أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الذيب - فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 9















المزيد.....


فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 9


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه هي الحلقة التاسعة من سلسلة مقالاتي عن فلسطين والنازية اليهودية
واصدر حلقاتي عن فلسطين والنازية اليهودية بالصوت والصورة باللغة العربية والفرنسية في قناتي
https://www.youtube.com/user/samialdeeb/videos
ومن المنتظر ان تكون في 10 حلقات متتالية ستتبعها حلقة ردا على تعليقات المتابعين. فأرجو المتابعة والإشتراك في قناتي
واكرر هنا بأن عبارة اليهودية النازية ليست مني. فهي عبارة الفيلسوف الإسرائيلي اليهودي، استاذ في الجامعة العبرية في القدس، Yeshayahou Leibowitz يشعياهو ليبوفيتش، الذي توفى عام 1994، وكان ناقدًا شديدًا جدًا لسياسة اسرائيل التي وصفها بأنها يهودية نازية Judeo-Nazi
سوف اكرس هذه الحلقة عن علاقة النازية اليهودية بالنازية الألمانية

احياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في العالم وفي إسرائيل
----------------------------------
في 27 يناير من كل عام يتم، بقرار من الأمم المتحدة، احياء ذكرى ضحايا الهولوكوست والإبادة الجماعية التي قام بها النظام النازي وحلفاؤه حيث أودت بحياة 6 مليون يهودي، وحوالي 5 مليون من السلاف، وحوالي 3 مليون من البولنديين، وحوالي 200,000 من شعب الروما، وحوالي 250,000 شخص معاق جسدياً وعقلياً، وحوالي 9,000 من الرجال المثليين.
وفي كل عام تقوم إسرائيل وبعض اليهود بإحياء ذكرى المحرقة النازية مرة أخرى ويكون ذلك عامة في 27 نيسان حسب التقويم العبري. وقد صادف في عام 2019 اليوم الثاني من شهر مايو. ويتوقف خلاله الإسرائيليون عن الحركة لمدة دقيقتين أينما تواجدوا. وتتوقف وسائل التنقل وينزل سائقو السارات من سياراتهم.
وبطبيعة الحال نحن ندين كل الجرائم مهما كان اصل أو دين فاعلها ومهما كان دين وأصل ضحاياها. ولن ندخل في الجدل حول عدد الضحايا اليهود للنازية الألمانية والذي يشدد عليه اليهود وينكره آخرون. فهذا مجال المؤرخين، مع التنويه إلى أن القوانين الغربية تعاقب من ينكر ما يطرحه اليهود من أرقام. فما يهمنا هنا هو علاقة النازية الألمانية بالنازية اليهودية التي راح وما زال يروح ضحيتها الفلسطينيون منذ تأسيس دولة إسرائيل حتى يومنا هذا، وقد عرضنا في حلقاتنا السابقة أوجه من تلك الجرائم، وخاصة تدمير 81% من قرى فلسطين وتشريد أهلها لذنب واحد أنهم غير يهود. انظر القائمة هنا: https://goo.gl/7kfiWK. ونبدأ هنا بتشديد الصهاينة على علاقة مفتي القدس الحاج محمد أمين الحسيني بهتلر، بينما يسكتون عن علاقة النازية اليهودية بالنازية الألمانية.

تشديد الصهاينة على علاقة مفتي القدس الحاج محمد أمين الحسيني بهتلر
--------------------------------------------
كثيرا ما يلجأ السياسيون الصهاينة إلى التذكير بعلاقة مفتي القدس الحاج محمد أمين الحسيني بهتلر ليبينوا أنه لعب دورا في جرائم النازية الألمانية ضد اليهود. لذا لا بد من عرض سريع لحياة الحسيني وتلك العلاقة، بأكبر قدر ممكن من الموضوعية.

