أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - مقالات التنوير7 مقايسة الأصولية ومستوياتها بالعلمانية وحدودها















المزيد.....



مقالات التنوير7 مقايسة الأصولية ومستوياتها بالعلمانية وحدودها


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 16:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأصولية ومستوياتها:

تقوم الأيديولوجية الفكرية للإسلام السياسي على أصولية راسخة و متينة تستند إلى مرجعية تاريخية متراكمة تاريخيا امتدت بداية منذ مواجهة الإمام أحمد بن حنبل _المتوفى عام 1328م ـ لفكرة خلق القرآن و وصولا إلى حسن البنا _1906- 1949 _ مؤسس جماعة الإخوان البانية الرئيسة لفكر الإسلام السياسي بمفهومه المعاصر القائم بداية على إقامة دولة الإسلام بكل الوسائل الممكنة.
بما فيها العنف و الاغتيال السياسي و ساهم المفكر الأهم لحركة الإخوان سيد قطب- 1929-1966 _ في تثبيت تكفير المجتمع و الدعوة إلى التغيير بالقوة
بني الفكر الأصولي ذاته على قاعدة التمسك الظاهري بالنص و الاحتكام المباشر إليه في دقائق و عظائم الأمور
( صرف ابن تيمية حياته بما أوتي من ذكاء و دأب نادرين لرصد أية ثغرة تبرز في صفحة النص الأملس آخذا على عاتقه صقل هذا النص طاردا كل ما صادفه من انعكاسات للفلسفة و المؤثرات اليونانية على الخطاب الديني ، و شهر بالمذاهب الباطنية كبدع ) (1)
و ابن تيمية ـ (661-728 هـ / 1263-1328 م) هو العقل الأكبر و الأب الروحي لكل التوجهات الصلبة و الدغمائية الصارمة لجماعات أسلمة السياسة .
لقد كان للأخطار الداخلية التي تواجه المعتقد و الأخطار الخارجية التي تواجه الأمة الخارجية دائما فعل السحر في تنشيط الأصولية وتغذية التطرف و هذا ما تعرضنا له في الأجزاء السابقة، ولابد للباحث في خضم المرجعية السياسية الدينية من الوقوف عند مفهوم الأصولية و تداعياتها و مستوياتها .

مدخل:
تظل الدلالات اللغوية – القاموسية – قاصرة على الإحاطة بمفهوم المصطلحات الرائجة و محصورة بأبعاد محددة ، بيد أنها تشكل مدخلا للولوج ومبتدأ للبحث و التنقيب.
وإذا كانت كلمة الأصولية المقابلة لكلمة الراديكالية تعني لغويا: ( الأصولية) التي جذرها كلمة (أصل) ترجمة حرفية (للراديكالية) التي جذرها (راديكالي Radical) وعلى هذا فالراديكالية - كالأصولية تعني العودة إلى الأصول والتمسك بها والتصرف أو التكلم وفقها.)(2)
وهي تعني موقف جمود وتصلب معارض لكل تطور ونمو خارج الأصول ، فهي في البداية وجدت كنعت لموقف الكاثوليكيين الرافضين للتغيير والمنتسبين للتراث. وبتخلص أوروبا من الأصولية المسيحية السياسية و انتشار النظم المدنية و العلمانية في ربوعها ، عاد المصطلح يتجه شرقا ليصبح رمزا أو شعار للتطرف و التزمت الإسلامي تحديدا، وتجزر المفهوم في الإعلام العامي منذ لحظة تخلي الولايات المتحدة عن تحالفها مع المجاهدين الأفغان ، و بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بدت الحاجة لمثل هكذا تحالف غير ضرورية . و كانت ردة الفعل من قبل حلفاء الأمس قاسية وشديدة العداء و الدموية.
وغدت كلمة الأصولية أكثر لصوقا بحركات الإسلام السياسي وبالتيار الديني ( عموما )، و بالمدارس والمناهج الداعية لتشكيل وتقويم السلوك الإنساني الفردي والجمعي وفقا لقواعد وأصول ثابتة جاء بها النص المقدس وأسس لها وأحكمها السلف الصالح وهي تنسحب على كل التيارات الدينية الراديكالية غير المسلمة أيضا .
وبالنظر نحو الممارسات والأفعال ارتبطت الأصولية بالعنف والتشدد والذكورية. وتطورت لتصبح على يد الانتحاريين معاداة للحياة برمتها على أساس أن الفوز بالحياة الآخرة هو الهدف والغاية النبيلة من وجود البشر، وبات لها فقهها الخاص وتفسيرها الجزئي والظاهري الضيق للنص الديني،

مستوى نظري من البحث :

أن الشخصية المسلحة بالعلوم والمعارف والملتزمة بالمثابرة على العمل في البحث والإبداع تتشابه وتتماثل في تركيبتها الموضوعية بالرغم من التباين الحاد والشديد في حقول وميادين العلم والمعرفة التي تسلكها وتنخرط فيها .
