أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - تسعة شهداء من عائلة واحدة وصمة عار في جبين صدام والبعث المجرم















المزيد.....

تسعة شهداء من عائلة واحدة وصمة عار في جبين صدام والبعث المجرم


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 01:34
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كلما تأملنا سني حكم البعث وما قام به، تتكشف امامنا حجم الجرائم المهولة التي اوجدها في جسد هذا الشعب، إن كان بالارهاب والقتل والتغييب والتعذيب والحروب العبثية والدمار، ملفات يصعب على اي انسان منصف ان يمر من امامها دون أن تحرّك فيه السؤال: لماذا ؟
تستوقفني بعض ردود الافعال عن الغاية من فتح ملفات مضى عليها ثلاثون عاما او أكثر وجوابي : يجب ان نبقى نبحث بها ونكشفها ونطالب بتقديم الجناة للمحاكم ونطالب بانصاف الشهداء هذا اولاً ، وثانيا لتجنيب العراق حقبة دموية ودكتاتورية جديدة، إن كان اليوم اوغدا. فمازال العراق بحاجة الى قانون عادل للحريات المدنية، وقانون ينظم عمل الاحزاب ومصادر تمويلها، وقانون عادل للانتخابات ولجنة مستقلة مشرفة عليها ، وقضاء نزيه ومستقل ، ودستور علماني خال من دين الدولة ومن الطائفية والعنصرية، ودونها سيبقى جرح العراق نازفاً ونبقى نقدم القرابين، مالم تتحرك القوى المدنية والمخلصة وتمسك بزمام المبادرة وتستعيد العراق من الحكام السراق والطائفيين والعملاء.
وقفتنا اليوم مع الشهيد النصير هرمز خوشابا هرمز (أبو نصير) وزوجته النصيرة الشهيدة جوليت داود خوشابا، وأبنائهم الشهداء السبعة.
وبغية تسليط الاضواء على هذه المأساة وضحاياها كان لي فرصة اللقاء بالاستاذ سليمان ختي، الذي يحمل بين ثنايا قلبه ذكريات كثيرة وبدأها:
تعود معرفتي بالشهيد (هرمز) الى اواسط الستينات، حينما التحق بصفوف الانصار في قاطع بهدينان عام 1965، ويومها ترجاه القائد الانصاري الراحل (ابو جوزيف) ان يعود للقرية وذلك لصغر سنه، لكنه اصر على البقاء ، وفعلاً هذا ما تم حتى نهاية العمل المسلح في كردستان العراق مع توقيع صدام والشاه اتفاقية الجزائر يوم 17 آذار عام 1975.
ولد الشهيد هرمز خوشابا هرمز (ابو نصير) في قرية (عين بقرِ) التابعة لناحية القوش عام 1951، وهو ينحدر من عائلة فلاحية متواضعة كانت تمارس الفلاحة ، وبعد رحيل والده المبكر تحمل مسؤولية العائلة، مما حرمه من أي تحصيل علمي يذكر. كان اسم والدته (جمكي) اما اخوته إيشايا وجورج فقد كانا من ضمن الانصار ، وله شقيقة واحدة هي (منى) . تزوج الراحل من النصيرة الشهيدة جوليت داود خوشابا، والتي تنحدر من ذات القرية في تموز عام 1973، بحفل بهيج وكان للقائد ابو جوزيف ورفاقه الانصار حضور بهي في تلك الليلة .
انطلق للعمل السياسي بعد انهيار الكفاح المسلح، ورغم وجود (الجبهة الوطنية) بين حزب البعث والحزب الشيوعي لكن ذلك لم يشفع له كثرة الملاحقات والمضايقات والتحقيقات معه والاعتقالات الكيفية من قبل رجال الامن ومرتزقة البعث مما دفعه لمغادرة القرية صوب بغداد ، والعمل فيها لتوفير لقمة العيش لعائلته وكذلك الالتحاق بصفوف الحزب هناك بعيدا عن أعين الامن، وحتى تلك الرحلة لم تدم طويلاً حيث انكشف أمره فعاد الى قريته وأنصرف للعمل الزراعي في حقله. وحدث ذات يوم وهو يعمل في الحقل أن رصد تقدم لقوة من الامن والمرتزقة قادمين من صوب مدينة القوش القريبة جدا، بإتجاه قريته ، وساورته الشكوك بأنه هو المستهدف هذه المرة حيث طوقوا القرية إلا انهم لم يتجرأوا على الاقتراب منه كثيرا لمعرفتهم بشجاعته واستحالة ان يسلم نفسه لهم، وفي تلك اللحظات الحرجة كان عليه ان يتخذ قراراً شجاعاً وجريئاً ، فتوجه الى بيته وامتطى عدته الحربية كاملة وطلب من شريكه في المزرعة ان يُحضر التراكتور الزراعي ، وركبه امامهم وغادر شمالاً بإتجاه قرية (بيرو زافا) متخذاً موقفاً دفاعياً وهجومياً في آن واحد امام ذهولهم وفشلهم في القبض عليه .