ولد الحسيني في مدينة القدس عام 1895 والتحق بعدها بالكلية الحربية بإسطنبول وبعدها بالجيش العثماني وبصفوف الثورة العربية الكبرى، وشارك في المظاهرات عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين. وهاجم شباب القدس القافلة البريطانية المشرفة على ترحيله للسجن، فهرب إلى سوريا، وحكم عليه غيابيًا بالسجن 15 سنة، وتحت ضغط الغضب الفلسطيني تم العفو عنه، وبعد عودته بأشهر توفَّى شقيقه مفتي القدس، فتم تنصيبه المفتى العام للقدس خلفا له. وقد تعقبت بريطانيا المفتي في كل مكان، فأضطر إلى الخروج من فلسطين إلى لبنان، حيث القت السلطة الفرنسية القبض عليه، فهرب إلى العراق ومنها إلى طهران ثم انتقل سرًا بين عدة عواصم أوروبية حتى انتهى به الأمر إلى برلين، وقد التقى في هذه المرحلة مع قادة دول المحور سواء في إيطاليا أو ألمانيا، ولم يكن الأمر مفاجئاً، فقد أجرى المفتي اتصالات سابقة مع القيادة الألمانية في بداية الحرب، وهذا أمر طبيعي، فالدول العربية كلها تقريبًا ليس بينها وبين ألمانيا عداوة، ثانيًا ألمانيا صارت العدو القوي المواجه لكل من إنجلترا وفرنسا "وهما الدولتان اللتان يحتلان أغلب الدول العربية". وقد طالب بإستقلال الدول العربية والاعتراف بحق العرب في إلغاء الوطن القومي اليهودي وعدم الاعتراف به.

وقد اتهم الحسيني بأنه شارك في مذبحة اليهود على يد الألمان، وهو ما نفاه في مذكراته، فقد كان همه إيقاف الهجرة اليهودية لفلسطين مخافة تفريغ أهلها منها وتحويلها لوطن قومي لليهود، وهو ما حديث فعلا. واستطاع المفتي الهروب من ألمانيا في اللحظات الأخيرة قبل سقوط برلين، وتم القبض عليه في فرنسا، وعندما أعلن عن وجوده في فرنسا، بدأت المطاردة له من السلطات البريطانية والأمريكية، والصهيونية داخل فرنسا. ولكنه استطاع ان يهرب من هناك إلى القاهرة عام 1947 عن طريق استخدام جواز سفر لأحد أنصاره في أوروبا بعد استبدال الصورة. ولن ندخل في تفاصيل حياته حتى توفى في 4 يوليو 1974 في بيروت.

سكوت الصهاينة عن علاقة النازية اليهودية بالنازية الألمانية
------------------------------------
أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كتاب عنوانه "الوجه الآخر: العلاقات السرية بين النازية والصهيونية"، طبع في عمان (طبعة 1، 1984)، ثم في القاهرة (طبعة 2، 1997) ثم في رام الله (طبعة 3، 2011). والكتاب متوفر في طبعته الثالثة على الأنتيرنيت https://archive.org/download/al.nazya.w.al.sohyonya/al.nazya.w.al.sohyonya.pdf. ويختصر مقال في الويكيبيديا بالعربية مضمون الكتاب كما يلي: هو في الأصل رسالته للدكتوراة تقدم بها عام 1982 في الجامعة الروسية لصداقة الشعوب تحت عنوان العلاقة بين النازية وقادة الحركة الصهيونية. في الكتاب، يقول محمود عباس أن المحرقة النازية "الهولوكوست" تمت المبالغة فيها، وأن الصهيونية خلقت أسطورة قتل ستة ملايين يهودي، واصفا إياها بـ"الكذبة الكبيرة". مدعياٌ أن هؤلاء اليهود الذي قتلوا على يد النازيين في الواقع ضحايا مؤامرة الصهيونية للنازية، تلك المؤامرة التي تهدف إلى تأجيج الإنتقام ضد اليهود وتوسيع الإبادة الجماعية الخاصة بهم. وناقش الكتاب أيضا موضوعات مثل اتفاقية الترحيل (Haavara) والتي تعني بالعبرية (الترحيل)، حيث اتفق الرايخ الثالث مع الوكالة اليهودية لتسهيل هجرة اليهود من ألمانيا إلى فلسطين تحت الإنتداب البريطاني.