بالنظر إلى طبقات عالية من التحصيل العلمي والمعرفي المرتبط بالقدرة الذاتية على الإبداع و المثابرة والاجتهاد في ميدان معرفي محدد، نجد أن البحاثة و العلماء متشابهين بالصفات الذاتية ومشتركين، أو يستخدمون نفس الدرجة من الموضوعية، لكن لا يعني ذلك بالضرورة وصولهم إلى ذات النتائج مهما تشابهت وربما تقاربت الظروف الزمانية والمكانية للنشأة والنبوغ .
قد يصل عدد من الباحثين لمستوى عال من التحصيل العلمي والمعرفي ويستخدمون نفس أدوات المعرفة ونفس آليات الفهم وحتى ذات طرائق الإبداع والتنقيب الفكري، وتكون المحصلة النهائية متناقضة أو متضاربة .
فجيل الخمسينات من المفكرين أو المثقفين أو الباحثين العرب الذي استقر به المقام في الساحة الفكرية العربية ، اطلعوا وغاصوا في النتاج الفكرية والفلسفية الأوروبية وامتلكوا العديد من أدواتها ووسائلها وآليات الفهم والبحث والتنقيب لديها ، إلا أن النتائج التي توصلوا إليها كانت متناقضة أو على الأقل متعارضة في مآلها ومؤدياتها . فحسن حنفي وعابد الجابري مثلا ً شخصيتان من كبار المفكرين والباحثين العرب ، كان لديهم إلمام وإحاطة بالغة بالثقافة الإسلامية. والفلسفة الغربية والركائز والمذاهب والمدارس التي اشتملت عليها إلى جانب ثقافة موسوعية عربية، وانتهوا بعد الخوض في غمار المماحكة الفكرية والثقافية والحضارية بين الغرب والحضارة العربية الإسلامية ، إلى نتائج مؤداها محاولة التركيز والثبات على مرجعية النص الديني والحفاظ على مسلماته وقيمه وركائزه الأساسية.
توصلوا إلى القناعة بالحاجة والضرورة إلى نهضة عربية تتجاوز التخلف والتأخر الذي تعاني منه الدول العربية والإسلامية . ورؤوا بأن الحل إنما يكمن داخل وخارج الموروث المتوفر على قواعد وأصول قادرة على طرح الحلول للمشاكل المزمنة، وما يحتاجه المسلمون هو إعادة استنطاق النص المقدس وتحريره من أسر التفاسير والقيود والممارسات التي أعاقت قدرته على التجديد والتولد. وانفتاح العقل العربي والإسلامي على الآخر والتكامل الحضاري.
في حين أن مفكر وباحث مثل محمد أركون الذي درس النتاج الفكري العربي والإسلامي وغاص في معترك الصراع ذاته وتشبع بالثقافة الفرنسية توصل إلى نتائج هي في الواقع متعارضة إلى حد ما مع تلك التي آل إليها عمل الجابري والحنفي .
( إن العالم الأوروبي بعد الثورة الفرنسية تحرر من وصاية رجال الدين وفقه القرون الوسطى، ولم يعد يخلط بين قانون الله وقوانين البشر. لم يعد يخلط بين المقدس والدنيوي، أو بين الدين والدنيا، أو بين العبادات والمعاملات إذا ما استعرنا مصطلحا إسلاميا كلاسيكيا. وإما عالم الإسلام فلا يزال يتخبط في هذه المسائل ويخلط بين الشؤون الإلهية والشؤون البشرية. يضاف إلى ذلك أن العالم الإسلامي لا يزال سجين يقينياته القروسطية التي فككتها الحداثة في الغرب فيما يخص المسيحية على مدار القرون الثلاثة الماضية ، هذا باختصار شديد ما فهمته من كلام أركون) (3)
محمد أركون عمل وما يزال للتأكيد على أنسنة النص الديني وتاريخيته في حين أن الجابري و الحنفي ما زالا يعملان على مسلمات نزاهة النص وشموليته.و قدرته على العطاء و التجديد. وتوليد الأحكام بالظروف التي أشرنا إليها. فالتكامل بين المعارف والحضارات هو الأساس الممكن قيامه محل منهج التفكيك والهدم.
إن الانطلاق من فكرة الشك للوصول إلى اليقين ما زالت متوفرة في ثنايا الفكر الغربي إلا أنه لم تعد محل جذب كما كان عليه الحال في القرنين الثامن والتاسع عشر الميلادي ، في حين أن الإيمان المطلق في الحقيقة المطلقة التي تقدمها التصورات الدينية مازالت قائمة وراسخة في خطاب الفكر العربي الديني و تسمح للباحثين والمفكرين باستخدام كل الأدوات والأساليب والآليات العلمية والمعرفية المتاحة للإقلاع من منصة الشك حتى الوصول إلى الحق والإيمان المطلق، بهدف تأكيد مقدمات و أحكام مسبقة اعتمدت كمسلمات ينبغي الانتهاء إليها مهما ادعى الباحث الحيادية أو الموضوعية .
