أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جواد فارس - عبد الحسين شعبان في -داله ومدلوله-















المزيد.....

عبد الحسين شعبان في -داله ومدلوله-


محمد جواد فارس

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضوء سلام عادل ودوره في الحركة الشيوعية
في البدء لا بدّ من الإشادة بما كتبه ويكتبه الدكتور عبد الحسين شعبان من كتب موسوعية في مواضيع متنوّعة سياسية واقتصادية وفلسفية وحقوقية وثقافية تشكل إسهاماً في رفد المكتبة العراقية والعربية حيث بلغ عدد إصداراته ما يزيد عن 70 كتاباً ومؤلفاً، صب فيها عصارة أفكاره ووجهات نظره وتجربته الغنية مطعّماً إياها بالمعلومات القيّمة، تلك التي يستقيها من مصادرها المختلفة فيخضعها للتحليل والنقد في مسيرة طويلة ومضنية في البحث عن الحقيقة. ولعل مثل هذا العمل الفكري الجاد والمسؤول يساعد القراء من الأجيال الشابة ليعرفوا تاريخ العراق الحديث وحركته الوطنية واليسارية بشكل خاص، لكي تكتمل الصورة من جوانبها المختلفة لمن يريد البحث والتقصّي.
والإصدار الأخير ونعني به كتابه عن " سلام عادل - الدال والمدلول" الذي وقّعه في معرض بغداد للكتاب وفي احتفالية كبرى في نادي العلوية مع ندوة أقيمت عنه، يأتي بمناسبة الذكرى الـ 56 لاستشهاد سلام عادل الذي يمثل شخصية تاريخية لعبت دوراً مهماً في تاريخ العراق الحديث والحركة الشيوعية على النطاق العربي.
ولد خالد الذكر حسين أحمد الرضي المكنّى بسلام عادل في مدينة النجف عام 1924 على الأرجح من عائلة دينية ودرس وتخرج من دار المعلمين الابتدائية وانتمى إلى الحزب العام 1944 وتعرّف على قائد الحزب يوسف سلمان يوسف (فهد) وتبوء مراكز قيادية عديدة منها قيادة المنطقة الجنوبية التي شملت البصرة والعمارة والناصرية ثم تبعها بقيادته للجنة بغداد وبعدها للجنة الفرات الأوسط ثم أصبح أمينا عاماً للحزب العام 1955.
خلال عمله اعتقل وفصل من وظيفته وعمل عاملاً ومارس مهماته الحزبية في العمل السري، وتزوج من ثمينة ناجي يوسف وهي رفيقته وشريكة حياته وأنجبت منه بنتان وولد (إيمان وعلي وشذى) ، وقد عرض الدكتور شعبان أهم محطات حياته وسجاياه الشخصية ومواقفه المبدئية وخلافاته مع عدد من المسؤولين القياديين البيروقراطيين الذين سبقوه مثل مالك سيف وحميد عثمان، ليصل إلى قصة استشهاده المثيرة بعد انقلاب الثامن من شباط عام 1963 في قصر النهاية السيء الصيت.

