أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - الأحيمرالسعدي: وبعرانُ ربّي في البلادِ كثيرُ!!















المزيد.....

الأحيمرالسعدي: وبعرانُ ربّي في البلادِ كثيرُ!!


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


الأحيمرالسعدي: وبعرانُ ربّي في البلادِ كثيرُ!!
كريم مرزة الاسدي
قصة هذا الإنسان التعبان!!
من يوم اللص المسكين بن فلان، مخضرم الدولتين الأموية والعباسية؛ إذْ اكتسى اسمه وكنيته (الأحيمر بن فلان بن حارث السعدي ت 170هـ / 787 م)، والذي بلاه الإنسانُ بسلطته وجبروته؛ فابتلى به لتمرده وخروجه، والشرُّ للشرِّ ولود، اقرأ معي بتأمل ٍوإمعان بلا صدود وهجران:
عوى الذئبُ فاستنأنستُ بالذئبِ إذ عوى* وصوَتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ
يـــرى اللهُ إنـّي للأنيــس ِلكـارهٌ *** وتبغضهم ْ لـــي مقلةٌ و ضميـرُ
وإنـّي لأستحيي مــــــن الله أنْ أرى **أجرّرُ حبلاً ليـــــس فيـــهِ بعيرُ!
وأنْ أســـأل المــــــرءَ اللئيمَ بعيـــرَهُ *** وبعرانُ ربّي في البـلادِ كثيرُ!
لئن طــــالَ ليلي بالعـــــــراق ِلربّمــــا***أتـى ليَ ليلٌ بالشــــآم ِ قصيرُ
أيا نخلاتِ الكـــــــــرمِ لا زالَ رائِحا ****عليكـُنّ منهلُّ الغمــام ِمطيــــرُ
ويا نخلاتِ الكرخ ِمــا زالَ مـــاطــرٌ ****عليكـُنّ مســتنّ الريـــاح ِ ذرورُ
ونبئتُ أنّ الحيَّ سعـــداً تخــــــاذلوا ***حمـاهُم وهُــم لـو يعصــبون كثيرُ
أطاعوا لفتيان ِ الصبــــــاح ِلئامهمْ **** فذوقوا هوانَ الحربِ حيث ُتدورُ
كفى حزناً أنّ الحمـــــارَ بن بحــــدلٍ ***عليَّ بأكنـــــــــــافِ الستارِ أميـرُ
وأنَّ ابن موسى بائع البقل بالنــوى **** لهُ بين بـــــــابٍ والستار ِ خطيـرُ

لماذا نفر هذا الإنسان من أخيه الإنسان، ولجأ إلى الذؤبان ، ويستحي من الله قاسم الرزق الحلال بالقسط والعدل، أن يجرّ حبله بلا بعير ، وبعران ربّي كثير !! ويمرّعلى نخلات الكرم ، ونخلات الكرخ، والخير الوفير، ويأتيه بالأخبار مَن لم يزود ، إنّ القوم تخاذلوا، وللئامهم أطاعوا، حتى ذاقوا هوان الحرب ودوائرها، فغدا الحمار أميرا، وبائع البقل خطيرا، عينٌ تغري، وعينٌ تزدري، فما كان في وسعه إلا أن يتوجه الى اللصوصية ، والتمرد على الإنسان ، وقطع الطرق بالقاطع البتار ، فعاش منفرداً يائساً، مستأنساً بالوحوش الكاسرة، بعد أنْ فاقها الإنسان وحشة ووحشية ، حكمة تفرضها الدنيا على أبنائها ، لك أنْ ترضى، ولك أنْ تأبى ، والحقيقة واحدة ، الإنسان ابن بيئته ، فالخبيثُ لا يوّلد إلا خبيثا.
ثمّ ماذا ؟
هذا معاصره الشاعر الشهير (دعبل الخزاعي ، عاش بين 148 هـ - 246 هـ) ، ذكّـّر نفسه بالسيرة الحسنة ، والعمل الصالح لتقويم النفس:

هي النفس ما حسنته فمحسنٌ **لديها وما قبحته فمقبّحُ

طيّب نفسه ، وبشرها ، وصبّرها على حمل المكاره:

