أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الحريري - سقوط النظام الايراني















المزيد.....

سقوط النظام الايراني


طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)


الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط النظام الايراني
(العقوبات الامريكية وانهيار البنية الاقتصادية,الاوضاع الداخلية المنهارة,حرب تنذر بنهاية وجود النظام في المنطقة وانهياره من الداخل)
ان ابرز تفاصيل الخلافات السياسية داخل منظومة النظام الايراني تتمثل بتراجع نفوذ الاصلاحيين نتيجة خلافات داخلية حول استقلال القرار ومنهجية السياسة الخارجية للنظام التي تحولت من الخطاب الدبلوماسي الاصلاحي الى الى اداة للموقف الصلب الذي يمثل بجبهة المرشد والحرس الثوري العابر للسلطات الرسمسية في الدولة. وان المتتبع للشأن السياسي الايراني والمتخصص بالشؤون الايرانية يدرك بأن سلسلة الخلافات بين الجبهتين يراد بها ايصال رسالتين: الاولى محاولة فرض الامر الواقع لقبول التفاوض مع واشنطن والتخلي عن منهاج السياسة الخارجية وجعل هذا الامر قضية رأي عام لا يستطيع المرشد وجبهته رفضها مجددا بعد ان ادرك الاصلاحيين تماما المصير المجهول للنظام الايراني والخسارة التي ستكون من نصيبه في حال نشوب مواجهة عسكرية مع امريكا واسرائيل, والمعطيات الجيوسياسية تشير الى ذلك في مقدمة الاحداث الدولية المقبلة في الشرق الاوسط. والثانية ايصال رسالة الى الشعب الايراني المتذمر والمجتمع الدولي بأن مشروع اصلاح النظام من داخل مؤسساته الرسمية قد مات ولن يبعث ابدا,وان السلطة والقرار السياسي بيد المرشد والحرس الثوري الذي يعتمد على منهجية التعنت والتصلب في المواقف السياسية والعسكرية في الداخل والخارج.
ظريف الشخصية المثيرة للجدل المعارض الصديق للنظام التي انتجت ادارته للخارجية الاتفاق النووي واخرت الحرب على النظام ومحاصرته, يعد العقلية الاكثر تدليسا ودهاءً في الجبهة الاصلاحية والواجهة اللينة للنظام الاكثر ارهابا في العالم كان قد تنبأ بأكثر من مناسبة بأحتمالية نشوب حرب مع اميركا وحلفاءها اذا استمر النظام الايراني بسياساته الراديكالية المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وفي ظل هذه الظروف والمواقف المتصلبة فأن عودة الاصلاحيين كآداة بقدرتها تأخير الحرب عبر التفاوض والتنازلات غير ممكنة لان النظام غادر سياسة المفاوضات واستعد للحرب ولن ينسحب من الاراضي التي استحوذ عليها عبر وكلاءه ومنظماته الارهابية العابرة للحدود.
ان النظام الذي صنف على انه اكبر راعي للارهاب في العالم اصبح يتعرض لتصدعات في اركانه ورموزه ومنظماته السياسية والدينية والعسكرية, وهذه الخلافات عميقة جدا في الاختصاصات والمناصب وصناعة القرار. وفي الواقع السياسي الايراني الحالي وكما ذكرنا في اعلاه فأن ما يسمى بالتيار الاصلاحي الذي يمثل روحاني وظريف لم تعد له سلطة واقعية في مصنع القرار والسياسة الايرانية بعد ان اصبح الحرس الثوري الممثل الاعلى للمرشد مسيطرا على القرار السياسي والسلطات كافة متحالفا مع مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يمثل قاعدة توازن النظام وهو مجموعة من رجال الدين المحافظين ويعد هذا المجلس اعلى مؤسسات النظام الايراني لقربه من المرشد رأس نظام ولاية الفقيه.
ومن القضايا المهمة التي ظهرت في الاونه الاخيرة عودة الخلافات بين المؤسسات الرسمية الفارغة والمؤسسات غير الرسمية العابرة للسلطات ومن اهمها الخلاف الحاصل بين الجيش الذي يمثل المؤسسة العسكرية والحرس الثوري ومنظماته غير الرسمية. وبات واضحا حجم الخلافات السياسية والعسكرية والامنية في ايران كونها انموذج سياسي مزدوج لايمتلك اي نظرية سياسية في مأسسة الدولة والنظام نفسه, لذلك نرى ايران دولة داخل دولة ونظام داخل نظام ومؤسسة في مؤسسة غير مؤسسة, ومؤسسين بسلطات كبيرة ومناصب كبيرة بلا سلطات! وهذه الفوضى سمة طبيعية في الانظمة الثيوقراطية الاستبدادية المتخلفة كونها تفتقر للتنظيم المؤسساتي ولا تؤمن بالرؤى السياسية مطلقا.
وفي ظل هذه الظروف الدولية المتأزمة التي اصبحت تمثل سياسة دولية اعلى زخما لمواجهة النظام الايراني سياسيا واقتصاديا وعسكريا لا نرى اي استجابة من النظام لأحتواء الازمة كتقديم تنازلات عسكرية وسياسية واستئناف المفاوضات أو الالتجاء الى الدبلوماسية لتجنب الحرب والضرر, بل العكس تماما حيث اصبح الموقف الايراني اكثر تصعيدا وعدائية تجاه المحور الغربي-العربي-الاسرائيلي.