ويمكننا الوقوف في المحصلة عند حقيقة مفادها أن كلا من الباحثين التنويريين _ الحنفي و الجابري _ المستندين إلى قواعد أصولية قابلة للتطوير والحركة و الباحثين المتغربين ـ كمحمد أركون ـ بدأوا من نقطة واحدة ارتكزت على ضرورة البحث والمراجعة للتخلص من التخلف و النهوض بالشعوب و الأوطان " الأمة " نحو مستقبل أفضل تسترد فيه الحضارة العربية و الإسلامية مكانتها وإسهاماتها الفاعلة في ميادين العلم و الفكر و المعرفة. مما يجعلنا ندخل في دائرة البحث المستمر عن الحقيقة و الصواب دون خشية أو وجل من ضياع الهوية أو فقدان قيمة و مكانة المعتقد .
وعلى النقيض من الأمثلة السابقة تقف أصولية جامدة تتمسك بالماضي و بالقديم دون وعي أو إعمال لوظائف العقل و الفكر ولا تعرف مخرجا ولا حلا ولا مستقبلا إلا بالعودة نحو خير القرون تاريخيا كما توصف ، متجاهلة و متناسية المستجدات و المتغيرات و الاختلافات الجوهرية و الإنجازات الحضارية الإنسانية.
مستوى عملي :
إن الضغط الشديد الذي يصبغ الصراع الفكري و الحضاري الراهن دفع الباحثين للتقدم نحو مناطق وطبقات كان الغوص والبحث فيها غير وارد، بغض النظر عن كونه خطا أحمر. أي محرم ـ والواقع أن بعض الباحثين والعاملين في مجال الدعوة الإسلامية أقحموا الآخرين ودفعوهم للإيغال والخوض داخل طبقات كان الباحثون عادة ما يحومون حولها محافظين على مسافة من القداسة والتنزيه لا يتجاوزها البحث أو التفكيك.
فانطلاقا من قاعدة صلاحية الشريعة للتطبيق في كل زمان ومكان أجبر العاملون في ميدان الدعوة الدينية على إلباس العديد من النظم السياسية أو الاقتصادية لبوس الدين بدلا من الاعتراف للآخرين بفضل الإبداع و الابتكار ، فالديمقراطية التي استفاد منها الإخوان في مصر وحماس في فلسطين و الجماعة الإسلامية في الأردن لم تحظى بالإقرار بغربي مصدرها وأسبقية الحضارة اليونانية وبعدها المسيحية في خلقها و ابتكار نظمها. و المصارف الإسلامية المنتشرة في كافة بقاع الأرض لم يعترف أصحابها يوما بأنها بدعة و نتاج لضرورة اجتماعية و اقتصادية أوجدتها المجتمعات الغربية وطورتها خلال عقود طويلة من الزمن ولم تكن في يوم من الأيام إسلامية إلا بالشكل والاسم، وما ينطبق على المصارف ينطبق على شركات التأمين الإسلامية التي لم يعرفها المسلمون لا قديما ولا حديثا بل عدت لعقود طويلة مخالفة ليقينيات الإيمان و التسليم .
ومن جانب آخر نرى بأن العمل على استنطاق النص القرآني وتأويله بما ينطبق مع النظريات العلمية بأسلوب فيه الكثير من الإقحام و الضغط تسبب في إخضاع النص القرآني الكريم المقدس إلى مواجهة الحقائق العلمية المشاهدة، التي تظهر بنفس الطريقة التي اعتمدها الباحثون عن المصداقية والإعجاز إلى نتائج مضادة تماما ومعاكسة بالكامل أحيانا.
إن القول بأن كل ما يصدر عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) مقدس ومنزه وحقيقة مطلقة لا يمكن نقدها أو مناقشتها ؛ لا يمكن في الواقع أن يصمد أمام البحث العلمي التجريبي الذي يأخذ الأرجحية وينال الدعم والثقة من المشاهدة الحية و التجربة و الخبرة العلمية. وما ذلك في الواقع إلا لقصور في القدرة على الجمع بين العقل والنقل، كما حاول تأسيسه المعتزلة قديما والفارابي وابن رشد وغيرهما.
فالآثار التي تتحدث أو تشرح حركة الشمس وتفسر الليل والنهار تتعارض مع الحقائق العلمية البسيطة التي تدرس في المدارس الأساسية. كذلك الأحاديث التي تناولت مسألة الإنجاب وطريقة التحديد الجنسي الذكري تتعارض أيضا مع الحقائق العلمية المتفق عليها، و أيضا الأحاديث التي تنفي العدوى وتجزم بأن لا عدوى ، فيها مناقضة واضحة لحقيقة علمية هي أكثر من مسلمة ولا يبتعد عن ذلك الحض على التداوي ببول البعير وغمس الذباب في الإناء الذي سقط فيه.
