لا مناص من ثوره فى الوعى

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 01:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نريد اوطانا رائعه لكننا لسنا مستعدين لبذل جهد بسيط من اجل ان تكون رائعه كما نريد و نتمنى, و اسهل شىء ان نشتم و نلعن .هناك مبدا بسيط يعرفه الصغير قبل الكبير, الا و هو قطره على قطره تصبح بحرا .لكن المشكله كيف تضم قطره الى قطره اخرى.القطره الصغيره اصغر حجما من القطره الاكبر, لكنها ليست اقل شانا .و القطره الاكبر حجما ليست اكبر شانا.
ما نحتاجه الان هو ثوره الحقيقه و لا شىء سوى ذلك لانها تفترض مواجهة المشاكل كما هى بالضبط بدون الانشائيات الكبيره التى اثقلتنها بها الفضائيات . !
حان الوقت ان نخلص من الكلام الذى لا قيمه فعليه له ,ان كسر لوح زجاج فى مدرسه لا يصلحه احد و كان الامر مؤامره امبرياليه و انظمه استبداديه و الخ من الكلام العام الذى اوصلنا الى ما وصلنا اليه.لذا لا بد من التدريب على ثقافة تحمل المسوولية .تحميل انظمة الحكم مسووليه كل صغيره و كبيره فيها مبالغات كبيرة لان الدولة لا تستطيع وحدها حل كل المشاكل .هنا فى النروج مثلا هناك متطوعين بالالاف يهبون لاجل مساعدة البوليس ان حصل ان ضاع احد فى الجبال .لقد بت على قناعة ان انعدام الشعور بالمسووليه العامة احد اسباب تخلفنا و تراجعنا .من الخطا النالاعتقاد ان البلاد ملك للحكومة و كانها ليست سوى جمعية خيريه و لا علاقة للشعب سوى تلقى المساعدة .


.
قبل ان نطالب برحيل الحكام فليسال كل منا ان كان فى قريته مساحه صغيره لاجل ان يلعب الاطفال ,ولن اقول اكثر, و ان كنا غير قادرين على عمل ذلك العمل البسيط الذى يحتاج لتبرع يوم عمل لبضعه اشخاص ليوم واحد, و مؤكد انه لن تقف الامبرياليه العالميه لمنعه , ان كنا غير قادرين فلنعيد التفكير فيما يمكن عمله !ّ
و الطريف ان جل المطالب صارت الان تطالب الحكام بالرحيل ,حسنا لنفرض ان الحكام رحلوا ماذا نفعل بالشعب ,هل نطالبه ايضا بالرحيل ؟؟؟
طبعا هذا غير ممكن و غير معقول ايضا.الافات الاجتماعيه المدمره موجوده فى ذات الثقافه الشعبيه التى تبرر منطق الرشوه و الفساد و الظلم الذى يمارسه الحكام.و العمل الحقيقى يجب ان يبدا من هنا.اى من تغيير العقليات و انماط التفكير . !
هناك قبائل تعيش فى الغابات الاستوائيه بلا نظام سياسى ابدا ,لكنها قدرت ان تطور مجتمعا متصالحا قائم على مبدا التعاون و كل حسب معرفته و جهده لاجل خدمه الجميع .ليسوا بحاجه الى دماء تهرق لتحقيق ذلك .نحن بحاجه لوعى اكثر بكثير من حاجتنا لثورات ,ففى غياب الوعى المجتمعى يصبح السلاح مثل علبة كبريت بيد الطفل يحرق البيت كله كما حصل فى بعض بلادنا !!

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات