أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - نشاط الجماعة المحظورة في مصر علامة حكم يتهاوى















المزيد.....

نشاط الجماعة المحظورة في مصر علامة حكم يتهاوى


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الجماعة المحظورة قامت بترشيح أعضائها لمجلس الشعب وفازت بشكل غير متوقع باستخدام البلطجة وكل ما هو غير مشروع ومشروع. نشاطها المحظور معلن وصوتها مرتفع وأعمالها الإجرامية غير خافية على أحد. هجوم على الكنائس، ذبح المسيحيين، مذبحة العديسات. حريق العبًّارة الغامض الذي راح ضحيته أكثر من ألف شخص كلهم من المسلمين راحوا ضحية حتى لا يُكشَف سرا كان فوق العبارة. لعل هذا السر كان من شأنه أن يفضح خيانة وتواطؤ مع أعداء مصر كما حدث في فضيحة العربة الجيب (أظن كان ذلك في عام 1949). كل الجرائم تنمو وتتزايد تحت إشراف أجهزة الأمن العظيمة التي تبذل جهدا متهرئا لإخفاء الحقيقة عن شعب محكوم عليه بالبؤس. تصريحات المسئولين الغير مسئولة تنم عن فساد الأمن وفشل كامل في تصريف الأمور وانهيار البنية الداخلية لمصر.

الهجوم على الكنائس قام به شخص مريض نفسيا!!! هل شخص واحد مريض نفسيا يستطيع أن يهاجم أربعة كنائس في هذه المدة الوجيزة وحده، يوجد بكل كنيسة في المتوسط 700 شخص!!! هكذا يقول المسئولين في الدولة بلا خجل!!! تصريحات السيد فاروق الفقي تكشف عن خيبة أملنا في القيادة المصرية العاجزة أو متواطئة مع الإسلاميين. وزير الداخلية الذي كان ينبغي إخلاء سبيله منذ زمن طويل ما زال قائما يعبث بمقدرات هذا الشعب الذي طال به العناء في ظل حكم بوليسي فاسد مع أمن مختل تزداد حالته تدهورا كل يوم.

كل ذلك مقترن بعملية إفراج غير مسبوقة عن أفواج من الإرهابيين الإسلاميين (ليس لها مثيل حتى في أيام الملك فاروق أو السادات). أشد العتاة في الإجرام تم الإفراج عنهم فجأة بدون مقدمات. الزُمُر قاتل أنور السادات هرب من السجن كما هَرَب أو هُرِّب من قبل عمر عبد الرحمن. كل ذلك تحقيقا لمطالب الديموقراطية الأمريكية في زمن بوش الأسود، ومطالب جمعيات حقوق الإنسان الأمريكية التي لطالما تباكت على الحقوق المهدرة للمجرمين الذين روعوا أمن العالم كله بأعمالهم الإرهابية. تقارير حقوق الإنسان لم تكف عن المطالبة بالإفراج عن المتآمرين على حرية الإنسان في مصر، بينما كانت القوائم تضع حقوق الأقباط في ذيل قائمة طويلة من الإرهابيين مما لا يشِّرف الأقباط أن يكونوا ضمن قائمة أشرار العالم.

الجماعة المحظورة تتصرف الآن كحكومة ظل استعدادا للانقضاض على الحكم. الجماعة تدرس وثيقة خاصة عن العلاقة مع الأقباط وبناء الكنائس وكأنها الحكومة. الصورة الآن تماثل حكومة شاه إيران قبل أن ينقض الخميني على الحكم بتدبير هنري كسنجر والمخابرات الأمريكية. مغازلة السيدة كندلزة رايس للجماعة المحظورة وتلميحاتها، ثم تبادل الجماعة معها الإيماءات الخفية والظاهرة. تصرفات السفارة الأمريكية في القاهرة وتعيين المتطرفين الإسلاميين في مواقع حساسة بالسفارة مما سبَّب متاعب شديدة للأقباط خاصة في الحصول على جوازات سفر، فالسفارة الأمريكية تمارس التعصب الديني ضد الأقباط. كل هذه علامات قرب النهاية.