بعد هذه الحادثة توجه للالتحاق برفاقه الانصار عام 1982، ونتيجة لخبرته القتالية فقد أصبح آمرا للسرية الرابعة/ انصارالفوج الأول، وقد اثبت شجاعة واقدام كبيرين في عمله النضالي والعسكري، علماً إن ما عرف عنه من قرب بأنه قليل الكلام، ورزن ومسامح ويحمل براءة كبيرة وإخلاص لا متناهي لمبادئ الحزب .
وأما ما يتعلق بي (يكمل) الاستاذ سليمان ختي: فقد امتدت علاقتنا وتنامت عائليا وصداقيا ورفاقياً وأنصاريا، ليس معه فقط بل مع كل افراد عائلته الذين أكن لهم كل المحبة والاحترام. وطالما نحن نتكلم عن خصال الرفيق (ابو نصير) سأروي هذه الحادثة عنه: في العام 1967 وبعد تشكيل المقر الثاني والذي كان يقوده النصير إيشايا سرسنكي ، قامت مجموعة من ثلاثة انصار برحلة استكشافية في المنطقة مكونة من النصير الراحل صباح توماس ـ ابو ليلى ـ و دنخا الطويل و الشهيد هرمز وذلك في منطقة (دفري ـ دشت نهلة ـ التابعة لناحية دينارتا ومنطقة زيبار ـ والعائدة لقضاء عقرة) حيث تعرضوا الى اطلاقات نارية اثناء تجوالهم من قبل الجحوش التابعين لمنطقة الزيبار . استمرت المعركة بين الطرفين لبعض الوقت وتمكن الرفاق من دحر ربيئتين اثنتين من الجحوش وبقيت واحدة عصية عليهم، وقرروا مواصلة الهجوم على الربيئة الاخيرة مستخدمين سلاحهم البسيط (رشاشات كلاشنكوف ودكتوريوف) ، وفي هذا الاثناء اصيب الرفيق (دنخا الطويل) بكتفه مما حرمه من القتال، وواصل الرفيقان الهجوم، وعند اقترابهم اكثر وأمام كثافة الاطلاقات النارية ، اصيب الرفيق (أبو ليلى) بشظية عابرة تمكنت من عينه ولم يبق إلا الرفيق هرمز، الذي واصل القتال حتى تمكن من الربيئة الاخيرة واسكت نيرانها.
ويسترسل الاستاذ سليمان ختي بكلامه : تمضي الايام، وتستمر الانظمة الرجعية بسياستها المدمرة للعراق، والتي ترافقت مع تصاعد المقاومة بكل انواعها إن كانت المسلحة او السلمية والتي تعني ايضا المزيد من الشهداء والمزيد من الضحايا. حدث في يوم 23 تموز عام 1987 ان جرت معركة مع الجحوش والمرتزقة وذلك في (مجمع شيخكا ـ جنوب القوش) ، حيث كان الشهيد هرمز آمر احدى السرايا من الفوج الأول، وأثناء محاولته سحب جثة رفيقه الشهيد ( خليل اوراها ـ روبرت) فقد تمكنت منه الرصاصات الغادرة ووقع شهيدا في تلك الواقعة .
أما لزوجة الشهيد، النصيرة الشهيدة جوليت داود خوشابا، حكايات وعذابات وتضحيات اخرى. فقد كانت نشطة في العمل النسوي والحزبي، وكانت العون له في المراسلات وايصال البريد الحزبي، وعقب التحاق الشهيد بحركة الانصار ثانية عام 1982، فقد بقيت في القرية مع اولادها، لكن ذلك لم يدم طويلاحيث قامت قوات الامن والمرتزقة بأعتقالها وذلك عقابا لعوائل الشيوعيين وعوائل الانصار، واودعت سجن الموصل وكانت حينها حاملاً، وانجبت وليدها في السجن وأسمته (زوزك ـ تيمناً بمقر الانصار)، وبعد اشهر من الاعتقال جرى اطلاق سراحها مع اولادها وأصغرهم كان رضيعاً، ولم يكن خافياً بأن الاوضاع كانت تسير من سئ الى أسوء في القرية ومحيطها، فقد قام زوجها الشهيد بالطلب اليها للالتحاق بالانصار والذي تم في (قاطع بهدينان ـ مقر مه راني ـ في منطقة كَارا) ، وبقيت هناك