أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - الإعتقاد وإعمال العقل














المزيد.....

الإعتقاد وإعمال العقل


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 19:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ أمورا مثل الاعتقاد والإيمان والشك والظن والترجيح واليقين هي وظائف عقلية تحتل مكانها داخل الحالة الإدراكية للعقل الإنساني.

وتتشكل الحالة الإدراكية للعقل الإنساني وتنمو وتستمر بالنمو، بتأثير عوامل متعددة أهمها تراكم المعرفة والخبرات المكتسبة والبيئة المحيطة، وتتفاوت بين شخص وآخر، ولذا فإن أهم خصائصها هي الإنتقائية والاختلاف, وترتبط ارتباطا وثيقا بالنزعة الإنسانية وطبيعة النفس الإنسانية وانفعالاتها وما تشمله من توجهات وأهداف وغايات.

اقول هذا بمناسبة أنّ أي إعمال للعقل والبحث والتمحيص واستخلاص التاريخ الحقيقي للإسلام، يقابل بإستهجان وإمتعاض وهجوم من وقر في عقولهم ما وصل اليهم، وهم لا يعرفون كيف وصل اليهم، وهل هو حقيقي أم زيّفه أصحاب المصالح والطامحون للحكم والطامعون في رضا هؤلاء الطامحين، والخائفون من بطش الحكام، والمنافقون ... الخ.

لقد طال الإسلام الكثير جدا من التزييف والتشويه وبشكل مكثف في الحقبة الأمويّة، وهي حقبة غنية بالحقائق المطموسة والأكاذيب البديلة، وقد ترتب علي ذلك أن بني عليها معظم ما وصل الينا من تعاليم وفتاوي، سببت هذه الحالة الإستثنائية في الحضارة الإنسانية، بكل ما تحويه من تناقضات وحيرة، وما ترتب عليها من ممارسات تعاني منها الإنسانية جمعاء.

الإسلام مثلا في جوهره يرفض قداسة الأفراد، وقد نص علي ذلك بلا كهنوت في الإسلام، ومع ذلك فإن التعرض لبعض الأفراد المشكوك فيهم, يقابل بهجوم شديد وقد استبدلنا الكهنوت، بعدالة الصحابة وكلاهما قداسة.

اتفهم جيدا صدمة البعض عندما يقرأ ما يخالف ما اعتقده لسنين طويلة، وأنا هنا لا أتعرض لجوهر العقيدة وتعاليمها الأساسية، ولكني أكرر أن ما نقل إلينا لم يكن خالصا ولا أمينا، ومن يتوفر له الوقت للقراءة والنفاذ الي حقيقة الأمور، سيكتشف ذلك، ومن لا يتوفر له هذا، فعلي الأقل لا تنكر حق الآخرين في البحث، وحجة أن هناك متخصصين هي حجة مردود عليها، فالدين هو أمر يتعلق بالجميع، والبحث فيه ليس حكرا علي أحد، خاصة وأن بحثنا يختص بالتاريخ الذي تم تزويره.

من هنا فإن فرض عقائد معينة علي الانسان بحكم مولده أو انتمائه دون أن يعقلها، هو شيء مجافي للعقل وللطبيعة الانسانية، ولا يتوافق مع انتقائية العقل التي تتباين بين شخص وآخر، ولذلك فإن تفاصيل الفكرة أو الإعتقاد ليست كلها قابلة للإعتناق والتصديق، حتي وان لقي جوهر الفكرة قبولا عقليا ابتداءا.

إن أهم ما يصف الصراع القائم بين التنويريين والأصوليين، هو أن يصرّ الأصوليون علي أن العقيدة مكانها القلب، وهو أمر غير علمي بالمرة فليس القلب بأكثر من مضخة للدماء، في حين أن العقيدة موطنها العقل بكل تفاعلاته التي أشرت اليها, ولا أفهم أن يصمم المتشددون علي أنك مطالب بتطبيق كل التعاليم المتواترة والمتعاقبة بصرف النظر عن صحة أصولها، كيف لو تعارضت مع العقل والمنطق, ويصفون من يبحث ويعمل عقله بالزندقة، فشعارهم من تمنطق تزندق, في حين أن المنطق هو الطريق الصحيح لإكتساب عقيدة قوية راسخة يتلوها حالة إيمانية مستقرة لدي كل شخص (علي حدة) تلزمه بكل ما هو طبيعي وعقلاني من تعاليم.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسداد السياسي
- التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت ...
- لا سلطة دينية للدولة
- قراءة في تطورات الموقف الدولي والإقليمي
- استوصوا ...
- المهمة المتعذرة للأزهر
- حقيقة الدور السعودي في المنطقة
- تاريخ السياسة السعودية مع مصر
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح
- هل حقا لا كهنوت في الإسلام؟
- أي استنارة وأي وسطية في الأزهر؟
- الإسلام السياسي
- الفجوة بين الأديان والعلم تزداد إتساعا
- المعركة الخاسرة للأساطير
- الحب.. خطأ لغوي
- المشروع القومي وليس البطل القومي
- بالعقل يا فضيلة الإمام
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح مفاهيم تحتاج للتدقيق
- جمهورية مصر المصرية
- شيخ الأزهر لا يرغب في التجديد


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - الإعتقاد وإعمال العقل