أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال نعناعة - ماهي الوسائل للتقدم الحضاري؟















المزيد.....


ماهي الوسائل للتقدم الحضاري؟


كمال نعناعة

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 00:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماهي الوسائل للتقدم الحضاري؟
نرجوا من القراء الكرام تجاوز الاخطاء الاملائية خلال مراحل الطباعة .....
المقدمة :
لو ابعدنا حالنا عن كل المنجزات الاجنبية الحالية لوجدنا حالنا باننا نعيش في ظروف ابائنا و اجدادنا الاقدمين و معنى ذلك الرجوع الى الوراء قرون عديدية . أي الرجوع الى عصور الجمال و البغال و الحمير و الصراعات بين القبائل بعيدا عن جميع اشكال الثقافة و الادراك المطلوبة للحياة العصرية .اي بعيدين عن كل وسائل الحياة الطبيعية في حياتنا الحالية كوسائل النقل و الاتصالات و الكهرباء و كل معدات المطابخ و كل وسائل الراحة في بيوتنا و اعمالنا و حياتنا و غيرها و الكثير الكثير كالراديو و التلفزيون مما جائنا عن طريق الاجانب . و لنقارن حالنا حاليا بالقرون الماضية التي كانت غالبيتها حياة صحراوية و بدوية والتي لا زالت حتى الان في الصحاري العربية و حتى ضمن بعض الدول الحالية كالجزيرة العربية و الصحاري العراقية و الاردنية و صحاري شمال افريقيا بالكامل حيث ان شعوب هذه المناطق و لحد الان تعيش حياة عشرات القرون الماضية .
ما الفائدة منهم في الحياة الحالية ؟
اننا الان نبحث عن دورنا في عصرنا الحالي . هل لنا دور ؟
وهل هناك اسباب جعلتنا ضمن هذا التخلف الحياتي الذي جعل كل شئ في حياتنا هو اجنبي . او نستعمل الوسائل و العدد و الماكنات الاجنبية لادارة قسما من استمرارية حياتنا .
هل يرضيكم ذلك يا شعوبنا؟
اننا لانتحدث عن بعض الشواذ في افراد دولنا الموهوبين الذين لايجدون في بلادهم الاحترام اللازم و الاستفادة من مواهبهم لذا يذهبون الى الخارج الى الدول الصناعية لكي يجدوا الاحترام والمادة المطلوبة للحياة الطبيعية .
وبالمناسبة نذكر بان الدول التي لاتملك الموارد الطبيعية يجب ان تكون الاستيرادات فيها موازية للتصدير لتجنب العجز المادي .اما بالنسبة للدول التي تملك الموارد الطبيعية كالبترول و باقي المعادن فانها كقاعدة تكون تحت تصرف الدول الاستعمارية كالولايات المتحدة . وكذلك الاستعمار الداخلي المتمثل في الحكومات الفاسدة و مجاميع السراق الذين لاتهمهم مصلحة شعوبهم و دولهم .
ما هو دور الاباء و الاجداد و الاهل في وظعنا الحالي ؟
اولادنا في لحظة الولادة ولغاية النظوج الفكري لايكونوا احرارا في تربيتهم وطريقة تفكيرهم بل يربطون بافكار الاهل التي هي جزء من افكار الاباء و الاجداد الموروثة في مجتمعاتنا العربية و بالذات الاسلامية و التي تمثل العصور الماضية . واذا كان الاهل بدون ثقافة حديثة تكون تربية الاجيال القادمة من نفس الاهل و بنفس السلوك بشكل عام . و من الصعب جدا تغيير وجهات النظر العامة خلال مراحل الكبر . لذا نرى الكثير من الشباب لهم تصرفات غير لائقة و في بعض الاحيان تكون تصرفاتهم اجرامية ولاسيما اذا كان قسم من الاهل يحملون الصفات الاجرامية او غير لائقة . وهذا ما نراه في مجتمعاتنا الحالية .و حتى نرى الصراعات و المعارك داخل المدارس و الجامعات مع تدخل الاهل بشكل غير صحيح بالوقت الذي كان من الاجدر ان تحل مشاكل الطلاب من قبل هيئات المدارس نفسها على ان تاخذ الاجرائات اللازمة بحق المذنبين . و الويل الويل اذا كان قسما من الطلاب اقوى من هيئات التدريس عن طريق اهاليهم و عشائرهم .