لقد تعدى هذا النظام الحدود والاعراف الدولية والقانون الدولي, وتحدى ارادة شعوب المنطقة في الاونة الاخيرة من خلال زيادة وجوده العسكري في سوريا ولبنان والعراق سواء بدعم وكلاءه ومنظماته ومليشياته الارهابية او من خلال زيادة عدد قواته في هذه الدول المتمثلة بالحرس الثوري وما يسمى بفيلق القدس, في سعيه المستمر لأنشاء عمق استراتيجي عربي لمشاغلة امريكا واسرائيل خارج حدوده الاقليمية, ورفع مستوى الضغط على المواقف العربية والدولية,وتبديد فشله السياسي في الداخل بغية اشغال الشعب الايراني والمعارضة الداخلية بأزمات خارج الحدود لتضليل الرأي العام, وتغطية اخفاقاته, وكسب الوقت لزيادة وسائل الضغط على المجتمع الدولي لتسويق الحصار على انه ضد مصلحة الشعب وليس النظام. والملفت للنظر بأن النظام الايراني يعي جيدا بأن هذه الوسائل التقليدية لم تعد تجدي نفعا في ظل اصرار امريكي على وضع حد للنظام واسقاطه.
ان الاوضاع الداخلية والظروف الذاتية والموضوعية في ايران باتت اكبر مهدد لوجود النظام حيث ازدادت الازمة الاقتصادية بنهيار العملة وتفاقمت الظروف المعاشية وازدادت معدلات االفقر والبطالة بشكل رهيب يصاحبها ارتفاع حدة الرفض الشعبي لسياسات النظام والذي بدوره ينذر بأندلاع ثورة شعبية كبيرة خاصة بعد اتخاذ النظام سلسلة اجراءات رادعة بحق المعارضين في الداخل, وقمع كل مطالب الجماهير التي تخص تحسين الوضع الاقتصادي وما اعقبها من تنديد بسياسات النظام المتطرفة تجاه العالم ودول المنطقة كونها السبب الرئيس في فرض العقوبات والحصار على ايران دولة وشعبا.
وما سنشهده في المرحلة المقبلة سيكون مزيدا من التخبط في سياسات النظام الايراني في الداخل والخارج ومزيد من التصدع في مؤسساته ومنظماته السياسية والعسكرية مع تصعيد اكبر على المستويين السياسي والعسكري سيؤدي بالنتيجة الى عقوبات اعمق وحصار اكبر, ومواجهات عسكرية مباشرة على الجبهات كافة(السورية والعراقية واللبنانية) في ظل تمركز عسكري امريكي كبير في مياه المتوسط والخليج العربي ومضيق هرمز.
ان المحور الغربي وعلى رأسه امريكا واسرائيل والتحالف العربي يدرك تماما بأن النظام الايراني لن يمتثل للقرارات الدولية ولن يتفاوض ولن يقدم تنازلات في المرحلة المقبلة, ويدرك هذا المحور جيدا بانم النظام ماضِ في تهديد السلم والامن الدوليين وتهديد الوجود و المصالح الغربية والدولية في المنطقة لذلك لن نستبعد مواجهة مباشرة وغير مباشرة لوضع حد لهذا النظام المتطرف الذي ملئ العالم حروبا وارهابا.
وفي سيناريو المواجهة تشير المعطيات الى ان اسرائيل ربما ستكون الطرف الاسبق في مواجهة ايران عسكريا كونها المستهدف الاكبر بعد العرب والمتضرر امنيا بسبب منظمات ايران التي اصبحت متغلغلة في المنطقة بعد احداث ما سمي بالربيع العربي, هذه الاحداث التي استغلها النظام الايراني في نشر الارهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية والدولية. ان اسرائيل التي اعتادت على التفوق بأستراتيجية الضربة الاستباقية منذ تأسيسها هي الان اكثر جاهزية من ما سبق ومسألة توجيه ضربات جوية استباقية للنظام الايراني امرا غير مستبعدا على الاطلاق في هذه المرحلة التي تجعل جميع الخيارات مطروحة على طاولة المواجهة الدولية لأيران وحلفائها .
وبالنتيجة يبقى السؤال الاهم في هذه المواجهة المرتقبة يدور حول ماهية الدور الذي سيلعبه التحالف العربي مع الاخذ بعين الاعتبار بأن التحالف منذ اعلانه اصبح قوة لها تأثيرها في السياسة العالمية لمواجهته المباشرة للأرهاب الايراني, ولما يتمتع به من قدرات مالية وسياسية واعلامية وعسكرية استطاعة توحيد المواقف الدولية والعربية للوقوف بوجه التوسع الايراني المهدد للامن والسلم الدوليين, والتي توجت بأيقاف تمدد العدوان الايراني في المنطقة, وإلغاء الاتفاق النووي الاعرج من خلال الضغط على الادارة الامريكية, وفرض العقوبات على النظام الايراني, وما اعقبها من مواقف مهمة كان اخرها انعقاد مؤتمر وارشو والقمة العربية الاوربية للتصدي للنظام الايراني ومواجهة مشاريعه التوسعية المزعزعة للاستقرار.

