أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد كشكار - أمريكا ومنذ 1940 وهي تتدخل في انتخابات دول كبرى، تؤثر في الناخبين قبل الصندوق، فكيف تستغربون من إمكانية تدخلها في تونس قبل انتخابات أكتوبر 2019؟















المزيد.....

أمريكا ومنذ 1940 وهي تتدخل في انتخابات دول كبرى، تؤثر في الناخبين قبل الصندوق، فكيف تستغربون من إمكانية تدخلها في تونس قبل انتخابات أكتوبر 2019؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 09:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تدخلتْ في انتخابات إيطاليا عام 1940، ألمانيا 1950. أطاحت برؤساء منتخبين في إيران وڤواتميلا سنة 1950، واليوم تحاول قلب ماديرو الرئيس الشرعي لدولة فنزويلا.

سأكتفي بعرض ما فعلته في روسيا أثناء إعداد الرئيس المباشر يلتسين للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية جويلية 1996:
- عند تقديم ترشحه في فيفري 1996، كانت حظوظ يلتسين في الفوز ضئيلة جدًّا: حزبه "بيتنا روسيا" لم يحصل إلا على 10% من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية الأخيرة (ديسمبر 1995) في حين أن الحزب الشيوعي لِـ"زيوڤانوف" (منافسه القوي في رئاسية جويلية 1996) حصل على ربع مقاعد البرلمان (La Douma). سبر الآراء السابق للانتخابات لم يمنحْه إلا 3% فقط من نوايا التصويت لصالحه.
- وضْعُه هذا في فيفري 1996، البائس سياسيًّا، لم يمنعْه في جويلية من نفس العام من الفوز على منافسه الشيوعي في الدورة الثانية بنسبة 54%.

السؤال: ماذا وكيف حصل هذا التغيير غير الطبيعي لِـ"يلتسين" في ظرف 6 أشهر فقط، أي بين تاريخ ترشحه وتاريخ فوزه؟

الجواب في عدة نقاط:
- حل بموسكو وفدٌ أمريكيٌّ متكونٌ من ثلاثة رجال محترفين، مختصين في التأثير على الناخبين قبل الصندوق. ثلاثتهم قَدِموا بناءً على دعوةٍ وُجهت لهم من قِبل عضوٍ في بطانة يلتسين لكي يتولوا تعليمَ الروس فنون وآليات التأثير على الناخبين قبل الصندوق. آلياتٌ جهنميةٌ حديثةٌ جرّبوها ونجحوا في تنصيب الجمهوري "بيتر ويلسون" حاكمًا على ولاية كاليفورنيا سنة 1991. جاؤوا لروسيا يبيعون سلعةً مثلهم مثل وكيل شركة صنع سيارات.
- بدؤوا بإجراء سلسلة من "الزرڤونيات" (سبر آراء مزيف وموجه) لتلميع صورة يلتسين الوسخة جدًّا وفي نفس الوقت توسيخ صورة منافسه الشعبية جدًّا.
- ولتنفيذ مخططهم رجعوا لأرشيف الحقبة الستالينية وانتقوا منه صورًا تفي بالغرض. صورٌ ترعب الناخبين وتذكّرهم بأخطاء ستالين الفظيعة فعلاً: صفوفٌ لا تنتهي من المواطنين أمام المغازات الفارغة في انتظار الفوز بعلبة سجائر أو قطعة صابون أخضر. شيوعيون يهدمون بالفؤوس كنائسَ أورتودكسية. صورٌ مرفوقةٌ بشعارات مكتوبة مثل: صوّت أو ستخسر"، "الله يسترنا"، "اشترِ غذاءَك لآخر مرة".
- هذه الحملة المغرضة ساهمت في تشويه سمعة زيوڤانوف، المرشح الشيوعي الأوفر حظًّا في الفوز على يلتسين.
- كلينتون، رئيس أمريكا في تلك الفترة، فتح هاتفه المباشر لِـيلتسين وزار موسكو في 20 أفريل 1996 وصرّح: "نتمنى على الشعب الروسي أن يصوّت للمستقبل" أي ليلتسين.
- ألان جوبّي، الوزير الأول الفرنسي في تلك الفترة، زار موسكو في 14 فيفري 1996 وأشاد بالمشروع الإصلاحي لـيلتسين.
- هلموت كول، المستشار الألماني في تلك الفترة، زار موسكو مرتين في ظرف 5 أشهر وصرّح: "من البديهي أننا سنتعرض لصعوبات معه (يقصد زيوڤانوف) أكثر من يلتسين. يلتسين صديق أصيل لألمانيا ومتعاون موثوق منه (إشارة إلى انسحاب القوات الروسية من ألمانيا الشرقية)".
- وبقدرة قادر، تهاطلت على روسيا يلتسين القروض من الدوائر المالية العالمية: صندوق النقد الدولي قرر قرضًا بثلاثة مليار دولار، هاتفَ يلتسين صديقه وزميله كلينتون راجيًا تدخله فارتفع القرض بعصا سحرية إلى 10 مليار دولار. نادي باريس، 40 مليار دولار. البنك العالمي، 200 مليون دولار.