هؤلاء فساد المجتمعات .
وهنا كان من الواجب على الحكومات تهيئة لجان تربوية تدور في مختلف العوائل لارشاد و توجيه الاهالي في تربية الاجيال القادمة منذ الصغر . ولو ان ذلك لايكون الحل النهائي ولكنه يكون المساعد تدريجيا في تحسين اوضاع المجتمعات .
من الامور المساعدة على فساد المجتمعات هو كثرة العاطلين عن العمل الذين لا يجدون ما يعينهم في حياتهم و هنا كان من واجب الحكومات المساعدة في تسهيل وانشاط الحركات الصناعية والزراعية في البلد بمختلف الاساليب و التسهيلات التي تؤدي الى تشجيع و تنمية كل الاعمال التي تجلب و تنمي امكانيات البلد .
ومن الامور التي تقلل من الحركات المزعجة من طرف الشباب هي ايجاد الفرص المناسبة لتشجيع الشباب على قضاء الاوقات الممتعة عن طريق الرياضة و كل الهوايات الاخرى كالرسم و النحت و والموسيقى و الغناء ومتابعة باقي النشاطات الاجتماعية الاخرى المتيسرة كصناعة اللعب و الادوات التي تكون مربوطة بهوايات الشباب و التي تؤدي الى جلب الشباب نحو الاختراعات في المستقبل اسوة بكل المخترعين في تاريخ التقدم البشري .
التشجيع يكون من الاسر و المجتمع و الحكومات .
ما هو دور اللغة ؟
من الامور المهمة الاخرى المعرقلة لتسهيل امور تقبل التنوير الفكري لدى شباب المستقبل هي التعقيدات الكبيرة في اللغة الفصحى ذات ال 127 قاعدة ذات النطق الصعب التي لا يمكن استيعابها لكل المصطلحات و التعابير الخاصة بالعلوم الحالية . و التي يجبرنا على استخدام المصطلحات الاجنبية في الكتب الدراسية ولا سيما العلمية . وكذلك اللغة التي ندرسها 12 سنة مسببة لنا الملل في الدراسة مع ضياع الوقت الطويل و العمر الضائع مع عدم استطاعتنا اتقانها خلال مدة الدراسة وهي لا يمكن استخدامها في المواضيع المهمه .
ولو فكرنا بتقريب اللهجات العامية التي نتكلم بها بدون اية قاعدة مع تهذيبها وابعاد العبارات الشاذة او غير المهذبة نكون قد وفرنا مدة دراسة اللغة الى ما لا يزيد عن السنتين . ويكون ذلك بالغاء جميع قواعد اللغة الفصحى كالمبتدا و الخبر وكان وان و اخواتهما والفاعل و المفعول به وباقي القواعد وذلك بالغاء علامات الحركة في نهايات الكلمات باستخدام علامة السكون . و الملاحظ ان الكلمات في هذه الحالة لاتتغبر في معانيها . وقد جربت ذلك في صفحة كاملة من الكتب ولم اجد أي تغيير في المعاني مع اختصار مدة و سهولة النطق وبدون اية قواعد كمعظم لغات العالم .(معظم القنوات التلفزيونية حاليا يستخدون اللهجات المحلية) .
وكمثال نذكر باني في روسيا قرات رسالة مكتوبة من بنت الى والدها في الحرب العالمية الثانية عندما كانت في الصف الاول الابتدائي . قرائتها بالكامل وفهمتها ما عدا بعض العبارات التي كانت متداخلة مع الاخرى .
اما نحن اذا الغينا جميع قواعد اللغة الفصحى (ما عدا بعض الامور الضرورية لمنع تداخل المعاني) نكون قد وفرنا من عمرنا ما لا يقل عن 10 سنوات في دراسة اللغة الفصحى مع توفير الملل و الوقت عند قراءة الكتب ولا سيما المدرسية مع تسهيل اداء الامتحانات في اللغة .
جميع اللغات في العالم تتطور و تتغير جزئيا مع تقدم العلوم و زيادة المصطلحات و الاسماء الجديدة التي تناسب الافكار و المعلومات الجديدة .ما عدا اللغة العربية الفصيحة بسبب المتمسكين بها كونها لغة القران .
كمثال ناخذ اللغة الانكليزية التي كانت مختلفة جزئيا ايام شكسبير اما الان فهناك الكثير من العبارات و الالفاظ تطورت بما يناسب زمان العلوم الحديثة مع كثرة الالفاظ و المصطلحات التي تناسب هذا التطور .