فيا نفسُ طيبي ، ثمّ يا نفسُ أبشري*** فغيرُ بعيدٍ كلُّ ما هــو آتِ
ولا تجزعي منْ مدّة الجــور، إنـّني ** أرى قوتي قدْ آذنت بشتاتِ

ولكنه ! أيضاً جاب الدنيا " وحمل خشبته على كتفه خمسين عاما يدوّر على من يصلبه عليها فلم يجد " ، وآخيراَ ذهب إلى رحمة ربّه قائلاً:

ما أكثرَ الناسَ ! لا بلْ ما أقلـّهمُ ***اللهُ يعلمُ أنـّي لـــــمْ أقلْ فندا
إنـّي لأفتحُ عيني حين أفتحـــها** على كثـير ٍولكن لا أرى أحدا

وإلى يومنا هذا لا نرى أحدا !! ، لم يزدْ أهتمامنا بالإنسان حتى أنملة، ألإنسان هو الإنسان ، محط ظلمنا ، تحت سياطنا ، بين أفواهنا ، وإنْ اقتضى الأمر لمّعنا له سيوفنا، لا نرحمه ، ولا نترك رحمة الله تنزل عليه ، ولا ألزم نفسي بشاهد ، إنـّى عشتُ التجربة ، فالعصر عصري ، وأنا أرى المظالم بأمّ عين، وصكّ سمعي؛ بل وأنا القائل في قصيدتي عن الإنسان، أيِّ إنسان على هذه البسيطة المظلمة النيرة:
أضحى البريءُ لفي جرم ٍ ولا سببٌ *** والجرمُ يزهو بفخر ٍ وهو عريان ُ
حتى كهلتُ وأيّامــــــــــي تعلـّمني *** في كلِّ ألفٍ مـــن الآناس إنسـانُ

نعم من عصر( جرير ت 114 هـ) و صرخته:

ما زالتِ القتلى تمجُّ دماءها*** بدجلة َ حتى ماء دجلة َ أشكلُ

وإلى عصرنا حيث أجبته ببيت من قصيدة لي:

ما زالتِ القتلى تمجُّ دماءها ** وبقى كعهدِكَ - يا جريرُ- المذبحُ

ألم يحن الوقت لنسأل أنفسنا هذا السؤال العابر السبيل إلى رحمة ربه، ونتأمل؟
لماذا وصل بنا الحال إلى هذا المآل؟!!
وهل كثيرٌ علينا أن نرحم أجيالنا الآتية من الأصلاب الحائرة ، والأرحام الطاهرة؟!
الحلُّ أنْ نعلم علم اليقين ، وأن نفهم ونتفهم ببصائرنا اليفظة ، ووجداننا الحي أنّ الإنسان هو الاغلى قيمة في هذه الحياة ، ومن دونه دونها والوجود معها ، لئنِّ لا يفقه الوجود الا العاقل الموجود ، خلقه الله على أحسن تقويم ،وفضله على العالمين ، ومن قتلَ نفساَ بغير حقٍّ ، فكأنـّما قتل الناس جميعا ، قطـْع صلب واحد معناه موت أمة بتمامها وكمالها في عالم الغيب الذي لم يخلق ، وما أدراك وما أدراني كيف ستكون، لو كانوا يعقلون!
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " (محمد 24).
ومن لا يحترم الإنسان ولا يقدره لمجرد أنـّه إنسان بغض النظر عن كل المواصفات الطبيعية والتطبعية ،الخـُلقية والخـَلقية - وفق القيم والنظم الإنسانية العادلة -، يفقد - بمعنى من المعاني - القيم الروحية السامية للإنسانية ، بعقلها ووجدانها ورقيها الحضاري، لذلك يجب علينا زراعة حب الإنسان الآخر- من حيث هو كما هو، فالمرءُ حيثما جعله - في نفوسنا، ليس لمجرد اعتبارات أخلاقية؛ وإنّما يجب أن تكون فلسفة حياتية نجبل أنفسنا عليها، ونسير على هداها ، فالإنسان وجهة الإنسان، هو غايته ، وهو وسيلته... بعد الله.

