أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - رسالة لاتخلو من وجع ...قصة قصيرة !!!














المزيد.....

رسالة لاتخلو من وجع ...قصة قصيرة !!!


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 27 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


دخلت القاعة وهي تمشي الهوينا بصحبة أمها وشقيقتها وابنة اختها غادة ذات التسعة أعوام ..دخلت يعتريها التردد والضجر اذ لم تك ترغب في المجيء لانها تضيق من دوشة وضجيج الأعراس لكنها لم تقوى على الرفض هذه المرة وسط إلحاح أمها وابنة أختها المتعلقة بها كثيرا فكان لابد أن تكون معهم في حفلة العرس هذه ..أحست منذ الوهلة الأولى أن المكان يكاد يخنقها فهي لاتريد أن تعيش هذه الأجواء ليس لأنه يذكرها بخيبتها وعنوستها فحسب بل هو الهروب من عيون الأخريات التي لاترى فيها الا علامات الاستفهام تلك وذات السؤال المعهود التي تعودت أن تسمعه كل مرة( غريب لماذا لم تتزوحي لحد الان ..هل فقد الرجال رؤبتهم واذواقهم فانت رغم سني عمرك الأربعين لازلت جميلة وراقية) ..لقد سئمت تماما من تلك العبارات ولم تعد تحتمل هذا التطفل من الأقارب والصديقات لكنها أعتادت ان تلتزم الصمت وتترك لأمها الإجابة ..تمتمت بينها وبين نفسها ( مساكين لأنكم لاتعلمون...فأنا من أرفض كل من يتقدم الي بل لا أريد الأرتباط أساسا بعد حامد ذاك الذي عانق شغاف قلبي وأبى أن يغادره أبدا ) نعم هو وليس غيره خطيبها الذي احبته بصدق وتأثرت به وأخذت عنه كل ماهو جميل ورائع ولكن شاء الله الا يكتب لذاك الحب أن يكتمل فتدخلات الأهل وكثرة الخلافات التي مانفكت أن تنتهي أبدا جعلت حامد يرضخ لقرار امه أخيرا ..الأم التي كان يحبها جدا ويحترم قراراتها ويحسب لها الف حساب فهي دون غيرها من أختارت له نورس ابنة خالته لتضع النهاية لعلاقتهما الجميلة التي دامت أكثر من سنتين انتهت بفسخ الخطوبة وزواجه بنورس .....
العرس الذي حضرته كان لأحد الأقارب وحامد من أقربائها وطبيعي أن يحضر العرس وكم تمنت أن لايكون اليوم بين المدعوين ...وما أن خطرت تلك الفكرة ببالها أحست أن الدنيا تلف من حولها ولكن صوت غادة ابنة أختها أخرجها من تلك الهواجس والظنون..!!! خالتي دعينا نجلس هنا ..إجابتها... حاضر حبيبتي. وجلسن جميعا بينما راحت عيناها تفتقد الحاضرين خشية أن يكون حامد من بينهم وما هي إلا لحظات حتى وجدته جالسا في الزاوية البعيدة من القاعة... نعم إنه هو ..تميزه بين الف ..كان جالسا وزوجته بينما طفلته الجميلة بانت تتمايل امامه مع انغام الموسيقى المنبعثة من الديجي ..بارتباك وخجل أخذت تنظراليه وما ان وقعت عيناه عليها تغيرت اساريره وبانت عليه علامات الشوق والحنين وابتسامته الجميلة الواسعة تملأ شفتيه احرجتها تلك الأبتسامة واستدارت بوجهها وأحست أن كلها يرتجف حتى كادت تسمع دقات قلبها وكأنه يقتلع من مكانه ..وسرعان مااختفى حامد وما هي الا دقائق حتى ظهر ثانية وتقدم نحوها..سلم على والدتها وشقيقتها ..وبذات الابتسامة مد يده اليها وصافحها قائلا ( كيفك نوال ..اتعلمين ..أنت كما أنت لم تتغيري أبدا ) تملكها الخجل والارتباك وتهدج صوتها ولاتعرف بماذا تجيب ( اهلا حامد ..ك..ي.... ف...