وفي الختام نقول: بأن الحصار والعقوبات على النظام الايراني لم تكن طارئة وليست جديدة هذه الاجراءات حيث بدأت بهذا الشكل منذ عام 2005 عندما بدأ التنفيذ والتحضير لمواجهة ايران على ارض الواقع لأيقاف برنامجهها النووي وتوسعها العسكري والسياسي في المنطقة, وان الاهم من ذلك يتمثل بشرق اوسط جديد سيولد بعد سقوط النظام الايراني برؤية امريكية يراد بها ولادة دول جديدة,وتغيير حدود وخرائط بعض الدول, وانهيار انظمة وبناء انظمة, وسقوط انظمة وتغيير انظمة, وان من ابز سماة الشرق الاوسط الجديد تمتعه بأستقرار نسبي في ظل دول ودويلات جديدة ونطم ورؤى جديدة تعزز الوجود الامريكي ومصالحه الحيوية على المدى البعيد. وستبقى واشنطن متمسكة بالخيار العسكري الحاسم وسنشد حربا كبيرة في المستقبل القريب اقرتها واعلنتها ادارة ترمب منذ عامين, وكما وضحت في مقال سابق وقلت بأن الادارة الامريكية بمنهجية الحزب الجمهوري لا تؤمن الا بالقوة لفرض الواقعية الامريكية مع هامش بسيط للحلفاء في المشاركة والمساهمة خاصة فيما يتعلق بالأكلاف والأعباء ولعل حرب افغانستان وحرب الخليج الثالثة تاريخ شاهد وتجارب مهمة لفهم العقلية الجمهورية التي ينتمي لها ترمب والتي تسمى في العلاقات الدولية بالمدرسة الواقعية الامريكية.
[email protected]



#طلال_الحريري (هاشتاغ)       Tallal_Alhariri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح السياسي في العراق خدعة العصر !
- #داعش_الشر_المقيم! نهاية نظام #الاسد
- الانتخابات العراقية2014(صوت الناخب والتوجه السياسي)
- العراق دولة مدنية وسيبقى كذلك


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الحريري - سقوط النظام الايراني