أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - هزيمة المسلمين














المزيد.....

هزيمة المسلمين


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6205 - 2019 / 4 / 19 - 16:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هزيمة المسلمين



في حوار مع داعشي سابق ، تيقنت بعجز وفشل الإسلام السياسي وشعاراته ، وتيقنت كذلك إنه وبفعل المسلمين أنفسهم زادت كراهية الناس للدين ، ولم يعد يمثل لهم ذلك الشيء النبيل ، تجربة منظمات الإرهاب أعطت لنا وللناس جميعاً إن عصر الحاكمية الإسلامية ومفاهيمها قد ولى .

يقول الداعشي كنا أغبياء حين أعلنا عن الخلافة ، وكنا أكثر غباءاً حين أمنا بأن لنا حواضن ومناصرين من خارج تنظيماتنا ، وزاد الطين بله نوعية الأحكام التي تابعنا الناس فيها وفي تطبيقها ، متناسين عامل الزمن وثقافة الناس وتطلعهم لحياة أكثر مدنية ورفاهية ، كنا نصر على إستدراج حكم الخلفاء مع علمنا انهم لم يكونوا مقدسين ولا منزهين عن الخطأ ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على إنحسار الفكر والرؤية والتجديد ومواكبة العصر ، ولم يكن خسران المعارك هو الخسران المبين ، بل كان فقداننا للنظرية وللقابلية على التعايش مع الحياة وقبول الأخر ، كان هو الخسران فكنا وكانت شعاراتنا تحمل طابع العنف والكراهية لكل مخالف حتى وان كان من مذهبنا ، ولم يسلم من أذآنا احد قريب أو بعيد ، وعرفنا ذلك بعد فوات الأوان : - بإن تجربة الحكم الإسلامي هي أشد أنواع الدكتاتوريات وأقساها - ، ولهذا أبتعد الناس عنا أبتعد الرجال وأبتعدت النساء ، وكانت أحكامنا في الغالب عبارة عن إرتجال بحسب ظنون وحفظ غير دقيق لسيرة السلف ، كانت خسارتنا حين أعتقدنا إن إعادة عقارب الزمن للوراء هي الحل .

وكانت ممارساتنا هي الهزيمة الحقيقية من نكاح الجهاد إلى بيع النساء في سوق الجواري ، إلى إعادة العمل بمذهب الغلمان والقتل بحد السيف والتعزيرات واحكام قاسية ، وكان لنا نوعية من الرجال اغبياء وجهلة ومتخلفين سويناهم أمراء وأئمة ، لقد كان جهاز الحسبة عندنا افسد جهاز ضم كل فاسد ومنحرف وكل فاسدة وسيئة السمعة ، وفجأة أصبحن أميرات يجبن الشوارع في ملاحقة النساء تحت بند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وسأقول لكم سراً : إن أسوء أيام وسنوات مرت على المجتمع الذي حكمناه هي ايام حكم داعش ومثيلاتها .

هذه الشهادة من هذا الداعشي هي توثيق لمرحلة تاريخية سوداء من تاريخ أمتنا ، لا يجب أن تمر هكذا من غير تأمل فالمستهدف هو الإسلام ، وهنا نسأل وهل الإسلام داعش ؟ ، نقول : نعم هو كذلك ، ومن ينكر ذلك فهو واهم ، الإسلام في الحكم هو سلطة يعبر أصحابها عن الحق المفوض لهم من الله ورسوله ، وفي ذلك هم أسياد يحكمون وفق ما يرون ، فتنتهي بذلك الحرية ويزول العدل خدمة للسلطان والخليفة ، ومن هنا كان الغرب ذكياً بدرجة أوصلت الشباب والشابات إلى هذه النهاية .

أن تكون الكراهية للحكم الإسلامي من المسلمين أنفسهم ، حينما أعطوهم فرصة للحكم ، وسمحوا لهم بممارسة عقيدتهم وفهمهم للدين ، كانت النتيجة كارثية ونفرة من الجميع بمن فيهم المنتظمين أنفسهم ، إذن هذه النتيجة كانت مقصودة في ذاتها وقد تحققت ، ذلك إن النصر العسكري معدوم يقينا لعدم التكافؤ ، والنصر في المجالات الأخرى كذلك معدوم ، لكن كان يجب أن يعطوا فرصة ليظهروا للناس على حقيقتهم وكان لهم ما أرادوا ، طبعاً الذي تضرر هم المسلمون أنفسهم من الذين ماتوا والذين تدمرت بيوتهم وهجروا ونزحوا وتشتتوا في البلدان ، كان إذلال ممنهج ومدروس بعناية ففقد الإسلام بريقه الأخلاقي عند أكثر المسلمين ، ولم يعد مقبولا الحديث عن الإسلام كقيمة أخلاقية بعد كل هذه المجازر والمآسي .

نعم لقد تم هزيمة المسلمين جميعاً ، المسلمين السُنة والمسلمين الشيعة فكلهم خسروا ، حين تناطحوا وتقاتلوا بينهم فتعرت سوآتهم جميعاً ، وسترون في الأيام القادمة إنتكاسات شديدة ليس لها من محيص ، وكل ذلك بفعل غباء وجهل المسلمين وعدم تعاطيهم بواقعية مع الأشياء ، حين ألقوا أنفسهم بالتهلكة عن عمد وسبق إصرار ، وحين تجاهوا الحقيقة المرة ، إن الله إنما ينصر الصالحين وليس المفسدين والقتلة ومصاصي الدماء ، إن أعظم الدواهي حين تفرغ المسلمين لبعضهم تكفيرا وقتلا وتهجيرا وتشريدا وسبيا .

لقد هُزم المسلمون حين شط بهم الخيال عكس عقارب الساعة والزمن والتاريخ والحقايق ، هزمهم البغي والفتنة وفقدان البصيرة والغي والكراهية وإنعدام الضمير ، وهم الآن أسوء أمم الله منبوذين أينما رحلوا وملاحقين في كل زواية ، يستعطفون العون من الغير لأجيئن ومهاجرين وذلك هو سوء العاقبة ...

راغب الركابي



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم العقل الإسلامي
- عيد النوروز
- صحيح البخاري
- بمناسبة الحكم الصادر على قتلة الشهيد حسن شحاته
- الزواج المدني
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس برهم صالح رئيس الجمهورية
- داعش تعود من جديد
- أمُنيات 2019
- الدولة الفاسدة
- تظاهرات في فرنسا
- لإحتفال الدولي بنهاية الحرب العالمية الأولى
- العلاقة بين الفكر والسلطة
- القوي الأمين
- القانون المخروم
- زمن التوافه
- مقابر المسلمين
- الحكومة العتيدة
- رسالة مفتوحة منا للأخ السيد مقتدى الصدر
- أوهام الإنتخابات
- دفاعاً عن الدكتور خالد منتصر


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - هزيمة المسلمين