أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - ألآريوسية وتأثيرها على العقيدة الأسلامية !!















المزيد.....



ألآريوسية وتأثيرها على العقيدة الأسلامية !!


نافع شابو

الحوار المتمدن-العدد: 6190 - 2019 / 4 / 3 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألأريوسية هي أكثر البدع التي ظهرت في القرون الأولى للمسيحية وهي ام البدع والهرطقات الغنوصية التي كان لها تاثير كبيرعلى جميع البدع التي ظهرت بعدها ومنها "الأسلام " الذي استمد بعض عقائده ، وخاصة عن طبيعة المسيح "المخلوق" من الغنوصية ، والتي احدى بدعها هي المسمّات ب "الآريوسية " ، بالأضافة الى" ألأبيونية - النصرانية " * و "المانوية "**
الغنوصـية كلمة يونانية تعني ’المعرفـة‘، اصطلح الدارسون على استخدامها لوصف عدد من الحركات الدينية في فترة سيطرة الإمبراطورية الرومانية، كثيرٌ منها لا صلة له على الإطلاق بالمسيحية. وهي تيار ومذهب فكري مُعقّد
فالغنوصية تعني ألمعرفة أو العلوم الخاصة بألأمورالروحية أو ألألهية ، وهي خليط من ألأفكار الفلسفية الهلينية(اليونانية) والفارسية(الزرادشتية)، والكلدانية ، واليهودية والمسيحية
والغنوصيين :أي العارفين بالأسرارهم الذين يعتمدون على العقل والأسرار الباطنية والأرواح السفلى والذين أدعو أنَّ الخلاص يأتي عن طريق المعرفة التأملية وعن طريق الحدس الخاص بألأصغاء, وممارسة السحر وليس عن طريق ألأيمان بيسوع المسيح والوحي الألهي . فالغنوصية تعني ألمعرفة أو العلوم الخاصة بألأمورالروحية أو ألألهية ، وهي خليط من ألأفكار الفلسفية الهلينية(اليونانية) والفارسية(الزرادشتية)، والكلدانية ، واليهودية والمسيحية
ولازالت الغنوصية" العرفانية " طائفة اسلامية منتشرة في لبنان والعراق وايران . (1)
يقول المسشرق الكبير"نولدكه" ، استنادا على ما جاء في المصادر الإسلامية: "إن محمداً حَملَ طويلا في وحدته ما تَسلَّمه من الغرباء، وجعله يتفاعل وتفكيره، ثم أعاد صياغته بحسب فكره ... لقد توفرت قنوات اتصال عديدة ومتنوعة، سرت عبرها المعارف الدينية إلى محمد".
امّا المستشرق بروكلمان كارل يقول :
" محمد (رسول المسلمين) اتَّصل في رحلاته ببعض اليهود والنصارى(ومنهم قد يكونوا ألآريوسيين) , وإنَّ شدة تفكير محمد بقومه خلق فكرة دين جديد (2).
ماهي بدعة آريوس ؟
كان القرن الرابع عصر الجدالات حول الثالوث ، بينما ظهر القرن الخامس كعصر الجدالات حول سر المسيح ألأله – المتجسِّد . فإنَّ آريوس ، متأثرا بالفكر ألأغريقي ، إدّعى ان الكلمة (لوغوس ) هو خليقة الله ألأولي والوسيط بين ألآب والعالم المخلوق . فردت الكنيسة على هذه البدعة ، في المجمع المسكوني النيقاوي ألأول سنة 325 م بإعلانها ان الكلمة مساوي للآب في الجوهر والكمالات وأزلي مثله ,....وحينما أُثير الجدال حول الروح القدس ، وزعم مقدونيوس وأتباعه أنَّه خليقة الله ، أعلنت الكنيسة ألوهية الروح القدس ومساواته للآب والأبن ، وذلك في مجمع القسطنطينية المسكوني الثاني سنة 381م (3)

