أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - بعض دلالات زيارة البابا للمغرب.














المزيد.....

بعض دلالات زيارة البابا للمغرب.


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض دلالات زيارة البابا للمغرب.

يقوم البابا فرانسيس بزيارة رسمية للمغرب خلال يومي 30 و 31 مارس 2019 ، بدعوة كريمة من العاهل المغربي محمد السادس ، وتأتي هذه الزيارة الهامة لشخصية دينية مرموقة لتؤكد الدور المحوري الدولي الذي يلعبه المغرب في التقريب بين الأديان والثقافات والشعوب ويؤكد مجددا أن المغرب بلد التسامح والتعايش والإخاء والحوار الديني والثقافي . من يتابع السياسة المتبعة من طرف ملك البلاد منذ توليه العرش سنة 1999 سيلاحظ بدون كبير عناء أن المغرب كرس صورته الدولية كبلد اللقاءات الدينية لمختلف الاديان والثقافات وبلد المؤتمرات الكبرى للحوار بين الثقافات والحضارات ، فالملك محمد السادس بدأ عرشه بمجموعة من القرارات والاجراءات والقناعات التنويرية الهامة داخل المغرب وخارجه ، داخليا بدأ بالاعتراف بالثقافة والهوية الامازيغية للمغرب ودشن ورش المصالحات التاريخية والسياسية و اعطى نفسا جديدا للمرأة المغربية و دشن دينامية حوار عقلاني متنور تجاوز حتى تصورات وتوقعات بعض الاحزاب الاشتراكية المغربية وهذا النفس الاصلاحي الملكي لقي استحسانا دوليا و فتح جسرا كبيرا للثقافة الحداثية في مجتمع منغلق محافظ متمسك جدا بالوثوقيات ، كما ان مواقفه اتجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مشرفة جدا وتنسجم مع الشرعية الدولية و تشجع قيم الحوار و التفاهم بين الاطراف المتصارعة وفق مقاربة الارض مقابل السلام و مقررات المبادرة العربية للسلام وحل الدولتين ، هذه المواقف الملكية المغربية المشرفة ساهمت في تعميق صورة الملك الخارجية والدولية كطرف وسيط محترم لدى الجميع وداعية سلام ووئام بالعالم . الإشادة الكبيرة التي تلقاها المواقف الملكية من اليهود في العالم قاطبة ومن اليهود المغاربة خاصة ومن المسيحيين في العالم بمختلف طوائفهم ومن المسلمين بمختلف مذاهبهم واحتضان ائئمتهم وزعمائهم و احترام قناعاتهم الدينية تبين عمق الإيمان المغربي بالتعدد الديني والثقافي والهوياتي وحرص المملكة المغربية على بناء عالم انساني خال من العنف والتطرف والكراهية و من الارهاب . زيارة البابا فرانسيس الارجنتيني الاصل العاشق للسلام و المناضل من اجل الوئام والتاخي بين الشعوب ، البابا الذي جاهر بمناصرته لحقوق الشعب الفلسطيني والسوري واليمني الذي جاهر بمعاداته لخلط الارهاب مع الاسلام ،زيارته للمغرب اعلان اعتراف من قبل الفاتيكان والمتدينين المسيحيين على ان المغرب بلد يحترم انسانية الانسان بغض النظر عن لغته ودينه .
لاشك ان بلادنا تعمل جاهدة من اجل نشر الحوار الديني والحضاري في العالم ولكن يلزمها انخراط جاد من قبل قوى دولية فاعلة لتكريس نظام عالمي عادل و انساني ومتضامن ، فالمنتظم الدولي مدعو الى اطلاق ورش حضاري دولي من اجل التقريب بين الشعوب و الدفع بعجلة الحوار الديني بين الاديان والثقافات الى مداها وتجاوز نظرة صراع الحضارات والثقافات التي يروج لها بعض مثقفي الحروب والكوارث من امثال صموئيل هنتكتون وفركوياما و اخرون ، فتصوروا معي لو ان العالم يبذل نفس الجهود التي يبذلها من اجل التسلح وعسكرة العالم وتغذية الصراعات في جهود اعمار العالم ونشر ثقافة حقوق الانسان ونشر العدالة الاجتماعية ، تصوروا العالم يبذل نفس الجهود ونفس الامكانيات من اجل بناء مؤسسات حوارية بين الاديان والثقافات لتخلص العالم اليوم من اهات والالام كثيرة ودماء كثيرة سفكت باسم هذا الدين أو ذاك والاديان من هذه الدماء براء. تصوروا لو ان الاديان المسيحية والاسلامية واليهودية والكونفوشيسية واللادينية ... قاموا بتنقية اعتقاداتهم و تصوراتهم عن الاخر المختلف عنهم في الدين واللغة والثقافة والاصل الاجتماعي ، تنقية تقوم على نزع الطهرانية والارثدوكسية والتفكير المتحجر الذي يعتقل الحقيقة ويأسرها و يبصم الاخرين بالجهل والانحراف والزيغ عن الطريق المستقيم ، تصوروا ان علمائنا الاجلاء قاموا بصياغة أدياننا وفق مقاربة الحق والواجب و العدالة ومحاربة الظلم كم سنكون سعداء لنرى عالمنا مغايرا منفتحا متسامحا ، اتمنى صادقا ان يساعد المنتظم الدولي المملكة المغربية وملكها المتنور في مبادراته الدولية من اجل نزع فتيل النزاعات الدولية المدمرة التي تستقي شرعياتها المزعومة من الاديان او قل للدقة نقول من قراءات مغلوطة للاديان ، فبلادنا تقوم بجهود كبيرة لكن بالتأكيد اليد الواحدة لا تصفق والنوايا الحسنة غير كافية لوحدها لانقاد العالم من ويلات الارهاب والتطرف والكراهية .
انغير بوبكر
باحث في قضايا التنمية والديموقراطية وحقوق الانسان
حاصل على دبلوم السلك العالي في التدبير الاداري من المدرسة الوطنية للادارة.
حاصل على دبلوم المعهد الدولي لحقوق الانسان بستراسبورغ
حاصل على دبلوم المدرسة المواطنة للدراسات السياسية
com.gmail@2012ounghirboubaker



