أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمرو إمام عمر - الثورة خيار الشعب … تسقط بس لا تكفى














المزيد.....

الثورة خيار الشعب … تسقط بس لا تكفى


عمرو إمام عمر

الحوار المتمدن-العدد: 6209 - 2019 / 4 / 23 - 00:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الامتحان للثورة السودانية عسيراً و صعباً إلا أن الحراك الشعبى حتى تلك اللحظـة يتمتـع بـالإرادة القويـة ، و لكنها مرهونـة بتطـور الشعارات و الأهداف و درجة الوعى الحقيقى لدى الجماهير الثائرة و قيادتها الشعبية فى الشارع إن تصل بالثورة إلى مبتغاها الحقيقى و هو إعادة تشكيل الوضع السياسى و الاقتصادى بالكامل لما هو فى صالح تلك الجماهير العطشة للحرية و العدالة الاجتماعية و السياسـية و الاقتصادية التى لم تستطع أى ثورة او أنقلاب على مدى تاريخ السودان أن تحققها أو تقترب منها فهى تقف دائما على أبواب التغيـير و لكنها لا تطرقه ، فمنذ أنقلاب عبود فى أكتوبر 1958 الذى تم بمساندة من النخبة السياسية فى تلك الفترة ، و الذى كان انعكاس لصراع سياسى وهمى على كرسى السلطة بين الطبقة البرجوازية التى سيطرت تاريخيا على الموارد الإقتصـادية و بالتـالى فرضـت سـيطرتها على الحياة السياسية و استخدمت كافة السبل لذلك و على رأسها عامل العاطفة الدينية فأصبحت الحركات الصـوفية هى عمـاد تشـكيلها فتلك الأحزاب لم تمتلك طوال تاريخها برنامج سياسى واضح المعالم ، و عندما اشتد الصراع فيما بينها و ازدادت الضغوط الاقتصادية و ثبت عجزها عن الوصول إلى حلول حقيقية لتلك الأزمة فلجأت للانقلاب على نفسها و شاهدنا كيـف تم الاتفــاق بينهــا و بين ”الفريــق عبـود“ بضرورة الانقلاب1 فى تضاد تام مع ما كانت تطرحه من شعارات ديمقراطية أثبتت هى نفسها أنها زائفة …

فى الفترة الأخيرة تصاعد نجم ”تجمع المهنيين“ ، للأسف الشديد المعلومات المتوفرة لدى ليست بالقدر الكافى نظرا لطبيعـته التى شهدت قدر كبير من السرية ، و لكن من المتابعـة لتطــــور الأحــداث و البيانــات الصـادرة من خلال مــوقعهم الاليكترونى و الأخبـار الـواردة من على الأرض السـودانية و ما نراه من كيـفية التعامـل مـع الانقلاب الداخلى الشكلى لحركـة الإنقاذ فى محاولــة من بقايـا النظام من اللحاق بأى طـوق نجـاة بعـد أن صارت السـفينة التى تحملهم على شفا الغـرق ؛ إن المتابع للموقف فى السـودان و لكــل الشعارات التى طرحت خلال الفترة الماضية أعتقد أنها لم تصـل إلى طموحات الشارع السودانى فهى لم تقترب من مشـاكله الحقيقيـة كأنها تؤجل مواجهة كل تلك المشكلات بعد إسقاط النظام بالكامل و هذا خطأ تكتيكى كبـير فتصـعيد المواجهـة مـع النظـام يجب أن يتماس بشكل أساسى مع معاناة الشعب اليومية ، فالحراك بدأ كحالة غضب عفوى بعد أزمة اقتصادية خانقة كشـفت الغطـاء عن مدى إفلاس ما يسمى بـ ”حركة الإنقاذ“ و ما على شاكلتها وصلت إلى حـد أن صـار الحصـول على رغيـف من العيش صـــعب المنـال على الأسرة السـودانية البسيطة ، و هذا ما أشعل الغضب الشعبى فى الشارع ، بعد سنوات طويلة ظلت تلك الجماهير صـابرة فى ظـل دعايـة إعلامية يتم استغلال العامل الدينى فيها لكبح أى محاولة لمواجهة فشل المنظومة الحاكمة فى الوصول إلى حل للمشـكلات الاجتماعيــة و الاقتصادية و السياسـية التى تسببت هى فى تأجيجها بالرغم من كل الفرص التى كانت متاحة لهم ، و كانوا هم المعول الأساسى فى هـدم وحدة السودان و أنقسامه إلى شمال و جنوب بتأجيج صراع دينى طائفى لا تستطيع حتى الأحزاب التى تدعى الديمقراطيـة ان تحصـل على صـك البراءة منه فهى ساهمت فى مراحل تاريخية متعددة فى إشعال هذا الصراع حتى وصل إلى ما أنتهى إليه الآن …