ورد في كتاب مختصرتاريخ الكنيسة للكاتب أندرو ملر عن الأريوسية مايلي:
"بدأ النزاع ألأريوسي الذي نشأ في الشرق وأمتد الى جميع انحاء العالم ....وكان النزاع ألأريوسي هو أول ما فرّق شمل المسيحيين ، ونظّم في العالم أحزابا متعادية ،تُقاوم بعضها بعضا بحقد وغيض ....كانت البدعة ألأريوسية ( القرن الرابع في عهد قسطنطين بين سنة316-325) النتيجة الطبيعية لتطور الغنوصية . وإذ كانت مدينة ألأسكندرية مهد المباحثات في مسائل الغيبيات وتفصيلاتها ،صارت أنسب مكان لظهور ألأريوسية فيها لأول عهدها ....ويمكن إعتبار الغنوصية والمانوية التي كانت دين بلاد الفرس ، مطعّمة بشيء من المسيحية ، كانت مناوئة ومقاومة للمسيحيية وليست من المسيحية في شيئ
على أنّها (اي المانوية )عملت عملها السيء بين المسيحيين من جهة عقيدة الثالوث ... ولكن هناك بدعة أعمق غورا وأوسع نطاقا وأشدُّ تأثيرا من كُلِّ البدع التي ظهرت قبلها ، كانت على وشك الأنفجار من وسط الكنيسة وكان حدوثها على الوجه الآتي:
وقف إسكندر أسقف ألأسكندرية في المجمع الكهنوتي لكنيسة ألأسكندرية وعبّر عن آرائه وأفكاره في موضوع الثالوث . فشكّكَ في سلامة هذا التعليم أحد الكهنة المدعوا آريوس ، بإعتبار أنَّ هذه ألآراء تتفق مع ما علمه سابليوس من التعاليم التي حكمت الكنيسة ببطلانها وفسادها. فقام بينهما نزاع قام فيه أريوس يفضي المجمع برأيه الخاص ، إذ قال عن المسيح "إنّه أول وأشرف خليقة الله ألآب التي خلقها من العدم(قارن ما يقوله المسلمين ان محمد اشرف الخلق ، والأبحاث الجديدة تقول ان محمد هو للقب للمسيح ) ، وإنَّه وإن كان أسمى وأرفع بما لايقاس من أعظم المخلوقات مقاما ، وأجلَّها رفعة من حيث القدرة والمجد ، إلاّ إنَّه (أي الأبن ) أقلَّ من ألآب ، وإنَّه نائبه ، وبه عمل العالمين ".
تعليم أريوس يمكن تلخيصهُ بانه : خلال مرحلة من المراحل لم يكن ألآب والأبن والروح القدس متّحدين ببعضهم البعض ، فعلى الرغم من انّ المسيح موجود قبل انشاء العالم غير أنّه قد خُلق والروح القدس بامر من ألآب أي انّه وان كان الها فانه ليس الها كاملا، اي انه اقل من الله الآب بالأزلية والجوهر . بمعنى آخر انَّ الأبن والذي يطلق عليه باللاهوت اسم "الكلمة" كائن مخلوق من العدم بارادة الله ألآب ".
تعليم آريوس ما هو الا جزء من ألآراء الغنوصية . وربما ظهر في شكله الخارجي أنّه أقلها خطرا وكون إريوس اقترب من الحق قليلا عندما صرّح بأن الرب يسوع المسيح كان موجودا قبل أن يُخلق في عالم الوجود ،وإنّه ابن الله الذي عمل العالمين ، ولكنه كان يعتقد أنّ وجوده قبل أن يأتي الى العالم كان بطريق الخلق ، أي انه هو ايضا مخلوق وهو كان اول المخلوقات واسماها وأرفعها . فلم يكن اريوس ينكر شخصية ألأبن كما انكرها سابيليوس ولكنه انكر لاهوته ألأزلي ، كما انكر لاهوت الروح القدس "

قرار مجمع نيقية سنة 325
في شهر يونيو سنة 325 م اجتمع أول مجمع عام للكنيسة في مدينة نيقية (نيس) في بيثينية ، وكان مؤلفا من نحو ثلاثمائة وثمانية عشر اسقفا ، ومن جمع غفير من الكهنة والشمامسة . وقد تقرر في هذا المجمع قانون ألأيمان المشهور الذي يسمى عادة "قانون نيقية " . كان نتيجة المباحثات الطويلة التي حصلت في هذا المجمع . وقد استقر رأي المجمع على رفض آراء أريوس ، وتثبيت التعليم بالثالوث ألأقدس ، ولاهوت المسيح ، وأنّه واحد مع ألآب في القوّة’ والمجد ....نظر المجمع بكل غيرة الى الدفاع عن ألأيمان الصحيح ، وأوضح له فساد المعتقدات الهرطقية ...هكذا رُفعَ راية الصليب في جميع أنحاء الأمبراطورية الرومانية ، وأُعلن المسيح جهارا أنّه المخلّص الوحيد للبشر . وشُرعت قوانين منع بيع ألأطفال بقصد بيعهم وقوانين أخرى كثيرة اجتماعية وادبية ذكرها المؤرخون . ولكن الحادثة الوحيدة العظمى ذات التأثير الكلي من بين القوانين المشرعة بعد مجمع نيقية هي نزع عبادة ألأوثان ، وتطهير البلاد من ألأصنام التي كانت منتشره في العالم الخاضع لللأمبراطورية ، ورفع المسيح ليكون هو المعبود الوحيد .(4)
بدعة أريوس وانتشارها في الشرق
"لما وصلت الجيوش الأسلامية ( العربية -النصرانية ) بلاد الشام (للفترة بين 630-638)، رحَّب أهلها بصورة عامة بها وقد نظر البيزنطيون الى ألأسلام على أنّه نوع من أنواع "ألآريوسية " أو أنّه مذهب من المذاهب النصرانية المنشقة عن الكنيسة الرسمية[ لكون الغزاة لم يكن يدّعوا بدين جديد ولم يكن لهم كتاب ولم يكن يسمّون مسلمين الا في العهد العباسي ، كانوا يسمّون بالهاجريين او ألأسماعيليين او السراسين كما ورد في الكثير من المخطوطات التي سجلها الذين عاشوا في تلك الفترة ] . وقد تعوّدوا(البيزنطينيّون) على سماع أخبار وقوع ألأنشقاق في الكنيسة ، وظهور مذاهب جديدة ، لهذا لايُستغرب ما أظهره أساقفة بلاد الشام من تسليم المدن الى المسلمين . وما بدر من القبائل العربية المتنصِّرة من تعاون مع المسلمين(الأولين) في طرد البيزنطينيين من بلاد الشام" .(5)
روى القديس إيلاريوس فى رسالته إلى قسطنطين: " أن فرعا من شيع اريوس ظهروا فى جهات العرب وهم يدعونهم أقاقيين بحسب أقاقيوس زعيمهم ، كانوا يزعمون أن السيد المسيح ليس أبن الله لزعمهم أن من قال أبن الله جعل لله زوجة فخلطوا بين الولادة الجسدية والولادة الإلهية الروحية المثبته فى الكتب المقدسة .(6)
محمد، رسول المسلمين،أخذ فكرة جبريل من هرطقة مقدونيوس أسقف القسطنطينية الأريوسى التى تقول أن الروح القدس مخلوق على شكل ملاك.
وقد اشار القرآن لهذه الفئة فقال: " وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا " (الكهف 111) ,
وقد شرح تفسير الجلالين كلمة شريك فى الملك (= الألوهية) بل أن القرآن ذكر أنه " ينذر الذين قالوا إتخذ الله ولدا (الكهف 5).
" أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا "(مريم -88). وقال الله :"لا تتخذوا إلهين إثنين إنما هو إله واحد فإيَّايَ فارهبُون"(النحل -51). وقد أخذ القرآن شعار اصحاب بدعة آريوس بأن الله أكبر - وأكبر إسم تفضيل – وأسقط كلمة من المسيح " .. لذكر الله أكبر " .. إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ".(سورة العنكبوت 45) .(7)
إنتشرت البدعة الأريوسية فى أوساط (مكة ) وقريش قبل الإسلام وقالوا أن الله سابق للإبن أى سابق لزمان كلمة الله فيكون المسيح إله مخلوق من إله أكبر وكان شعارهم " ألله أكبر من الإبن (المسيح) وأصبح فى السماء إلهين شريكين وقد اشار القرآن إلى هذه الشيعة التى كانت ضد المسيحية فى سورة الإسراء /110
" قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا"
ورد ذكر مذهب أريوس في كتاب محمد رسول المسلمين الى "هرقل عظيم الروم" (أي ألأمبراطور البيزنطي هراكليس ألأول) والذي يدعوه فيه الى ألأسلام
وهذا هو نص الكتاب (أو الرسالة):
"بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبدالله ورسوله ، الى هرقل عظيم الروم . سلام على من أتَّبع الهدى ، أمّا بعدُ : فإني أدعوك بدعاية ألأسلام : أسلِم تَسلم ، يُؤتِك الله أجرَك مرّتين ، فإن تولّيتَ ، فإنَّ عليك إثم ألآرسيين (أي ألأريوسيّين )".
استشفَّ المفكر العربي محمد عابد الجابري في تفسيره لرسالة محمد الى هرقل ملك الروم وللمقوقس حاكم مصر بالقول:
" أن هناك طائفة موحدة في مملكتيهما بدليل أن الرسول (محمد) أشار في رسالته إلى هرقل بأن عليه إثم (الأريسيين)، وقد اعتبر الجابري أن هذه العبارة الغامضة تعني أن هناك طائفة من الموحدين أتباع (آريوس) الذي دعا إلى التوحيد ورفض التثليث الذي أقره مجمع نيقية"(8)