وعلى الرغم من اطلاعنا على تاريخ سلام عادل ودوره، لكنني اكتشفت في مطالعتي للكتاب قضايا كثيرة تستحق التوقف عندها فقد عالج الباحث مشكلات الحزب والتحديات التي واجهته والأخطاء التي وقع فيها وما تعرّض له من تصفيات وإبادات بموضوعية وله وجهات نظره الخاصة، ولاسيّما ما حدث في الموصل وكركوك ومن عمليات هيمنة على الشارع والإرهاب الفكري في العام 1959 كما يسمّيه، وكان يدعم وجهات نظره بالوثائق والشهادات والحوارات مع قيادات شيوعية، إضافة إلى معايشته وتجربته الشخصية، وهو ما أضفى على الكتاب حيوية، لاسيّما وقد حاول إظهار الوجه العروبي للحزب عبر وثائق الكونفرنس الثاني العام 1956 وكذلك عبر وثيقة رد على أفكار برجوازية تصفوية العام 1957 التي كتبها سلام عادل أو أشرف عليها كما يقول، وذلك رداً على بعض التوجهات الخاطئة لدى بعض الشيوعيين الأكراد.
وقد أبرز المؤلف الشخصية الاستثنائية والمبدئية العالية والشجاعة النادرة والمؤهلات القيادية التي تمتع بها سلام عادل دون أن ينسى أخطاء تلك الفترة والتحديات التي واجهها، خصوصاً بعد ثورة 14 تموز، والصراعات الجانبية التي أنهكته، إضافة إلى ظروف موضوعية منها على المستوى الدولي: الصراع الصيني- السوفييتي ثم الصراع بين جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم، وانعكاسات ذلك على الصراع بين الشيوعيين والقوميين ، واندلاع الحركة الكردية والالتباس في الشعارات والصراع مع قاسم بين التأييد والتنديد.
ويُبرّز الكاتب دور سلام عادل الجامع والموحّد والمقرّب بين الرفاق لتحقيق وحدة الحزب على أساس مبدئي وإنهاء الانقسامات والانشقاقات التي نخرت كيانه وأضعفته، خصوصاً انشقاق راية الشغيلة، إضافة إلى انشقاقات أخرى، وقد تمكن سلام عادل بصبره وحكمته وبالتنازلات المتبادلة وبالاستعانة بالأشقاء ولاسيّما الحزب الشيوعي السوري والرفيق خالد بكداش إنهاء الانشقاق واستعادة وحدة الحزب دون شروط مسبقة، دون أن ينّزه أحد من الأخطاء والنواقص والإجراءات البيروقراطية بما فيها قيادة القاعدة الجسم الأساسي للحزب.
لقد أسهم سلام عادل في بناء الجبهة الوطنية وسخّر كل إمكانات الحزب لقيامها لأن عقله الاستراتيجي كان منصبّاً على أن نجاحها سيقرّب من نجاح الثورة، وهكذا تشكلت جبهة الاتحاد الوطني العام 1957 وتألفت من الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الكردستاني ،الذي نظم الحزب معه اتفاقاً خاصاً بسبب معارضة الأحزاب الأخرى لانضمامه، إضافة إلى الحزب الشيوعي. وكان هدف سلام عادل إنهاء هيمنة المستعمر البريطاني واستغلاله لثروات العراق ، وإلغاء المعاهدات مع بريطانيا وأمريكا والقواعد العسكرية في الحبانية والشعيبة.
وعند نجاح الثورة تشكّلت أول حكومة ضمت وزراء من المشتركين في الجبهة ما عدا الحزب الشيوعي العراقي ،واتخذت خطوات لتعزيز الاستقلال الوطني ، وتم إعلان الجمهورية العراقية وإنهاء الملكية. ومن إنجازاتها الخروج من حلف بغداد ، والانسحاب من نظام الكتلة الإسترلينية وتحرير العملة العراقية وسن قانون الإصلاح الزراعي ، وقانون الأحوال الشخصية وإعطاء المرأة حقوقها ، والبدء بالتفاوض مع شركات النفط الاستعمارية لاستعادة حقوق العراق الذي تجسّد في سن قانون رقم 80 لعام 1961.