وفي مقالنا هذا سوف نتطرق إلى علاقة الفكر النازي الألماني بالفكر االنازي اليهودي. وهنا لا بد من عرض مختصر لمضمون النازية كما جاءت في القوانين النازية.
القوانين النازية والتي تسمى بقوانين نورمبرغ هي سلسلة من القوانين العنصرية صدرت في 15 سبتمبر من سنة 1935 لتشكل معلم من معالم السياسة التشريعية المناهضة لليهود في ألمانيا. وكان أهم تشريعين هما "قانون مواطنة الرايخ" و"قانون حماية الدم الألماني والشرف الألماني" واللذين ألغيا مواطنة اليهود كونهم أبناء عنصر آخر ومنعَا قيام علاقات جنسية بين اليهود وغير اليهود أو تشغيل الخادمات الألمانيات في المنازل اليهودية. واستهدفت هذه القوانين الفصل القانوني والاجتماعي بين اليهود والألمان في ألمانيا.

وهذا الفكر النازي العنصري الإقصائي ليس من اختراع الألمان، بل هو فكر مستورد من الفكر اليهودي. ويكفي هنا قراءة ما جاء في كتاب الأستاذ الجامعي إسرائيل شاحاك "الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود" والذي يمكن تحميله من هذا الرابط
https://ia801605.us.archive.org/4/items/29.5.2017/A02940.pdf

ونجد الفكر العنصري اليهودي في خطاب نشر عام 1844 لرئيس الوزراء البريطاني ذو الأصول اليهودية Benjamin Disraeli حيث يبين سمو العرق اليهودي في عبارات يحسدها عليها هتلر ذاته. كما نجده في مقال للصحفي والدبلوماسي والمؤرخ (Lucien Wolf (1857 - 1930 والمؤرخ ( Joseph Jacobs (1854-1916. ومن بين المنظرين للعنصرية اليهودي (Richard Goldschmidt (1878 – 1958 وهو أحيائي، وعالم وراثة، وعالم نبات، وأستاذ جامعي من ألمانيا ساهم في وضع أول قانون تحسين النسل الذي تم تبينه من الحكومة النازية عام 1933. فهتلر لم يفعل إلا تحويل الفكر العنصري اليهودي لصالح العرق الألماني.

وفي مذكرة رفعها "الاتحاد الصهيوني لألمانيا" إلى الحزب النازي في 21 يونيو 1933 ، أي قبل صدر القوانين النازية، نقرأ على وجه الخصوص: "في تأسيس الدولة الجديدة ، التي أعلنت مبدأ العرق ، نود أن نكيف مجتمعنا مع هذا النظام. فهو يتيح لنا الاعتراف بالجنسية اليهودية وإقامة علاقات واضحة وصادقة مع الشعب الألماني وحقائقه القومية والعرقية، لأننا أيضًا نعارض الزيجات المختلطة ومع صون نقاء المجموعة اليهودية ... اليهود يدركون هويتهم، ونحن تحدث باسمهم، يمكن أن يجدوا مكانًا في نظام الدولة الألمانية فنحن نؤمن بإمكانية وجود علاقات موالية بين اليهود والدولة الألمانية. ولتحقيق أهدافها العملية، تأمل الصهيونية في أن تكون قادرة على التعاون حتى مع حكومة معادية بشكل أساسي لليهود ... إن تحقيق الصهيونية تعيقه فقط استياء اليهود في الخارج ، ضد التوجه الألماني الحالي. إن الدعاية للمقاطعة - ضد ألمانيا حاليًا - هي في الأساس غير صهيونية.

وتجدر الإشارة إلى أن جماعات يهودية في فرنسا وغيرها تعاونت بشكل كبير مع السلطات الألمانية لنقل اليهود من تلك الدول إلى مراكز الإعتقال النازية، أضف إلى ذلك ان مواطني الدول الغربية التي احتلتها الجيوش النازية تعاونوا مع السلطات النازية في القبض على اليهود وإرسالهم لتلك المراكز، كما تعاونت في حفر الخنادق وتشييد التحصينات لصالح المانيا النازية. ويكفي في هذا المجال التذكير بحكومة فيشي Régime de Vichy التي حكمت فرنسا من 10 يوليو إلى 1940 حتى 20 اوغسطس لعام 1944 تحت الاحتلال النازي.

