أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - التجربة المصرية ودور الجيش في السودان والجزائر !














المزيد.....

التجربة المصرية ودور الجيش في السودان والجزائر !


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6210 - 2019 / 4 / 24 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بعض الأحيان تتكرر احداث التاريخ وكانما تحاول ان تعيد نفسها مرة أخرى ولكن ليس دائما تنتهي بالنجاح. وهناك ايضا أناس تحاول ان تستنسخ النماذج والتي سبقت ممارستها في مكان ما ولكن تجد الصعوبة والظروف الغير الملائمة للنجاح في نموذجها الخاص او تواجه المقاومة غير المتوقعة.. هذا هو التاريخ وهذا هو الصراع بين الطبقات في المجتمع. ان نموذج الجيش واستلام السلطة بالقوة في الثورة المصرية واستعادة الأوضاع الى ما قبل الثورة بل وأكثر استبدادا مما كانت فان خصوصية الأوضاع والصراع الطبقي في مصر مكنت الجيش والذي لم يتلق اية ضربة او تهديد اثناء الثورة بل وبقى محايدا في نظر الثوريين وانحنى أمام الثورة وقدم له الاحترام غير المتوقع من قبل المتظاهرين والمحتجين في ميدان التحرير واعتبروه حاميا للثورة.. ان هذه النظرة الساذجة والغير الصحيحة الى الجيش ومهامه الطبقية كانت من اضعف واخطر نقاط الثورة المصرية والتي مكنت عن طريق هذا الاحترام غير المحدود ان تعيد السلطة الاستبدادية والفقر المدقع والغلاء الفاحش بأكثر اشكالها غير الانسانية وان تمحي اي اثر للثورة ومكتسباتها الا الاسم والتاريخ! وللأسف فان مخاوف الناس كانت اكثر من الإخوان المسلمين وليس الجيش ولهذا نزل عشرات الملايين بالضد من سلطة الإخوان المسلمين والتي كان الجيش يخبي نفسه تحت عبائتها ومن ثم انقلب عليه بعد ان استمد قوته من هذا الاحترام التي قدمه له الشعب..
ولكن عندما اندلعت الاحتجاجات الجماهيرية والتظاهرات الشعبية في الجزائر والسودان في الأشهر الاخيرة بالضد من السلطة الاستبدادية وبالضد من الفقر والغلاء والفساد، واستطاع المتظاهرين بالاحتجاجات من اسقاط السلطتين والرضوخ للمطاليب الجماهيرية ولكن في كلتا الدولتين السودان والجزائر حاول الجيش ان يقلد النموذج المصري وان يظهر كبطل وحامي المطاليب الشعبية وان يأخذ زمام الأمور ومن ثم الالتفاف حول المطاليب الجماهيرية بتغيير الوجوه والأشخاص المكروهين فقط وبقاء الجيش كمؤسسة قمعية وكمؤسسة اقتصادية ضخمة والتي تشبعت من اقتصاد البلاد بشكل اخطبوطي. حاول الجيش ان يكرر النموذ المصري بسبب المخاوف من بروز دور الإسلاميين ووقوع البلدين في الفوضى وعدم الاستقرار كما في النموذج اليمني والليبي .. ولكن حتى هذه اللحظة هناك مقاومة شديدة من قبل الجماهير بالضد من الدور السيادي للجيش أيا كانت تسميته وايا كانت ادعاءاته. وان هذا الصراع بين الجيش كمؤسسة قمعية وحامية لسلطة الرأسمال والأغنياء وبين المواطنين الفقراء من العمال والكادحين مستمرة واحدهم يحاول ازاحة الثاني من المشهد السياسي.. ان النموذج المصري واضح مثل الشمس والتجربة التي تمت في مصر ستكون درسا للمتظاهرين الجدد في كل من الجزائر والسودان ابحيث لا تتكرر أبداً وان لا يحضي الجيش بالاحترام كما كان الجيش في مصر ولكن تحاول الجماهير ان تجعل الجيش شريكا وليس حاكما فعليا وهذا هو الخطأ القاتل ايضا لان الجيش كما قلنا هو بجانب المؤسسات الاقتصادية القمعية ايضا والتي يمكن عن طريق مشاركته في حماية اقتصادها السيطرة من جديد وإزاحة المدنيين من الحكم بسهولة فيما بعد.. لا يجب للمحتجين ان يكرروا نفس الأخطاء التي قام بها الشعب المصري من قبل، بل عليهم ان يقلموا اظافر الجيش و سلخهم عن مصادرهم الاقتصادية الضخمة عن طريق تحويل جميع المؤسسات الصناعية والتجارية والاقتصادية الى المدنيين ووضعها تحت إشراف الدولة وابعاد الجيش عن المصادر المالية.. وبهذا الطريقة يتمكن المدنيين من تبديد المخاوف من استرجاع واختصاب الجيش السلطة والحكم.
