أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بطل المدينة الاخيرة















المزيد.....

بطل المدينة الاخيرة


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 11:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان عليها ان تفذ اوامر الابنة هى لم تختر منذ البداية ان تعيش فى بيتها لكنها لم تعرف سواه وليس عليها الخروج لاجل اخر..لذا تقبلت اوامرها لها وارتدت الملابس التى امرتها بها وسارت فى ذلك الموكب ووقفت من بعيد من خلف التمثال الذى صنع لاجل الابنة ليذكر الناس بها ...كان عليها ان تكون فداء لها ..تعلم انه لم يعد امامها الكثير الزعيم سيرسل رجاله لاجلها الليلة ...الليلة ستنتظر فى فراش الابنة وتحت اعين حارساتها سيراق دمها على ذلك الفراش الوثير وسيلطخ عمودا الذهب ..سترحل معها بعض الحارسات...اخفت انها تمنت رؤية الخارج ولولمره اخيرة...ولكن تلك المرة لم تعد لها الان ..هاهم اتوا مثلما اخبرتها ..اغمضت عيناها ..كان الخنجر يرتعش فى يد الحارس لكنه قاوم واقترب منها...تمنت ان ترى الخارج كانت تلك امنيتها الوحيدة ...سقطت دموعها قسرا فلم يكن مسموح بينما يد الحارس تتقوى وتكمل المهمة عوضا عن الزعيم .....
عم الصراخ المدينة استيقظ اللص فزعا هرع للشوارع مثل الجميع "قتلت الابنة...قتلت الابنة"صرخت الفتيات هرعن نحو بيتها اوقدن مشاعلها ...حاوطن تمثالها من كل جانب..خرجت الحارسات ووقفن امام الحرس لكن الزعيم امرهم بترك التمثال ..فتح البيت امام المشاعل التى اوقدت لتبدد وحشه الظلام ...خرجت الافاعى من بين جنبات التمثال وسارت من تحت الاعمدة وتسربت من بين ارجل الناس ...ذهبت نحو المدينة ..بينما المدينة اطفئت شعلتها واوقدتها بالغابات ....
خرج الحرس وذو العباءات من جديد طافوا المدينة صرخوا اليوم يوم التتويج ...سيعصب الطفل اليوم ويقع الاختيار....فتح الصبى عيناه على صراخ المدينة ..بينما التف جميع الصبيه حول النوافذ يشاهدون النيران خائفين..كان ما يربطهم بالخارج نافذة ..منذ ان تركوا ليعيشوا بين تلك الاسوار ..كان بيت الزعيم وجميعهم ابناءه لا اب ولا ام لهم سواه ..سمعوا مثل الجميع صراخ الحرس...لكن الصبى ارتعدت فرائصه وشعر بالخوف ..لا يدرى لما شعر انه هو..شعر بالرهبه كانوا ينعتونه باللقيط وربما يصير الان الفتى المعصوب والذى سيختار عوضا عن تلك الابنة التى سرقت الملك من الزعيم ..سيختار زعيم للمدينة من جديد..ستذكر المدينة اسمه ولن يكون مجرد صبى مجهول الاسم من بعد الان ..فتحت الابواب نظر من خلفه للحرس القادمين..تقدم ..من اين اتت له الجراءة فى تلك اللحظة؟..تراجع الصبيه فزعين ..سار فى خطوات هادئة من خلفهم واغلقت الابواب من خلفه ...ارسل حيث الخدم ليعدوا لتلك الليلة ..سقف على العامود امام الناس ويبكون...سيرفع فى يد الزعيم ويحرك يديه ويخرج اسما من بين اصابعه مثلما اخبروه...دقات قلبه كادت ان تحطم ضلوعه وهو يرتدى تلك الثياب المزخرفة ...لم يرتدى سوى ثياب البيت الذى وجد فيه لسنوات لم يعرف ا ن هناك الوان اخرى سوى بالمصادفة عندما اخبرهم ذلك الفتى الذى قدم من الخارج بعد ان رحل ابوه وتركه قال انه كان لص ..مجرد لص ..
تقدمت الكاهنة عارية بعد ان اشعلت المشاعل فى كل الاتجاهات،جثت على ركبتيها ووزعت الطعام ..تقدمت اليها الحيه فى هدوء ..نظرت الى الطعام وتطلعت الى كاهنتها ثم تراجعت وابتعدت بعيدا ..رفضت الطعام همست الكاهنة فى ذعر وارتدت عباءتها وخرجت تهمس والذعر يتناقل بين افواههن والمدينة تستعد للاحتفال بالصبى المعصوب والزعيم الجديد....
