أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - أمه راقية














المزيد.....

أمه راقية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


30 أبريل.. مؤتمر الفلاحين المصريين بكمشيش..وذكرى رحيل الشهيد صلاح حسين
أمه راقية
لن أكتب هذا العام عن الراحل العظيم / صلاح حسين أو عن القضية الزراعية ولا عن الذكريات حول 30 إبريل والمغامرات لإقامة الذكرى فى كمشيش فى تحد لأجهزة أمن السادات الذى كان يحاربها بكل الطرق الخشنة، ولا كيف تسلل نجم والشيخ إمام فى زى فلاحين عائدين من الغيط مساءا لحضور الذكرى "المؤتمر"، سأخصص حديثى اليوم عن " أمه راقية" كما كانت تناديها شاهندة ونحن جميعا تقليدا لها.
عرفتها ببيت شاهندة بشارع تانيس بالإبراهيمية بالأسكندرية، عجوز يصعب تقدير سنها، كانت تحمل منزلة خاصة لدى شاهندة، هى من ربّتها طفلة فى بيت والدها اللواء "شوقى عبد الحميد مقلد"، كانت تعاملها بمثابة والدتها، ومن الجهة المقابلة كانت أمه راقية تتقمص دور الأم، تشخط أحيانا وتلين أخرى، كان أبناء شاهندة ناجى ووسيم وبسمة يعاملونها كجدتهم، كانت تستيقظ يوميا مع صلاة الفجر، بعد أن تؤدى الصلاة تظل متيقظة حتى الصباح، تعدّ الفطور والشاى، كانت العادة أن يستمرون فى شرب الشاى الخفيف عدة مرّات حتى الظهيرة.
كاان وجهها مليئ بالتغضنات، تضع على عينيها نظارة سميكة، تحرص على إستعمال الحناء لشعرها، عاشت تلك السيدة جميع اللحظات الحرجة فى حياة شاهندة، شهدت ذلك اليوم الذى هاجم فيه الشقة مباحث أمن الدولة فجرا، فى حين كان أحد الفلاحين المبعدين من كمشيش "عم أحمد رجب" يقضى ليلته عندهم، أسرعت شاهندة بإيقاظه ومن منور الشقة "دور أرضى" ساعدته فى إرتقاء السور والقفز الى شارع بور سعيد للهروب، عندما تأخرت فى فتح باب الشقه كسره المخبرون بعتلة حديدية أحضروها معهم، تذكر أيضا يوم أن كان عندهم أمان صقر والدكتور سمير الحبشى " وكانا ما يزالا مخطوبين بعد"ن ولما تأخر موعد عودتهم وقررا قضاء الليل، وبحدس الفلاحين قررت شاهندة أن تنام أمان فى غرفة الأطفال وينام سمير فى غرفتها وأن تنام هى على الكنبة فى الصالة لتضمن الفصل بين القوات.
مع تقدم أمه راقية فى العمر وضعف بصرها أصبحت غير قادرة على القيام بمهامها، خصوصا بعد فشل عملية المياه البيضاء "التى أجرتها لها شاهندة على نفقتها"وفقدها لبصرها، إضطّرت شاهندة لإستقدام خادمة أخرى "سهير" لخدمة أمة راقية، كانت تطلب الدكتور/ فؤاد منير أكثر من مرّة للكشف الطبى على أمة راقية وكتابة العلاج لها، حيث كنت أقوم بإعطائها الحقن.
فى يوم حضر الى ناجى مبكرا "وكنت قد تخرجت من الكلية وأشتغلت طبيبا" وأخبرنى أن أمه راقية مريضة وأن شاهندة تطلبنى لمعايدتها"، كانت لا تشتكى من عرض محدد ولكنها تتأوه بصفة مستمرة، لم أملك الاّ أن أصف لها بعض الفيتامينات والمسكنات وذهبت الى الصيدلية وأحضرت الأدوية ومعها 10 زجاجات بنسلين ج وجهاز نقل محاليل، وبعد أن ركّبت لها المحاليل شعرت ببعض الراحة والهدوء ودعوت لى كثيرا، تكرر ذلك فى الأيام التالية أكثر من مرّة، لكن فى الحقيقة كانت صحتها تتداعى سريعا، وصلت الى الدرجة التى كان يتم حملها لقضاء حاجتها، حتى أتى ذلك اليوم الموعود وفاضت روحها.
عملت بالخبر وأسرعت الى الإبراهيمية حيث كانت شاهندة تنتحب بشدة، حاولت تهدئتها وطلبت منها أن تتوقف عن البكاء حتى نفكّر ماذا سنصنع؟، أخبرتنى شاهندة أن الموضوع لا يحتاج الى تفكير، فأمه راقية أصبحت واحدة من العيلة وستدفن فى مقابر العائلة بكمشيش، وفعلا كما أرادت تم نقل الجثمان الى كمشيش ودفنت هناك واقيم مأتم العزاء.
بعد أكثر من شهرين حضر شاب صغير الى بيت شاهندة مدعيا أنه إبن أخت المرحومة وطالب بميراثها، طلبت منى شاهندة أن أحضر فحضرت، أعطته بعض المال وقالت له أن خالته لم تترك ميراثا سوى حلق "كانت شاهنندة قد اشترته لها" وبعض الملابس، أخذها وذهب.
تلك كانت أخلاقيات شاهندة، مناضلة تحمل أخلاقيات الفلاحات ونبل الملائكة، رحمها الله وزوجها (ابن عمتها) ورفيقها المناضل/ صلاح حسين الذى سقط بيد الغدر دفاعا عن الفلاحين والحركة الوطنية المصرية.
وداعا صلاح وشاهندة وأمه راقية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ثورتين (ثورة السودان وثورة 25 يناير في مصر)
- على هامش لقاء السيسى وترامب
- الأيام الأخيرة في حياة -وفاء-
- دعاوى تعديل الدستور لتكريس إستبداد السلطة
- هل يوجد أمل فى إعادة النهج الديموقراطى لمصر؟
- الطريق الى ثورة 25 يناير
- قراءة جديدة لأحمد فؤاد نجم
- مرّة أخرى.. بين الشيخ والرئيس..خلاف مقنن.
- السترات الصفراء فى فرنسا.. ثورة أو ثورة مضادة؟
- بين الشيخ والرئيس
- الإستشراق المعكوس.. والحالة المصرية
- ضد الحرب على اليمن.. وضد الحوثيين
- إنتخابات الإتحادات الطلابية.. لم يحضر أحد!!
- عن الإمام الخومينى واليسار الإيرانى
- تراجع اليسار عالميا
- السر وراء بقاء نظام الأسد فى سوريا حتى الآن
- قرار التقسيم .. ومأزق الأحزاب الشيوعية العربية
- أشرف مروان.. جاسوس برتبة زعيم وطنى
- تطور نظام البوليس السياسى فى مصر
- حركة الطلاب المصريين فى السبعينات


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - أمه راقية