أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية محمود - من هو المسؤول عن انتحار الشباب؟














المزيد.....

من هو المسؤول عن انتحار الشباب؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 01:10
المحور: حقوق الانسان
    


نحن نعيش في مجتمع ودولة رأسمالية تحكمه طبقة سياسية هدفها الاول والاخير ليس تأمين سبل العيش لاحد او ايجاد فرص عمل، فهذا لا يشكل شغلا شاغلا وباية درجة لا للطبقة السياسية المحلية الحاكمة في العراق، ولا لحلفائها، اقليميين ودوليين، ولا للمؤسسات الرأسمالية مثل صندوق النقد الدولي و البنك الدولي. الهدف الاول والاخير لكل هذه الطبقة هو الحصول على المال وجني الارباح ومراكمتها، ولا شيء غير ذلك. وكل مؤسساتها تلف وتدور حول حماية تلك الثروات: العسكر، الجيش، الميلشيات، القوانين، الحكومات والبرلمانات، المؤسسات الدينية، وسائل الاعلام، منظماتها الخيرية وادبها وفنها. تدور في هذا المدار وحده ولاشيء غيره.
تقول الاحصائيات انه سجلت في عام واحد فقط بين عام 2016-2017 (251) حالة انتحار لشباب تتراوح اعمارهم بين ال 16- 29 عاما في العراق (اقول سجلت- فهنالك حالات انتحار لم تسجل). في بغداد لوحدها سجلت 128 حالة انتحار. اما باقي المحافظات، فالناصرية وديالى والموصل سجلت معدلات اعلى من باقي المحافظات في العراق.
يتفق الجميع، بما فيه وسائل الاعلام الحكومية، بان الاسباب التي تدفع الشباب في العراق الى الانتحار هي الاسباب الاقتصادية، الفقر والعوز، انعدام الامل، واليأس من الحصول على فرص عمل.
ان هذا ل" تطور" جديد وقاتل فيما وصلت اليه وفرضته الرأسمالية في العراق. لقد تمادت الرأسمالية بوحشيتها لحد دفع الشباب الى القيام بالانتحار للخلاص من الفقر. لقد تمادت الرأسمالية بهجمتها، وتردت اوضاع العمال والعاطلين بشكل غير مسبوق. نحن لا نتكلم الان عن طول ساعات العمل، او انخفاض الاجور او انعدام شروط السلامة المهنية، او عدم توفر شروط عمل مناسبة او حقوق العمال في التنظيم، والتعبير، والخ، مما ناضلت الطبقة العاملة من اجله على امتداد قرن في العراق او اكثر..نحن نتكلم الان عن شباب لم يتمكنوا من يجدوا اي سبيلا لتامين معيشتهم، وانعدمت امامهم للفرص للحد الذي جعلهم يختارون انهاء حياتهم. نحن نتكلم عن تمادي وبربرية ووحشية هذا النظام الذي يدفع بشباب دولة هو يحكمها الى ان ينهوا حياتهم بايديهم. اية خيارات تركوا للشباب؟
من المؤكد ان " الانتحار" ليس خيارا صحيحا، ولا يجب ان يمضي اليه اي انسان. ولكننا لن نناقش هذا الامر.
لم ولن يكون الفقر مسالة شخصية، وكأن معالجة "فقرهم" هو وقف على الشباب وقدرتهم على ايجاد فرص عمل. المسالة تتعلق بنظام رأسمالي يستهدف في المقام الاول والاخير تامين ثروات له، فالنظام الرأسمالي في العراق لا يوفر فرص عمل، بل ان شعار الرأسمالية دائما وابدا هو تقليل كلفة الانتاج بتسريح العمال من العمال. اما اذا كانت الرأسمالية تجني ارباحها عبر سبل اخرى غير القطاعات الانتاجية، فانها تمضي لها وبسرعة الريح. ولا تلوي بعدها فيما اذا كان ذلك سيوفر فرص عمل او لا يوفر.
اذا كان بوسع الطبقة السياسية الرأسمالية السائدة توفير الارباح والثروات لنفسها عبر اقتصاد النفط وبيع النفط، وتحويل العراق الى مصدر للنفط، ووظيفته في الاقتصاد العالمي والسوق العالمي هو توفير هذه السلعة، لن تلتفت الطبقة الرأسمالية الحاكمة للخلف وتنظر الى الضحايا التي تسقط جراء هذا النظام الذي تقوده وتحكم به. ما لم تجّبر على ذلك. لم تقتصر الشروط القاسية التي تفرضها هذه الطبقة فقط على مسالة وجود عمل هش، بطالة، او وجود عمال عقود واجور، و كل هذه الفئات من الطبقة العاملة تعاني الامرين، الا ان وصول الامر الى الانتحار يجب ان يدق جرس انذار. يجب ان يكون نداءا مدويا للعمل. نداءا لايقاف هذه الجريمة. التي يتحمل مسؤوليتها الاولى والاخيرة هو هذا النظام الرأسمالي الحاكم.
ان الطبقة الحاكمة مشغولة تماما " بنفسها"، بتوزيع الحصص والوزارات، فكل موقع حكومي هو ينبوع للثروات. كل وزارة وكل محافظة هي منبع لجني ملايين ان لم يكن مليارات الدولارات. وهذا الذي يفسر الصراع على تعيين محافظ للموصل، الغضب على تعيين هادي العامري مسؤولا عن الاعمار في البصرة، الدعوة الى اقامة اقليم البصرة، غضب عمارالحكيم على السلطة ودعواه بانه سينتقل للمعارضة..وغيرها.
الطبقة الحاكمة مشغولة بازماتها وبامرها، وقد تفتق ذهن هذه الطبقة على حل مشكلة انتحار الشباب، والتي يعرف الجميع انها، في كثير من الاحيان تحدث لاسباب الفقر والعوز، ب: "بناء اسيجة عالية فوق الجسور لمنعهم من رمي انفسهم: يا للعبقرية!!".
يجب تحميل السلطة مسؤولية توفير فرص العمل او بدل بطالة لكل القادرين على العمل. يجب المضي، وخاصة الشباب لتنظيم انفسهم للدفع بهذا المطلب بوجه السلطة( فرصة عمل او ضمان بطالة). التنظيم ولا شيء غير التنظيم باطر حزبية او غير حزبية. اوسع تنظيم من الشباب، العاطلين عن العمل، العمالة الهشة، العمال في مواقع الانتاج، النساء والرجال، ولا شيء غير تنظيم النفس، وتوحيد القوى، من اجل انتزاع مطالبهم من الدولة، وعبر مختلف الاشكال النضالية من تظاهرات واعتصامات، منظمة وبوجه الدولة، لارغام الدولة على تحمل مسؤولياتها تجاه مواطنين دولة، تقوم ب"حكمهم"! وتستولي على ثرواتها الطبيعية وعلى منافذ حدودها وعلى كل مواردها.
يجب ان لا يموت شابا اخرا، ان لا ينتحر شابا اخر بسبب عدم قدرته على ايجاد فرص عمل، او سبيل عيش.
22-4-2019