تصريحات السيدة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة -التي زارت مصر الصيف الماضي- في تقرير نشرته مجلة "الأسبوع" (حصلت عليه من مكتب الإدارة الأمريكية، كما يقول مصطفى بكري رئيس التحرير!! وعلقت عليه روزاليوسف). فيه أشادت أولبرايت بالإخوان المسلمين وقالت: "الإخوان براجماتيون وهم على استعداد للتعاون مع الأمريكيين إذا رأوا أن مصلحتهم الحقيقية تكمن في ذلك، وإن الإخوان لديهم أفكار سياسية منظمة".

وأخطر ما أثارته أولبرايت في حديثها هو إمكانية تكرار النموذج التركي بمساعدة الإخوان. النموذج التركي هو ما قام به حزب تركيا الفتاة بتدبير يهود ألمانيا في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20. قاموا بمذابح الأرمن والسريان ودمروا الدولة العثمانية بعد أن أقحموها في الحرب العالمية الأولى لجانب ألمانيا، وفي الختام قام أتاتورك (وهو يهودي الأصل) بإعلان الدولة التركية العلمانية (وليس إسلاميا). لقد أشاد الإعلام الغربي بأتاتورك كمصلح علماني نادر متجاهلين لتاريخه الأسود، ومذابح المسيحيين الرهيبة التي راح ضحيتها أكثر من اثنين مليون من الأرمن وأكثر من مليون ونصف من السريان!!! هذا ما تريده السيدة أولبريت لمصر وأقباطها الذين لم يفهموا ما تقول. أما الدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام للجماعة المحظورة والذي يعي كل ما تقول، علق على حديثها قائلا "إن تجربة تركيا يصعب تكرارها في مصر لاختلاف الخلفيات الثقافية والاجتماعية للبلدين، فضلا عن أن لكل حزب أو حركة إسلامية أجندتها الخاصة وثوابتها التي تدافع عنها ولا تفرط فيها." السيد حبيب يُقِر أن حزب تركيا الفتاة بدأ كحركة إسلامية كان له أجندة وثوابت خاصة، فما هي أجندة الإخوان وثوابتهم؟!!!!!

السيدة أولبريت هي التي دعمت الإرهاب الإسلامي في بوسنيا ودول يوغوسلافيا القديمة، حيث قامت أكبر فتنة دينية وبلبلة قام بها مولوسوفيتش (وهو ليس مسيحي ولا مسلم كان زميل دراسة في أمريكا لناثنياهو الذي يعتز به). السيدة أولبريت هي التي باركت توريث حافظ الأسد للسلطة وسافرت (تمثل نفسها وليس أمريكا) لتقدم التهاني ودعم وترشيد سياسة بشار الأسد. الرئيس كلينتون تجاهل تماما الحدث مما أغضب بشار فهاجم كلينتون وهو يقدم الشكر والامتنان لأولبربت. إن سياسة بشار الإرهابية دعمتها أولبرابت ومن ذلك الوقت تتوالى الأزمات في المنطقة. ولأول مرة يظهر التعصب الديني في سوريا ضد المسيحيين.