وفي اعتقادنا فإن الخطورة الأكبر تكمن في محاولة البعض الزج بالقرآن الكريم في مواجهة النص العلمي التلسكوبي والتجريبي وهنا أشير بالتحديد إلى ما يسعى إليه الدكتور زغلول النجار من التفاف ولي للنص القرآني الكريم لاستنطاقه واستدلال منطوقه على الإعجاز العلمي واحتواء الآيات القرآنية على حقائق علمية.
وأدل دليل على ذلك التوجه ما يثابر الدكتور زغلول على طرحه من السبق القرآني في تفسير خلق الكون وفقاً لنظرية الانفجار العظيم التي في الحقيقة تتعارض كليا مع طريقة الخلق التدريجية التي وردت في القرآن الكريم وفقا لخلق السماوات والأرض والأقوات والأرزاق بأيام محدودة ، وما جاء به من نظرية الفتق والرتق الأول والفتق والرتق الثاني محاولة منه لإخضاع الإخبار القرآني لمنطق العلم الجيولوجي ونظريات بل فرضيات نشوء الكون وخاصة ما تعلق منها بنظرية الانفجار العظيم، مماهياً بينها وبين ما سيكون عليه الحال يوم القيامة مع اعترافه بالاختلاف الجذري بين قواعد العلم و القواعد الناظمة لمسيرة اليوم الآخر بالتصور الإسلامي متجاهلا مناطق البحث المتباينة بين العلم و النص القرآني الكريم. (4)
وأمثال تلك السلوكيات لها عواقب سلبية و هدامة قد تتسبب بتقويض البناء الكلي للفكر الديني واضعة إياه قبالة القدرة الهائلة للعلم التجريبي و البحث التلسكوبي ، وفي ذلك ظلم و قسر لمواجهة غير عادلة . ستكون نتائجها في غاية التعقيد مخلفة انهداما و انكسارا في بنية المعتقد الديني مما يفوت الفرصة على العاملين في تيار الإصلاح و التجديد الديني و يترك الساحة جرداء مواتية لسيطرة التطرف والعنف.
إن الصراع الفكري بين الأصولية المتنورة ـ إذا جاز التعبير - من جهة وبين الحداثة و العقلنة من جهة أخرى، ليس حديا و قطعيا غير قابل للتداخل و الانسجام، ، ويمكننا الوقوف عند مستويات معينة من تشكل نقاط ارتكاز بين الطرفين تسمح بمتابعة الحركة العقلية للفكر الإنساني.
( يرى أركون في بحثه المعنون ملامح الوعي الإسلامي أن ابن رشد قد افتتح في الفكر الإسلامي مساحة الحداثة العقلية التي ستشق طريقها إلى الغرب ، لأنه أول من طرح بشكل ضمني تاريخية العقل مفرقا بين الفضاء الأسطوري و الفضاء التاريخي للمعرفة . ويرى علي حرب أن ابن رشد : كان فيلسوفا أصوليا انتقد الفارابي و ابن سينا.. ـ في حين أن ـ علماء الكلام لم يعترفوا بأصولية ابن رشد بل أخرجوه من حظيرة الدين لاعتقادهم بأنه غلب العقل على النص أو لأنه أعطى الأولوية للفلسفة على الدين ) ـ 5 ـ
من خلال هذا السياق: نستطيع الوقوف على درجة متفوقة من الأصولية المتنورة والعقلانية ، يمثلها ابن رشد في الماضي و عابد الجابري وحسن الحنفي في الحاضر، وهنا نلمس ضرورة التعامل و التعاون بين فئات فكرية و معرفية قد تبدو للوهلة الأولى غير قابلة للانخراط سوية في حركة ثقافية إنسانية قادرة على الاجتماع حول قيم مدنية حضارية تتقاسمها تيارات و توجهات متباينة التطلعات.لكنها في حقيقة أمرها قابلة للانسجام والاختلاط المنتج.
الأصولية السياسية:
تعتبر الأصولية الإسلامية السياسية المتطرفة الشغل الشاغل للباحثين والسياسيين لضخامة مفاعيلها وتوالي تأثيراتها على الساحات الإقليمية والدولية. فهذه الأصولية تتميز بقدرتها على الإحياء والاستقطاب بحيث أنها أصبحت تستأثر بتأييد الأكثرية في منطقة الشرق الأوسط في حين يتزايد مناصروها في بقية أنحاء المعمورة من عمق أفريقيا إلى أمريكا الشمالية.
