أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - خلف ظلال روز اليوسف شعبان














المزيد.....

خلف ظلال روز اليوسف شعبان


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6195 - 2019 / 4 / 8 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


خلف ظلال روز اليوسف شعبان
بقلم : شاكر فريد حسن
رأيتهم خلف الظلال!!
يرقبون مرابعي
كنت أُجدِّلُ حبالَ ضفائري
أرش الماءَ في أحواض النعناع
وألثمُ الحبق
كان بيتي سقفُهُ داليةٌ من العنب
ورواقُهُ مصطبةٌ
تنتصب في جنباتها
أصائصٌ من الفل
يعانقها الفراشُ
ويحمل عطرَها
صوبَ الشفق

كانوا هناك!!
يرقبون أحلامي
يخطّون لوحاتِهم في بيادري
ويغرسون أشتالا من الاوهام
والألق
كنت أحمل جنيني
في رحم الالام والآمال
وأتوق لمرآه يعدو
بين الحقول والكروم
يلعب بطابة
من الخِرق
يحرس الكروم
يغرس الآمالَ وعودا
ويفرش الغدَ
سنابلَ قمح
تموج في بيادر
الشفق

كانوا هناك خلف الظلال
يرقبون عرائش العنب
يملؤون الدنان
نبيذا
ويعصرون الهمّ
بين دفات الأماني
يتراقصون على ايقاع
آلامي
وينتظرون!!!
وتحت عريشة العنب
افترشتُ وسائدَ المخاض
أنتظر ميلادَ جنيني
وأكسو مهده
بالطيب والعبق

رأيتهم هناك!!!
خلف الظلال
يلملمون أوهامهم
ينتظرون بخوف وقلق!!!
الصوت هنا هو صوت الشاعرة المقيمة والمستوطنة في احضان الوطن والتراب والتراث الفلسطيني ، الأستاذة روز اليوسف شعبان ، التي أخذت ترفد حركتنا الشعرية ومشهدنا الادبي والثقافي بإبداعاتها الشعرية والنثرية ، وتمتعنا بقصيدة أسبوعية كل يوم أحد ، تنشرها على صفحتها الشخصية في الفيسبوك .
وقصيدتها المثبتة أعلاه هي قصيدة رقراقه ، طافحة بالمشاعر والأحاسيس ، عميقة الأبعاد والمعاني ، جميلة في تعابيرها ، شفافة بكلماتها . فيها حنين نوستولوجي ، وفيها انتماء للجذور وللهوية وللأمكنة ، واستحضار لحياتنا الغابرة ، لريفنا الفلسطيني وتراثنا الخالد ، تراث الآباء والأجداد ، ولبيادرنا ومصاطب بيوتنا الطينية ، وعرائش العنب ، واحواض النعناع ، وينابيع وعيون الماء ، حيث النسوة يحملن جرار الماء على رؤوسهن ، وقصص الحب والنظرات البريئة عند الغدير .
روز اليوسف في هذه القصيدة تعيدنا إلى الماضي الغابر ، أيام القلوب الطاهرة النقية ، والمحبة الجميلة التي كانت تسود بين الناس ، إلى البساطة والهدوء وراحة البال ، إلى الصدق الانساني ، دون زيف ومظاهر براقة ، ودون سباق وتنافس اجتماعي وغيرة ، كما هو الحال في زماننا . ويمكن أن نقول أنها قصيدة تنتمي إلى الشعر والأدب الايديلي .
لقد أبدعت فعلًا الاستاذة روز اليوسف شعبان ، واحسنت الوصف ، واجادت التعبير، وقدمت للقارئ نصًا رائعًا شفافًا ، بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، وبكل رقة ورهافة حس ، وبلغة حسية رشيقة . وهو نص فيه غنائية ، وكثافة خيال ، وجمالية فنية ، ودفق شعوري نابض بالحيوية والذكريات ، ويزخر بالتعابير الجميلة التي تنم عن حس إنساني رهيف وتذوق للجمال والكلمة الماتعة الدافئة .
روز اليوسف ظاهرة جديدة نامية في النص ، في الصدق ، في التواضع ، في الطيبة ، في الرقة ، وفي البوح الشفاف ، بعيدًا عن الكليشيهات والألغاز والحشو اللغوي ، وعن الزيف والتصنع والظهور الكاذب والافتعال المبتذل .
روز اليوسف واصلي المشوار ، المستقبل الأدبي والشعري أمامك ، تتألقين وتبدعين في كل نص جديد ، ويمكن المراهنة عليك ، مع التحية وقدمًا إلى امام ، وطريقك مفروشة بالورد والرياحين .




#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقالة بوتفليقة ومستقبل الدولة الجزائرية المنظور ..!
- قبيل الانتخابات
- الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري في يافا عروس فلسطين
- ” شاكر فريد حسن ” ناقد متميز مرن التفكير وشاعر منحاز للوطن و ...
- قمم الخيبات
- جريمة وضحية جديدة
- صرخة الأرض
- في يوم ميلادي
- أربع سنوات على - عاصفة الحزم -
- نحو انتخابات الكنيست
- صرخة غضب
- اوقفوا العدوان على قطاع غزة ..!
- لقاء نتنياهو - ترامب
- الحولان كان وسيبقى ارضًا سورية
- وغابت شمس الروح
- إلى المسافر الأبدي الشاعر العراقي زاحم جهاد مطر
- يا أمي
- ميساء علي السعدي العواودة وقصيدة - وطن أسمر -
- مهمات صعبة تنتظر د. محمد اشتيه في رئاسة الحكومة الفلسطينية ا ...
- ماذا يحدث في قطاع غزة ؟!


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - خلف ظلال روز اليوسف شعبان