يجب ان ناخذ العبره من غيرنا الذين طوروا زمانهم
هل الاديان جائت لتطوير المجتمعات؟
جميع الاديان جائت عن طريق البشر و في بدايات تطوير البشر من حالة الوحشية و البدائية الى ان بدا فكر البشرية بالتطور كذلك الى ان وصل الى بدايات المفاهيم و الشعور بما يرى كل ما موجود حوله ويفكر من اين جائت كل تفاصيل الارض و الحياة وما فيها من رياح و امطار و روعود و غيوم وحيوانات و غابات وزراعة وما الى ذلك . وبدا يفكر من اين جائت الى ان وصل الى فكرة بان لكل شئ يجب ان يكون له خالق . ومن هناك بدات الفكرة الوثنية و الارباب المختلفة التي لازالت اثارها موجودة في الكرة الارضية لحد الان ولاسيما في افريقيا وامريكا الجنوبية وكذلك في اجزاء من اسيا وهي اشكال و افكار مختلفة . وهي جزئيا في اليابان و منغوليا واجزاء من الصين وجنوب شرق اسيا اما في الهند فهناك اشكال مختلفة من الاديان التي تقدس الاوثان المصنوعة من قبل البشر او تقديس الحيوانات كالابقار و الجراذين و القردة وكذلك هناك فئة تقدس الاعضاء الجنسية البشرية وما الى ذلك . الى ان جائت فكرة اله واحد عن طريق ابو الانبياء ابراهيم الخليل ومن نسله جاء كل الانبياء فيما بعد وكلهم كانوا في الشرق الاوسط فقط دون باقي اقسام العالم وكانت منهم الديانة المسيحية و اليهودية ثم الاسلامية (التي تهمنا بالدرجة الاولى كونها الديانة الرئيسية للامة العربية) . ومن المفروظ ان كل الاديان جائت لاصلاح نفوس الناس وزرع الاخلاق و السير و العادات الحميدة التي يحتاج اليها البشر لكي تكون حياتهم امينة وهانئة و جميلة و سعيدة الى كل الصفات الجدية التي يحلم بها البشر .
عندما جاء الاسلام و كانت بداياته لاصلاح نفوس الناس و تخليص الناس من العبودية و الحياة الصعبة و تخليص الناس من الاوضاع المشتتة .وبالتدريج تحول الدين الى صراعات جديدة وكل المحاولات كانت من اجل السيطرة عن طريق الحروب و الغزوات والسلطة على الاخرين وقد جاء في القران من سورة الانفال (يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال) وهكذا اصبح الدين من اجل القتال . وقد اصبح القتال يا اما قاتل او مقتول .المقتول بذهب الى الجنة بكل المغريات كحور العين و الخمر والولدان المخلدون وغيرها . اما القاتل فله النساء السبايا بدون زواج (أي العبودية الجديدة عن طريق الدين و الفتوحات بعد قتل الرجال) وكذلك سرقة الممتلكات و الاموال وكلها اصبحت حلال على القاتلين باسم الدين وتحت مسمى الغنائم . اين اصبحت الصفات الجيدة المطلوبة من الاديان .
الان بدات الاديان تكون من خرافات الماضي و التي لا تؤدي الى اصلاح نفوس الناس و بدات العلمانية و الالحاد تنتشر في العالم مع التقدم الهائل الذي صار من شيمة الناس في وقتنا الحالي .
ماذا لو درسنا تاريخ الاسلام منذ 1500 سنة ولحد الان ماهي النتائج التي اتت الى مفاهيم الناس و دخلت في افكارهم و بعمق يصعب تفسيرها وهي الجنة و النار و التي لا نعلم شيئا عن محل و جودها ؟
هل هي في الكرة الارضية ام في جرم اخر من الكون ؟واين هي السماوات و ماذا عن الارض التي تغيب فيها الشمس .و الارض مخلوقة من التراب في ظرف يومين و هل المسلمون غافلون عن علوم تركيبة الكون و الشمس و الارض و الكواكب و الاجرام الكونية الاخرى التي يصعب جدا تصورها في حجمها و صفاتها . الكلام الخرافي الداخل في عقول المتدينين لا يمكن للعقول الواعية ان تصدقها او تعتقد بها . وهل المسلمون ساهموا في التقدم العلمي خلال كل تاريخ الاسلام ؟و الذي بدا في الشرق الاوسط فقط دون باقي العالم .
