أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد موكرياني - هل يُعاد سيناريو العراق وتونس في السودان والجزائر















المزيد.....

هل يُعاد سيناريو العراق وتونس في السودان والجزائر


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 6202 - 2019 / 4 / 16 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان سقوط الطاغية الغبي عمر البشير والمطلوب للجنائية الدولية والذي تسبب في تجزئة دولة السودان والانهيار الاقتصادي والزراعي لدولة السودان بعدما كانت مؤهلة ان تكون المجهزة للمنتجات الحيوانية والزراعية لكل بلدان الشرق الأوسط وكذلك سقوط الرئيس العاجز لأكثر من 6 سنوات عبدالعزيز بوتفليقة الذي حول الجزائر الى دولة منهارة اقتصاديا رغم الثروات الطبيعية والزراعية والكوادر المؤهلة هو انتصار لكل شعوب المنطقة آملاً ان تحذوا شعوب المنطقة حذو الشعبين السوداني والجزائري لتمسح غبار التخلف الذي غشى عيون الاحرار وجعلهم خانعون للجهلة والعملاء والمليشيات المسلحة لإيران وتركيا ولإغراءات المالية القطرية.

فبعدما سقط صدام حسين بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، تنفس الشعب العراقي نسمة الحرية لأول مرة لفترة قصيرة جداً واذا بالقوات الامريكية تسقط المؤسسات القائمة وتؤسس دولة محاصصة طائفية سياسية وتسمح لعملاء إيران ان يتصدروا الواجهة السياسية واشاعة الفساد وفقاً لخطة معدة مسبقا بان تبقي العراق في فوضى كما هو الحال في أفغانستان، فنتجت عنها دولة فاشلة تتصدر قائمة الفساد والتخلف في العالم تتحكم بها عملاء ومليشيات إيرانية وأحزاب فاسدة سرقت مليارات الدولارات الى جيوب قادة الأحزاب السياسية والمليشيات والقوات المسلحة للأحزاب، وإلغاء التجنيد الاجباري كي تهيمن الأحزاب والمليشيات الشيعية على الجيش العراقي، وتدمير المدن السنية بتخطيط إيراني وبتواطؤ مع داعش.

وبعدما سقط زين العابدين بن علي بعد ثورة الربيع العربي، فتصدر الإسلامي السياسي ممثلة بحركة النهضة الواجهة السياسية وبدأت الاغتيالات السياسية بتأسيس جهاز سري أمنى مسلح للنهضة وازدادت نسبة الفساد الاقتصادي في تونس من 20 بالمئة في عهد زين العابدين بن علي الى أكثر من 50 بالمئة في عهد النهضة والباجي قائد السبسي، وبدأت عملية التوريث السياسي لقيادة حزب نداء تونس من الباجي قائد السبسي الى ابنه رجل الاعمال حافظ قائد السبسي.

ان القوى الاستعمارية القديمة والحديثة لا تسمح للمنطقة وخاصة الدول التي تمتلك الموارد الطبيعية في ان تتطور اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وصناعيا والا ستضيع أسواقها في المنطقة، حيث تهدر قادة هذه الدول المصطنعة من قبل القوى الاستعمارية مليارات الدولارات على شراء الأسلحة وتمويل المليشيات والفرق الإرهابية وشراء ذمم شركات العلاقات العامة العالمية والمحطات الفضائية لتجميل صورتها للثبات على كراسي الحكم والتسلط على الشعوب.
فكان الاستعمار البريطاني يعتبر الهند جوهرة في تاج بريطانيا العظمي فلم تسمح باستقلال الهند بسلاسة وبدون مشاكل بل تركت مشاكل وحروب ونزوح جماعي عنيف للملايين المسلمين والهندوس تخلله تصفيات جسدية للطرفين، فعمل الاستعمار البريطاني في الخفاء على فصل باكستان من الهند بدوليتين باكستان الشرقية التي استقلت فيما بعد الى دولة بنغلادش وجمهورية باكستان الإسلامية، وتركت مشكلة كشمير بدون حل كمصدر للصراع الهندي الباكستاني الى يومنا هذا.
وان الصراع بين القوى الغربية على النفط الليبي والتنافس للهيمنة السياسية على ليبيا من قبل تركيا والقطر واضح للعيان ولا نحتاج الى الكثير من الخبرة والدراية لرؤية الأصابع الخفية وراء الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا بين قوات حفتر المدعومة من مصر ودول الخليج وقوات فائز السراج المدعومة من تركيا وقطر والاخوان المسلمين.