مع العشرات من عوائل الانصار والشيوعيين حتى حدثت الكارثة الكبرى (يوم الانفال) وانتهاء العمل المسلح في المنطقة وقيام الحكومة العراقية بإصدار (عفو عام)، فما كان من منفذ امام هذه العوائل فيما حدود العراق كلها مقفلة والحركة المسلحة مشتتة ، لم يبق امامهم سوى التسليم لقوات الجيش و السلطة، وحدث ذلك في مفرق (ناحية زاويتة ـ طريق مانكيش / سرسنك)، ثم جرى نقلهم الى قلعة (بروشكا) في محافظة دهوك، وبعدها بيومان جرى ترحيلهم الى (تجمع بحريكي ـ منطقة عنكاوا) ومن هناك الى كركوك ومقر المجرم ـ علي حسن المجيد ـ في (طاسلوجا ـ بين كركوك والسليمانية) ، حيث كانت القلعة متكونة من طابقين، العلوي على هيئة سجن للموقوفين ، والسفلي كان مخصصا للتعذيب والتصفيات الجسدية وأحواض التيزاب.
ومنذ ان وصلت العائلة مع اولادها اختفت اخبارهم ولليوم، ولا يعرف إن كانوا احياءاً ام اموات، أو أين دفنوا، وكان هذا للاسف مصير (286) شخص من الاطفال والنساء وكبار السن، علما بأن الحكومة كانت قد اصدرت ما يسمى ب (العفو العام) وهؤلاء سلموا انفسهم وفقاً لذلك ، لكن كيف يمكن الائتمان للحكومة وصدام وحسن المجيد والبعث؟
أما تسلسل اىسماء الشهداء (الضحايا) فكان كلآتي :
1ـ الشهيد النصير هرمز خوشابا هرمز (أبو نصير)
2ـ الشهيدة جوليت داود خوشابا ـ زوجة الشهيد
3ـ الشهيد نصير هرمز خوشابا ـ الابن الاكبر
4ـ الشهيد فيديل هرمز خوشابا
5ـ الشهيد ماجد هرمز خوشابا
6ـ الشهيدة ماجدة هرمز خوشابا
7ـ الشهيد فؤاد هرمز خوشابا
8ـ الشهيد زوزك هرمز خوشابا
9ـ الشهيد انصار هرمز خوشابا
يبقى السؤال الذي بحاجة لجواب شاف: لماذا كان على العراقيين دفع كل هذه الاثمان والتضحيات والدماء والعذابات؟ وماذا لو أن الانظمة التي حكمت (وما زالت تحكم لليوم) قامت بما تمليه عليها مسؤولياتها في تحقيق الديمقراطية والعدالة وترخيص العمل الحزبي وحرية الصحافة والاعلام والانتخابات ودستور دائم وقضاء عادل ....فمن كان سيعلن التمرد ويقاوم النظام؟
*) الشكر الجزيل لشقيقة الشهيدة جوليت السيدة هناء داود خوشابا وزوجها السيد وليد بيقوندا لتزويدهم بالمعلومات والصور
*) الشكر لرفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في القوش لتزويدهم بصور الشهيد

**** المجد والخلود لذكرى الشهداء هرمز وجوليت وأبنائهم السبعة
**** المواساة لأهاليهم وأحبتهم وكل من عرفهم وعمل معهم في سبيل الوطن
**** العار يلاحق البعث وأزلامه وكل من شارك بذبح هذا الشعب خدمة للمخابرات الاجنبية

كمال يلدو
آيار 2019



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجدا لبطلة الأول من آيار،القائدة العمالية الامريكية لوسي كَو ...
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير رعد بولص ميخو
- من هو مرشح ألانتخابات ألامريكية الاشتراكي الديمقراطي بيرني س ...
- تحية لمخترع نظام إطعام ألجياع في أمريكا، جان فان هينجل
- سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير أمين عبي
- وفاءً للشهيدة نجمة رضا محمد الهاشمي (ام كفاح)
- كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نم ...
- جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي
- وفاءاً للشهيد النصير خليل توما متى (سليم مانكيشي)
- وفاءاً للشهيد رياض أحمد صالح
- بعد نصف مليون قراءة، شكراً للحوار المتمدن وشكراً للقراء الكر ...


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - تسعة شهداء من عائلة واحدة وصمة عار في جبين صدام والبعث المجرم