الاسلام و باقي الاديان جمدت عقول الناس و جعلتهم يفكرون بالحياة بعد الممات مع مجموعة ضخمة من الواجبات و الفروض و الشعائر الدينية و غيرها التي تشغل الناس عما هو مطلوب في الحياة السعيده و ناسين بهجة الحياة التي هي من امنيات البشر بالاضافة الى ما جلبته الاديان من الاحقاد ضد باقي الاديان و مذاهب الاديان من نفس الشعوب .
هل الاديان جائت لاصلاح البشرية ام لخلق الاحقاد و التفرقة و الحروب بين الناس ؟ و اين حقوق المراة و مساواتها مع الرجل لكي تساهم في تنوير العقول النائمة .
لو فكرنا بين الجنة و النار ومن هم الذين يدخلونها :
سكان العالم حاليا حوالي 7 مليار نسمة منهم حوالي 5% اسلام ومن قول النبي ستنقسم امتي الى 72 فئة كلها بالنار الا واحدة , معنى ذلك ان الذين يدخلون الجنة من المسلين حوالي 11 مليون فقط .ولو نسينا كل البشرية التي جائت قبل الاسلام واخذنا فقط ما نحن فيه الان فسيكون عدد الذين يذهبون الى النار هم 700 ضعف اهل الجنة . و هل النار اكبر من الجنة بي 700 ضعف ؟ و الادهى من ذلك هم خالدين فيها ابدا .
اعقلوا يا ايها المسلمون . الى اين سيذهبون البشر الذين كانوا قبل الاسلام .
الفروض و الافكار الاسلامية و الدينية بشكل عام تاخذ من الناس عقولهم و لا سيما اذا صدقوا بوجود الحياة و المحاسبة بعد الموت .ذلك ياخذ من الناس وقتهم و عقلهم و تكون تصرفاتهم بعيدة عن المساهمة في تطوير المجتمع . و الناتج النهائي التاخر و الحياة الصعبة و النتيجة الاخرى الخضوع لغير المسلمين ممن جائوا لنا بكل اشكال وسائل الحياة الحالية مع استيراد الكثير من المواد الغذئية و المعدات الصناعية و جميع المسائل و الحاجيات التي نستعملها في حياتنا الطبيعية .
من الناحية الاخرى ندرس الدين في المدارس مدة 12 سنة بما للدين من فروض وكلام ملفق كثير ومعنى ذلك خسارة الوقت و ملل في دراسة الدين بدون فائدة و الوقت الذي من الممكن الاستفادة من هذا الوقت لدراسة المواضيع النافعة في المجتمع . علما بان كل فروض و تفاصيل وواجبات الدين يمكن جمعها في 100 صفحة فقط للذين تهمهم الامور الدينية . والان كيف يمكن تغيير مفاهيم المتزمتين بالدين الذين لا يؤمنون بتركيبة الكون و عدم وجود سماوات وبدايات البشرية التي كانت قبل 2 مليون سنة وليس قبل 800 سنة من خرافات ادم و حواء ؟ و من اين اتت هذه التشكيلة الواسعة من اجناس البشر على الكرة الارضية وهل كلها من نسل ادم و حواء .
ماذا عن المركبات الفضائية التي وصلت الى المريخ و المشتري و بلوتو واخرها كانت المركبة المتجهة نحو الشمس و الكثير الكثير من الدلائل التي تعاكس افكار و اهداف المتزمتين ولا سيما الاعتقاد ليوم الحشر و الملائكة و الشياطين و الجنة و الحوريات و النار و كلمة خالدين فيها ابدا تكفي لعدم التصديق بالخرافات .
نحن الان في حاجة الى الكثير من الوقت و الجهد لتغيير الافكار الرجعية ولكن جميع المحاولات للقضاء على ذلك مطلوبة حاليا و لو بصعوبة .
ما هو دور الدراسة في تنمية مواهب الشباب :
اندفاع بلداننا نحو التقدم مربوط بشكل كامل بالدراسة و النواحي العلمية التي نحن بحاجة ماسة لها بسبب المستويات الهابطة من قبل الهيئات الدراسية و كذلك مستويات المعلومات التي تعطى في الدراسة .