وفي محاكمة مجرمي الحرب النازيين التي أقيمت في نورمبرغ سئل المنظر لتلك القوانين Julius Streicher عن مشاركته في وضع تلك القوانين، وكان جوابه ما يلي:
نعم ، أعتقد أنني شاركت في ذلك ، لسنوات ، كتبت أنه مستقبلا يجب منع أي إختلاط بين الدم الألماني والدم اليهودي. لقد كتبت مقالات بهذا المعنى، وقلت دائمًا أنه يجب علينا أن نأخذ الجنس اليهودي، أو الشعب اليهودي، كنموذج يحتذى به لأنهم منحوا أنفسهم قانونًا عنصريًا، وهو قانون موسى، الذي يقول: "إذا ذهبت إلى بلد أجنبي، فلا تأخذ المرأة الأجنبية". وهذا، أيها السادة، ذو أهمية كبيرة في الحكم على قوانين نورمبرغ. فهذه القوانين العنصرية ارتكزت على القوانين اليهودية كنموذج. وعندما وجد المشرع اليهودي عزرا، على الرغم من ذلك، أن العديد من اليهود قد تزوجوا من نساء غير يهودية، فإن هذه الزيجات تم الغاؤها. كان هذا هو أصل اليهود، الذين بقوا على قيد الحياة، بفضل قوانينها العنصرية، لعدة قرون، بينما تم تدمير جميع الأجناس الأخرى، وجميع الحضارات الأخرى.

ونشير هنا إلى أن التوراة تمنع الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود لأن ذلك يؤدّي إلى إفساد صفاء الدم اليهودي. ونجد هذا الفكر العنصري اليهودي في أجلى صوره في سفر عزرا الكاهن. فهذا الكاهن يهيج غضباً ضد اليهود الذين اتخذوا زوجات من خارج الشعب اليهودي "فاختلط النسل المقدّس بشعوب البلاد" (2:9). ويحكي لنا سفر عزرا كيف أنه مزّق ثيابه ونتف شعره ولحيته غيظاً (3:9) وطلب من جميع الشعب الاجتماع في ساحة الهيكل "وأن كل من لا يأتي في ثلاثة أيّام تحرّم كل أمواله" (7:10). فاجتمعوا هناك في يوم ممطر فقال لهم: "إنكم خالفتم واتخذتم نساء غريبات، لتزيدوا في إثم إسرائيل. فاحمدوا الآن الرب إله آبائكم وأعملوا بما يرضيه، وانفصلوا عن شعوب الأرض والنساء الغريبات" (11:10).

الحاخام مائير كهانا ممثل أمين للفكر النازي
---------------------------
والفكر النازي الألماني الذي استند على الفكر النازي اليهودي وجد له ممثلا أمينا في الحاخام مائير كهانا الذي قد قد مشروع قانون للكنيست في أيلول من عام 1984. وقد وزّع عضو الكنيست المحافظ ميخائيل إيتان ورقة تقارن بين نصوص ذاك المشروع وبين القوانين النازية المذكورة أعلاه. وهذا هو نص اقتراح الحاخام مائير كهانا:

