أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - رسالة ود إلى دونالد ترامب














المزيد.....

رسالة ود إلى دونالد ترامب


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الأوسط فضاؤك، مصر والسعودية وإيران وأفغانستان وكذلك آسيا الوسطى كل شرق النفط والغاز، ولكن على أي أساس؟ مصالحك فيه معروفة، اقتصاد وإسرائيل وأنظمة عربية، ولكن إلى متى؟ سياقك السياسي الذي صنعته دخل في زمن كان، إرهاب وإسلام وما أدراك ما إسلام وحروب داخلية، ولكن ماذا بعد؟ شركات النفط الأمريكية توزعت ما بينها هذه الثروة وأنت اليوم قدمها الحديدية مثل غيرك ممن سبقك في البيت الأبيض، ولكن ما حقيقة الأمر؟ هذه الشركات هي الحاكم الحقيقي لأمريكا، أنت في خدمتها، وهي في خدمة نفسها، ولكن هل الاضطرار إلى السيطرة جوهر الضرورة في كل الأزمان؟ هي تسيطر على هذه الطاقة الخلاقة التي ربطت بها مستقبل تفوق أمريكا العسكري، وليس هذا فقط، بل ومستقبل تفوق أمريكا الحضاري، وأنت تسيطر على حكامها بوهم الابتزاز تارة (ثلاثمائة وثمانون مليار دولار أسلحة وعقود ضحك على اللحى السعودية) وبوهم التهديد تارة (إسرائيل أمس وإيران اليوم)، ولتُبقي شركات النفط الأمريكية على سيطرتها كان عليك كبيت أبيضي مثلما كان على غيرك ممن سبقك أن تركّع شعوب المنطقة لها بحكامها الراكعين لك، بالقمع المتعدد الوجوه الدميمة، القمع السياسي والقمع الاجتماعي والقمع النفسي، فكانت جهنم الشرق الأوسط تحت قدمك الحديدية، جهنمك هذه احترقت فيها الأحلام، ولم تمنعها، تناحرت فيها الأديان، ولم تمزعها، تصارع فيها الإنسان، ولم تقدر على إطفاء نار عشقه للحرية بالنار، فكم من المليارات احترقت بحطب هذا العشق التي كانت ستدخل جيوب الشركات الأمريكية للنفط أو لغير النفط، كل الشركات الأمريكية، وشركاتك أولها، لو أسسنا في الشرق الأوسط للحريات، وصنعنا من الأحلام مستقبل أحلامنا وأحلامكم؟


أنا لا أقول شعرًا أخي دونالد، أنا أعرف تمامًا أنك بنيتك الفكرية، كما أني بنيتي الفكرية، غير أني في زمن هزيمة مخابراتك الاستراتيجية، أعرف تمامًا أن حلم الإنسان واحد، هذا الحلم الذي أراه من نيويورك ومن باريس ومن بغداد ومن القاهرة ومن الرياض ومن تل أبيب ومن طهران ومن قريتي البعيدة النائية في قضاء نابلس بُرْقَة، وهو حلم ذو قاعدة مادية دومًا، يرتبط بسياق وبشرط، السياق هو عصر ما بعد داعش، والشرط هو أزمتكم في أمريكا التي لن تقوموا منها لا بالتهديد ولا بالابتزاز، وأضيف لا بالاتفاقات التجارية مع الصين أو غيرها ولا ببناء أعظم الجدران مع المكسيك، أزمتكم بنيوية، تتغلغل في أسس نظامكم، وأنتم لا تفعلون سوى تأجيل الانهيار، بينما أنا أريد تعطيله، تعطيل آليته، ليعمل نظامكم بقوة في أمريكا، وليعمل بقوة في أمريكا يجب أن يعمل بقوة في غير أمريكا، في الشرق الأوسط، وليعمل بقوة في الشرق الأوسط يجب أن يعمل بلا ابتزاز وبلا تهديد، وليس هناك غير بديل واحد للنظام الأمريكي: البناء في شرق أوسط من الحريات والتقدم على كافة المستويات. الشرق الأوسط ورشة عمل أخي دونالد، بورشة العمل هذه يبدأ العد العكسي للديون الأمريكية، فهل أذكرك بأن بلادك مديونة بآلاف ألاف المليارات ومفلسة وماكله هوا، وللأزمات الأمريكية أزمة الدولار أولها، وللشقراوات الأمريكيات كرمز لإفلاس إنساني لا نريده.


قيادة الفرد بالبناء أسهل بكثير من قيادة القطيع بالتركيع، الجزائر اليوم والسودان خير مثالين على ذلك، اضطراركم إلى اللاسيطرة في هذين البلدين موضوعي، كما سيكون اضطراركم إلى اللاسيطرة فيما أدعو إليه، في كافة بلدان الشرق الأوسط، علمًا بأني لا أريد أن أقوم بأي انقلاب على أحد، لأني مقتنع تمام الاقتناع بالتغيير من جوه، هذا ما تفرضه التكنولوجيا اليوم على الأشياء، وبالتالي على تعاملنا معها، فليس هناك تغيير من بره لأي نظام كان عندنا وعندكم، وبالنسبة لي عندي وعندي، بسبب موقعي، أنا الواضع قدمًا في الشرق وقدمًا في الغرب، وكصاحب مشروع كوني إنساني مدني.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراجيديا الإنسانية الديوان وقصائد أخرى
- التراجيديا الإنسانية 9
- التراجيديا الإنسانية 8
- التراجيدية الإنسانية 7
- التراجيديا الإنسانية 6
- التراجيديا الإنسانية 5
- التراجيديا الإنسانية 4
- التراجيديا الإنسانية 3
- التراجيديا الإنسانية 2
- التراجيديا الإنسانية 1
- سارة
- مريم
- فاطمة
- عزف منفرد على كمنجة جمال خاشقجي
- أنا لا أُطاق أنا لا أُحتمل
- أضواء أوتاوا
- صلوات سياسية ونصوص متنوعة الكتاب
- الإخفاقات الذريعة ونصوص متنوعة الكتاب
- الإخفاق الذريع 15
- الإخفاق الذريع 14


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - رسالة ود إلى دونالد ترامب