أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية














المزيد.....

حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 16:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما هو تفسيركم للالحاد؟

الإلحاد هو إنكار وجود إله وخالق للكون . والإلحاد بهذا المعنى كان موجودا قبل مجيء الإسلام وكل الديانات السماوية .ويختلف الإلحاد عن اللادينية التي تعتقد أن الأديان مصدرها الإنسان وليس الإله.

ما هو سبب نفور الشباب من الدين؟

ليس هناك سبب واحد للنفور من الدين ، بل أسباب متعددة تختلف باختلاف المجتمعات والأنظمة السياسية . إلا أن الأبحاث التي همت دراسة ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية تبين أن نسبة الإلحاد مرتفعة في الدول التي تطبق الشريعة الإسلامية بحيث تحتل السعودية وإيران صدارة الدول العربية والإسلامية . فالاستغلال السياسي للدين وتشديد الرقابة على سلوك المواطنين باسم الدين والتضييق على حرياتهم أو مصادرتها يخلق مزيدا من النفور من الدين ليس كراهة في الدين نفسه ولكن كراهة في الأنظمة السياسية التي تنصّب نفسها نائبة عن الله وتنتقم من خلقه بما لا يأمر به الله . فالدين يقوم على الإيمان الحر بعيدا عن الإكراه ، ويقوم على تكريم الإنسان وضمان حقوقه وحرياته . لكن الأنظمة إياها تُكره الناس ليس فقط على الإيمان بالله ولكن أساسا على تطبيق نوع من التدين تنفر منه الفطرة السليمة ويتعارض مع الذوق السليم . فالله تعالى ترك لعباده حرية الاختيار والاعتقاد وأجل الحساب إلى يوم القيامة بينما الأنظمة السياسية تستعجل العقاب في الدنيا وتصادر حرية الاختيار التي على أساسها يتم الحساب . وما يزيد الشباب نفورا من الدين هو التناقض الذي يطبع سلوك الأنظمة السياسية والقائمين على الشأن الديني مع التعاليم الدينية. وآخر مثال على هذا التناقض الرئيس السوداني المخلوع الذي مارس كل اشكال الظلم والقمع والنهب باسم الدين وتطبيق الشريعة على المواطنين البسطاء بينما هو "قارون" السودان ظل يكدس الأموال والذهب والخمور . فكلما ازداد التشدد الديني ازداد النفور من الدين .

من تحمل المسؤولية في هذا الاتجاه؟

أكيد أن الأنظمة السياسية تتحمل قدرا مهما من المسئولية . فكل الأنظمة السياسية في العالم الإسلامية التي تلزم المواطنين بأداء الشعائر الدينية أو الالتزام بشكل معين من التدين تكون مسئولة عن تأجيج مشاعر النفور الدين . تليها في المسئولية التنظيمات الدينية ، خاصة المتشددة منه ، التي تعطي صورة سلبية عن الدين تعيد إلى الأذهان ما عاشته البشرية في القرون الوسطى وما قبلها .

هل تتفق معي في أن نفور الشباب من الدين ربما قد يكون أخطر من الانضمام إلى الجماعات الإسلامية؟

بالعكس ، أختلف معك تمام الاختلاف . فمقارنة بسيطة بين ثقافة شباب الجماعات الإسلامية والشباب الملحد مثلا أو غير المتدينين أو عموم الشباب غير المنتمي لهذه الجماعات ، تظهر أن الصنف الأول متشبع بثقافة الكراهية ميال إلى العنف والإقصاء ولا يؤمن بقيم الحوار والاختلاف ، بخلاف الصنف الثاني الذي يمارس النقد والجدال ويرفض الوصاية على فكره وعقله . فالصنف الأول هو الذي يشكل خطرا حقيقيا على الدولة والمجتمع وعلى البشرية كلها . ذلك أن عقائده التكفيرية تحرضه على قتل المخالفين وتدمير حضارة الشعوب الأخرى .وما يفعله الإرهابيون هو تجسيد لها الخطر الذي يمثله المنضمون إلى الجماعات الإسلامية . لهذا لا نستغرب أن نجد المتورطين في الأعمال الإرهابية يعتقدون أنهم أكثر تدينا من غيرهم ، بينما لا نجد بينهم لادينيين أو ملحدين . فالذين يقتلون الأبرياء في سوريا وليبيا واليمن وتونس وغيرها من الدول ليسوا ملحدين بل أعضاء في تنظيمات دينية .



هناك من يرى أن مثل هذه الندوات تساهم في نشر التطرف الديني والإرهاب.

بالفعل ، مثل هذه الندوات تشيع ثقافة الكراهية والتطرف والإقصاء ضد فئة من المواطنين وتشرعن ممارسة العنف ضدهم . علما أن اللادينيين أو الملحدين لا يشكلون تنظيمات تهدد الأمن العام أو تعتدي على من يمارس شعائره التعبدية أو يرتاد دور العبادة . كل ما يطالب به هؤلاء هو ضمان حرية الاعتقاد كحق من حقوق الإنسان ، فكما هم لا يتدخلون في إكراه المتدينين على ترك عباداتهم ، لا يريدون أن تتدخل أي جهة فتجبرهم على التدين وممارسة الشعائر التعبدية . ولعلمك سيدتي أن السعودية مثلا تخترقها هذه الندوات طولا وعرضا ورغم ذلك تحتل المرتبة الأولى عربيا وإسلاميا في الإلحاد . والحديث عن الإلحاد "وخطره" هو حديث مفتعل ودخيل لم نألفه في المجتمع المغربي بل استوردته التنظيمات الإسلامية من نظيراتها في المشرق العربي كما استوردت ممارسات وأشكال التدين الخارجة عن المذهب المالكي وما درج عليه المغاربة في تدينهم وسلوكهم . ليعلم منظمو هكذا ندوات أنهم لا يخدمون الدين ولا الوطن بل يسيئون إليهما . فالمغاربة ليسوا بحاجة إلى من يعلمهم دينهم أو يستورد لهم أنماطا من التدين خرّبت دولا ومزقت شعوبا.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشلت -ثورات الربيع العربي-؟
- حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية
- أهداف البيجيدي من تعريب المدرسة العمومية.
- زيارة البابا تسقط القناع عن تطرف الإسلاميين .
- سقوط شعار -حجابي عفّتي-.
- درس نيوزيلندا درس لنا .
- أين مشروع الإسلاميين للنهوض بأوضاع المرأة ؟؟
- دور الهيئات والمنظمات النسائية في النهوض بأوضاع المرأة بالمغ ...
- من كانت مرجعيته -محددة من عند الله- فمكانه الزاوية وليس الحك ...
- يوم كانت المدارس القرآنية تكوّن الوطنيين .
- إستراتيجية الإخوان لتطويق النظام .
- ما مدى نجاعة المقاربة الدينية في مواجهة التطرف والإرهاب ؟
- أيها الريسوني:الإرهاب فتاوى يصدرها الشيوخ وينفذها الشباب.
- كماشة التطرف تطبق على المجتمع المغربي.
- ابحثوا عن مسئولية الدولة في الجرائم الإرهابية.
- لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.
- الدعوشة تغزو المجتمع وتنخر الدولة.
- خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .
- تونس تؤسس للدولة المدنية في العالم العربي.
- احذروهم فهم يكيدون.


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية