أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - العمامة والزئبق الاحمر














المزيد.....

العمامة والزئبق الاحمر


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6221 - 2019 / 5 / 5 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبل ايام فيديو يظهر من خلاله ضابط عراقي برتبة (رائد) وهو يقتاد رجل معمم قادم من الجمهورية الاسلامية (من اصول عراقية ) بتهمة شراء مادة الزئبق الاحمر بغية تخريب الاقتصاد العراقي على حد وصف الضابط العراقي الذي طالب رجل الدين بضرورة الاسراع في خلع عمامته والا خلعها هو بيده ثم باشر باستخراج عملة نقدية فئة (10 ) دنانير كويتية من جيب المعمم معتبرا ان تلك العملة انما تمثل اشارة لتلك الخلية التي تتاجر بالزئبق الاحمر والتي تم الاستدلال عليها وافتضاح امرها على خلفية مكالمة هاتفية بين عناصرها وبين رجل الدين .

الضابط العراقي لم يكتف بكل ذلك بل راح يشتم الرجل المعمم وينهره كما لو كان متلبسا بالجرم المشهود في حين ان القاعدة القانونية تنص على ان المتهم برىء حتى تثبت ادانته كل ذلك ضرب به الضابط عرض الجدار وراحت الكاميرات تصور الرجل الذي ناهز الستين من عمره على انه مخرب دون اي دليل ملموس وبين .

قبل كل شيء لا بد لنا ان نطرح اكثر من تساؤل بخصوص تلك الحادثة وملابساتها فلماذا يتم تسريب هكذا فيديو في هذا الوقت بينما تحتفظ مديرية المعلومات والتحقيقات الجنائية بعشرات الحالات التي يتم فيها ضبط المتلبسين بالجرم المشهود دون ان يكون هناك تصوير او تشهير او شتم وسب وطعن بل ان اسماء الجناة لا تذكر عادة ويكتفي الاعلام بخبر عن القاء القبض على اشخاص او مجاميع تتاجر بالمخدرات او تقوم باعمال تخريبية ؟

قضية الرجل المعمم تعتبر حادثة يحيطها الغموض فأنى لضابط يقوم باعتقال رجل دين بتهمة شراء سائل الزئبق الاحمر كونه يحمل (10 ) دنانير كويتية تكون قيمتها (40 ) دولارا بينما يقدر ثمن زجاجة صغيرة من الزئبق اكثر من (27) مليون دينار عراقي .

قائد شرطة البصرة الفريق (رشيد فليح ) اكد من خلال الاعلام ان الضابط العراقي لم يتحرك الا بعد ان تم رصد مكالمة هاتفية بين المعمم وبين مجموعة تتاجر بالزئبق والمكالمة مرفقة بالقضية وقد تم التنسيق مع القاضي وتم استحصال امر القاء القبض الا ان كل ما صرح به الفريق لا يعد سببا لادانة الرجل فالمكالمة ليست دليلا كافيا كما انها تحتمل عدة وجوه وهو ما دعا قائد شرطة البصرة ان يستدرك ليرمي الكرة بملعب القضاء قائلا ان القضاء يعد الجهة الوحيدة التي يحق لها ان تدين المعمم او تبرئه فقد يكون هناك خطا ما بعد يوم على وقوع الحادثة ظهر (فليح ) مجددا وهو يحمل الضابط العراقي مسؤولية تصوير الرجل والتشهير به واهانته امام الكاميرات .ومن المعروف ان التشهير والقذف يعد من الجرائم التي تصل عقوبتها الى حد الحبس او الغرامة سواء في القانون العراقي او سائر القوانين في البلدان العربية الاخرى .

من وجهة نظري المتواضعة ارى ان تلك الحادثة تؤشر لوجود مزاج لدى بعض الشرائح الاجتماعية والسياسية التي ترغب بجعل العمامة رمزا لكل ما هو سيء لا سيما العمامة الوافدة من خارج الحدود(الجمهورية الاسلامية ) تحديدا ولعمري ان مثل هكذا طرح يعد طرحا تعسفيا ليس فيه للموضوعية والانصاف والمنطق مكان فالعمامة اذا كانت من خارج الحدود او من داخلها قد تكون جزءا من الحل وقد تكون جزءا من المشكلة حالها في ذلك حال اي زي اخر اما ان تكون العمامة بحد ذاتها رمزا لكل ما هو سييء كما يريد ويرغب البعض فذلك امر مردود .


يبدو ان المخرج الذي اشرف على اخراج الفيديو الذي يتناول متاجرة رجل دين معمم بالزئبق الاحمر لم يكن موفقا ولم يكن مهنيا لذلك جاء العمل غاية في القصور الاخراجي والفني مع غياب واضح لاي رؤية يمكن ان تخدم العراق والعراقيين وان الهدف من هذا العمل الهابط كان سياسيا تسقيطيا لذلك كله انتهى العمل الى الفشل شأنه شأن كل الاعمال الفاشلة .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائد التجديد في الاغنية الريفية ... الراحل عبادي العماري
- مدن مقدسة
- قراءة اولية في طبيعة الشخصية البعثية
- مخمور في المسجد
- احلام وامنيات
- سعودي
- المفردة وفهم الواقع الاجتماعي .
- الحل بيد الاميركان حقيقة ام وهم ؟
- دهشة الشيخ
- الموت في قصائد الراحل (كاظم اسماعيل الكاطع)
- عقدة الجنس
- ابرز الخصائص الشعرية في نتاج شاعرين راحلين .(عريان السيد خلف ...
- الجنس في بلدي
- الحقيقة من وجهة نظري الشخصية
- السيد كمال الحيدري في مواجهة الجمهور
- اهم الاسباب التي تقف وراء تمدد بعض الجرائم السياسية وانحسار ...
- وحوش بشرية
- لا تذهبوا بالنصوص بعيدا
- السيد عادل عبدالمهدي ليس الها
- العراقيون يزورون تاريخهم السياسي القريب


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - العمامة والزئبق الاحمر