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يعلنون حياة الشعب الجزائري؟
- كيف أجهضت حكومة بنكيران -الاسلامية- طموح شباب حركة 20 فبراير ...
- الحركة الامازيغية المغربية تقود ثورة هادئة لدمقرطة الدولة وإ ...
- سمير امين : المفكر الاقتصادي الماركسي الذي ناهض التبعية وناض ...
- فيصل دراج : الناقد الروائي الكبير و مثقف الاغتراب المزدوج .
- هل ستضحي الدول الغربية بمبادئها وقيمها من اجل مصالح اقتصادية ...
- ادوارد سعيد: مثقف المضطهدين وناقد الاستشراق المؤدلج
- الديبلوماسي ومدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية السابق برنار ...
- الديبلوماسي ووزير العدل المغربي محمد اوجار في استجواب هام مع ...
- من اجل ديبلوماسية مغربية قوية ترتكز على الدفاع عن حقوق الانس ...
- لماذا انتهك النظام السوري كل الخطوط الحمراء بدون رقيب ولا حس ...
- ماذا لو كان حزب الله هو قاتل رفيق الحريري؟
- الطيب التيزيني : حكيم الفلاسفة المعاصرين ومناصر حقوق الانسان ...
- محمد عابد الجابري : طبيب التراث الاسلامي و ابن رشد الزمن الم ...
- الحسين مروة شيخ الشهداء و مفكر التجديد الديني
- المهدي عامل رائد الفكر المناضل وشهيد الكلمة الحرة الملتزمة
- في ضرورة الحل الوطني الديموقراطي لقضية الصحراء .
- لماذا تعتبر الحركة الامازيغية القوة السياسية القادمة في شمال ...
- الامازيغ المغاربة يفقدون رمزا من رموز النهضة الامازيغية المع ...
- الشاعرة التونسية سميرة بن حسن:الأمازيغ مطالبون برص الصفوف خد ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - بعض دلالات زيارة البابا للمغرب.