لقد عززت الراديكالية مواقعها في العالم العربي بعد أحداث 11/9 /2001 وتمكنت من الامتداد أفقياً عبر حصولها على موافقة نسبة لا بأس بها من الرأي العام الشعبي العربي والإسلامي ، والرسوخ عمودياً داخل الطبقات الاجتماعية والنخب التقليدية، من خلال تعميق الفكر الأصولي وإحياء ما خبا من بريق المدارس الفكرية العقائدية المتصلبة، ونقصد هنا السلفية بمفهومها الملتصق بإعادة ركب الحياة نحو ما كانت عليه الأمور في عصر القرون الإسلامية الأولى وتفسيرها الظاهري المحدود تاريخيا للنص الديني.
لقد تمكن الإسلام السياسي من تحصين الأصولية المتطرفة وقدم لها الرافعة الجماهيرية ومدها بشخصيات كاريزمية ذات قدرات كبيرة على جذب الرأي العام الباحث دوماً عن الفرد القائد والرمز الكامل. ضمن عشرينيات القرن الماضي برزت شخصية حسن البنا (14 أكتوبر 1906 - 12 فبراير 1949م) وتوالت المواهب الأصولية المؤثرة عبر سيد قطب في الستينات إلى تألق نجم يوسف القرضاوي والوميض الهائل لأسامة بن لادن منذ ثمانينيات القرن الحالي وصولاً إلى راهن الحال وشخصيات سياسية دينية في العديد من البلاد العربية والإسلامية و حديثنا هنا محصور في الميدان الفكري والأيديولوجي لا يتطرق للتحركات أو المواقف السياسية لحركات المقاومة .
وإذا كنا نلحظ بوضوح خيطاً وصله تجمع الكتل الأصولية المتمركزة في مواقع تاريخية وجغرافية متفرقة فإننا نلحظ أيضاً درجات ومستويات من الأصولية الإسلامية الفكرية والسياسية فالنموذج الطالباني المدحور في أفغانستان يشكل الطبقة الأعمق والمستوى الأدنى من الراديكالية السنية، تتناغم وتنسجم معه المجموعات المنادية بإقامة الإمارة الإسلامية في بقاع يسيطر عليها أتباع القاعدة في مناطق وأمكنة متفرقة .
يليه نموذج أحمدي نجاد تحديداً مبتعداً بالتجربة الإيرانية عن مناخات وأجواء أكثر نوراً وأقل ظلامية كالتي أشاعها الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، ذلك المستوى الذي يريده نجاد في إيران يسعى ويعمل عليه آخرون في لبنان في العراق. وتشكل تلك النماذج نكوصا وتراجعاً مفزعاً لتجربة الإسلام السياسي في إيران حيث تتناغم مدرسة نجاد مع ابن لادن من خلال مباركة الأول للعمليات الانتحارية وإعطائها الشرعية من منصة الفقه الشيعي التي كانت إلى أمد قريب ذات مرجعية سنية محدودة متطرفة بحتة ( 6 )
كما تتشابه المدارس الدينية أيا كان مذهبها أو مرجعيتها النصية والقيادية ، بالجموح البالغ نحو تحقيق المكاسب و الأهداف بالقوة وبالتعلق العميق بالسلف على نحو يطمح لتشكيل الحياة برمتها وفقاً لنظرة سلفية منغلقة. فالسلفية الشيعية القائمة على مفهوم الإنسان الكامل الموصوف بالإمام الذي تناط مسؤولياته بالولي الحي لحين ظهوره المغيب عادت لتلتقي تحت شعارات جهادية عامة مع السلفية السنية بمفهومها آنف الذكر بمنطق براغماتي و استراتيجي.
العلمانية في مواجهة الأصولية :
وأساسها العلم والدنيوية في مواجهة الأسطورة أو الخرافة والغيبيات.
بالرغم من الاختلافات النظرية في تعريف العلمانية إلا أنها ترتكز في جوهرها على العلم بمفهومه التجريبي والإنساني وعلى العالم بمفهومه الدنيوي الأرضي، مبدؤها مساواة المرجعيات الدينية في شؤون الحياة والفكر بالمرجعيات الأخرى ضمن مجتمع متمايز داخليا يتوفر على تعدد و تنوع في الانتماءات العرقية و السياسية و الاعتقادية و المذهبية ، تلك المساواة تعتبر العقل و السياسة و القوانين و الضوابط الاجتماعية غير خاضعة للسلطة الدينية و مؤسساتها التراثية النصية والاعتبارية و الرمزية ، وبذلك يكون الموروث الديني والمنقولات والنصوص عوامل أساسية تقف إلى جانب واحد مع غيرها من المرجعيات الوضعية تأخذ منها و ترد، وفي ظلها يكون الالتزام الديني اختياريا لا قسرا و تغدو التجمعات الدينية مظاهر للمجتمع المدني و مؤسساته المتعددة.