هناك من يقول ان ألأسلام هو متاثر بالآريوسية
هناك رأيي يقول بأن ورقة بن نوفل لم يكن ابيونيا أو يهوديا متنصرا أو حتى نسطوريا ، ، إنّما كان أُ سقفاً أريوسيّاً من الذين يقولون بأنّ المسيح مخلوق وأنّ الله هو وحده الإله، ودليلهم على ذلك هو، إنّ ورقة بن نوفل قد اعترف بولادة المسيح من عذراء، فلو كان أبيونيّاً لرفض من الأساس فكرة ولادة المسيح المعجزة. إمّا أنّه نسطوريّاً (ورقة) فهذا الاحتمال ضعيف جداً، لأنّه لو كان نسطوريّاً لما أنكر عقيدة الثالوث وحاربها بشدّة، حيث يظهر هذا الرفض واضحاً وجلياً في القرآن، سورة مريم، الآية:35 و 88 – 95. وهذه السورة مكّية، منذ بداية الدعوة إلى الإسلام. ولكي يدعموا هذا الرأي ً، أي أنّ ورقة بن نوفل كان أريوسيّاً، يستشهدوا بقول للقدّيس يوحنّا الدمشقيّ(676-749 م) الذي عاصر فترة عبدالملك بن مروان وكتب لاحقا كتابه الشهير الهرطقات واعتبر الأسلام هي هرطقة مسيحية :
"ll Sppelait Mameth. Ayant acquis par hasard quelque connaissance de l’Ancien et du nouveau Testament, il aurait rencontré un moine Arien à la suite de quoi, il élabora son hérésie personnelle."
ترجمة هذا النّص إلى العربيّة:
" كان أسمُهُ مُحمّداً، وقد اكتَسَبَ عَرَضاً بعضُ المعرِفةِ بالعهدينِ القَديمِ والجديدِ، بَعدَ أنِ التقى راهباً أريوسيّاً، وبعدَ ذلكَ وَضَعَ هرطَقَتَهُ الخاصّة ".
إنّ الأسقف ورقة بن نوفل طرح على خديجة فكرة الزواج من محمّد، هو الذي أصرّ على محمّد بأنْ يذهب بتجارة خديجة، كي يُخرجه من الدروس التأمّليّة، التي كان يتلقاها عن الأديان والمذاهب(خصوصاً المذاهب المسيحيّة المهرطقة) التي حدّثه عنها، ولكي يحتكّ بها ويجالس علمائها، فيتسنى له (أي محمّد) التعرف على الذين سيبشرهم قريباً بدعوته، التي وضع أساسها الأُسقف الأريوسيّ ورقة بن نوفل. فورقة بعمله هذا أراد أن ينمّي فكر محمّد، ويقوّي إرادته، ويزيد من خبرته في مجال معرفة فكر المذاهب الأُخرى. فبعد أنْ أسس الأُسقف الأريوسيّ ورقة عقيدته الآريوسيّة، وبلورها ونقشها بفكر محمّد، وتأكّده من إخلاصه لها، أرسله ليتعرّف على المذاهب المختلفة، وبذلك تكون فترة تحضير محمّد قد مرّت بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تأمّليّة في غار حِراء، فيها دُرِّب محمّد على الصلاة والصوم وعلى بعض الممارسات التقشّفيّة والتقويّة والأخلاقيّة، مع دراسة الكتب الدّينيّة والدّيانات والمذاهب.
المرحلة الثانية: الإحتكاك المباشر بالديانات والمذاهب الأُخرى، التي سيتمّ تبشيرها بالدّين الجديد (أي الآريوسيّة المُجدَّدة).
المرحلة الثالثة: بداية الدّعوة إلى الدّين الإسلاميّ، بعد أنْ أيقَن الأسقف الأريوسيّ ورقة، بأنّ فتاه محمّد قد أصبح جاهزاً، فكريّاً، ونفسيّاً، وماديّاً، فأعطاه
بركة التبشير، وأعطاه صفة النبيّ والرّسولِ أيضاً.(9)
ورد ايضا في كتاب يوحنا الدمشقي " الهرطقة المئة " والتي يتكلم فيها عن الهرطقة ألأسماعيلية (ألأسلامية لاحقا ) هذا النص :
"هناك أيضا ديانة ألأسماعيليّين (او الساريّين) التي لاتزال تسيطر في أيّامنا وتستميل الشعوب معلنة مجي المسيح الدجال...لقد كانوا وثنيّين وكانوا يعبدون نجمة الصبح والزُهرة التي كانوا يدعونها "خَبار" في لغتهم على وجه التحديد والتي تعني عظيمة . وهكذا كانوا يزاولون عبادة الأوثان علنا حتى عهد هيرقليوس (امبراطور البيزنطينيّين610-640 م) . ومنذُ هذا العهد وحتى أيّأمنا هذه (أي ايام يوحنا الدمشقي 676-749) قام فيما بينهم نبي منتحِلٌ (النبوّة ) اسمُهُ مُحمّد ، والذي قد أنشأ هرطقته ِالخاصة بعد أن تعرَّف بالصدفة على العهدين القديم والجديد(الكتاب المقدّس) ، وبعد أن تحاور ، كما يبدو، مع راهب آريوسي . وبعد أن احرز لنفسه حظوة لدى الشعب ، عبّر بأنَّ كتابا آتيا من السماء قد أوحي به اليه من الله .
ويوضح يوحنا الدمشقي في بعض المخطوطات أنّ محمدا قد التقى بأناس من اليهود ومن المسيحيّين وهؤلاء كانوا نساطرة أو آريوسيين ، أي هراطقة على كل حال ، وقد اقتبس ، محمد ، عن اليهود فكرة ألأله الواحد ، وعن ألآريوسيّين "أنَّ الكلمة والروح مخلوقان".
(راجع تفاسير علماء المسلمين عن سورة النساء 171) . "....إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّككُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا "
ورد ايضا في كتاب هداية الحيارى، ج1 ص205 ، وكذلك في تاريخ إبن خلدون ج2 ص 163 ،وكذلك في اغاثة اللهفان – لأبن قيم الجوزية – الباب الثالث عشر في مكايد الشيطان النص التالي:
"فقال قسطنطين لأريوس أشرح مقالتك ، قال أريوس: أقول أنَّ الآب كان إذ لم يكن ألأبن ، ثم أنّه أحدث ألأبن فكان كلمة الله له إلا أنه محدث مخلوق ، ثم فوّض ألأمر الى ذلك ألأبن المسمى "كلمة"، فقلت هو خالق السماء والأرض وما بينهما ... فقلت هو الخالق لهما بما أعطى من ذلك ، ثمَّ انَّ الكلمة تجسَّدت من مريم العذراء ومن الروح القدس فصار ذلك مسيحا واحدا" .
إنَّ الدراسات الحديثة لنخبة من المستشرقين والباحثين في التاريخ الأسلامي يؤكدون على أنَّ القرآن الحالي قد أُنجز في القرن الرابع الهجري (في عهد العباسيين ) .
واذا كانت علاقة الآريوسية بنشوء الأسلام علاقة جدلية ، فإنَّ كثيرا من الغموض الذي أحاط بتاريخ الكنيسة سوف يُرفع . ويمكننا تفسير غياب الصراع مع ألأسلام الناشئء ، وتفسير إندفاع جيوش ألأسلام عبر الحدود الروماناية ، وفهم رسائل محمد الى هرقل ودعوته لأعتناق ألأسلام، ومثل هذه ألأمور التي بقيت قرونا بدون كتابات "مسيحية مضادة".
يعرج المستشرق ألألماني "توبر" على أطروحة لروجي باريت (مترجم القرآن ألأكثر شهرة في المانية ) والذي تحدَّث عام 1957 عن انقطاع في السرد القرآني !!!؟؟؟؟ وكذلك تعرَّض لولينغ عن 150 سنة من الفراغ في القصة ألأسلامية المبكرة ، إضافة لوجود قرن إضافي يصعب توثيقه ، ليصل الى قناعة بأنَّ القرآن بصورته المنجزة والنهائية قد حدث في القرن الرابع الهجري
ما توصّل اليه المستشرق "توبر" حول الخيط السري بين ألآريوسية (بدعة مسيحية) والأسلام(ألأول النصراني الآريوسي) .ودراسة جان بوفورت ، وفرضيته حول تطابق ألآريوسية مع الحركة الطويلة العلوية***!!!... إنّها افكار تقلب معارفنا رأسا على عقب .
ثم يعقب الباحث "توبر" بأنّ مؤتمر نيقيا (مجمع نيقية 325م )والمواضيع التي طرحت على جدول أعماله هي :
1 – مناقشة الزندقة (الهرطقة) الآريوسية القائلة بأنّ يسوع ليس مساويا لله .
2 – ألأعتراف بطقوس ألأيقونات
3 – معالجة مشكلة التقويم وتثبيت يوم الفصح أو بداية الربيع
والملاحظ أنَّ أمرين من تلك كانا محور عمل مُحمّد :
1 – لعن كل محاولة تقلل من وحدانية الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد (توافق مع رؤية اريوسية )
2 – أنّ محمد لم يتهاون مع طقوس ألأيقونات والتماثيل والصور ( أيضا إتفاق مع طابع أريوسي) .
خلاصة الباحث " توبر" ألأخيرة عن الحركة ألأريوسية التي تبنتها فارس بسبب خصومتها مع بيزنطة ، لأنَّ هذه الخلاصة المحورية التي صاغها الكاتب عام 2000 م أصبحت محرك دراسات لاحقة كما هو الحال في حلقة البحث بجامعة سارلاند بالمانيا بقيادة هانس اوليغ وكتبهم من قبيل : البدايات المظلمة 2005 ، وبدايات ألأسلام 2007 التي بدأت تؤشر العراق ونساطرته كمنطقة مرجّحة لبداية ألأسلام ، تُعزِّزها في ذلك فرضيات عن صيرورة اللغة العربية ،وتطور الكتابة والنقوش وأصول المخطوطات القديمة
آريوس ومحمد وعلي؟
إذا ما أصبح تكفير آريوس موجها الى المكذَّبين لبنوّة’ يسوع لله يصبح توبر مصيبا في ظنونه التي طابقت بين ألآريوسيّين والمسلمين . إضافة الى أنَّه يجنِّبُنا إعتبار العليّين "الشيعة فيما بعد" حركة سابقة للأسلام . لكن ذلك يتعارض مع حقيقة تكفير ألآريوسيّين في عهد جستنيان (483-565) م . فإذا أعتقدنا أنَّ ألآريوسيّين هم مسلمو أيّامنا ، فلابد أنَّ جوستنيان عرف محمد ، وفي هذه الحالة يصبح نشوء الكاثوليكية بمثابة رد على تمدد إسلام قوي في فضاء ألأمبراطورية. وهذا ألأمر ليس مستبعدا بالمطلق . فحسب دراسات تسيلر وفايسبر وتوبر فهناك مايشير الى أنَّ تقويم الهجرة كان معتمدا قبل ألقرن السابع ميلادي !!!! ، وبنفس الوقت هناك أسباب تدعو للأعتقاد بأنَّ ألأسلام كان رد فعل سببه منع جوستنيان للآريوسية ّ وهذا التصور يُدحض أنّ النزاع مع ألآريوسية كان شأنا داخليا مسيحيا . فالمعقول أنَّ منع جستنيان لها سبب بحثها عن حلفاء في دائرة ألأمبراطورية .
إنَّ إتحاد ألأمويّين مع العليّين تحت سقف ألأسلام كان بمثابة ألأجابة العربية –السورية- الفارسية على نشوء كنيسة ألأمبراطورية القبط- كاثوليكية لجستنيان !!!!! والتي دفعت الى تطرف معاكس أثمر عنهُ مُأسّسة ألأسلام .
أغلب الظن أنَّ معاوية بن ابي سفيان ، مؤسس الدولة ألأموية ، من المحتمل أنَّه كان حليفا ومحميا من بيزنطا كان يحارب الشيعة الذين تسندهم الجيوش الفارسية . وأثناءها إعترف معاوية بالكتاب المقدس للشيعة – القرآن القديم في طوره المسيحي – على أن يقبل به الشيعة خليفة ....وفي هذا الأتفاق وجب نشوء الميثوس الأسلامي التأسيسي ، بحيث اصبحا سوية أقرباء لمحمد وبالتالي إمتلكا معا شرعية وحق قيادة الجماعة ألأسلامية . لكن كراهية الشيعة لمعاوية سرعان ما أندلعت بعد أن أوصى بالخلافة لأبنه يزيد الذي نازعه عليها الحسين بن علي مما أدى الى المذبحة الشهيرة في كربلاء وموت الحسين .