الطالب في بلادنا يخسر من عمره 12 سنة كدراسة اعدادية و بالمقابل لا ياخذ من المعلومات الضرورية بنسبة 50% .
اولا: ناخذ دور المناهج الدراسية و منها الكثير غير الضرورية للحياة .منها ما يتعلق بدروس اللغة الفصحى و الدين (كما ذكرنا سابقا). ولو اختصرنا من دروس اللغة و الدين بما يكفي ما يساعد على تخفيف الشدة و الملل على الطلاب لكي نزيد من امكانية تقبلهم للمواد الباقية مع استخدام قابلية العقل البشري لاستيعاب المواضيع المهمة بالشكل الكامل و بدون الضغط على امكانية المخ البشري لاستيعاب المواد .
لذا من الضروري جدا اعادة برمجة المناهج الدراسية والغاء كل اشكال المواد التي لا تهم الفرد من الناحية العلمية و العملية و الحياتية من قوانين معقدة و مفاهيم يمكن تجاوزها لانها بعيدة عما هو مطلوب في الحياة العامة وبهذا يكون لدينا المجال الواسع للتركيز على المواضيع المهمة .ومن هنا يمكننا القول بان المواضيع المهمة القليلة افضل من المواضيع الكثيرة المشتتة وعديمة الفائدة والتي نضيع من عقل الطلاب عند اداء الامتحانات . معنى ذلك خسارة في الوقت وهو من عمر الفرد مع الخسارة الواضحة للدولة .
وهنا ممكن القول بان الدراسة الثانوية في بلداننا و بعدها جامعات و المعاهد العليا لا تنفع الدولة وتزيد من نسبة البطالة الجامعية لان الجامعيين لا ينفعون للاعمال اليدوية في المصانع و المنشئات الصناعية الكبرى التي هي بحاجة ماسة الى الايادي الماهرة في صناعاتها ولهذا من الواجب على الدولة ان تنشا المدارس المهنية بنسبة 5 اضعاف الجامعات و المعاهد العليا والتي يكون فيها التدريس نظري و عملي و في هذه الحالة فقط يمكن تسهيل الامور للطلاب و تطوير البلد صناعيا و زراعيا .و للحصول على هذه الكوادر يمكن تدريس الطلاب بعد الصف التاسع و لغاية التوجيهي بمختلف المهن في المدارس المهنية حيث تكون الفائدة للطلاب و للدولة . اما بقية الطلاب الراغبين باكمال الجامعات و المعاهد العليا تكون بنسبة حوالي 15% فقط .
ثانيا :
بالنسبة لكوادر التدريس فالملاحظ عنهم انهم بمستويات هابطة لان اساس تخريجهم كان هابطا ايضا بسبب الظروف السلبية التي نمر بها حاليا .
لو قارنا وضعنا الدراسي الحالي بوضعنا الدراسي قبل 50 سنة لوجدنا بان وضعنا السابق كان افضل من ناحية التركيز على الدروس المهمة و كذلك اهتمام كوادر التدريس بواجباتهم و احترامهم لمهنتهم و السبب هو الناحية المادية التي كانت سابقا في دولنا المستقرة حيث ان العملة كانت افضل من الوضع الحالي و كانت تكفي للاوضاع المعيشية للعوائل . اما اليوم فالكل يشتكي من سوء كفاية الناحية المادية مما يجعل كوادر تدريس غير مهتمين لواجباتهم الرئيسية و يتجهون نحو الدروس الخصوصية في البيوت و بالطبع ذلك يكون للاغنياء فقط حتى لو كان قسما منهم بمستويات فكرية و علمية واطئة .اما الباقين فيكونوا محرومين من المستويات الدراسية اللائقة حتى لو كان قسما منهم مميزين فكريا ذلك بسبب عدم اهتمام كوادر التدريس بواجباتهم ولا سيما اذا كانت هذه الكوادر ليست بالمستوى المطلوب وليست مهيئة نفسيا لخلق الاجيال القادمة بما يناسبنا لزماننا الحالي و القادم .لذا كوادر التدريس بحاجة الى غربلة للتخلص من شوائبهم مع تشجيع الكفائات اللازمة لتهيئة اجيال المستقبل .
من الجدير بالذكر بان الابتعاد عن الوساطات او مساعدة المقربين من المسؤولين للعمل في مجال التدريس ذلك ضروري جدا لرفع مستويات الطلاب كما ان المكافئات و اشكال التشجيع الى كوادر التدريس المميزين لها الدور الايجابي ايضا .
