أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - حديث الفرقه الناجيه وجذور التطرف















المزيد.....

حديث الفرقه الناجيه وجذور التطرف


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 15 - 23:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حديث الفرقه الناجيه وجذور التطرف
وكما ذكرنا في مقالات سابقه ما للموروث الديني والثقافي من أثر بالغ في حياة الشعوب عامه والعربيه والأسلاميه خاصه. هذا الموروث تكمن خطورته بما يحمله من مفخخات عقائديه قابله للأنفجار في أي زمان ومكان متى تم وضع اليد عليها وتبنيها من قبل فرد أو جماعه , ومن هذه المفخخات الأحاديث المنسوبه للنبي محمد (ص) والتي وضعت لأسباب سياسيه كالتي ساهم بوضعها معاويه بن أبي سفيان نفسه, أو ممن أنتدبه لهذه المهمه الأعلاميه في مجابهة منافسه السياسي علي بن أبي طالب (ع) وهو أبو هريره , وهذا الشخص معروف بالوضع , وغير ثقه لكثير من علماء الفقه والحديث , ولكنه محل ثقة السلفيين وبالأخص أبن تيميه , ومن المعروف أن عمر بن الخطاب قد طرد أبو هريره من ولاية عمان لفساده. كما هناك أحاديث تتسم بالخزعبلات والأوهام والمعتقدات الباعثه على الأشكاليات ومنها الأسرائيليات , بالأضافه هناك من الأحاديث ما جاء بها واضعوها بسبب الغلو والصراعات المذهبيه بين الفرقاء, فأضاف كل طرف بما يدعم مواقف فريقه مقابل الأخر, كما جاء به (أبو الفتح الأسروشي 632هجريه والذي يعد من متكلمي السنه, بأن منكري أمامة أبي بكر يعدون كفارآ, كما يذهب بعض متكلمي الأماميه الى القول بأن منكر أمامة الأمام علي كافر حقيقه وأن كان مسلمآ في الظاهر., وهناك من الكلام الكثير في أضافة المعجزات والخوارق لقاده وشخصيات رئيسيه في كل طائفه ومجموعه من هذه المجاميع المختلفه والمتصارعه لأسباب أيديولوجيه وسياسيه.
نتناول في بحثنا هذا واحد من أخطر الأحاديث المشكوك بوضعها , وأكثرها أثاره للصراع وأشدها سببآ لسفك الدماء وأزهاق الأرواح ,الا وهو حديث الفرقه الناجيه والذي هو(ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها بالنار الا واحده). هذا الحديث الذي ساهم وبشكل خطير في تمزيق الأمه ووضع أسس الأنشقاق ودعم الأقصاء والتهميش بينها ,بل وخلق العداء الدائم بين أبناءها وفتح باب التكفير على مصراعيه بين أبناء الدين الواحد. هذا الحديث الذي لا يتفق في مضمونه مع روح القرآن الكريم ونصوصه , كما لا يتفق مع كثير من الأحاديث النبويه الصحيحه وهو حديث يصنف من الأحاديث الضعيفة السند والمتن. ضعف سند هذا الحديث يرجع الى أربعة أشخاص مطعون في سندهم ( معاويه,أبي هريره,أبو أمامه, أنس)وهو من أحاديث الآحاد ومن المعروف أن أحاديث الآحاد لا يمكن أتخاذها كمرتكز في أمور العقيده , وهذا من الأمور المتفق عليها بين مختلف علماء المسلمين وبكل مدارسهم.
مما لا شك فيه أدام هذا الحديث ممن تبنوه صراعآ طويلآ ومحتدمآ سالت فيه دماء وأزهقت فيه أرواح وقطعت فيه رؤوس وتيتمت فيه أطفال وثكلت فيه نساء كثير. أن أنتاج هكذا أحاديث من أنتاج الغرف المظلمه , أنه أنتاج الماكنه الأعلاميه الأمويه, حيث يروي الشيخ الألباني وهو رجل محسوب على المدرسه السنيه حديث نبوي (أول من يغير سنتي رجل من بني أميه) ويشير الألباني في هامش كتابه أنه معاويه.
أن من الأمور التي تستوقف الباحث هو التبني الشديد من قبل أبن تيميه وتلميذ مدرسته (محمد بن عبد الوهاب) وطلاب هذا الأخير من أمثال أبن باز والفوزان وغيرهم لهذا الحديث وجعله السند الأساس في قائمة متبنياتهم ومواقفهم من الآخر المنتمي لنفس الدين, وحصرهم الحقيقه في طائفه واحده , وهم أهل السنه والجماعه, وهو نفس الخط الذي أبتدعه معاويه بن أبي سفيان وهو خط داعم للسلطه السياسيه التي أختطفت الحكم وأنقلبت على المبادئ التي جاء بها محمد (ص) , وهي من أنقلبت على رؤية الأمه في تولي الأمام علي (ع) لقيادة الأمه الأسلاميه آنذاك, فقد سمى السلفيون فرقتهم بالناجيه وأتهموا الأخرين بالكفر والشذوذ وأختلاق البدع, فيقول أبن باز في الفرقه الناجيه (هم أهل السنه والجماعه , وهم أهل الحديث الشريف , السلفيون الذين تابعوا السلف الصالح..) وعلى هذا أسس أصحاب السلفيه الجهاديه ومنهم أبو قتاده فكرة الجهاد المسلح في سبيل أظهار ومساندة هذه الفرقه بأعتبارها هي الفرقه الوحيده التي على حق فيقول (فهذه الأحاديث ويقصد الفرقه الناجيه , تدل على أن الطائفه المنصوره.... من شرطها القتال في سبيل الله لأظهار الدين....) ومن هنا تظهر المنابع الأولى لتاسيس مشروعية العمل الجهادي للفصائل الجهاديه المسلحه.