واجمالا هناك ميول حديثة ترى أنَّ الأسلام قد نشا وسط جسد سكاني عربي في الهلال الخصيب . وتراه بمثابة تمرد أُمراء محليّين (امويّين) لملء الفراغ الذي نجم عن ضعف الفرس وبيزنطا ، وهذا يعلل صمت الكتابات البيزنطية والمسيحية وغيرها عن تناول الأسلام المبكر وفتوحاته ، وكأن شيئا لم يحدث.(10)
لنقرأ معا" ما أورده إبن خلدون: "ثم عندما وقع الإختلاف بينهم(بين المجتمعين في مجمع نيقية 325) في قواعد الحق في الدين ، أيام قسطنطين ، اتفق 318 من أساقفتهم على رأي واحد في الدين فكتبوه و سمُّوه "الإمام" (لقب سيتم إستخدامه كثيرا" لاحقا" في التراث الإسلامي) و جعلوه أصلاً و مرجعا" أو مرجعية يرجعون إليه للبت في أمورهم و قضاياهم و حسم جدالاتهم و خلافاتهم(قارن بالمرجعية الأسلامية وخاصة الشيعية ) ‏.‏ وكان فيما كتبوه أن البطرك (ألأمام في ألأسلام )القائم بالدين لا يرجع في تعيينه إلى اجتهاد القساوسة كما قرره (حنانيا) تلميذ (مرقس أو ماركوس) فأبطلوا ذلك الرأي و إنما يقدم عن ملىء اختيار من (أئمة المؤمنين) و رؤسائهم (لاحظوا هذه التعابير "الحق في الدين أو الدين الحق" و "إجتهاد" و "الإمام" و "أئمة المؤمنين" التي صارت كلها تعابير إسلامية لاحقا. وجه الأميراطور قسطنطين امبراطور روما ، رسالته إلى كل من بابا الإسكندرية ألكسندروس و الكاهن آريوس يدعوهما فيها إلى نبذ جادالهما البيزنطي العقيم و اللجوء إلى الصلح و السلام و أن يكونا ك"البُنيان المرصوص" (سيأتي إستخدام هذا التعبير لاحقا" في التراث الإسلامي)
يتفق وول ديورانت مؤلف كتاب [قصة الحضارة] فيما ذهب إليه مؤلف كتاب تاريخ الفكر المسيحي بالقول: "إن مجمع نيقية لم يضع حداً للنقاش الحاد الذي احتدم بين أثناسيوس و آريوس بل بقي الكثير من الأساقفة يناصرون آريوس سراً أو جهراً [قصة الحضارة، عصر الإيمان، الفصل الثاني، ص 12] ..395
بزغ نجم آريوس من 256 ل 336 م و هو موجد مذهب الآريوسية في الديانة المسيحية (و أحد أسس الفلسفة اللاهوتية الإسلامية لاحقا") الذي يقول بأن الكلمة ليس بإله، بل بما أنه "مولود" من الله الآب فهو لا يشاركه طبيعته، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي"
فقانون الإيمان النيقاوي نصَّ على مفهوم "مولود غير مخلوق" أي انّ صفة الولادة هي التي استخدمت، و هذا ما نادى به بابا الإسكندرية ألكسندروس في خطابه للمجلس المنعقد محاولا" الحفاظ على جوهر الإبن الإلهي. فمن المعروف أنه بالولادة يكون المولد من جوهر والده أي أصله، و بالتالي فإن استخدام مصطلح "مولود من الآب قبل كل الدهور" كما جاء في قانون الإيمان النيقاوي لا يشير إلى الخلق بل إلى أن الآب و الإبن من جوهر إلهي واحد و هو ما دعي في اليونانية "هومسيوس" ، بمعنى أن الإبن هو من ذات جوهر ألآب . عندها قام آريوس واقترح ان يضاف حرف بحيث يتغير معناه من "ذات أو نفس او مساوي في الجوهر" الى شبيه أو مشابه له في الجوهر "هوميسوس".
. تعليم آريوس يمكن تلخيصه بأنه خلال مرحلة ما من المراحل لم يكن الآب و الإبن و الروح القدس متحّدين ببعضهم البعض، فعلى الرغم من أن يسوع كان موجودا" قبل إنشاء العالم غير أنه قد خُلق و الروح القدس بأمر من الآب، أي أنه و إن كان إلهًا فإنه ليس إلهًا كاملاً و أقل من الآب / الله بموضوعي الأزلية و الجوهر، بمعنى آخر أن الإبن و الذي يطلق عليه في اللاهوت إسم "الكلمة / كن فيكون" (تعبير إسلامي لاحقا") كائن مخلوقا" من العدم بإرادة الآب .(11)
هناك بعض المفكرين المسلمين المعاصرين يعتقدون أن ألآريوسية هي الأسلام بحد ذاته ويعتمدون على شهادة الآريوسيين "لا اله الا الله وعيسى رسول الله " وكلمة الله وروح منه ولكنه مخلوق حاله حال آدم عندما خلقه الله الذي قال :"كُن فكان "
ويذهب بعض الدارسين على ان الآريوسية كانت منتشرة في الشرق ولا توجد فتوحات عربية لمصر والشام وشمال افريقية بل كان تحرير هذه الشعوب من الروم البيزنطيين المؤمنين بالثالوث وقوانيين مجمع نيقية . بينما غالبية الشعوب الشرقية كانوا اريوسيين وسلموا اراضيهم دون مقاومة تذكر الى الفاتحين (المسلمين) ، وتم طرد الرومان من هذه البلدان .
للردعلى هذه البدعة الجديدة لبعض علماء المسلمين ودحض هذا الأعتقاد نرجع الى مقال منشور في موقع منتدى الكنيسة بعنوان : هل أنكر أريوس أن المسيح ابن الله وكلمته؟ وهل كانت الآريوسية هي إسلام ما قبل الإسلام؟