ناتي الى دور الحكومات :
للحكومات ادوار مهمة في تغيير مواصفات و هيكلة شعوبها مع النهوض بها من وضعها الحالي الى ما يناسب التاريخ البشري الجديد المتمثل بكل هذه الانجازات العظيمة التي لايمكن وصفها بالكلام العادي .
البشرية حاليا متجهة الى غزو الفضاء الخارجي نحو الكواكب و حول الشمس و كذلك الى الشمس مباشرة . شئ يصعب على العقل البشري تصوره بالاضافة الى المنجزات المباشرة على الكرة الارضية
المنجزات البشرية الحالية تكفي لتغيير الافكار القديمة التي لا زالت شعوبنا تؤمن بها (و التي ذكرناها سابقا ) . والتي تخص تركيبة الكون وبالتدريج نصل الى وصول الكرة الارضية الى وضعها الحالي و ظهور الحياة تدريجيا ثم ظهور الحيوانات بجميع اشكالها من الديناصورات الى ان وصلت الحياة الى بدايات تكوين البشرية و تطويرها خلال مدة طويلة الى ان وصلنا الى الانسان الحالي بهذه الامكانيات و الانجازات الخارقة .
تكلمنا كثيرا عن دور الحكومات في المواضع المادية و الصناعية و الزراعية ولكن الان نتكلم عن دور الحكومات لهدف تغيير افكار و اندفاعات شعوبها نحو الافكار العقلانية و الواقعية مع الابتعاد عن كل الافكار الرجعية التي من الصعب تقبلها كونها جائتنا من الازمنة القديمة ومنها الافكار الدينية .
ولوزارات و هيئات التعليم بكل اقسامها و مستوياتها التدخل في تغيير هذه الافكار القديمة وجميع المعرقلات الفكرية عن طريق برامجها الدراسية ابتدا من المدارس الابتدائية الى الوصول الى الجامعات.
ومن الافكار التي لايمكن تقبلها هي خلق الارض من التراب و خلال يومين ,كذلك خلق ادم و حواء و تفاصيل نزولهم الى الارض كذلك خلق الشيطان و جميع الاعمال ضد البشرية التي قام بها .كذلك خلق السماوات التي لا وجود لها مع وجود الجنة والنار و الخالدين فيها ابدا التي لا نعلم عن محل و جودها الى احياء البشر بعد الممات الى جميع الافكار الملفقة والتي لامعنى لها في حياتنا و غيرها و غيرها .
وكان من الافضل على الاديان ان تسعى و تنشر كل الافكار الانسانية و الصفات الحسنة والحياة الهنيئة التي يستحقها البشر بدلا من الافكار التي تنشر الاحقاد ومحاربة بعضها البعض مما تؤدي الى الحروب والاعمال القذرة كاخذ السبايا و سرقة الاموال من اصحابها في اوقات الحروب و كلها باسم الدين .
لذا كان من الواجب وضع البرامج الدراسية ادراك هذه المواضيع مع الابتعاد عن كل سلبيات المناهج لغرض اصلاح افكار الاجيال القادمة كذلك من الواجبات الرئيسية للحكومات لاصلاح شعوبها وهي تنقية الدوائر الحكومية من اشكال الفساد و السرقات كذلك وضع الكوادر المناسبة في محلاتها المناسبة مع ابعاد كل الكوادر التي لا تحمل الاندفاع و المستوى اللازم لخدمة واجباتها تجاه الشعب و ابدالهم بالكوادر ذوي الامكانيات و المستويات العقلية و النفسية التي تصلح لاصلاح المجتمع البسيط لكي تكون مقارنة بالمجتمعات العالمية ذوي المستويات و الامكانيات والدوافع النفسية بالعمل الصالح لشعوبها .
كذلك من واجبات الحكومات مساعدة شعوبها على انجاز اللازم لتنمية الصناعات و الاعمال المؤدية الى كفاية البلد من الناحية المادية وحاجة الاسواق من اشكال البضاعة الصناعية و الزراعية . وهكذا تكون البلدان مكتفية ماديا و صناعيا مع التقليل من استيرادات وتعويضها بالصناعات المحلية .