وماذا بعد ؟

أمّا بعد !:
والشيء بالشيء يذكر؛ ولئن العبقرية نتاج الإنسانية، أو هي إحدى إفرازاتها النافحة النافعة ، والعبقري هو ابن الإنسان ! ولمّا كنـّا على الطريق ، لابدَّ لنا أنْ نشير إلى أنّنا من أضعف الأمم تمسكاً بعباقرتها ،وعظمائها ، وأقلـّها تقديرا لهم ، ولجهودهم الجبارة في سبيل أزدهار الحضارة الإنسانية ورقيها ، وتطرقت إلى هذا الموضوع الحساس في كتابي الموسوم ( للعبقرية أسرارها ...) ، وأوردت وجهات نظر عباقرة العرب والعراق المعاصرين في هذا الصدد ، ومن الضرورة بمكان أن نستضيف الدكتور أحمد أمين، والأستاذ العقاد ليشاركانا الرأي، والرأي قبل شجاعة الشجعان !!
يقول دكتورنا الأول: " إنّ الأوربيين قد وجدوا من علمائهم مَنْ يشيد بعظمائهم ، يستسقي نواحي مجدهم؛ بل قد دعتهم العصبية أن يتزايدوا في نواحي هذه العظمة ، ويعملوا الخيال في تبرير العيب، وتكميل النقص ، تحميساً للنفس ، وإثارة لطلب الكمال، أمّا نحن فقد كان بيننا وبين عظمائنا سدود وحواجز حالت بين شبابنا وجمهورنا والإستفادة منهم " ،
أمّا أستاذنا العقاد ، الجريء بإطروحاته، والعميق بتحليلاته، نتركه ليضع النقاط على الحروف ، بتجردٍ ولا تردّد " فماذا يساوي إنسانٌ لا يساوي الإنسان العظيم شيئاً لديه ، وأيّ معرفة بحق ٍّ من الحقوق يناط بها الرجاء ، إذا كان حق ّ العظمة بين الناس غير معروف"
هذه خواطر عابرة مرّت على بالي ، وانا في حوار مباشر على البعد ، وكلُّ ما تأتي به النفس جميلا ، إذا كان صادقاً وجليلا ، أملنا بالله كبير... للشعب الخلود والعطاء ، وللعراق المجد والبقاء، ودمتم للإنسان أوفياء، والله من وراء القصد ...شكراً لوجودكم معي!

كريم مرزة الأسدي



#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلْ ياعراقُ تعيدُ أيّامَ المنى؟!!
- أدباء كبار من بابل وبغداد يحتفون بإصداراتي الجديدة
- ألا يا زاحمُ: الأشواقُ عمرٌ
- إيهٍ (جزائرُ) والسرائرُ قُلّبٌ عند الغضوبِ
- فكرة: في كلِّ ألفٍ من الآناس ( إنسانُ)!!
- حكايات أقطاب اللغة خطفًا: المبرد، ثعلب، ابن السكيت
- دائرة ( المشتبه) وبحرها ( السّريع)
- مظفر النواب: خمس قصائد أطربتني منه، وعنه نبذة.
- قصيدتان : مالت عليك الحادثات، ودامغتها
- ملامح تجديدية من الشعر الجاهلي...!!
- البيئة وضرورة ما نعلم، ونفعل من أجلها.
- شعر المتنبي : قراءات نقدية خاطفة
- المعري يكره المرأة، ويفتتن بها، ويجلُّ أمه...حواري معه، وأنت ...
- ملامح من التجديد في الشعر الأموي
- فما بالُ العراقِ يئنُّ جوعاً* وكلُّ ترابهِ ماءٌ ونورُ؟
- ثلاثة كتب جديدة بفهارسها، وإصدارات المؤلف
- البلاغة والبديع بين ابن المعتز والصريع
- شاعران كبيران يتحفاني بإخوانيات جديدة.
- خطفاً بين (إذن) و (إذاً) ...وحروف الجواب.
- ثلاث قصائد في عاشوراء الحسين (ع)


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - الأحيمرالسعدي: وبعرانُ ربّي في البلادِ كثيرُ!!