موقف حسني مبارك غير الواضح من الجماعة المحظورة يثير الكثير من التساؤلات. فلماذا يسمح الرئيس بتواجد هذه الجماعة على الساحة السياسية بشكل سافر؟ من الناحية القانونية الرسمية الجماعة محظورة. هل هذا التصرف هو نتيجة لضغوط أمريكية فقط؟ أمريكا تطالب بالتطبيق الديموقراطي في مصر. إن مفهوم الديموقراطية الأمريكي (خارج أمريكا) في عصر بوش معناه فرض الإرهاب الإسلامي علي كل المنطقة، وذلك عكس ما يدَّعيه بوش وعكس ما يفهم السذج. وجود بوش نفسه واستمراره في الحكم ليس له أي مبرر سوى الإرهاب الإسلامي الذي يدَّعي محاربته بينما هو يدعمه بكل قوة حتى يستمر وجوده. إن عائلة بوش وبن لادن منذ القديم شركاء في المال والسياسة والإرهاب وكل شيء. تنظيم القاعدة الذي قام بأخطر الأعمال ضد أمريكا، نظمته ودعمته هيئات أمريكية وأمدته بأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا بل والترشيد. وشاركت أجهزة المخابرات الأمريكية في ذلك بجهد وافر. إن سياسة بوش في العراق هي التي أسفرت عن دستور إسلامي لأول مرة في تاريخ العراق كما أدخلت الإرهاب الإسلامي لأول مرة لأرض العراق!!! إن أعمال الإرهاب ضد المسيحيين في العراق ونسف الكنائس يتم تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكية. الموقف الأمريكي الرسمي من مسيحي العراق الذين طلبوا المساعدة هو التجاهل، وعندما طلبوا الهجرة رُفِض طلبهم وهذا يعكس حقيقة سياسة بوش. إن الموقف البائس للمسيحيين في لبنان وما وصلوا إليه يفضح الدور الأمريكي الواضح لدعم الإسلام الشيعي هناك والمضاد للوجود المسيحي الذي كان قبلاً يعتمد علي الحائط الأمريكي المايل. ليت الأقباط في مصر يعون الدرس قبل الكارثة.

الموقف الأمريكي اليوم يذكرني بما قاله الرئيس كارتر في آخر حوار للانتخابات الرئاسية بينه وبين ريجن. لقد ختم كارتر حواره موجها رسالة للشعب الأمريكي محذرا وقائلا، "لو أردتم تسريب الأسلحة التكنولوجية الخطرة للإرهابين ونشرها، انتخبوا ريجن". وانتخب الشعب الأمريكي الساذج المتأثر بالدعاية ريجن. وكما قال كارتر تماما تسربت الأسلحة الخطرة أولا لإيران ثم للعراق وليبيا. ذهب رئيس سابق للمخابرات الأمريكية لليبيا وأقام بها مدرسة للإرهاب، وأمدها بأسلحة قادرة على المرور من كل شاشات التفتيش في المطارات. وصنعت هذه الأسلحة خصيصا للمدرسة في مصانع أمريكية في ولايتي تكسس وبنسلفانيا. وأول نشاط للمدرسة كان خطف طائرة أمريكية. لقد استحضرت أمريكا الإرهابيين الخطرين أمثال عمر عبد الرحمن وأيمن الظواهري وأسامة بن لادن ودربتهم على الإرهاب. ما هي قدرة عمر عبد الرحمن الأعمى المحكوم عليه بالإعدام في مصر وما هي إمكانياته عند وصوله لأمريكا حتى يقوم بما قام به من جرائم ضد مصر وأمريكا إلا إذا كان مدعَّما من قوى الإرهاب وأجهزة المخابرات الأمريكية نفسها، والتي لم تخفي دعمها له. لقد جمعت أمريكا العديد من الإرهابيين الخطرين ودعمتهم بأحدث الأسلحة لتستخدمهم ضد الشعوب وكانت النتيجة الحتمية أنهم ضربوا أمريكا نفسها. ومازالت قوى الشر هنالك تلعب نفس اللعبة الخطرة ضد الشعوب.

لنعود لمصر وقضيتها ومحنتها. هل حسني مبارك يغمض عينيه عن أعمال الجماعة المحظورة لمجرد انه يجامل أمريكا. الواقع يقول غير ذلك فهناك تعاملات كثيرة أخرى ومصالح مشتركة وتورطات قديمة بين مبارك والجماعات الإرهابية. فهم ليسوا على كامل الوفاق وأيضا ليسوا مختلفين تماما، وهم أكثر اتفاقا في المسألة القبطية. الكثير من أعضاء الحزب الوطني البارزين والمقربين للرئيس يعملون مع الإخوان والجماعات الإسلامية المختلفة، ويُسخِّرون أجهزة الدولة لخدمة مخططاتهم الإرهابية.

