أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - صحوة النائبات النائمات














المزيد.....

صحوة النائبات النائمات


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحوة النائبات النائمات
يبدو ان بعض نائبات برلماننا الموقر قد صحون الآن من سكرة الإمتيازات والمحاصصات والمقاولات وتقاسم الكعكات وكل ما جعلهن في موضع الغنى وجمع الثروات من خلال سياسة المحاصصات والتخندق وراء لصوصية الأحزاب الحاكمة والتكتلات البرلمانية التي سرقت باسم الدين كل ما يمكن سرقته من اموال الشهداء وما تركوه خلفهم من يتامى وارامل وبؤساء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، يبدو ان بعض النائبات اللواتي كن اداة من ادوات إيصال وطننا الى هذه الهاوية السحيقة من التخلف والإرتداد الحضاري على مختلف المستويات ، النائبات اللواتي جعلن من الحجاب وكي الجباه والحوقلة والبسملة في الحديث طريقاً للوصول الى خزائن الوزارات والإمتثال الأعمى لرؤساء الكتل البرلمانية التي جاءت بهن الى مواقع اللصوصية التي لم يفقهن حتى ما تعنيه هذه المواقع غير النعيق بقولة نعم ...نعم سيدي وراء كل ما يردده سيدهن رئيس الكتلة او الحزب الذي يضمهن. بعض البرلمانيات اللواتي لم نسمع لهن صوتاً يندد بسرقات احزابهن وكتلهن للمال العام او انتهاك كل ما يمنع عنه الدين الذي يتبجحن باتباعه، بل بالعكس فقد برر بعضهن سرقة المال العام ، هؤلاء النائبات بكل ما يحملنه من المشاركة الفعلية في خراب البلد طيلة الست عشرة سنة الماضية ، يبرزن اليوم وكأنهن قد صحون من غفلة شلّت عقولهن الضامرة اصلاً لينلن من مناضلة عراقية قارعت البعثفاشية المقيتة التي كانت قِبلة بعض هؤلاء النائبات اللواتي خلعن رداء البعث بالأمس ليرتدين رداء الإسلام السياسي اليوم .
حينما تنطلق صيحات بعض النائبات لتعترض على تولي المناضلة هيفاء الأمين رئاسة لجنة المرأة البرلمانية، ويطالبن بعزلها مع سيل من الإتهامات التي تلوح براية الدين ، هذه الراية التي طالما استعملها عتاة المجرمين بالأمس واليوم لا في عراقنا فقط ، بل وفي كل المجتمعات التي ابتليت بالإسلام السياسي ومريديه من النساء والرجال. عنما يفقن بعض النائبات من سبات ست عشرة سنة من السرقات التي مارستها احزابهن وكتلهن البرلمانية ، عنما تصحو النائبة التي ظلت تغفو على الإمتيازات التي لا تستحق عشر معشارها والمسروقة من خزينة الدولة العراقية التي لم تناضل هذه النائبة النائبة من اجل عزتها وكرامتها ، النائبة التي سارت بالأمس في مسيرات البعثفاشية المقيتة وطبلت للجرذ المقبور وعالية الصوت في مديحها لكل سيئ ومقيت مارسته دكتاتورية البعث ، عندما تفيق النائبة النائمة عن كل مآسي عوائل الشهداء والمهجرين وكل ما يحل بارضنا منذ ان جاءت بها احزاب الإسلام السياسي وسياساته المقيتة التي ابتلي بها وطننا وشعبنا ، فهي حينما تصحو من سباتها اليوم فإنها تصحو لتتناول تاريخ نضالي بطولي لمناضلة كهيفاء الأمين التي لا تستطيع اي من هؤلاء النائبات النائبات ان يقدمن ولو سطراً واحداً من مجلد بطولي ونضالي خطته هيفاء الأمين على كل اراضي العراق شمالاً وجنوباً. انها لظاهرة سمجة حقاً ان تبادر بعض من يسرن وراء رؤساء كتلهن وكأن امر العراق لا يعنينهن ليقلن نعم او لا متى ما قال واهب نعمتهن هذا، ان يبادرن لجمع تواقيع لرفض النائبة المناضلة هيفاء الامين من رئاسة لجنة المرأة التي انتُخبت لها في هذا البرلمان بالذات وليس من خارجه.
