محمد أبو قمر
الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 18:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ورقة عثرت عليها بين علب الدواء :
===================
نحن نلف وندور وتستغرقنا الأحداث ونتشابك ونتفارق ونتناطح حول تفسير كل ظاهرة مفردة ، ويصطف كل منا داخل فريق ضد باقي الفرق علي وهم أنه في الجانب الذي يملك الحق والحقيقة ، وفي الحقيقة فإن أيّا منّا لم يفكر أبدا في مسألة الترابط الخفي بين الأحداث والظواهر ، ولم يبذل أحدنا أي جهد في البحث عن الجذور العميقة لتلك الشجرة التي لا تثمر لنا سوي الظلمة والتهتك والسطحية والكراهية والطائفية والتشرذم فضلا عن التطرف والارهاب والرغبة المحمومة في القتل وسفك الدماء علي زعم أن ذلك من الأوامر الالهية.
ما الذي أجهض تجربة محمد علي النهضوية وأدي إلي تبخر مفرداتها وكأنها لم تكن موجودة يوما ما هنا؟؟!!
كيف اندثرت تفاصيل النهضة الفكرية في بدايات القرن العشرين وتناثرت تفاصيلها وتفتت وتحولت إلي نتف تتواري في خجل بين سطور كُتب تافهة لا قيمة حقيقية لها ولا وزن معرفي لكتّابها؟؟!!.
ما الذي أضعف عودنا وحطم إرادتنا وحولنا من منتجين للوعي وللمعرفة ولقيم التسامح والاخلاق والتعايش إلي ما يشبه البرزخ الذي تُصب فيه أمواج من قيم الصحراء وأمراضها ومفاهيمها المشوهة عن الكون وعن الله فضلا عما يشوبها من عفونة اخلاقية وإنسانية ؟؟؟!!!
ما الذي يحول بيننا وبين الخروج برؤوسنا من تحت الركام العفن حيث الظلمة والتخبط والعشوائية والسذاجة والتفاهة والتمذهب الغبي والتدين السياسي المفضوح والتسيس الديني القبيح والجمود والتحجر إلي حيث النور ، حيث نري الله وندرك رحمته وقوته بلا وسيط يخيفنا ليل نهار من بطشه ويغرينا إذا ما التزمنا الصمت بالرحيل إلي جنته ، ما الذي يحول بيننا وبين توجيه إمكاناتنا إلي حيث نبدع بأرواح متلاحمة وعقول فاعلة علي ثقة بأن الله لا ينظر إلا إلي مافي قلوبنا من تراحم بغض النظر عن اختلافنا في النظر إليه أو في طرق تعاملنا معه؟؟؟؟؟!!!.
ماذا دهانا وساقنا إلي خلط أوراقنا فتتداخل الماضي في حاضرنا وتحولت عقولنا إلي زائدة لحمية ميتة وتحول الدين إلي قنبلة وصار العلم مثل قشرة رقيقة تخفي تحتها جهالة مركّبة مميتة؟؟!!.
نحن نلف وندور ويعتقد كل منّا أننا نملك اليقين في حين أننا نتخبط في بحر من الأوحال والأوهام دون أن نسأل أنفسنا لحظة واحدة سؤالا حقيقيا قد تسوقنا الاجابة عليه إلي شاطيء آمن.
#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