والآن فإن الشعب السوداني قادم الى عصر بعد عمر البشير والتحرر من هيمنة الإسلام السياسي الذي قسم السودان، والإسلام براء منهم، والشعب الجزائري قادم الى عصر بعد بوتفليقة والتحرر من هيمنة جبهة التحرير الجزائرية، فهل تترك دول العظمى والدول الإقليمية الشعبين السوداني والجزائري ان يؤسسا دولة بمؤسسات إدارية مستقلة والفصل بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، وهل سيسمح الإسلام السياسي للشعب الجزائري بتأسيس دولة مدنية بعد فشلهم في مصر وتونس والسودان، لا اظن ذلك بالرغم من وعي الحراك الشعبي والشباب الجزائري ولأسباب التالية:
1. الصراع على الغاز والنفط الجزائري، اني متيقن من ان الشركات النفطية ذات مصالح في الجزائر وحتى الشركات التي تتحين الفرص للحصول على حصة من الغاز والنفط الجزائري قد شكلت فرق من خبرائها ومستشاريها لكسب عناصر جديدة من عهد الجديد للعمل معها وتسهيل مهماتها للحصول على حصة من الكعكة البترول والغاز الجزائرية، كما كان الحال في العراق في بداية 2003 وقبل سقوط صدام حسين، حيث أسست الدول الغربية مراكز ولجان لوضع سيناريوهات للعمل في العراق بعد سقوط صدام حسين، وحتى انها بعثت بوفود تجارية الى الدولة المجاورة للعراق للتهيئة للانقضاض على التجارة والموارد الطبيعة في العراق.
2. ستشكل الدول الإقليمية لجان مختصة لبسط نفوذها على السودان والجزائر من خلال كسب رجال العهد الجديد وخاصة سيكون الصراع بين تركيا وقطر من جهة والسعودية والدول الخليج المتضامنة معها من جهة أخرى، ولا ننسى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ستحاول ان تجد موضع قدم في الدولتين حالمة بتأسيس امبراطورية إسلامية شيعية.
3. ان رجال الاعمال العهد الحالي سيحاولون ان يؤسسوا اعمال وشركات بواجهات واسماء مختلفة للمحافظة على سير أعمالهم تحت تسميات مختلفة.
4. سيحاول بعض المغامرين من السياسيين والعسكريين اللذين لا مبدأ لهم سوى تولي السلطة او المشاركة في الحكم التنافس على تولي السلطة او المشاركة في الحكم من خلال كسب دعم الخارجي لهم مثل فائز السراج رئيس وزراء طرابلس - ليبيا.

السؤال: هل ممكن ان تتفادى ثورتي السودان والجزائر الشعبية تجربة العراق وتونس وليبيا:
الجواب: نعم ولا

تعم:
1. إذا تأسست سلطة قضائية مستقلة نزيهة وقوية وفاعلة لفرض القانون على الجميع.
2. إذا تمكنت السلطة القضائية من فرض عدالتها بقوة داعمة على الجميع.
3. إذا اهتم الحكم الجديد بالتربية والتعليم بطريقة علمية بحته دون تشويه للتاريخ الوطني وباستقلالية كاملة عن السلطة السياسية ومنح فرص متساوية للتعليم والابتعاث للدراسة في الخارج دون تدخل أصحاب النفوذ السياسية او المالية.
4. منع ترخيص الأحزاب على أساس ديني او قومي، الدين لله والوطن للجميع.