البيان الأخير لتجمع المهنيين أقتصر فى مطالبه على ضرورة تفكيك ”حزب المؤتمر الوطنى“ فقط و فى نفس الوقت تجاهل بشـكل كامــل القرين النائم ما يسمى بــ ”حزب المؤتمر الشعبى“ ، فالحزبـان هما جنـاحين لنفس الفكـر الهـادم للشــعوب القــائم على العنصرية الدينية ، و المذهبية ، أيادى كل قيادات تلك الحزبين ملوثـة بـدماء الآلاف من شـباب الســودان فى حـرب عبثيـة لم تكن سـوى غطـاء لفكرهم المريض و إحكام السيطرة على الشعب باسم الدفاع عن الهويـة الدينيـة ، القيادة الثوريـة إذا لم تقـترن بشـكل تـام مـع نبض الشارع و توجهه الحقيقى لن تستطيع أن تحمى نفسها و ستسقط مرة أخرى فى هوة ساحقة لتصـعد فى مقابلها نفس المنظومـة الـتى ثارت عليها من قبل …

إن الأمل لا يزال قائما فى القيادات الشعبية للجماهير فى الشارع أن تقود الثورة إلى مسار أكثر راديكالية فى مجابهة فلول الأنقاذ و سارقى الثورات من نخب سياسية ثبت تاريخيا فشلها التام سياسيا … فالأمل فى الشعب و شعار السقوط يشمل الجميع ليعلوا صوت الشعب و إرادته



_____________________________________
1) أتفق كل من السيد عبد الرحمن المهدى و على الميرغنى و عبد الله الخليل مع الفريق إبراهيم عبود بضرورة الأنقلاب بعد أن وصلت الأزمة الإقتصادية إلى أقصى مداها و اصبح من العسير على جزب الأمة الحاكم أن يصل إلى حلول حقيقية مما سيفقده جماهيريته فى ظل صراعه مع الحزب الاتحادى فى تلك الفترة ، و باتت الأزمة الاقتصادية و الصراع السياسى الوهمى بين الحزبين على سلطة تعتبر منهارة نظرا للأزمة الاقتصادية و أصبحت كل الحلول التى حاولت تلك النخبة أن تصل إليها بشرط ألا تمس سيطرتها على الناحية الاقتصادية ، فقررت الانقلاب على نفسها بالاتفاق مع الفريق عبود و الجيش للأطاحة بما أسموه بالدميقراطية ...



#عمرو_إمام_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور الحياة السياسية و الاجتماعية فى مصر (2)
- تطور الحياة السياسية و الاجتماعية فى مصر ( 1 )
- أزمة اليسار المصرى و البحث عن إستراتيجية
- ثورة تكنولوجية تؤسس عالم -ما بعد الرأسمالية-
- الماركسية هل مازالت تصلح ؟ ( 2 )
- الماركسية هل مازالت تصلح ؟ ( 1 )
- الماركسية هل مازالت تصلح ؟
- الرأسمالية و دقات نهاية الساعة
- الصراع في مصر هل هو طبقي أم صراع على الهوية ( 2 )
- الصراع في مصر هل هو طبقي أم صراع على الهوية ( 1 )


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمرو إمام عمر - الثورة خيار الشعب … تسقط بس لا تكفى