فالعلمانية تستظل تحت إقرار عام بالحريات العامة ،و تشكل حرية المعتقد كما حرية الضمير وحدة أساسية من تلك الحريات التي تشمل أيضا حرية الرأي و النشر و التجمع العفوي والمنظم، وهنا نلحظ عدم صلاحية أو قدرة الحرية الدينية في فرض مستلزماتها التشريعية على الحقوق العامة القائمة وفقا لأسس علمانية (7) ـ
أما الأصولية فهي تحكيم وتحكم في أمور الحياة و السياسة و الاقتصاد و الثقافة و المجتمع وفقا لضوابط وقواعد شرعية منصوص عليها أو مستنبطة ومستخرجة من النص التراثي واجتهادات العلماء والأئمة والفقهاء، وبذلك ترجع حقوق الوصاية والتحكم بالمجتمع والفرد للبطريركية النصية أو الشخصية الاعتبارية، ما يضع المجتمع في مأزق خارج القوانين والدساتير المدنية الحديثة.
وإذا كانت العلمانية غربية المنشأ فإنها عالمية في فكرها وممارساتها في ظل الانفتاح الثقافي و ثورة الاتصالات الحديثة ، ولم يعد غريبا أو مستبعدا محاولة الجمع بين الأسلمة و العولمة في دول مثل تركيا و العراق، حيث يسعى العديد من مفكري التجديد إلى الاستفادة من قواسم مشتركة تمكن المجتمعات الإسلامية من الأخذ بالعولمة مع الحفاظ على الطابع الخاص بها. والأسلمة المقصودة هنا والقابلة للتعايش مع العلمانية هي المدنية و الاجتماعية تمثلها حاليا حركات مدنية تعمل على إيجاد مجتمع مسلم ملتزم متلهف للمعرفة و التكنولوجيا الحديثة.
بناءا على تلك الإضاءة يمكن القول بأن التطور الذي طرأ على الحراك الفكري و الثقافي في البلدان العربية قد يتمكن في النهاية من الوصول إلى صيغ تخفف من سطوة المرجعيات الدينية و تدخل الناس تدريجيا في فلسفة العلمانية القادرة على استيعاب التمايز و التنوع في المجتمعات. و في استعراضنا الآتي نقدم بعض القراءات و الحقائق كإسهام في الوصول إلى صيغ مثلى تتيح فرصا لقبول العلمانية لدى شريحة أكبر من التيارات الفكرية و الثقافية السائدة .
عندما نخفف من وطأة العلمانية ونجعلها قابلة لاحتواء الأغلبية دون المس بقيمها الأساسية ، نكون قد بدأنا بالتأسيس لفكر علماني شائع يحمل في طياته القدرة على نبذ الاقتتال الطائفي وتجانس المختلفات في بنية مؤهلة مشتركة في النهاية للمضي قدما ًنحو الحداثة والعقلانية كرابطة اجتماعية أكثر مدنية وتطورا ً وعدالة . وجود مفهوم ومنهج لديه الفاعلية والقدرة على انضمام المتدين واليساري واللا ديني بالتساوي وبدون تمييز وهذا متوفر في العلمانية ولديها القدرة في التحول إلى عامل مشترك ليس في مواجهة الروابط الشائعة بل أوسع منها تؤسس لبناء وإنماء وطني واجتماعي يتجاوز التناحر والتضاد ويسمو بالوعي الجمعي نحو ترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة خارج المحددات الدينية والأيديولوجية.
ما أنتجته الثقافة الدينية من علوم ومعارف في مراحل تاريخية خاصة في القرن الأول من العهد العباسي وعصر الازدهار الأموي ( في الأندلس كمثال ) ، يعد في المقام الأول نتاجا بشريا ً مدنياً دنيويا ً عالميا ً واقعيا ً، يجدر إدراك انضمامه للتراث العلماني الإنساني .
ليس هناك ضرورة أو حاجة لخلق أو ابتكار أو إبداع مفاهيم غير مؤسسية للعلمانية من دارسين وباحثين لديهم رغبة في احتواء الدين في الدولة.
فالدولة شأن دنيوي والدين شأن أخروي ولقد قدم ابن خلدون تلك الرؤية وأسسها منذ قرون
أصل كلمة علمانية بفتح العين يعود إلى ترجمة كلمة لاييك (laic) إبان الحملة الفرنسية لنابليون بونابرت على مصر في القرن التاسع عشر وأول من قدمها هو إلياس بقطر(8) من باب التسهيل حيث تعني الترجمة الحرفية للكلمة الفرنسية لاييك العالمين أو العالمينية
( ننظر للعلمانية بوصفها مبدأ من مبادئ الثورة السياسية الحديثة التي تقود ، في العالم كله نحو بناء أمم سياسية ودول / أمم ديمقراطية تعمل على بلورة إرادة هذه الأمم وتؤمن إعادة إنتاجها في الوقت نفسه كجماعة سياسية . ففي موازاة تفكك الإيديولوجيات التقليدية وانحسار المناخات اللاهوتية القرسطوية، سوف يتحلل مجتمع الجماعة الدينية المتراصة ) ـ 9 ـ
الدين هو مجموعة العقائد والفرائض والتشريعات والوصايا التي نص عليها القرآن وما هو بمنزلته أي ما جاء من المصدر الإلهي .أما النتاج العلمي والمعرفي الديني التي أفرزته الفهوم والتأويلات والتفسيرات للدين هي في الواقع نتاج بشري إنساني قابل للزيادة والنقص قابل للخطأ والصواب، للنقض والنقد وبذلك تنتفي عنه قداسة الدين .