خاتمة من تأليف مواطن العالَم:
المالُ الفاسدُ لَطَّخَ الصندوقَ الشفافَ بلطخةٍ شفّافةٍ لا يراها إلا أصحابُ النظر الثاقب، لطخةٍ لن تمّحي ما دامت الرأسمالية الجشعة تحكم كل بلدان العالَم. لا أملَ لي إلا في أجيال المستقبل، أجيال العالَم أجمع!
هلاّ عرفتم لماذا لا أنتخبُ ولن أنتخبَ؟ قلتُ عرفتم ولم أقلْ اقتنعتم، أنا ناقلٌ معرفة ولستُ داعيةً ولا واعظًا ولا مرشدًا. لم أنتخبْ في عهد بورڤيبة ولا في عهد بن علي. بعد الثورة، شاركتُ في انتخابات المجلس التأسيسي وانتخبتُ قائمة "الجمل" مجاملةً لصديقي العزيز وزميلي النفطي حولة. الله يرحم بورڤيبة عندما حرّم علينا الانتخابات ونصّبَ نفسَه رئيسًا مدى الحياة!
الاتحاد الأوروبي، كيانٌ منتخبٌ ديمقراطيًّا تتحكم في سياسته المالية مؤسستان ماليتان غير منتخبتين وهما صندوق النقد الدولي (FMI) والبنك المركزي الأوروبي (BCE). هذا الحاكم القوي الفعلي الثنائي-الرأس والخفي وغير الديمقراطي ركّعَ حكومة اليونان اليسارية الشعبية المنتخبة والمُزكّاة باستفتاء شعبي وسخر منها وقال لممثلها السابق في المفاوضات، وزير المالية الأسبق المستقيل أو المُقال: "سلّملي على الانتخابات الديمقراطية والاستفتاءات الشعبية، لقد ولَّى زمن هذه الأوهام وانقضى بلا رجعة".
قال ميتران رئيس فرنسا السابق: "انتُخِبت من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية في فرنسا فخيرتني ألمانيا بينها وبين بناء اتحاد أوروبي ليبرالي فاخترتُ ما فرضته عليّ ألمانيا".
في فرنسا التسعينيات على ما أتذكّر، عُرِضت "اتفاقية ماستريتش للاتحاد الأوروبي" على التصويت في استفتاء، رفضتها الأغلبية، أعادوا صياغتها، قدّموا جملة وأخّروا أخرى، حذفوا نقطة وأضافوا مكانَها فاصلا، ثم أعادوا طرحَها ثانية للتصويت دون وجه حق، فازت بالأغلبية، و"خرّافتنا هابا هابا وكل عام اتْجينا صابة" وتحيا الديمقراطية التي ابتدعتها الطبقة البورجوازية المهيمِنة، مُدَجِّنة الفقراء من أجل خدمة الأغنياء، و"عالصندوق انغنِّي"!
Conclusion générale: Disons-le-leur tout de suite: Les élections tunisiennes d`octobre 2019 ne changeront rien surtout pour le peuple, pour les voleurs du peuple.. peut-être

المصدر:
Le Monde diplomatique, mars 2019, extraits de l`article : Quand Washington manipulait la présidentielle russe. Par Hélène Richard, p. 14-15

إمضاء مواطن العالَم (لوموند ديبلوماتيك، ترجمة وتأثيث مواطن العالَم)
"أنا عند الإسلاميين شيوعي وعند الشيوعيين إسلامي! لأن المفكر الحر يستحيل تصنيفه.." المفكر الإيراني الإسلامي الحر علي شريعتي، صديق الفيلسوف الفرنسي اليساري الملحد جان بول سارتر الذي قال: "لو أجبرتُ يومًا على اختيارِ دينٍ، لاخترتُ دينَ صديقي علي شريعتي".
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ، لا أراهُ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ سياسيًّا كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
يا أولِي الألباب، حارِبوا L`ADN sauvage et égoïste بواسطة L`épigenèse cérébrale!



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركات الإسلام السياسي (أو الصحوة الإسلامية بمتطرّفيها ومعتدل ...
- التربية الصحية بين الممكن والمطلوب ؟
- حوارٌ بيني وبين صديقِ يساريٍّ ماتَ عامْ سبعينْ !؟
- التلميذُ أمْ مدرّسُه، مَن مِنهما الفاشلُ الكسولُ الجاهلُ؟
- فرحات حشاد: -أحِبُّكَ ياشعبْ-. يوسف الشاهد: -أكرَحِبُّكَ يا ...
- موقف فكري من بث البرامج التلفزية التي تُشَهِّرُ بجرائم الاغت ...
- أطالبُ بإنشاء مخبر للتفكير السياسي المجرّد في تونس؟
- الضريرة المستنيرة !
- مفكرون وفلاسفة تقدّميون أوروبيون غير مسلمين سبقونا وأنصفوا ا ...
- خِطابٌ أراهُ جيدًا أرُدُّ به على خِطابٍ أراهُ سيئًا؟
- بعضُ العِلمِ الأمريكي منحازٌ لمنتجِيه، هو ليس موضوعيًّا ولا ...
- يومان في المنستير، قدمتُ محاضرةً علميةً، مدينةٌ جميلةٌ وجدتُ ...
- الصين الشيوعية عينت مليون موظف مقيم لمراقبة مليون عائلة مسلم ...
- أمَا آنَ للتونسياتِ أن يَنتزعنَ المُلْكَ من الرجالِ، لقد فشل ...
- هل خرجنا من الجاهلية، وهل طبقنا فعلا ما أمرنا به الإسلام؟
- مجموعةٌ من الأسئلةِ، أرّقتني طيلةَ عقودٍ! وجدتُ لها اليومَ ج ...
- هل بقيتْ عدالتُنا معلقةً في السماءِ؟
- ساعة كاملة مع وزير الشؤون الدينية (de 8h à 9h): نقاشٌ حول فك ...
- مجموعة من الأسئلة المحرجة والمحيّرة، أود من كل مسلم صادق - ي ...
- متى تَخْرَسِي يا طواحينَ الريحْ، أريدُ أن أكتُبَ؟!


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد كشكار - أمريكا ومنذ 1940 وهي تتدخل في انتخابات دول كبرى، تؤثر في الناخبين قبل الصندوق، فكيف تستغربون من إمكانية تدخلها في تونس قبل انتخابات أكتوبر 2019؟