هل كان آريوس فعلا موحداً بالله بالمفهوم الإسلامي؟ وهل كان يقول لا إله إلا الله عيسى رسول الله ؟ .
ما زعمه أحد الكتاب الذي نشر كتاب تحت عنوان " الآريوسية هي إسلام ما قبل الإسلام "!! وقال زاعماً أن آريوس كان يؤمن أن المسيح مجرد نبي رسول مثله مثل بقية الرسل وأن هذا الإيمان كان هو إيمان الكنيسة حتى جاء الملك قسطنطين وغير العقيدة في مجمع نيقية . والسؤال هنا ما مدى صحة هذا الكلام؟ وما مدى علميته؟ وهل درس مثل هذا الكاتب الآريوسية حقاً أم أن كتب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة والضرورات تبيح المحظورات والحرب خدعة لأنه يرى نفسه في حالة حرب مع المسيحيين ويجب خداعهم بالمكر والحيلة فراح يكتب فيما لا يعرف ولم يدرس، دراسة علمية، متصور أن من يقرؤون كلامهم لن تصلهم المعرفة الحقيقية التي سنكشفها لهم بالدليل العلمي والبرهان وليس بالغش والتدليس والخداع
ونعود ونسأل هل قال آريوس أن المسيح مجرد نبي مثله مثل بقية الأنبياء (كما يدعي الكثيرون من علماء المسلمون اليوم) ؟ وهل رفض آريوس عقيدة الثالوث وهل قال آريوس أن المسيح لم يصلب ولم يفدي البشرية؟ أم ماذا قال آريوس؟
ونقول لهذا الكاتب وأمثاله أن آريوس آمن أن المسيح، كلمة الله، مولود من الآب قبل كل الدهور وكل الخلائق، وأن كان قد اعتبر هذه الولادة خلق، ولكنه قال أن الآب، غير المدرك وغير المعروف وغير المنظور وغير المرئي والذي لا يمكن أن يلمس المادة لأنها، من وجهة نظر آريوس والفلسفات اليونانية وفلسفة فيلو اليهودي، شر ودنس، والله سامي وكلي الطهارة والقداسة، لذا أوجد الابن(الكلمة اللوغس) قبل الأزمنة والدهور والخلائق ليخلق به الكون والدهور والأزمنة، وأنه خلق بالابن كل الخليقة، ما يرى وما لا يرى ما في السماء وما على الأرض وما في البحر وما تحت الأرض، وأنه هو، المسيح، الذي يدبر الكون وكل الخلائق، وأنه هو، المسيح، الذي صلب على الصليب لكي يفدي البشرية، وأنه هو الذي سيأتي في المجيء الثاني في اليوم الأخير، يوم القيامة، ليقيم الأموات من آدم حتى يوم القيامة، وأنه هو الديان الذي سيدين الأحياء والأموات وأنه هو صورة الله غير المنظور، بهاء مجد الله وصورة جوهره، وهو الذي ستراه الخليقة في السماء، وأن الله الآب غير مرئي وغير معروف وغير مدرك ولا يلمس المادة ولم يقوم بالخلق بذاته مباشرة بل يعمل كل شيء من خلال المسيح، ابنه وكلمته وصورته بل وصورة جوهره.
كما آمن آريوس بالثالوث؛ الآب والابن والروح القدس، فقال أن الله الآب أوجد الابن وخلق به الكون وكل ما فيه وبه ومن خلاله يدبر الكون ويرعاه، والابن خلق الكون وكل ما فيه، وأوجد الروح القدس ليقدس به الخليقة. لكنه لم يقل مطلقا أن المسيح مجرد إنسان بل ولم يتكلم عن تفاصيل التجسد مكتفيا بقوله " والكلمة صار جسدا " ويرى الكثير من العلماء أن آريوس كان يعتقد أن المسيح عندما تجسد أخذ جسدا بلا روح وحل فيه بلاهوته كالابن الموجود قبل الخليقة والذي هو فوق كل خليقة، ولم يقل أن المسيح إنساناً كاملاً أبدأ. ولذا لا نعرف من أين أتى أمثال هذا الكاتب بمثل هذا الكلام الميكيافلي الغاية التدليسي الوسيلة؟.(12)
أنَّ الأسلام الأول كان طائفة نصرانية أبيونية ( متأثر بالمانوية والأريوسية والنسطورية ) وكان يعترف بالمسيح كونه :
هو محمد (الممجد او المعمد ) وهو " اشرف الخلق "وهو "خالق العالمين " هو|" كلمة الله وروح الله " وهو الفاروق (المخلّص)؟ هو الصادق ألأمين ، هو قول الحق وهو المنزه من الخطأ . هذه الصفاة لاتنطبق الاّ على المسيح كما جاء في القرآن
هناك امر اخر مهما وهو أنّ الأسلام الأول(في عهد محمد) كان متأثرا بالمانوية والنسطورية والنصرانية – اليهودية والآريوسية ولكن ألأسلام الذي وصل الينا اليوم هو اسلام الذي اسّسه العباسيون الذين كتبوا القرآن المتداول اليوم في الدول ألأسلامية . والذين زوّروا السيرة والأحداث كانوا في غالبيتهم عجم امثال البخاري والطبري ...الخ لم يعرفوا لغة القرآن الأول، ذات الجذور السريانية ، وزوروا التاريخ والحقائق بعد حوالي 200 سنة من الأسلام ألأول. وما ألأسلام الحالي إلاّ كوكتيل من جميع البدع والهرطقات التي كانت منتشرة في الأمبراطورية الفارسية ، فبالأضافة الى البدع السابقة اضاف الأسلام العباسي بدع جديدة متأثرة بالزرادشتية والبوذية والتلمود اليهودي ومدراش ربا ...الخ من الكتب المنحولة سواء لليهودية او الهرطقات المسيحية والزردشتية والبوذية وهذا ما اكتشفه الباحثون والمختصون في المخطوطات ودارسي اللغات وعلم الآثار والمسكوكات والنقوش وما دوّنه اشخاص وجماعات للشعوب التي غزاها المسلمون .