في مثل هكذا بلدان تكون شعوبها جاهزة نفسيا و عقليا لكل الاعمال المميزة و تبتعد عن كل اشكال الخمول الفكري بسبب الابتعاد عن الشدائد النفسية و العملية في الحياة اليومية وتكون جاهزة لكل اشكال الابداعات و النشاطات الحياتية التي تحتاجها شعوبها . ومن واجبات الحكومات الاخرى هي القضاء داخليا على كل اشكال الاعمال اللا اخلاقية و الاجرامية والصراعات الداخلية وابعاد العشائر والعوائل المدافعة عن افرادها المذنبون و المشاغبون الذين يسببون عدم الراحة داخل البلد .
بالنسبة للمتدينين ولاسيما المتزمتين عليهم ان لايكونوا متوجهين نحو الاخرة فقط وانما حياتهم الدنيوية لها الحق عليهم وتطلب منهم النشاط الدنيوي ايضا .
هناك مقولة للخليفة الملهم علي بن ابي طالب (اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا و اعمل لاخرتك كانك تموت غدا) هذا الكلام البليغ يدل على ان الدين ليس للاخرة فقط وانما للحياة الدنيوية ايضا ولها الحق على المجتمعات .
دور المجتمع في عملية اصلاح المجتمعات يعتمد على ما ذكرناه سابقا في هذا المجال.
من الخطا الكبير في بلداننا هو وجود الاحزاب الكثيرة العدد و المتعاونة فيما بينها على تغطية اخطاء و فساد بعضها للبعض الاخر . و الادهى من ذلك سحب النواب منتسبيها بالكامل من البرلمان عند اعتراض الاحزاب لفقرات او مواضيع يتعارضون عليها في البرلمان ولا يهمهم اذا كان بعض منتسبي الحزب لهم راي اخر . وفي هذه الحالة على الدولة و البرلمان اصدار قانون لمنع سحب احزاب منتسبيهم من البرلمان حتى لو كانوا معارضين على قرارات البرلمان على ان يفسحوا المجال لافراد الاحزاب ابداء ارائهم بحرية بالانتخابات الحرة و السرية لو كانت اراء الافراد مطابقة لاراء البرلمانيين حتى لو كانوا معارضين لاراء احزابهم . هذه الديمقراطية .اما لو تمسك الاحزاب بالسيطرة على منتسبيهم بالطريقة الدكتاتورية فيجب الغاء الاحزاب من الدولة وتاييد البرلمان لانه يمثل اراء الشعب بالانتخاب . من دواعي الاستغراب في الدولة ان يكون فيها 200 حزب و الشعب يذهب الى الانتخابات بنسبة لاتزيد عن 30%. هذا هو الجهل السياسي الكبير بعلة الحكومة السابقة كانت فاسدة . وهذه الحالة كانت موروثة من زمان صدام حسين عندما كان الشعب لا يحق له التدخل في السياسة . بينما كان من المفروض الانتخاب بنسبة عالية لالغاء الحكومة الفاسدة و ابدالها باخرى افضل .(الكلام ينطبق على العراق بالضبط).
هناك امر اخر مهم و يجب ذكره بان الدول المتاخرة(النائمة) تحمل صفة كثرة الانجاب و زيادة النسل. وهذا يجعل نسبة الايادي العاملة في عوائلهم تمثل اقل من 20% من السكان و الباقين منهم النساء و الاطفال وهذا هو السبب في فقر العوائل لان الممول لهم هو واحد فقط لكل عائلة . لهذا على حكومات دولنا توعية الشعب لتحديد النسل بالطرق العلمية لكل عائلة .
واخيرا نامل ان نكون قد شاركنا قدر الامكان لهدف رفع المستويات الحياتية في اوطاننا ولو ان ذلك صعب جدا ولكن محاولات الاصلاح لابد منها .
نكرر كلامنا هذا مختصر و مبسط لغرض القرائة بدون ملل وهو مكتوب لكل المستويات في المجتمع
شكرا لكم و السلام .



#كمال_نعناعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية و الالحاد
- العالم الى اين و نحن الى اين
- حياتنا و مستقبلنا
- مصائبنا
- اساطيرنا 6
- اساطيرنا - تكملة 5
- اساطيرنا - تكملة 4
- أساطيرنا - تكملة 4
- أساطيرنا - تكملة 3
- اساطيرنا - تكملة 3
- اساطيرنا - تكملة 2
- أساطيرنا
- رسالة الى رب العالمين


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال نعناعة - ماهي الوسائل للتقدم الحضاري؟