يستدعي هذا النوع من الموروث الحديثي وبما يشكله من خطوره على مستقبل الأمه دراسه معمقه ونقديه تستهدف التميز بين الصحيح والمكذوب من الأحاديث النبويه , وخاصه الأحاديث التي تشكل محرك أختراق ويترتب عليها آثار كارثيه لا يمكن التنبأ بها وتصور نهاياتها. هنا علينا التدقيق في دراسة أسانيد ومتن هذا الحديث , والتدليل أن هذا الحديث لا يمكن أن يصدر من الرسول (ص) وأنه من الموضوعات لأنه لا ينسجم وروح الأسلام وما يتفق وأهدافه في وحدة المسلمين كما في (وأعتصموا بحبل الله جميعآ ولا تفرقوا) , فمن ناحية الأسانيد يظهر ضعف شديد بسبب نوعية الرواة له وهم كما ذكرنا أسماءهم أعلاه ونضيف هنا حلقه وسطيه ضعيفه أسندت الحديث على يد (محمد بن عمرو بن علقمه فقد قال عنه يحيى بن قطان " أن آفته أنه يذكر معاويه" عن أبن بطه في كتاب (الأبله) كذلك من أسانيد هذا الحديث يكون عن (أزهر بن عبد الله بن جميع الحرازي الحميري الحمصي) الذي قال عنه الذهبي " أزهر ناصبي" كما ضعف الحديث أبن حزم , حيث قال فيه وفي حديث (أصحابي كالنجوم) هذا الحديثان لا يصحان من طرف الأسناد ,كما هناك مفارقه أن هذا الحديث لم يذكر بالصحيحين البخاري ومسلم , وهذين الكتابين من أهم كتب مدرسة أهل السنه وقد ألم بكل شارده ووارده عن الرسول سواء الصحيح أو من به شبه عن النبي (ص) , فهل من الممكن حديث بهذه الأهميه يغفل كتابته في هذين الكتابين المعتبرين على الأقل عند أهل السنه. كذلك هو الحال في المدرسه الشيعيه هناك من يؤكد الروايه كما في كتاب الكافي وبحار الأنوار والخصال للصدوق , وهي كتب بحاجه الى كثير من التنقيح والغربله لأن فيها كما يقول العلماء الغث والسمين. هذا من ناحية السند , أما من ناحية المتن( ويعني به النص) يلاحظ فيه روحآ طائفيه , حيث يؤكد الحديث أن طوق النجاة من النار يتحقق بالأنتماء للفرقه الناجيه وهم أهل الجماعه كما في أحد نصوص هذا الحديث المتعدد الصيغ وهذه الجماعه تمثل الخط الأموي , في حين يؤكد النص القرآني أن التقوى هي المعيار في تصنيف الناس (أن أكرمكم عند الله أتقاكم) , وأن أمر حسم المصير هو يوم القيامه كما في الآيه (فالله يحكم بينهم يوم القيامه فيما كانوا فيه يختلفون). كما أن صيغ الحديث العديده , من ناحية عدد الفرق , مرتآ أثنان وسبعون , وأخرى ثلاث وسبعون , كما أن نهايات الحديث أيضآ مختلفآ ,فمرتآ يأتي بنهاية الحديث :( الا واحده وهي الجماعه ) : (الأسلام وجماعتهم) , وثالثه : (ما أنا عليه اليوم وأصحابي) .
نستخلص مما سبق , كما تشير كثير من الدراسات التي تناولت موضوع هذه الروايه الى أنها من وضع الواضعين , ودسيسه من دسائس المتآمرين لغايه تتعلق بالفوز بأمرة المسلمين يكون فيها البيت الأموي هو المحرك والداعم لهكذا توجه , والذي يؤكد الشبه هو أحد رواته (أزهر الخرازي) الناصبي , وأن الخط الذي أبتدعه ,هو ذات الخط الطائفي الذي يلوكه أتباعه اليوم من أنصار أبن تيميه , والوهابيه والسلفيه الجهاديه . هذا الحديث الذي سلح القتله بأستباحة دماء المسلمين وجز رقابهم لأنه يدعي أن أثنان وسبعون فرقه بالنار من مجموع ثلاثه وسبعون , وهذا يشكل نسبة 98.7% من المسلمين يكون مصيرهم النار , وهذا ما لا يتفق مع الأخبار المتواتره التي تنص على أن (من شهد أن لا ألله الا الله , وان محمد رسول الله , وجبت له الجنه ولو بعد عذاب) . أذن هذه الأسطوره التي نسجها المحرفون هي من عبدت طريق الموت لمجتمعاتنا الأسلاميه وصبغته بلون الدم وعطرته برائحة الموت.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولاء والبراء وجذور التطرف
- نحن في العصر الترامبي
- الفكر هو : الماكنه والوقود والسكه
- المرجعيه الدينيه والهويه الوطنيه
- العلاقه الجدليه بين الهويه الوطنيه وسيادة الوطن
- أشاعة المبالغه في وهم موت الله
- حكومة خدمات لا حكومة أيدلوجيات
- أمكانية التحول الأجتماعي
- العولمه وطمس الهويه التاريخيه
- العقل المذعن
- المنبر الحسيني ...الشيخ حسن الصفار نموذجآ
- الذاكره المجنى عليها
- برهم صالح يحقق المصالح
- مفخخات التاريخ
- اتلاف الفتح- سائرون جسر العبور الى حل الأزمه
- سيناريو قابل للتكرار
- الآباء المؤسسون لداعش
- سياسيون يلعبون بالنار
- الحرب التي ولدت حروب
- عبقرية القياده (صلح الحديبيه نموذجآ)


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - حديث الفرقه الناجيه وجذور التطرف