والمؤسسة الدينية هي إحدى عناصر المجتمع المدني، لها ذات القيمة المعنوية المتاحة للمؤسسات الأخرى. ويتجه تقديسها إلى داخل الأفراد وضمائرهم وليس لها تلك المكانة قانونيا ً وهي ليست راعية أو مرجعية وحيدة أو أصيلة من مراجع العقد الاجتماعي .
إن محاولة الجمع بين القناعة بالعلمانية كقواعد ومبادئ تنظم على أساسها العلائق بين الأفراد والمجموعات ، وبين الإبقاء على القناعات الأيديولوجية أمر ممكن ولكنه ليس بالسهل وبناء ً على تعريفنا للدين يكون من الهين تكريس مبدأ فصل الدين عن الدولة بدون مواجهات عقائدية وتأسيسا ً على مبد أ حرية الضمير والوجدان تقوم قاعدة التوافق بين المتدينين والعلمانيين .
والسؤال الهام في مسألة تجاوز مفهوم الإسلام دين ودولة هو: كيف نفسر النصوص الجازمة والمؤكدة لذلك المفهوم بدءً من تعريف الدين بأنه الاستسلام والانقياد لله في كل شؤون الحياة وبتأكيد آيات وأحاديث لاكتمال الدين وتمامه وشموله.
ربما يكون الحل بالصيرورة التاريخية لقيام ونشأة الدولة الإسلامية وتنوع مذاهبها وأنظمتها بداية من الاختلاف الشديد بين صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ووصولا ً إلى التباين بين النص والواقع التاريخي حيث التطابق بينهما هو الأشد ندرة ، فيما أن الأمر الأكثر انتشارا ً هو التناقض بين الأنظمة السياسية التي سادت في مراحل الدول الإسلامية المختلفة مع الأسس والمبادئ التي نزل بها النص .
يرجى مراجعة الملحق المختصر عن العلمانية والمدنية والدولة في أخر الهوامش والمراجع (10)

الهوامش والمراجع:
1 ـ عبد الوهاب المؤدب – أوهام الإسلام السياسي صفحة 60
2ــ إبراهيم محمد جواد موقع النبأ
3 ـ هاشم صالح، الشرق الأوسط: السبـت 22 رمضـان 1427 هـ 14 أكتوبر 2006 العدد 10182
ـ 4 ـ في مقابلة على قناة العربية شرح الدكتور نجار وجهة نظره تلك و اعتبر مخالفيه من خارج التيار الديني كالأنعام و الدواب أجرى المقابلة تركي الدخيل
ـ 5ـ علي حرب : نقد النص ص104
ـ 6 ـ في تصريحات للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أدلى بها خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة اعتبر منفذي اعتداءات 11/ 9 / 2001 كفارا
ـ 7ـ دكتور عزيز العظمة العلمانية من منظور مختلف
8 ـ إلياس بُقْطُر (1198 - 1236 هـ / 1784 - 1821 م) هو كاتب مصري قبطي. عيّن في كرسي اللغة العامية العربية في مدرسة اللغات للشباب
9 ـ دكتور برهان غليون موقع الأوان
10 ـ العلمانية: ( من بحث للمؤلف بعنوان : في مفهوم الدولة المدنية بين الإسلام السياسي والعلمانية)
مصطلح غربي ظهر في رحاب الفكر والثقافة الغربية بعد سيطرة الكنيسة على الدولة والمجتمع في أوروبا، إبان القرون الوسطى فجاء كرد فعل للتخلص من الاستبداد الديني الشائع ، وقصد به : فصل الدين عن الدولة بحيث تكون الدولة غير منحازة لجهة دينية أو فكرية دون أخرى ، وتحقق العدالة بين كافة أفراد المجتمع فلا تفضل فئة على أخرى بسبب انتمائها الديني ، كما تتاح في ظل الدولة العلمانية الحريات وتصان وتعطى فيها أولوية لحرية الضمير، والعلمانية ذات أصول رومانية من منطلق (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله )
والعلمانية مشتقة من مصدرين ، العلم والعَالم والمقصود بالعلم هو العلوم التجريبية وما ينبثق عنها من علوم إنسانية، كعلم الإنسان ، الأنثروبولوجيا ، ويقصد بالعَالم ، الدنيا أي الأرضي مقابل السماوي أو الغيبي .
