أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأسعد بنرحومة - السياسي والأنثى














المزيد.....

السياسي والأنثى


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 15 - 17:35
المحور: الادب والفن
    


كلّ مساء أمسي على صوت العذارى يناديني،وفي كلّ صباح أصبح على صوتهنّ يترجّونني، كفى من السياسي تكبّرا على الحبّ، كفاه مقاطعة للعشق ،شعار العذارى يؤرّق رأسي ويمزّق فكري حتى صار عتابا أبديّا ” أما آن للسياسي والعاشق المحبّ أن يجتمعا في رجل واحد؟“.
أنت ، نعم أنت ، رسمت صورتك في مخيلتي منذ زمن ولم أعرف منك الّا صوتك. هزّني فيك منه عبرات الحنان ... ونبرات باحثة عن عشق طليق ، وعن حبّ بلا شروط... رقّة .. ونغم.. وموسيقى... تذوّقتها مع كلّ كلمة خرجت من بين شفتيك الصغيرتين فشعّت أثرا باسما على وجنتيك الحمراوتين ، فوجدت فيها الدفء والعطف ، صوتك وحده كان كافيا ليبعث فيّا كمّا هائلا متدفّقا ومتضاربا من أحاسيس الحبّ ومشاعر عشق لا ينتهي. وهي لعمري مشاعر وأحاسيس عجزت لسنوات عن حسن التعبير عنها لك وحتى لسواك، ولم أجد عزاء لنقيصتي هذه الّا في أسطر أخطّها في كلّ مرّة على قرطاسي فحفظتها مقلمتي وكتابي وكرّاساتي عن ظهر قلب، فصارت أدواتي تعبّر لوحدها أكثر ممّا أعبّر ، وتكشف بكلّ طلاقة عمّا عجزته لسنوات عن كشفه.
النّاس أصناف ، فمنهم من بحث دوما عن مال يغنيه ويترفه ، ومنهم من مات بحثا عن جاه أو سلطان، ولست منهم ، لم أبحث عن مال ولا عن جاه وسلطان ، لكنّي بقيت لسنون أبحث عن لحظة حبّ . لعقود ولسنين بقيت أصارع نفسي بنفسي ، وينازع لساني لساني ، فقط من أجل أن أصيح وأقول ” أحبّك..أحبّك..أحبّك“... ولم أقدر ... ربّما هي طبعة السياسي التي طبعت بها، أو هي بصمة السياسة التي عيّرتني بمعيارها، وكأنّ السياسة والحبّ لا يلتقيان مع ايماني بأنّ العشق لا يحلو الّا مع السياسي فالحبّ والسياسة عاشقان لا يفترقان.
سخّرت حياتي وجهدي وكلّ لحظة حلوة من لحظاتي بين عطاء ونصح وحبّ للآخرين، لكن من المؤسف حقّا، بل من الألم أنّه مع كلّ لحظة وكلّ عطاء وكلّ نبضة حياة تُستنزف منّي كنت أحتاج وبشدّة لكلمة حبّ ولحظة عشق ، أحتاج لحبّك ولعطائك وحنانك ولكلّ قطرة عطف منك حتّى مع لحظات غضبي وحنقي وسخطي ، ولم أجده... كم كنت محتاجا لسماع ” أحبّك“ ولم أسمعها... وهو لعمري شيء مؤلم ليس لألمه مثيل...
حبّ ... أحتاجه في كلّ مرّة...وبشدّة... لكنّي لم أجده ...منك ...أو من صديق..لم أجده من قريب أو من بعيد..مع أنّ الحبّ أمر نبيل واحساس جميل...فهل من حظّي العاثر أن لا أستحق بذرة من هذا الاحساس الرائع وهذا الشعور النبيل؟
حبّ لم أجده حقيقة ، ولكن كلّ العزاء أن أجد بعضا منه في نبرات صوتك وعبرات ما فيه من حنان.
مع كلّ صباح بودّي أن أصحبك الى المدينة ، ومع كلّ عيد كان بودّي أن أصحبك أيضا الى المدينة... نزيّنها بأعيننا كيف نشاء...فتعيينا بشوارعها كيف تشاء... ثمّ نؤمّ مكانا ضليلا نجني فيه فرحنا بالأتعاب ، وبالألعاب ونحن نشتريها في غفلة عن الحياة. ولكن معذرة وألف معذرة فأنا سياسي ، لم أقدر الّا على الأحداث والقضايا ونقد هرسلة الشعوب، تارة بالبحث وأخرى بالتحليل والرأي، ولم أقدر الّا على الألم ... محاطا بمرايا ...تعاود الألم...تكرّر الألم...تناجي الألم ...
وهاأنا اليوم أعود للأمس وأصيح ” أما آن للسياسي والعاشق المحبّ أن يجتمعا ” . وهل خطيئتي أنّي سياسي ، فليس يليق بي أن أصيح ” أحبّك أحبّك أحبّك“ ، فهل ذنبي أنّي سياسي ؟



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب تتحرّك وعملاء يقرّرون لها مصيرها لصالح نفس العدو
- 14جانفي2011: ثورة أم تأسيس للفساد
- بريكست : التداعيات الخطيرة لانسحاب بريطانيا من الاتّحاد
- النظام الرأسمالي : عقيدة باطلة ورعاية مفقودة
- الربيع العربي في دوّامة الاستراتيجية الأمريكيّة للمنطقة
- علاقة حصار قطر بالضغط على أوروبا
- ملابسات وظروف قطع العلاقات مع دولة قطر
- هل يوجد بترول في تونس ؟
- ملامح عن المشروع المجتمعي المفروض على المنطقة
- وثيقة المبادئ العامة لحركة حماس : على خطى منظمة التحرير في ا ...
- المظاهرات والمسيرات ليست طريقا للتغيير والنهضة
- لماذا الاصرار على الاشتراكية اليوم ؟
- الدولة التونسية بين زيف الجمهورية وأوهام الدّيمقراطية
- اقالة وزير التّربية ناجي جلّول وأزمات مفتعلة بين السّلطة وات ...
- تونس : عمليّة سيدي بوزيد اليوم ... وبعد؟؟
- أزمة الدّينار التونسي .. الأسباب والعلاج
- الربيع العربي منذ 2004 بعيون أمريكيّة
- بريطانيا ... من الامبراطوريّة العظمى الى الخادم الذليل والتّ ...
- العولمة وعولمة العلمانية
- أيّ علاقة بين منظمات المجتمع المدني والاستعمار الأميركي : مر ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأسعد بنرحومة - السياسي والأنثى