ـ لا يحق لغير اليهود أن يسكنوا قي مدينة القدس.
ـ ليس لغير اليهود حقوق قوميَّة، ولا مشاركة لهم في الحياة السّياسيَّة وسط دولة إسرائيل. ولا يحق تعيين أي شخص غير يهودي في أيِّ منصب له سلطة أو مشاركته في انتخابات الكنيست أو في أيِّ جهاز حكومي أو عام.
ـ يُحظَّر على اليهود المواطنين أو المقيمين في إسرائيل، رجالاً ونساءً، أنْ يتزوَّجوا من غير يهود داخل أو خارج إسرائيل، ومثل تلك الزّيجات المختلطة لا يعترف بها القانون.
ـ هناك فصل تامٌّ مطلق بين المُؤسَّسات التّعليميَّة اليهوديَّة وغير اليهوديَّة.
ـ يُحظَّر العلاقات الجنسيَّة كاملة أم جزئيَّة بين مواطنين يهود، رجالاً ونساءً، وبين غير يهود. وهذا يتضمَّن العلاقات الجنسية التي هي خارج نطاق الزّواج. وسوف تُعاقَب الخروقات بسنتَيْ سجن.
ـ إذا أقام شخص غير يهودي علاقات جنسيَّة مع عاهرة يهوديَّة، أو مع ذَكَر يهودي، فيعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات. وإذا أقامت عاهرة يهوديَّة أو عاهر يهودي ذَكَر علاقات مع رجل غير يهودي، فيعاقب كل منهما بالسجن لمدة خمس سنوات.
ـ تُلغى كُلُّ مُخيَّمات العطل وكُلُّ النّشاطات الأخرى المختلطة بين يهود وعرب. وتُلغى كُلُّ برامج الزّيارات بين طُلاَّب يهود وطُلاَّب عرب في قراهم أو بيوتهم. وتُمنع الرّحلات إلى الخارج التي يكون فيها طفل يهودي ضيفاً على عائلة غير يهوديَّة، كما تُمنع زيارات غير اليهود المماثلة إلى إسرائيل
- يجب إقامة شواطئ لغير اليهود منفصلة عن شواطئ اليهود.

وآراء الحاخام كهانا لم تنبع من فراغ ولم يقم هو باختراعها، بل استقاها من تعاليم التوراة والتلمود ولها صدى في التعليم الديني في إسرائيل. وقد أجرى هاركابي، أستاذ العلاقات الدّوليَّة في الجامعة العبريَّة في القدس، تحليلاً مُفصَّلاً لإيديولوجيَّة القوميَّة الدِّينيَّة اليهوديَّة التي ينتمي إليها كهانا. بالنّسبة لهذا التَّيَّار فإنَّ مُجرَّد وجود العرب على أرض إسرائيل يجعل منهم مجرمين. يجب إذاً طردهم، أو حتَّى إبادتهم. ويذكر هاركابي أن عدَّة حاخامات إسرائيليِّيْن يؤمنون بأن التّوراة تأمر بسلب حقوق كُلِّ سُكَّان أرض إسرائيل واستبدالهم بيهود. بحسب هؤلاء الحاخامات لا يحق لأي غير يهودي أنْ يقيم في القدس أو حتى على أرض إسرائيل، وإنَّ الإبقاء على غير اليهود داخل أرض إسرائيل هو تدنيس لاسم الله. وهم يشبهون العرب بالعماليق الذين يجب على اليهود محي ذكرهم من تحت السماء، حسب أمر يهوه في سفر تثنية الإشتراع الذي يقول:
إذا أراحك الرب إلهك من جميع أعدائك الذين حواليك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك إياها ميراثاً لترثها، فامح ذكر عماليق من تحت السماء. لا تنس (الفصل 25، الآية 19).

أمَّا الحاخام إسرائيل هيس، وهو مُرشد الحَرَم الجامعي في جامعة بارإيلان في تل أبيب فقد نشر مقالة في مجلَّة الطُّلاَّب وعَنْوَنَهَا: "وصيَّة الإبادة الجماعيَّة في التّوراة"، ويقول فيها إنَّه سوف يأتي زمن يصبح فيه اليهود مدعوِّين لإتمام هذه الوصيَّة الإلهيَّة بتدمير عماليق. تستثني هذه الوصيَّة أيَّ رحمة، وتأمر بقتل وتدمير حتَّى الأطفال والرُّضَّع. ويستشهد هذا الحاخام بأقوال موسى ابن ميمون ليُؤكِّد أنَّ عمليَّة قتل غير اليهودي لا تخالف الوصيَّة القائلة: "لا تقتل".