إن كُن هؤلاء السيدات النائبات لا يعرفن قيمة النضال الوطني الذي خاضته المرأة العراقية ، وهيفاء الأمين مثالاً ناصعاً لها ، فالأولى بهن ان يطلعن على الأقل على هذا التاريخ ، ولا اقول يدرسنه ، لأن اكثر القائدات لهذه الحملة الشعواء على هيفاء الامين وحزبها لا يعين معنى الدرس اصلاً.
لقد ساهمت المرأة العراقية ، في النضال الوطني وهيفاء ألامين تشكل مفصل هام من هذا النضال ، في الوقت الذي جفت حناجراغلب قائدات الحملة ضدها من الهتافات للقائد الضرورة وحزبه الدكتاتوري. لقد اكتسب نضال المرأة العراقية طابعاً اممياً رفع من اسم العراق بين صفوف حركات التحرر الوطني ولعب دوراً حاسماً في تحقيق ألإنتصارات الإجتماعية والسياسية التي اعطت لها كثيراً من حقوقها المشروعة كنصف المجتمع المنتج في كافة مجالات الحياة . ولا زال نضال المرأة مستمراً لإنتزاع المزيد والمزيد من حقوقها التي لا يزال يعرقل تحقيقها بعض المنتفعين من عملية الإنتاج الإجتماعي بحجج واهية يهدفون من وراءها الإستمرار باستغلال القوى البشرية العاملة من النساء والرجال متخذين من بايولوجية المراة بشكل خاص سبباً لإستغلالهم وجشعهم ، مستندين ، في المجتمعات العربية والإسلامية ، لتبرير ذلك إلى معونة بعض القوى المتخلفة ، بما يُسَمَون رجال الدين الذين يهيئون الفتاوى اللازمة لمثل هذا الإستغلال ، وكأن تاريخ دور كنيسة العصور الوسطى يعيد نفسه اليوم ، خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية . إلا ان إستمرار وتيرة النضال الأممي للمرأة عبر تنظيماتها النقابية والمهنية سيرغم هؤلاء المستغلين على الإذعان لحقوقها المشروعة وتطويرها ، كما أذعن لذلك أقرانهم في الحقب التاريخية البائدة .
والان تاتي هذه النائبة او تلك التي غطت في غفوتها عن سرقات من طبَلت لهم من كل رؤساء الوزرات السابقين لتحتل المواقع العالية وترى نفسها عالية فعلاً إلا انها لا تعلم بان علوها هذا ما هو إلا الحضيض السياسي الذي اوصلت نفسها اليه بتملقها البذيئ لكل اللصوص الذين اوصولوها الى هذا العلو ، تأتي مثل هذه او تلك ممن لم يفقهن السياسة يوماً ليواجهن النضال النسوي العراقي جاعلات الحجاب والنقاب موضوع حديثهن في بلد نائباته وبلواه وكوارثه وسياسات احزاب هؤلاء النائبات التي اخرجت وطننا حتى من سجلات التقييم العالمية ووضعته على ادنى المستويات التي تشمل كل مفاصل الحياة.
الآن وبعد كل هذا ننتظر الوقفة الجادة والصارمة من كتلة سائرون البرلمانية التي ليس لها إلا الإنحياز لما تبنته من برامج اصلاحية تشكل تصريحات عضوها هيفاء الأمين لب فحواها وتعكس واقع ما يعانيه مجتمعنا من تخلف وتراجع وانحطاط تعمل سائرون على التصدي له.
الدكتور صادق اطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفانا مغالطة انفسنا
- عفارم ....صيادو الكلمات
- رغم انوفكم ... نحتفل مع المرأة بعيدها الأممي
- جرائم شباط يكررها عُشاقها
- مع الصديق ضياء الشكرجي وحديثه حول النبوة
- علي الشوك ... حصاد فكري في مزرعة يانعة
- عقيدة التثليث في المسيحية ..هل هي شِرك حقاً ؟
- المتحجرات الفكرية
- السلفية اليسارية
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- وثائق غربية تؤرخ لنضال الكرد
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- مع الدولة .... وضد الحكومة
- خير أمة تستجدي الناس
- مسؤولية جيلنا امام حقائق التاريخ
- تجربة علَّها تكون نافعة
- مآزقهم ومنافذنا ...
- نحن وتجارب الثورات الجماهيرية
- ونظل نحتفل بالرابع عشر من تموز كعيد وطني
- وهكذا مر عام الفراق


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - صحوة النائبات النائمات