اختاروه مثلما تمنى..مكث فى غرفة التجهيز لليالى كانوا يرددون خلالها على مسامعه حكايات الاقدمين ...وتاريخ الزعماء الخمس..كان يرددها من خلفهم ..زحف حنشهم على الارغفة ثم قبل الصبى فم الحنش وتناول الخبز من بعدها ..كان على الصبى تنفيذ طقوس التكريس كاملة قبل موعد الاحتفال الكبير...
فى صبيحة ذلك اليوم ارتدت عبائتها من جلد الافعى وضعت قناعها،وقفت فى فناء ساحتها،رفعت عصاها عاليا ودارت حول نفسها فى رقصتها ،لم تبالى والاصوات قادمة غاضبة متوعدة..كانت تعلم انهم قادمين لكنها لم تتوقف واكملت رقصتها ...حطموا تمثال المشاعل الذى وضع للابنة بينما تسترخى اكثر وتزيل انقباض جسدها تتلوى ألما لكنها ترقص...احاطوا بها من كل جانب...عالجوها بخناجرهم بسرعة ..سقطت رفعوا جلد الافعى من على جسدها قاموا بحرقة فى الساحة ..امتلئت المدينة برائحة الدخان ...بينما وقفت طفلة من بعيد تراقب وهى تربت على رسمة السمكة التى صنعتها لها امها على ثوبها الجديد...بينما سرب من الحمام يحلق من فوقها غاضبا...
وقف الصبى معصوب العين بينما التف من حوله الحراس...بداوا غناء اناشيدهم وتبعهم الناس من كل صوب ..وقفت المدينة تتابع فى شغف ذلك الزعيم الجديد ولم يخلوا همسهم من ذكر الاخير والذى ردد الجميع ان العقاب مس رأسه واصابه بالجنون لانه اخطا واراد الهرب...امسكت يد الصبى ودارت فى الهواء على شكل دوائر ثلاث...ثم عادت وامسكت يد الصبى واشارت بها نحو دائرة!....تقدم صاحب الدائرة ووقف امام الصبى فوضعت يده عليه ...كان الصبى ساكن مستسلما لليد التى تحركه مثلما اخبروه سابقا....
حمى غضب الاهالى بعدما هدم التمثال لم ينسيهم التنصيب ما حدث فخرجوا باتجاه بيت الزعيم الصبى الذى فوجئوا باختياره عليهم وهو ما لم يحدث من قبل لكنهم توقفوا عندما نظروا الى شارة الكأس والافعى التى تدلت على البوابة تنظر اليهم وتمنعهم من الاقتراب اكثر والا كانت العقوبة من صاحبة الشارة ..تراجع الاهالى صامتين لم يعتادوا ان يخالفوا صاحبتة واطمئنوا انها اختارت لهم ذلك الاختيار....
نفخ الزعيم فى البذور والقى لهم تجمع الصبيه الكبار من حولها ،تراجع الاهالى الى الخلف يشاهدون النيران....
قالوا ذلك الزعيم ليس مثله..كان له حراس وحارسات يخرجون كل مساء وسط الساحات ويجتمعون بالاهالى فيتقدمون ازواج يقدمون ذواتهم كما قال لهم الزعيم
...حتى عندما حرق منهم الحارسات لم يعترض احدا منهم لان الزعيم اصبح يعرف دائما ...لم يعد هناك تكريس جديدا...لم يعرف ان من احضرته للحياه كانت حارسة من الحارسات
...لم يعرف ان اللص قد قتل بيده وهو يمارس السرقة التى احب ومات بها ....ولكن الابنة تسللت فى جنح الليل بينما الزعيم فى هيئة غريب رأها من بعيد وكانت العمدان
والسور بينهما فاقترب منها كان يعلم ان الليل صالح معه ،بينما عين الافعى تراقب كانت الابنة مع الزعيم من جديد...عند شروق الشمس رحل بينا انتظرت هى عودته من جديد...فى تلك الليلة اراد العودة ايضا لكن الحرس طوقوا بيت الحكم من جوانبه ..كان للحرس حرس..ولاعينهم اعين..ولزعيمهم زعيم...الابنة خرجت للقتل فى الصباح خرج الاهالى يحيون حفل تذكار التتويج من جديد...بينما صرخ الصبى الذى اختير فرحا ونشد الرجال الاناشيد وضربوا الدفوف...بينما كانت اعين نساءهم تراقب من بعيد ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطل المدينة 8
- بطل المدينة 9
- بطل المدينة 6
- بطل المدينة7
- بطل المدينة5
- بطل المدينة 3
- بطل المدينة 1
- بطل المدينة 2
- امراة9
- امراة8
- امراة6
- امراة7
- امراة5
- امراة4
- امراة 3
- امراة1
- امراة2
- رمال التيه6
- رمال التيه7
- مغامرات الصعلوكى20 الاخيرة


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بطل المدينة الاخيرة