ا
من خلال ما جاء في الأبحاث عن الأسلام وتأثره بالبدع المسيحية التي كانت منتشرة في الشرق سنصل الى نتيجة في غاية الأهمية وهي أنّ الأسلام عبارة عن خلطة عجيبة وغريبة من الهرطقات المسيحية ومنها البدعة ألآريوسية
وسنكتشف من خلال القرآن والتفاسير حقيقة تاثر الأسلام بالآريوسية من خلال نصوص متفرقة في القران لاتصلح الا ان تكون صفات المسيح كما في البدعة الآريوسية مثل :
محمد (الممجد او المعمد )وهو اشرف الخلق "وهو خالق العالمين " هو|" كلمة الله وروح الله هو الفاروق (المخلّص)؟ هو الصادق ألأمين ، هو قول الحق وهو المنزه من الخطيئة وهو الشفيع وهو الوحيد الذي ولد بمعجزة الهية من مريم العذراء دون ان يمسها رجل وهو الذي سياتي في يوم الدينونة كما في التراث الأسلامي .
السؤال هل تنطبق الصفات أعلاه على محمد رسول المسلمين ،كما جاء في السيرة النبوية وكما كتبها البخاري والطبري وغيرهم بامر من الخلفاء العباسييون الذين وصفوا الرسول في السيرة النبوية بانه كان مزواجا ويؤمر المسلمين بالجهاد والقتل والحصول على الغنائم والزواج بمثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم ...الخ أم تنطبق على المسيح حتى لو رجعنا الى النصوص القرآنية ؟




