أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حامد فضل الله - هل لدى السودان فرصة لحرية حقيقية بعد سقوط الديكتاتور؟














المزيد.....

هل لدى السودان فرصة لحرية حقيقية بعد سقوط الديكتاتور؟


حامد فضل الله

الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 14:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


 
هل لدى السودان فرصة لحرية حقيقية بعد سقوط الديكتاتور1؟
Andrea Böhm أندريا بوُم2 
 برلين / ترجمة حامد فضل الله
 
كيف تتشابه الصور - للوهلة الأولى. القاهرة 11 فبراير 2011 ، الخرطوم ، 11 أبريل 2019: الآلاف من الناس يهتفون ويغنون في الشوارع. حدث ما لا يمكن تصوره، سقط الديكتاتور بعد ثلاثين عامًا. لقد حكما، المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير، فترة طويلة، وكلاهما من ضباط الجيش السابقين. عندما تولى مجلس عسكري في القاهرة بعد رحيل مبارك ، حذر بعض النشطاء من أن السلطة قد ظلت في أيديهم. ولكن معظمهم الآن في السجن أو في المنفى، أو يصمتون في ظل الديكتاتورية المصرية الجديدة.
عندما اسقط الجيش وقوات الأمن البشير الأسبوع الماضي واستبدله بمجلس عسكري ، ازداد غضب المتظاهرين السودانيين. وهتفوا، "لقد بدأت الثورة للتو". وطالبوا بتشكيل حكومة مدنية واستمروا في احتلال الشوارع والساحات. تخلى على الفور، عوض بن عوف المقرب من البشير ووزير الدفاع عن رئاسة المجلس العسكري، بعد يوم واحد فقط،  لجنرال أخر، هو عبد الفتاح برهان، الذي رفع على الفور حظر التجول ، وأعلن عن إطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين والقطع مع جهاز السلطة القديم. لا تزال حركة الاحتجاج، التي تقودها الآن سقف منظم وشامل من النقابات، مستمرة – مع قناعة بأن هذه القوة العسكرية مؤقتة فقط.
كان عمر البشير أحد أكثر الناجين ذكاءً وعديمي الضمير، بين الأوتوقراطيين في المنطقة. لقد تحدى كل الضغوط على مر العقود، سواء  أكان التمرد أو الحظر التجاري أو تهديدات واشنطن أو مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية في إقليم دارفور. لقد أسقط بوحشية التمردات في الأقاليم المهملة في المحيط ، أو أغري مجموعات فردية بمشاركة في المال والسلطة.
ولكن لماذا تحطم الآن؟
اولاً، لأن حركة التمرد كبيرة ومتنوعة. ما بدأ في ديسمبر الماضي كاحتجاج صغير ضد الزيادة الحادة في أسعار الخبز، لتتوسع في الأشهر التالية لتشمل مظاهرات حاشدة ضد الفساد والقمع وقوانين الشريعة والرعاية الصحية البائسة والتضخم. إن الغضب المكبوت للعديد من السكان في الأقاليم النائية بدأ يتحرر الآن ، وأكثرها في دارفور ، حيث قُتل ما لا يقل عن 200000 شخص وتشرد حوالي مليونين ونصف المليون منذ عام 2003 ، الأمر الذي قاد الى قرار توقيف البشير في عام 2010 عبر المذكرة الدولية، التي جاء ذكرها سابقاً.
بالمقابل، طيف الانتفاضة واسع: التجار، الأطباء، المحامون، الطلاب؛ الرعاة والمزارعون. كذلك الرجال و النساء؛ المسلمون والمسيحيون والعلمانيون. تصرفاتهم حتى الآن منضبطة وسلمية، على الرغم من وجود بين المؤيدين أيضاً جماعات مسلحة من الأقاليم المضطربة. و على رغم أن قوات الأمن فتحت النار مراراً وتسببت في مقتل العشرات من المتظاهرين.
 