حاخامات يشيدون بفكر هتلر وينادون إلى استعباد العرب
----------------------------
نشرت الصحف الإسرائيلية مؤخرا أن حاخامات في كلية “بني دافيد” الدينية يشيدون بفكر هتلر وينادون إلى استعباد العرب
ففي سلسلة تسجيلات نشرتها القناة 13 يوم الإثنين، يمكن سماع الحاخام العيزر كاشتئيل Eliezer Kashtiel، مدير كلية بني دافيد في مستوطنة ايلي، ينادي الى استعباد غير اليهود “الأغبياء والعنيفين” بسبب دونيتهم الوراثية ويشكوا من الغاء الرق.
“الأغيار يريدون أن يكونوا عبيدنا. أن تكون عبدا ليهودي هو الأفضل. يجب أن يكونوا عبيدًا وانهم سعيدون بكونهم عبيد، انهم يريدون أن يكونوا عبيدا”، قال خلال درس في أحد الفيديوهات. “بدلا من مجرد أن يمشوا في الشوارع وأن يكونوا اغبياء وعنيفين وان يؤذوا بعضهم البعض، عندما يكونوا عبيد، يمكن تبدأ حياتهم اتخاذ شكلا آخرا”.
وفي المحاضرة، يتابع كاشتئيل باحتضان العنصرية ضد غير اليهود.
“نعم، نحن عنصريون. نحن نؤمن بالعنصرية… هناك عروق في العالم والشعوب لديها ميزات وراثية، وهذا يتطلب منا مساعدتهم”، وقال. “اليهود هم عرق انجح”.

ويشيد الحاخام غيورا ردلر Giora Radler، الذي يعلم في كلية قبل عسكرية في مستوطنة ايلي بالضفة الغربية بفكر هتلر خلال درس حول المحرقة.
“دعونا نبدأ بإن كان هتلر على حق أم لا”، قال لطلابه. “كان هتلر اكثر شخصا على حق في التاريخ، وكان محقا بكل كلمة قالها، لكنه كان في الطرف الخاطئ”.
ويتابع ردلر بالقول بأن التعددية هي الإبادة “الحقيقية” التي تنفذ بحق الشعب اليهودي، وليس الحل النهائي التابع لألمانيا النازية.
“المحرقة الحقيقية لم تكن عندما قتلوا اليهود… كل هذه الحجج – إن كانت فكرية أو منهجية – هي هراء”، وأضاف: “الفكر الانساني، وثقافة ’نحن نؤمن بالانسان’ العلمانية، هذه هي المحرقة”.

وقد علق ناقد يهودي
ما سمعناه هنا ليس زلة لسان: "لقد تكررت هذه العبارات لسنوات في بني ديفيد. ليست زلة لسان ، ولكن أجندة محددة ". وبني ديفيد ليست جزيرة معزولة. قصة مماثلة لمعلم الإبادة الجماعية لقوات الأمن هو الحاخام Dov Lior من مستوطنة كريات أربع والذي يدعو إلى قتل أطفال غير يهود "إذ من الواضح أنهم سوف ينمو ليؤذينا ". قام ليئور بتدريس قوات الشرطة في برنامج خاص للمتطوعين الدينيين يسمى "المؤمنون في الشرطة". وقد وصف المحرقة كعقاب إلهي للخطاة الحاخام السابق عوفاديا يوسف Ovadia Yosef، الذي اعتقد أيضًا أن الغرض من غير اليهود هو خدمة اليهود ، وشبه غير اليهود بالحمير
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 8
- عودة للخمر
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 7
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 6
- يدعوني للإسلام مشكورا، وهذا ردي عليه
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 5
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 4
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 3
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 2
- فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 1
- ماذا يعتقد سامي الذيب؟
- معلومات خطيرة عن الجزائر: عائلة يهودية وراء ما يجري؟
- سبب المسبات في التعليقات - وسبب شربي الخمر
- الجزائر: إحذروا الفتنة
- مقابلة مع صحفية عن الجزائر: وضع دستور جديد أهم من تغيير الرئ ...
- هناك مؤامرة على الجزائر
- خرافات الإعجاز في القرآن
- إلى اخوتي الجزائريين: لا يلسع المؤمن من جحر افعى مرتين
- حوار مع منكر لحد الردة في الإسلام
- ما هو الحل لمأساة غزة؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الذيب - فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 9