*
راجع مقال للكاتب
من هم النصارى؟ وما علاقتهم بالأسلام ألأول ؟
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=607519
**
راجع مقال للكاتب
"المانوية وتأثيرها على العقيدة ألأسلامية " كما في الموقع ادناه

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=621795

***
ألأسلام العلوي "النصيرين "والذي يشبه الأسلام الدرزي في خلوه من السجود اثناء الصلاة وكذلك يخلو من الحج الى مكة (اكثر من 80% من العلويين) ولكنه يختلف في ابرازه المراحل الأولى لظاهرة آل البيت ، فهو يقدس "علي" بدون انخراط كبير في تقديس باقي ال البيت ، ويتميز بتجاهل تام لشخصية "محمد" ، الرؤية التي تعكس وجهة نظر المفهوم ألآريوسي البحر متوسطي لل(مقدس ) آل "علي "
(1)
الغنوصية راجع مقال للكاتب في الموقع التالي:
http://f.mangish.net/forum.php?action=view&id=3140

(2))
كتاب "معجم افتراءات الغرب على الأسلام "
(3)
تاريخ الكنيسة الأب البير ابونا
(4)
راجع تاريخ الكنيسة اندرو ملر.
(5)
الدكتور جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل ألأسلام:
((6)
( راجع كتاب لويس شيخو "النصرانية في جزيرة العرب" )

(7) راجع الموقع ادناه
http://www.jesus4us.com/showthread.php?p=1358135

(8)
راجع
قراءة في كتاب"مدخل الى القران الكريم " للمفكر محمد عابد الجابري

(9)
دراسة في اصول عقيدة الاسلام
http://www.alzakera.eu/music/religon/religon-0149-3.htm
(10)
راجع الموقع ادناه
http://www.alzakera.eu/music/religon/religon-0169.htm
(11)
تاريخ الأسطورة و الأديان
ttps://www.facebook.com/263584180658649/posts/ /591560554527675
(12)
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=183223



#نافع_شابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور ألأسلام النصرانية وأكذوبة -العصر الجاهلي- في التراث الأ ...
- الأسلام عقيدة ايدولوجية اخطر من النازية والفاشية وعلى الحضار ...
- المانويَّة وتاثيرها على ألعقيدة ألأسلامية !!!
- خدعوك أخي المسلم عندما قالوا لك انّ - محمد - هو -الصادق ألأم ...
- القرآن من خلال ابحاث ودراسات نقدية -الجزء الأول *
- الأسلام عقيدة ايدولوجية اخطر من النازية والفاشية وعلى الحضار ...
- ألأسلام عقيدة *أيدولوجية أخطر من **النازية و***الفاشية وعلى ...
- خلاصة الحروب والغزواة في التاريخ ألأسلامي
- ألأسلام ألأول كان طائفة -نصرانية - ج6 5 – عقائد وشرائع ومضمو ...
- ألأسلام ألأول كان طائفة -نصرانية - الجزء الخامس
- ألأسلام ألأول كان طائفة -نصرانية - الجزء الرابع القرآن يشهد ...
- خدعوك أيُّها المسلم عندما قالوا لك: -أنَّ الكتاب المقدَّس قد ...
- ألأسلام ألأول كان طائفة -نصرانية ج2 القرآن هو كتاب النصارى


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - ألآريوسية وتأثيرها على العقيدة الأسلامية !!