موقف مبارك يذكرنا بسياسة الملك فاروق الذي اعتمد علي الإخوان المسلمين في ضرب القوى الوطنية والمثقفين والأقباط في مصر. كان الملك على علم بدور الإنجليز في قيام جماعة الإخوان المسلمين (عام 1928) لضرب الحركة الوطنية بزعامة سعد زغلول وتقليص نشاطه تحت شعارات دينية موهومة. فقام الملك باستخدامهم ضد العمل الوطني في مصر. ما أشبه هذه الأيام بنهاية عصر فاروق. حيث بدأ التخبط والارتباك السياسي وأعمال العنف والفساد مع ازدياد نشاط جماعة الإخوان الذي أفقد الملك سيطرته علي أجهزة الدولة. عام 1952 كان عام المُظاهرات في الجامعة والمدارس والتي استمرت معظم أيام السنة الدراسية دون سبب حقيقي. ثم حدث حريق القاهرة في يوم 26 يناير 1952 علي يد حزب مصر الفتاة الذي يفخر السادات بالانتساب إليه. كان هذا الحزب الإرهابي الفاسد يتعامل مع الألمان تماما مثل حزب تركيا الفتاة. في كتاب "البحث عن الذات" ذكر السادات معلومات هامة عن نشاط هذا الحزب الإرهابي ودور السادات نفسه في الإرهاب السياسي لهذا الحزب. وذكر أن مثله الأعلى هو كمال أتاتورك، أحد أخطر الإرهابيين وراء مذابح الأرمن والسريان. كل ذلك يفسر موقف السادات من الأقباط. لكن الله لم يمهله ليعمل بالأقباط ما أراده لهم.

لقد توقف الإرهاب تماما عندما قامت ثورة 1952 ونجح عبد الناصر في استتباب أمن مصر الداخلي وحافظ على ذلك طيلة عصره. لم يكن هذا بالأمر السهل فلقد تعرض عبد الناصر نفسه للاغتيال، كما واجه هجوما عالميا، سياسيا وعسكريا شرسا. إن حادث سندنهور الشهير يكشف دور عبد الناصر في دعم أمن مصر الداخلي. كان طبيبا قبطيا عائدا من الإسكندرية بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع، وعند مروره بقرية سندنهور صدم طفل بعربته فأصابه ببعض الجروح البسيطة. توقف الطبيب وقام بمحاولة إسعاف الطفل بما معه من إسعافات أولية. إلا أن الفلاحين تجمعوا حوله وقتلوه هو وأفراد عائلته بالفؤوس. رغم أن الحدث كان فرديا وغير مدبر من تنظيم إسلامي إلا أنه كان له بعدا دينيا. في عصر عبد الناصر، تم القبض على الجناة خلال ساعتين من الحادث. نشرت جميع الجرائد تفاصيل المجزرة البشعة بكل شفافية. تمت المحاكمة وتم إعدام سبعة من المتهمين قتلوا أربعة أشخاص. تم تنفيذ الحكم خلال شهرين فقط من تاريخ الحادث. إعدام القتلة تم في موقع الجريمة ليكونوا عبرة لمن يعتبر. أين هذا التصرف الحاسم مما نحن فيه اليوم من أمن مختل. لقد رفع عبد الناصر شعار الشرطة في خدمة الشعب، لم يكن هذا يعني التهاون مع المجرمين والإرهابيين والقتلة بل بالعكس، فلقد كان موقع الإرهابي هو المعتقل والمجرم السجن والقاتل حبل المشنقة وفي ذلك عدل بل رحمة بالآمنين من الشعب الكادح. لقد كانت الشرطة فعلا في خدمة الشعب.