أضاء الباحث موقف سلام عادل من القضية القومية معتبرا أن حركة الانبعاث القومي العربي "حركة تقدمية ديمقراطية"، وهنا أريد الإشارة إلى موقف فهد من قضية فلسطين برسالته من السجن بعد صدور قرار التقسيم عام 1947 التي ورد فيها : إن موقف الاتحاد السوفيتي كان بسبب الأوضاع والمؤامرات والمشاريع الاستعمارية المنوي تحقيقها في البلاد العربية وفي العالم، فالمهم في الموضوع هو وجوب إلغاء الانتداب وجلاء الجيوش الأجنبية عن فلسطين وتشكيل دولة ديمقراطية مستقلة كحل صحيح للقضية، ومن واجبنا أن نعمل بذلك حتى النهاية، وإذا لم نتمكن بسبب مواقف رجال الحكومات العربية ومؤامراتهم مع الجهات الاستعمارية، فهذا لا يعني أننا نفضّل حلاً آخر على الحل الصحيح ونرى من الأدق أن تتصلوا بأخواننا في سورية وفلسطين وتستطلعوا رأيهم في تحديد الموقف .ولكن للأسف فثمة تداخلات عديدة دفعت الأمور باتجاه آخر.
و أستذكر هنا عند صعود الخلاف الصيني - السوفييتي، وزعت قيادة سلام عادل كراس بالم دات سكرتير الحزب الشيوعي البريطاني الموسوم إلى أين تسير الصين؟ وكان ذلك بمثابة انحياز إلى الموقف السوفيتي اتجاه الصين بعد نقاشات عديدة آنذاك.
ولسلام عادل موقف متميز من القضية الكردية التي اعتبرها الوجه الآخر للقضية القومية العربية فأكّد على حقهما في الوحدة وتقرير المصير وعلى الجانب الملموس أكّد على الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الكردي . وقد صاغ الحزب شعاره في الستينات تحت عنوان " السلم في كردستان" بعد اندلاع القتال ومن ثم شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق".
وإذا كانت الصراعات قد أنهكت الحركة الوطنية فإن الجميع أخطأ وكان عليهم مناقشة أخطاء الماضي بروح التسامح والعمل المشترك والأهداف المشتركة ، خصوصاً وأن العراق وقع تحت الاحتلال بعد حكم دكتاتوري طويل الأمد، أما الذين مارسوا التعذيب وقاموا بالارتكابات فلا يكفي أن يقولوا اليوم أنهم مسؤولون عما حصل وإنما عليهم تحديد مسؤولية وصول البلاد إلى ما وصلت إليه ابتداء من التعاون مع الجهات الأجنبية وشركات النفط والمجازر التي ارتكبت وصولاً إلى الاعتذار لدم الشهداء وفي مقدمتهم سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد حسين أبو العيس وعبد الرحيم شريف وجورج تلو ونافع يونس وغيرهم.



#محمد_جواد_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة الشعب السوداني ستنتصر
- في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي العراقي
- التدخل الأمريكي السافر في فنزولا البوليفارية
- الحلة --- مدينة العلم والعلماء والفنانين والمناضلين
- الرأسمالية تحتضر والاشتراكية تتجدد
- الماركسية والمرأة
- السلم العالمي وتنشيط منظمة السلام في العالم
- وداعا حسقيل قوجمان الشيوعي المقدام
- االسعودية و مأزق تغيب الصحفي جما ل الخاشقجي
- ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى ودور لينين العبقري الذي قاد ال ...
- أمريكا وحروبها العدونية والشعوب تقاوم
- من حسن سريع الى أبطال الهبة الشعبية العارمة
- في العراق الحدث اليوم للتغير
- أنتفاضة الشعب العراقي من أجل حقوقه الوطنية المشروعة
- العمل التطوعي في خدمة الانسانية تجربة التطوع في لبنان 1982
- ثلاثية التاريخ والسياسة والدين في مقاربات عبد الحسين شعبان
- العمل التطوعي في خدمة الانسانية تجربة أنغولا الشعبية
- في الذكرى السبعين لوثبة كانون المجيدة 1948 الدروس والعبر
- -أبو كاطع- على ضفاف السخرية الحزينة القلم والضمير
- الذاكرة والمعرفة والحلم -في تقريظ كتاب عبد الحسين شعبان-


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جواد فارس - عبد الحسين شعبان في -داله ومدلوله-