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للهجمة على حق العمل لاصحاب البسطيات
- -قانون جنسية جديد-، ام تحويل العراق الى باحة خلفية لايران؟
- الفتوى العشائرية لاغتصاب وقتل النساء!
- يوم الثامن من اذار- يوم المرأة العالمي ودور الرجل في تحرر ال ...
- حول احياء يوم الثامن من اذار في العراق
- العاطلون عن العمل واعادة توزيع الثروة
- مناطق نفوذ!
- الام تستهدف الولايات المتحدة بطلبها نزع سلاح الميلشيات في ال ...
- الخطاب الشعبوي لمؤتمر برلين! الشعبويون ممثلوا اية جماهير؟
- كلمة في مراسيم تأبين الرفيق جبار مصطفى (جلال محمد) في 4 كانو ...
- عمالة رخيصة وعمال بلا حقوق – قطاع الكهرباء نموذجا!
- بحث حول حركة السترات الصفراء (في ندوة عامة عقدت في بغداد)
- -الاقتصاد السياسي- للميلشيات في العراق
- الرأسمالية لا تملك حلا لمطالب الستر الصفراء لا في فرنسا ولا ...
- عالم واحد ونضال واحد: فرنسا، ايران والعراق!
- بضعة كلمات بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد النساء
- -سكن- النواب أو-معيشة- العاملين بعقود في قطاع الكهرباء؟
- سائرون يطالب ب-عفو عام-عن متظاهري البصرة! العفو عن ماذا؟ وعن ...
- قتل المثليين في العراق- ودوران الارض حول الشمس!
- الثقافة السائدة لم تعد ثقافة الطبقة السائدة في العراق!


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية محمود - من هو المسؤول عن انتحار الشباب؟