لقد ظهرت من ناحية أخرى، شقوق بسرعة في جهاز الأمن. بتعاطف العديد من ضباط الجيش الشباب مع المحتجين في الشارع. يعلم البشير تماماً بعدم قدرة التنبؤ بالجيش. لقد أسقط المتظاهرون مرتين في التاريخ الحديث للبلد، ديكتاتوراً في عامي 1964 و 1985، بعد أن وقف الجيش معهم. لذا حاول البشير إضعافهم بتحديث قوات الأمن المتنافسة: جهاز المخابرات المخيف  والوحدات شبه العسكرية.
لكنهم اقتنعوا في النهاية، بأنه من الحكمة إقالة الدكتاتور عن طريق الانقلاب بدلاً من التسبب في حمام دم في الخرطوم.
ومع ذلك، فإن بداية نهاية البشير بدأت منذ عدة سنوات. لقد انفصل في عام 2011 ، جنوب السودان الذي تقطنه أغلبية إفريقية عن الشمال الذي يهيمن عليه العرب، بعد عدة جولات من الحرب الأهلية المدمرة. فقدت الخرطوم ثلاثة أرباع حقولها النفطية أمام الدولة الجديدة في الجنوب. هذه الانتكاسة الاقتصادية، إلى جانب الفساد والعقوبات وسوء الإدارة، دفعت السودان إلى أزمة اقتصادية أعمق من أي وقت مضى. الزراعة، التي أهملت لفترة طويلة لصالح تصدير النفط، الذي استفادت منه النخبة الحاكمة على وجه الخصوص، بينما في الوقت عينه كان لا بد من استيراد القمح. عندما أوقف النظام دعم الأسعار في نهاية العام الماضي وارتفع سعر الخبز ثلاث مرات، بدأت حركة الاحتجاج.
 لقد صاغت في غضون ذلك، " قوى الحرية والتغيير"، أفكارها خطيا للانتقال إلى حكومة مدنية ولإصلاح أجهزة الدولة. إنها تأمل في الحصول على دعم دولي من الولايات المتحدة وأوروبا - ربما دون جدوى. ليس للحركات الديمقراطية في الدول الهشة حالياً أي رواج في واشنطن أو باريس أو برلين. لم يبق للسودانيين في الوقت الحالي ، سوى الضغط على  أنفاسهم وضغط الشارع.
 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – Andrea Böhm, 17. April 2019, Die Zeit  No  17
مواليد 1961 صحفية ألمانية، مراسلة منذ عام 2013 في بيروت   للصحيفة الاسبوعية.2 ــ أندريا بوُم
  الشهيرة  "دي سايت " تصدر في هامبورج.
برلين في 21 أبريل 2019
 



#حامد_فضل_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة سيناريوهات لتطور نظام السيسي في مصر
- الى النور حمد ناقداً مبدعاً وهَارباً مجازاً
- مع أحزان عبد السلام نور الدين وذكريات البقعة الحميمة
- تعاون الاتحاد الأوروبي مع السودان ميثاق مشكوك فيه
- أبي نجم كبير Superstar)) - مصلح أم ثوري؟
- مقدمة البروفيسورة  أنجليكا  نويفرت لكتاب (كتابات سودانية: قص ...
- أحاديث برلينية: حول قضايا أوروبا والإسلام والأدب والفكر
- الحرب والفوضى في الشرق الأوسط*
- التفكير عبر الحدود وأخلاقيات الهجرة
- جوته1 والاسلام والشرق
- الذين يحصدون العاصفة1 كيف زجّ الغرب سوريا في أتون الفوضى ميش ...
- أعمال صادق جلال العظم وحضورها في أوروبا
- الإسلام والحداثة
- اربعينية الروائي والشاعر العراقي صبري هاشم
- الحصاد المر للربيع العربي
- المرأة السودانية في برلين: نور الاتحاد ونار القضية
- عقلاني يُصدر العقلاني
- أمانويل كَانْت التنوير.. المواطنة.. السلام
- كلنا رهائن - العالم في حالة حرب، الاِرهاب يتغذى من الجنون.
- نهاية الشرق الأوسط، كما نحن نعرفه


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حامد فضل الله - هل لدى السودان فرصة لحرية حقيقية بعد سقوط الديكتاتور؟