبعض جنود الجيش الاردني ، الذين حاصروا القوة المعتدية ، ولم يتم فك الحصار عنها إلا بعد استخدام الأسلحة الثقيلة ، مما أدى الى اصابة العشرات من سكان القرية بين قتيل وجريح ، من بينهم مختار القرية .
استمرت الاعتداءات على القرى الفلسطينية المحاذية لخط وقف اطلاق النار ، فقد وقع عدوان قامت به قوة اسرائيلية قادها السفاح ارئيل شارون باستهداف قرية " قبية " ليلة 14- 15 من شهر اكتوبر عام 1953 ، تقع هذه القرية غرب مدينة رام الله ، وتبعد عن مدينة اللد شرقاً 11 كم ، كان هدف هذا العدوان تصفية الوجود الفلسطيني ، ارتكبت في هذا الهجوم مجزرة لا تختلف عن مجزرة دير ياسين ، فقد بلغ عدد الشهداء 67 شهيداً ، معظمهم من الأطفال والنساء ، كما تم تدمير 56 بيتاً ،بما فيها مدرسة القرية وخزان المياه .
استمرت الاعتداءات عبر خطوط الهدنة مع الأردن ، وقد عجز الجيش الأردني عن حماية المواطنين ، ورفض النظام الفاسد في عمان تزويد المواطنين بالسلاح لحماية أنفسهم ، لم تمنع الأصداء الواسعة وردود الفعل الشديدة عربياً وعالمياً على ما حدث من مجازر في قرية " قبية " من الاستمرار في سياسة العدوان ، فقد قررت القيادة الاسرائيلية تدمير جميع مخافر الشرطة الاردنية القريبة من خط وقف اطلاق النار ، لقد اقيمت هذه المخافر عام 1934 من قبل سلطات الانتداب البريطاني في العديد من المدن والقرى الفلسطينية ، وبعض المستعمرات اليهودية ، بهدف قمع الفلسطينيين .
لقد تم مهاجمة مخفر يدعى " الرهو " في منطقة رام الله ، وأعقبه مهاجمة وتدمير أحدى المخافر الذي كان قريباً من " غرندل " في منطقة الخليل ، استشهد العشرات في هذه الاعتداءات .
وفي شهر اكتوبر من عام 1956 تمت مهاجنة مخفر قلقيلية الذي كان يقع شمال المدينة ، وقد تحدث موشيه ديان الذي شغل في حينه رئيساً لأركان الجيش عن هذه المعركة في كتابه " حملة سيناء " اعترف بأن جيشه الذي هاجم مخفر قلقيلية قد تعرض للحصار من قبل قوات الجيش الاردني ، وقتل في هذه المعركة عشرات الجنود من المهاجمين ومن بينهم قائد القوة المهاجمة.
أما على الجبهة المصرية فقد شنت القوات الاسرائيلية عدواناً كبيراً على مدينة غزة ، ارتكبت خلاله مجزرة حيث قتل ما يقارب 60 مدنياً ، وقد عرف هذا العدوان بمجزرة غزة ، تم تنفيذ هذا العدوان عام 1953 .
وفي يوم 29 اكتوبر من عام 1956 ، انضمت اسرائيل الى كل من فرنسا وبريطانيا ، عندما هاجمتا مصر ، بهدف القضاء على الثورة المصرية التي قادها الضباط الاحرار ، كما هدفت اسرائيل من مشاركتها أيضاً حرمان الجيش المصري من استيعاب صفقة الأسلحة التي استلمتها مصر من الكتلة الشيوعية ، بهدف كسر احتكار السلاح والدفاع عن نفسها ، فقد رفضت امريكا وعدد من الدول الغربية حينها تزويد مصر بالسلاح لصد الاعتداءات الاسرائيلية ، فتوجه عبد الناصر الى القيادة السوفياتية برئاسة " بولغانين " طالباً السلاح فوافقت هذه القيادة على بيع مصر السلاح دون قيد أو شرط وهذه ما عرفت لصفقة الاسلحة التشيكية .
كل هذا لم يردع اسرائيل عن مواصلة عدوانها ، واستراتيجيتها العدوانية التي تعتمد على مقولة تواراتية ، " سقطت مملكة يهوذا بالحديد والنار ، وسوف تقوم بالحديد والنار " ولا زالت لا تفهم سوى لغة الحديد والنار، بفضل هذه السياسة اصبحت سياسة قتل العربي جزء من الغرائز الحياتية لغالبية القادة المدنيين والعسكريين في اسرائيل ، إلى درجة أنهم ابتدعوا شعارات مخزية يندي لها الجبين ، ويخجل منها التاريخ ، فيها العربي الجيد هو العربي الميت ، والعرب يفضلون الاحتلال على الحرية ولاستقلال .
هذا هو الفكر العدوان التوراتي الصهيوني المتوارث ، انتقل من جيل الى جيل ، حتى وصل الى نتنياهو وجوقاته العنصرية التي اضافت سياسة الحصار والتجويع ضد الفلسطينيين ، بالإضافة الى سلاح الحراب التي اقامت بواسطتها مملكة يهوذا الجديدة ، غاية هذه السياسة قتل الفلسطينيين وبطونهم خاوية ، وبيوتهم مدمرة ، لكن العدوان الأخير على غزة أثبتت ان حكومة الابرتهايد اصطدمت بصخرة المقاومة ، وارادة هذه المقاومة أقوى من صواريخها .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسون عرب يعملون داخل أتون العنصرية
- من أجل ابعاد نتنياهو عن السلطة يجب تغيير الشعب
- المستعرب الياهو ساسون 2
- المستعرب الياهو ساسون
- في كل صراع دامي هناك أصابع اسرائيلية
- وداعا ماما تسيبورا
- سياسة العنصرية غب اسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب ف ...
- صراخ في فضاء الانتخابات
- لكل حزب صهيوني جديد رقصة عنصرية
- عندما كانت مصر قبلة العرب الوطنية والسياسية
- القائمة المشتركة خيار استراتيجي وليس مزاج انتخابي
- مقاهي بغداد للأدب والسياسة
- مقاهي دمشق بين السياسة والفن
- مقاهي القاهرة - منابر سياسية ومدارس أدب
- في امتحان حيفا إما يُكرم الفلسطيني أو يهان
- الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب
- مواسم أعراس التطبيع
- أنا جاسوس إذن أنا موجود
- مقاومة الاحتلال فرض عين وليس فرض كفاية
- لسان محمد بن سلمان القصير في زمن لسان ترامب الطويل


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - ارادة الفلسطيني أقوى من صواريخهم