أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جوان يوسف - من أوراق السجن 2














المزيد.....

من أوراق السجن 2


جوان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1534 - 2006 / 4 / 28 - 10:20
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


ويسقط عاليا / من أوراق السجن 2/
/ إلى مها فراشة وريم رحيقا الفرح قادم /
توسد الصوت بلهفة ، حينما بدأت ثلاث كلمات باردات تتدحرج من فم السجَان0000أتوا أهلك زيارة 0
استمع بعمق إلى تردد العبارة المحمولة على أكتاف الوجع ومضى يمتطيه الفرح حتى حدود التعب، يتخلله تواثب الشوق في الشرفات العالية 000إشتعل قلبه كنرجس الغابات في الأيام الماطرة، وبدأ اللقاء يتهجى كتركيب الماء ألفى بها تحت أبهره لترتعش الحياة في صياغة جديدة لذاكرته، وسط الضباب الممدد في ساحة الوطن ممزوجا بشوق في زمن وهمي تتواصل فيه ألاغاني الغائبة، في البحث عن وطن لااسلاك فيه 0
بدأت غيمة الذاكرة تُهطل أفكارها الربيعية على أرصفة جسده المتعفن من الضباب الملفوف به، أََلَََف أغنية ولحنها عن زمن القمع والعذاب الدائم في كيانه تحت ضوء القناديل الخافتة و المهام المستعجلة لوطن ُوضع في حقيبة معدة للسفر 0
مَد قلبه مزوداً بالغد وفمه ممستلقيتين علىأمسك حاشية الكلام وأخذ يردد كتداعيات الثالثة صباحا في ليالي الشتاء الباردة أ تــ ـ ــــوا أهلك زيارة 000؟ 0 مر بأفق وعيه صورة لطفلتين مستلقيتين على خاصرة الليل في الفصول الساهرة أمام موقد الآمال تزخرف دونما خجل الوعد المتعدد في ساحة الفرح حيث كانت الطفلتان تلمسان شكل الفراشات ويكتب هو في عينيهما القصائد، فتنهض الدموع لتغادرهم مع تراكم القلق وتزداد ألوان الحرارة إشراقا وأعراسا مع ترجل الحزن من وجه غرفتهم اليتيمة 0

لملم العناوين المدماة على جسده وأطلق صهيل أبح عبر نوافذ السجن المغلقة على روحه ليواصل سيره عبر الدهاليز الرمادية حاملاً سؤال ومرثية لفرح اللقاء، فينسل الليل من قلبه وترد الى أذنه أغنية مطلعها من الجرح ونهايتها حتى آخر ذاكرة متعبة 0
وفجأةً يمتشق الفرح نفسه حلماً ُتبخر الروح كطائر ليهبط بهدوء فوق الأرصفة الخضراء على طول الجسد الساحلي، دافنةً حزنه خلف توازي القضبان 00
أتوا أهلك زيارة 000وتهطل دمعة مسجونة من الكآبة في داخله أمام تقاطع الأسلاك السوداء في لوحة عينيه، تشطر الفراشتان إلى أعداد لا متناهية 00فيحترق جسده مجددا بالقضبان المشتعلة على طول الوطن ، وتتعب عيونه أمام تعدد الأجساد المتداخلة في خريطة الشبك المعدني 0
ويبدأ المعدن بعزف أحزانه تتخللها إرتعاشات الوطن النازف، ويتحول فرحه جناحين للحر والبرد للشمس والظل متخطية تخوم الهذيان، وتكبر الفراشتان وتمتدان وتتسعان لتشملان المدينة كلها، تنشر الفرح، فيقرأ على وجهيهما حمامة بيضاء تختفي وراء صخرة تلُوح له 00الفرح قادم 00
ويواصل رحلته في أحداق السجَان الواقف حائراً على بوابة العشق مترددا فاغرا دماغه يغمغم بشفتيه مثل قبرة جريحة تئن على ضفاف نهر، وتبدأ أسطورة تكبر وتكبر00 تمتص عري السَجان ليبقى ألفراشي وحده، ويجتمع في فم السجَان قرار متناقض يحاول إيقافه لكنه يسقط عاليا00 عاليا و يصرخ بتردد إنت00 هت الزيا00رة 000
وتبقى العيون معلقة صوب أسوار السجن العالية 00
جوان يوسف
29/ تموز/ 1990



#جوان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- /من اوراق السجن/نشيد الوداع
- رؤية كردية للتغيير في سوريا
- حوار حول القضية الكردية في سوريا تجاوبا مع هموم غسان المفلح
- هل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان
- خيارات النظام السوري الصعبة


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جوان يوسف - من أوراق السجن 2