أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟














المزيد.....

تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 438 - 2003 / 3 / 28 - 04:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


              

يبدو أن الحرب القائمة في العراق والتي دخلت أحداثها وتطوراتها منعطفا خطيرا يؤذن بتصعيد خطير لايعلم مدياته وحدوده سوى الله سبحانه وتعالى ، قد أدت إلى قلب معادلات صراع إستراتيجية إقليمية ودولية كبيرة جدا ، وبشكل أصبح الحديث عن إنهيار النظام السياسي والأمني والدبلوماسي العربي ليس مجرد تخمينات وتحليلات سياسية مجردة ! ، بل أضحى ذلك واقعا ملموسا ومتجسدا فيما شهدته الساحة السياسية العربية خلال الساعات الأخيرة من متغيرات وتطورات لامست بل تجاوزت مؤشراتها كل أبعاد التغيير المطلق في نمط العلاقات السياسية بين الدول العربية المنخرطة ضمن إطار الجامعة العربية التي تشهد بشكل واضح مرحلة موت سريري معلن لم تستطع معه وصفات وتصريحات عمرو موسى    الثورية أن تعيد ولو جزءا من نسمات الحياة لها ! ، فما شهدته العاصمة السورية دمشق مؤخرا من تظاهرات صاخبة متضامنة مع النظام العراقي والتي توجت بتوجيه الشتائم والإنتقادات لدول عربية محورية على وفاق تام مع السياسة السورية كمصر مثلا ، ليس مجرد فورة غضب جماهيرية منفلتة ناتجة عن إزدحام المشاعر الجماهيرية المحبطة والمفلسة والباحثة عن أوهام بطولات قومية ! ، بل كانت تعبيرا حقيقيا عن مخاوف النظام السوري وأجهزته الأمنية من نتائج وتداعيات ماستسفر عنه الحرب القائمة في العراق من نتائج ستجد صداها دون شك في دمشق بصورة أو بأخرى ؟ فلا شي في دمشق يمكن أن يتم بدون معرفة وسيطرة أجهزة السلطة السورية الأمنية والإستخبارية والحزبية ؟ وهي أجهزة عريقة ومدربة في إخراج المسيرات الجماهيرية وحشد التعبئة الشعبية ، وتنظيم المسيرات المؤدلجة والموجهه وفقا لأهداف محددة سلفا ؟ فأسلوب التعبئة البعثية معروف ومشخص ولنا معه خبرات وشواهد عديدة  ؟ والبعث السوري لايختلف عن شقيقه العراقي بأشياء كثيرة ؟ ولكن العجيب هو إنقلاب المواقف السياسية ومحاولة إستغباء الجماهير والذاكرة التاريخية العربية وذلك باللعب على الأوتار القومية وعلى مايسموه بالعدوان الأجنبي على الشعب العراقي بهدف إحتلاله ؟؟؟ وهنا يسرني كثيرا أن أذكر السوريين تحديدا بأيام الحرب العراقية / الإيرانية والتي إتخذ منها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد موقفا لاعلاقة له بالموقف الحزبي البعثي والمبدأي إطلاقا ؟ بل كان موقفه يتناقض مع كل الصيغ الحزبية والقومية وحتى المواثيق العربية المشتركة ؟ فلقد أسمى نلك الحرب بالحرب المجنونة وكانت كذلك فعلا وقولا ؟ كما وصفها بأنها الحرب الخطأ في الزمان الخطأ ضد العدو الخطأ ؟ وكانت كذلك فعلا ؟ وعلينا أن لاننسى بأن الأهداف الإستراتيجية الإيرانية من إستمرار الحرب ضد صدام كانت إسقاط النظام العراقي البعثي وإقامة الحكومة الإسلامية العراقية على النمط الإيراني وذلك عبر إحتلال العراق ( إحتلالا إسلاميا ) ! فلماذا لم تخرج جماهير دمشق وقتئذ في تظاهرات صاخبة ضد الحرب لتدين موقف حكومتها اللاقومي والذي لاعلاقة له بفكر البعث أو الفكر القومي والذي يلهجون اليوم بشعاراته في مسيرات سقيمة منظمة إستخباريا وعن طريق المخابرات السورية الخبيرة بمثل هذه الحركات ! ولا أعتقد أن الإحتلال الإيراني يختلف عن الأميركي أو الغربي ؟ فالإحتلال إحتلال من أي جهة كان ؟ والإحتلال معناه فرض الإرادات ؟ وأعتقد أن المطلب الإيراني بإقامة (جمهورية ولاية الفقيه) يبقى في المحصلة أخطر بكثير من السعي الأميركي الهادف بإقامة الديمقرطية في العراق وإنهاء الأوضاع الشاذة والتي خربت العراق ودمرت الأمة العربية ؟

أين كانت الجماهير السورية وقتها والقوات السورية كانت تقدم كل الدعم الإستراتيجي والإستخباري لقطعات الحرس الثوري ؟

أين كانت الجماهير السورية والمخابرات السورية كانت تنسق مع حليفتها المخابرات الإيرانية في تدبير المؤامرات وزرع المتفجرات وإثارة القلاقل في العراق وقتها ؟ فهل تذكر النظام السوري فجأة بعد كل هذه الأعوام من أن هنالك عروبة في العراق ممثلة في القائد المهزوم صدام الذي رفعت صوره في شوارع دمشق في طعنة نجلاء لمشاعر العراقيين ؟  وعودة سريعة أيضا إلى أحداث الغزو الصدامي للكويت ، ألم تقف دمشق مع قوات الحلفاء وتساهم في تدمير العراق بتفويض دولي وتقبض الثمن بعد ذلك عبر إعلان دمشق وقبلها عبر تصفية جيب العماد ( إنطوان عون ) المدعوم عراقيا والذي هدد وقتها بضرب دمشق بالصواريخ العراقية ؟ فلماذا لم تتظاهر جماهير دمشق إحتجاجا على المشاركة البعثية السورية في ( عاصفة الصحراء ) وهي العاصفة التي إجتاحت العراق وتركت قائده المهزوم يعيث خرابا وقتلا في أرض الرافدين ؟ أين كان السوريون وقتها والنظام العراقي يضعهم في سلة واحدة مع الإسرائيليين عبر شروطه الإرتباطية المعروفة بإستعداده للإنسحاب من الكويت مقايضة بالإنسحاب السوري من لبنان ؟ أين كانت الجماهير السورية وقتها ؟ ولماذا لم تتظاهر دعما لصدام حسين وهو يخوض منازلته الكبرى وقتها والتي دمرت العراق بأكثر من دمار الحرب الحالية بكثير ؟

إنها متناقضات السياسة العربية وهي تعيش عصر الإنحدار والتهاوي ، والسوريون يعلمون جيدا من أن نهاية النظام العراقي والتي ستأتي قريبا جدا معناها المباشر نهاية مماثلة لكل التجارب والنظم السياسية المشابهة للنظام العراقي الحزبي الشمولي البدائي المتخلف وهي الإشكالية التي جعلت السوريون يشربون حليب السباع

 

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟
- أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ...
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟
- قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟
- طه الجزراوي .. حوار الخنوع الأميركي .. وأسوار الدم العراقية ...
- عبد الباري عطوان .. وصمود القلة المؤمنة .. هلوسات العملاء ؟
- إجراءات ترقيعية ... نقل الأثاث .. أم نقل النظام ؟
- المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