والعلمانية درجات ومستويات منها المتشدد والمتطرف كمن يدعو لفصل الدين عن المجتمع والدولة ، مثل العلمانية الفرنسية ،والعلمانية التونسية البورقيبية، ومنها العلمانية الوسطى التي تمنع سيطرة المؤسسة الدينية على الدولة لكنها تدعم وتؤيد التدين المجتمعي ، كالعلمانية الأمريكية. هذا ولقد سعى كتاب ومفكرون عرب ومسلمون للاستفادة من العلمانية لتحقيق التعايش الأهلي والحفاظ على السلم الاجتماعي وعرفوا العلمانية : بأنها ثقافة اجتماعية وسياسية تمنع سيطرة رجال الدين على الدولة والمجتمع ،وتقوم على قبول الآخر والمختلف والاعتراف بحقه في ممارسة شعائره الدينية وحقه في الإيمان بالمعتقد الذي يراه حقا، في ظل نظام حكم يحمي الأديان ويحافظ على انتماءات الناس الدينية ولا ينحاز لفئة دون أخرى ، واعتبر ذلك المفهوم سبيلا لحماية الدولة والمجتمع في دول متعددة الطوائف والمشارب والمذاهب كسوريا ولبنان والعراق وعديد البلدان العربية والإسلامية متعددة الإثنيات والمذاهب والديانات .
العلمانية التوافقية:
تلك التي لا تعادي الأديان ولا تحارب التدين ولا تحاصر المتدينين، بل هي فكرة توافقية قابلة للتطبيق وتحمل في طياتها أسسا ومبادئ تتوافق في رؤاها مع مقاصد الشريعة الإسلامية وإراداتها (قال تعالى : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. [البقرة:256 والطاغوت مفهوم واسع يشمل كل طاغية مستبد وقاهر غالب ظالم مضطهد ومتحكم سالب ناهب يخضع الدولة والمجتمع لمصالح ذاتية وفردية) وقال تعالى أيضا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء الآية 107 ): قال رسول الله (ص) الناس سواسية كأسنان المشط ولا فضل لأعرابي على أعجمي إلا بالتقوى) والتقوى مفهوم عام لا تقتصر في معانيه العامة على أداء الواجبات الدينية بل ينسحب إلى معاني دنيوية ( علمانية ) كالإتقان ، والأمانة والصدق والمساواة والعدل. والجدير ذكره أن معظم الأنظمة والأسس والقواعد التي تنظم حركة الأفراد والمجتمعات والدول قامت على أسس علمانية ، فقانون السير مثلا وقوانين تنظيم المدن وقوانين الطيران العالمي وقوانين الحدود الإقليمية البحرية والملاحة الدولية وغيرها كثير ، كلها انبثقت وتبلورت في ظل مفهوم العلمانية العام. لذلك لا يوجد مبرر عقلي ولا مسوغ شرعي عميق لمعاداة العلمانية التوافقية.

مراجع ملحق العلمانية :
1 ـ كتاب العلمانية من منظور مختلف : الدكتور عزيز عظمة ، الناشر مؤسسة الوحدة العربية بيروت
2 ـ تقرير التنمية العربية 2003 الصادر عن الجامعة العربية
3 ـ جريدة الحياة 10071
4 ـ جريدة الشرق الأوسط / 25/ 6 / 2006
5 ـ ملف العلمانية إعداد لحسن وريغ ـ أشرف عبد القادر
6 ـ حوار مع العفيف الأخضر في الأهرام 23/ 12 / 2003
7 ـ أبحاث عن العلمانية لعادل جندي ـ وجان بوير



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالات التنوير 6 الإسلام السياسي كمفهوم يرتكز على أسس وتحليل ...
- مقالات التنوير 5 تفكيك ظاهرة التطرف والتشدد الديني
- مقالات التنوير 4 نقد فقه مؤسسة الزواج
- مقالات التنوير 3 مراجعة للثقافة الدينية المهيمنة
- مقالات التنوير 2 التمويه والتطبيع الاجتماعي في الثقافة المؤس ...
- مقالات التنوير (1)علاقة ثقافة العنف وجرائم الشرف بمفاهيم الن ...
- أصنام متكاثرة تناحر سبطا حرا خيّرا
- عالم مجهول يتلقف خطيئة محكمة
- عقول مستنيرة تضيء عتمة عريقة
- إلهام غامض ثائر
- توق يتوالد وسط غوغاء
- أضواء مزيفة تجمّل أوهاما قبيحة
- نقد حدود العقل *
- أنفاس المعاني دخان يهدئ ضوضاء المقال
- قطيع حائر بين الوهم والحقيقة
- كل الأسماء أشياء تنتهي كما هي موجودة
- رقي صوب العلا يناجي الخلود
- إشكالية العقل والنص تفكيك التناقض .*
- تحليل الموروث كنتيجة موضوعية لذات النص
- النص ذاتا وموضوعا وهوية


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - مقالات التنوير7 مقايسة الأصولية ومستوياتها بالعلمانية وحدودها