وجاء السادات وأخرج المجرمين من السجون وأعاد الصور الفاسدة لعصر الملك فاروق. أفرج عن الإرهابيين وأعاد البند الثاني من الدستور الذي كان قد ألغاه عبد الناصر في عام 1958. أعاده بنص أكثر تشددا مما كان عليه في عصر الملك. تسيب الإعلام وفتح المتأسلمون فوهات ألسنتهم القذرة لتلقي بحمم نيرانها ضد المسيحيين في كل أجهزة الإعلام. الميكروفونات التي تعلو الجوامع ارتفع ضجيجها وصوتها لتبَّلِغ المسيحيين في بيوتهم كل أنواع الشتائم والوعيد. وفي ظل عصر السادات البوليسي الغي شعار الشرطة في خدمة الشعب. وذهب السادات يحمل على كاهله جرما لن يغفره التاريخ، وليت التاريخ يصدق ليكشف عن حقيقة الخائن.

أظن أن الرئيس مبارك عاش كل هذه الأحداث ويعرفها ويذكرها جيدا. فلماذا لم يعتبر؟!!! كيف يترك الأمور حتى تصل إلى هذه الدرجة من الخطورة؟!!! هل ما يحدث اليوم من فساد أمني والذي تعانيه مصر اليوم كان ممكن أن يحدث في عصر عبد الناصر؟!!! لذلك فأن مسئولية الأمن هي مسئولية الرئيس الشخصية!!! وهو أول من يتحمل المسئولية ويدفع ثمن تسيب الأمن مهما طال به الزمان!!! الموقف الآن ليس له تحذير ولا دعوة لتدبر لكنه موقف حكم يتهاوى. أليس كان من الأفضل لمبارك، بدلا من أن يغامر بدورة جديدة في الحكم يُعرِّض فيها نفسه ومصر لمخاطر مروعة، كان عليه أن يسلم الأمر ليد أمينة نظيفة قادرة أن تقود مصر لبر الأمان. لو فعل ذلك لسجل التاريخ له موقف بطولي بدلا من المهزلة القائمة اليوم. الموقف الآن لا يبدو له حل، فليس لنا إلا أن نحبس أنفاسنا حتى ينفذ أمر الله.

لقد اختبرت مصر الكوارث والضربات مرات كثيرة ولقد صدق إشعياء النبي عندما قال "أضرب مصر ضاربا فشافيا، مبارك شعبي مصر". ضربات كثيرة أحدقت بمصر، وكل ضربة كانت فيها شفاء لداء وأدواء لم يكن للعقل البشري أن يتصور فيها أن الكارثة هي الحل. فبعد الإعصار تنقشع كل السحب الداكنة والأنواء المدمرة لتكشف عن الحقيقة كالشمس الساطعة. كوارث مصر تذهب أولا بمن دبروها مع الخونة والعملاء ولولا ذلك لضاعت مصر وحضارتها الأصيلة منذ زمن بعيد.

الكارثة هي الحل، كفيضان النيل الذي كان يأتي ليدمر قرى مصر ويعقب ذلك الخضرة والثمر والخصوبة والغني. من يتصور مصر بدون حضارة كمن يتصور جسد يتحرك بلا روح. مصر الحضارة لن تستطيع أي قوى أن تنتزع حضارتها منها. إن قوي التخلف والرجعية تتحرك عكس تيار التاريخ الجارف فهي تتحرك ضد وجودها محدثة لأزمات وقتية وفرقعات تقضي بها على نفسها. من يتمسك بالخير يمسك بالوجود، وما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تدينوا لكي لا تدانوا
- (1) -التعصب الديني في مصر
- ماذا حصد الأقباط من موقف البابا شنودة من انتخابات الرئاسة
- الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى -الدولة والكنيسة- 2
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- أكتوبر؛ ختاما لحرب الست سنوات -الفصل الأول
- الإرهاب والقهر والتكفير والفساد في الكنيسة القبطية
- الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى الدولة و الكنيسة
- البابا شنودة وانتخابات الرئاسة
- انغلاق العقل القبطي في عصر البابا شنودة
- حول الأزمة الدينية في مصر : الخلل الذي كشفته وفاء


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - نشاط الجماعة المحظورة في مصر علامة حكم يتهاوى