ان الصراع الحالي بين الجيش والمتظاهرين في السودان يتمثل في انه من طرف الجيش يحاول الحفاظ على الامتيازات الاقتصادية والمالية واحكام القبضة على الاقتصاد كما كان على مدى العقود الماضية عن طريق الانقلابات العسكرية من عهد النميري والى عهد البشير الأخير والآن تم إقصاء حكم البشير ولكن حكم العسكر والجنرالات مازال باقيا كما هو ويتم تداول السلطة من جنرال الى جنرال اخر ولكن الأوضاع الاقتصادية المزرية باقية والتي تحتج الجماهير بالضد منها ومطاليبها الأساسية تتلخص في تحسين الأوضاع المعيشية والقضاء على الفقر والحرمان، الاحتجاجات مستمرة وتطالب بخروج العسكريين والجيش من السلطة وإدارة اقتصاد والبلاد.. وان هذا الصراع سوف يحسم مستقبل السودان السياسي. أما فيما يخص الجزائر فأن الجيش لا يريد ان تسليم السلطة ويحاول ان يجد من داخل الجيش جنرالات بعيدة نوع ما عن الدائرة المقربة من بوتفليقة وجنرالالته هكذا تتفهم الجماهير دور الجيش وسلطته واستبداده كما تظهر ملامحها في مصر في السيسي و جنرالاته.. ولهذا لا ترضى بتغيير الوجوه بل تطالب بتسليم السلطة الى المدنيين والتقليل من سلطة الجيش وان هذا الصراع ايضا سوف يحسم ا في الجزائرالمستقبل القريب ..
ان تجربة الجيش المصري امام عيون المحتجين وامام المتظاهرين والثوريين في كل من الجزائر والسودان وهناك تجربة الإسلاميين المتشددين والمعتدلين في كل من تونس ومصر وليبيا وهناك النموذج السوري واليمني لهذا السبب تعلم الدروس من هذه التجارب والأوضاع فيما يخص الثورة والثورة المضادة ضروري جدا والتعلم من دروس دور الجيش والمؤسسات العسكرية بكل اطيافها الوطنية والليبرالية والاستبدادية معروفة للجميع ورأينا نماذجها ودورها السياسي.. ولكن عدم الاستقلالية السياسية وعدم فصل الصفوف عن الثورة المضادة هي ايضا من اكبر الاخطاء التي تواجه الثورين السودانية والجزائرية والاحتجاجات الجماهيرية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة غرق العبارة في الموصل
- مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين
- بيرني ساندرز وصعود اليسار الامريكي!
- أنهاء التمييز ضد المرأة يمر عبر بوابة النضال اليومي للعمال
- مؤتمري وارشو وسوتشي وصراع النفوذ
- دكتاتورية ديمقراطيات البرجوازية!
- حول عنجهية امريكا ضد فنزويلا!
- السودان والتغيير السياسي المحتمل!
- حول رحيل الرفيق جلال محمد
- النظرة الاشتراكية لقوات وحدات الحماية الشعبية في سوريا!
- حول الانسحاب الامريكي في سوريا..!
- السترات الصفراء الفرنسية والعراقية
- باريس تنهض من جديد!
- هل كان كارل ماركس على حق؟
- كابينة عادل عبدالمهدي وتحدياتها!
- دروس من تجربتين للثورة العمالية، كومونة باريس واكتوبر الروسي ...
- قضية خاشقجي وزيف الادعائات الديمقراطية!
- الاعتراف الصريح!
- ما هو الهدف الحقيقي وراء قتل النساء في العراق؟
- الماركسية والشيوعية العمالية!


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - التجربة المصرية ودور الجيش في السودان والجزائر !