لا:
1. لا تسمح القوى الاستعمارية وإسرائيل بتطوير المنطقة دون وجود نفوذ سياسي وحتى عسكري في دولنا.
2. صراع شركات البترول للحصول على امتيازات استثمارية، وهي احقر وأكبر القوى المؤثرة في خلق الفساد في الدول، فالشركات البترولية كانت وراء فشل ثورة الدكتور محمد مصدق في 1953 بعد تأميم النفط الإيراني، والانقلاب على عبدالكريم قاسم في 1963 في العراق بعد اصدار قانون رقم 80 لسنة 1961 "قانون تعيين مناطق الاستثمار لشركات النفط" حيث أُسترجعت المناطق غير المستغلة من قبل الشركات البترول الأجنبية.
3. محاولة الأحزاب المرتبطة بأجندات سياسية خارجية او بتمويل مالي خارجي لتولي السلطة.
4. المصالح الفردية لضعاف النفوس التي تسعي لكسب المال والإثراء غير المشروع.

كلمة الأخيرة:
لحماية الثورة الشعبية في السودان والجزائر:
1. لا بد من ابعاد العسكر عن الحكم، لأن العسكري تدرب على فرض الأوامر او إطاعة الأوامر ولا يمتلكون خبرة التفاوض والاقتناع بالرأي الآخر مثلهم مثل الأحزاب الإسلامية وخاصة سلطة ولي الفقيه في إيران والاخوان المسلمين حيث الطاعة المطلقة للمرشد دون نقاش.
2. لا بد من ضمان حرية التعبير والصحافة والإعلام.
3. لا بد من مراقبة آنية للسلطة القضائية من قبل الصحافة والرأي العام لفرض شفافية كاملة على السلطة القضائية، فإن صلح القضاء صلح المجتمع.
4. لا بد من تبني مشاريع استراتيجية لتطوير البنى التحتية والخدمية وتشجيع الاستثمار المحلي والخارجي بشفافية مطلقة لخلق فرص عمل للعاطلين عن العمل.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى سعادة امين عام الأمم المتحدة / السيد أنطونيو غوتيريس الم ...
- إنسانية رئيسة وزراء نيوزلندا وعنصرية المهرج ترامب وخليفة الم ...
- بابا الفاتيكان والشيخ الازهر وولي الفقيه الخامنئي والخليفة ا ...
- رسالة الى السيد مسعود البارزاني
- 283 من أطفال عامودا في كوردستان سوريا تبرعوا بأرواحهم في عام ...
- يجب الغاء دولة تركيا المصطنعة من قبل الترك المغول تطبيقا لمع ...
- توقعات سياسية لعام 2019 وما بعده
- ترامب وخذلانه للشعب الكوردي في كوردستان سوريا
- اما آن الأوان ان يستعيد الجيش العراقي كرامته ليرد على انتهاك ...
- مرتزقة اردوغان، الجيش السوري اللاحر
- دعوة لتحرير العراق من الاستعمار والجهل والتخلف
- الطغاة والطغيان، لماذا السكوت عنهما؟
- رسالة الى الدكتور عادل عبد المهدي
- الدور القذر لأردوغان في جريمة مقتل جمال قاشقجي
- اكذوبة الوطن العربي
- رسالة الى الشعب الكوردي والمناضلين والمناضلات الكورد من اجل ...
- جمال الخاشقجي ضحية عملية اختطاف فاشلة
- ثورة البصرة ضد نظام الحكم: لا حل اصلاحي للعراق قبل تطهير الق ...
- الحزبان الكوردستانيان الديمقراطي والاتحاد والمادة 140 من الد ...
- صراع الاحزاب والجبهات (عصابات) السياسية للاستمرار في حكم الع ...


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد موكرياني - هل يُعاد سيناريو العراق وتونس في السودان والجزائر