ك !!) أحست بعدها أن ثمة شيء ما في يدها...اقصوصة صغيرة طويت بعناية وضعها هو في يدها خلسة ..تملكها الخجل والحرج وتمنت لو أن من حولها لم يلحظ تلك الأقصوصة...أطبقت يدها لتخفيها وما أن عاد ادراجه تنفست الصعداء وذهبت مسرعة الى الحمام كي تقرأ ما بتلك الورقة ...فتحتها على عجل وقرات مافيها (سعيد جدا برؤيتك .انت كما عهدتك..ما اجمللك نوال ..ليتني لم أكن يوما بذاك الجبن ..ولم ارضخ لرغبة امي ليتني احتفظت بك..سامحيني فانت في القلب ابدا وقلتها دوما واقولها الان انت كالوشم الذي لايمكن له أن يزول يوما )..أحست أن كل مافيها يرتجف ومسحت دموعها التي خانتها على عجل ما أن سمعت صوت غادة( أين أنت خالتي ..افتقدتك ) تمتمت .. انا هنا عزيزتي..دعينا نذهب...قالت هذا واخذت ابنة أختها من يدها وعادت حيث تجلس أمها ...وراحت عيناها تبحث عنه فوجدته ينظر إليها بذات الابتسامة وكأن لسان حاله يقول هل قرأتها !؟ هربت من نظراته تلك وأخذت تفكر فيما كتبه ... ترى هل كان يعني ما يقول بعد أن تزوج وله ابنة !؟ لكنها لاتشك أبدا بصدق إحساسه وكلماته فدليلها قلبها الذي لم يخذلها يوما ودون أن تفكر طويلا ارتأت أن ترد عليه ..نعم لابد من الرد ....وغادرت القاعة وطلبت من الادارة ورقة وأخرجت قلمها وبدأت تكتب (أخي الطيب الحبيب شكرا لكلماتك وأطرائك... أن كنت تسال عني فأنا لست بخير ولكن بما نمتلك من ظروف فان الابتعاد يمثل لكلينا السلامة والامان ويعني لي أنا راحة العقل والضمير ...نعم اشتاق اليك وافتقدك وأشعر بكلماتك وأدرك صدقها فقلبي هو الدليل لكن بكل مافي وما احمله اليك فاني مقتنعة جدا ببعدي عنك فتراني احبس شوقي اليك حرصا وخوفا مني عليك ... لي عالمي أمي الحبيبة ووحدتي ولك عالمك...طفلتك وزوجتك.تمسك بها فانها امراة توزن بمعيار الذهب.. دعنا نعترف أن الظروف أقوى بكثير من أن تجعلنا نلتقي من جديد..لقد مضى كل منا في طريق....اتمنى عليك أن تمحو اسمي تماما من ذاكرتك وتنسى كل الأشياء التي تشدك الي وتذكرك. تصور اني أمراة من خيال ..كانت ومازالت تعيش بين الأطلال ..هل تصدقني أن قلت لك انني احيانا اتمنى أن تكرهني...نعم اكرهني حامد ارجوك فذاك يشعرني بالراحة والسعادة تذكر جميع سيئااااتي..تذكر كيف كنت أرقبك وأضيق الخناق عليك فيرتفع ضعطك....بل أذكر تلك الكلمة البذيئة التي قلتها بحقك ساعة غضب (طز) ...لقد اعترفت لك اني قلتها مرة واحدة واخفيت عليك اني رددتها اكثر من ذلك بكثير ...وازيد عليك بما هو افضع وأقسى اني لحظة جنوني ذات مرة قد دعوت عليك . نعم دعوت عليك...أليس هو بالسبب الكافي لان تكرهني وحتى تمقتني !؟.. طوت الورقة وراحت تبحث عنه بين الجموع وسرعان ما لاح لها وجهه نظر اليها وكأنما بدأ له ما كانت تريد فدنا منها ودون أن تنظر إليه أعطته ما كتبت ..استوقفها والرسالة بين يديه ..تمهلي قليلا ارجوك ...أريد التحدث إليك ...اعتذرت قائلة ... في أمان الله حامد ..في امان الله اخي المميز الغالي...وذهبت بعيدا .... بعيدا....وسرعان ما اختفت بين الجمووووع !!!



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكان لله كلاماً آخر !! عن الأمطار وكثرة السيول في العراق أتح ...
- شيء من راحة البال !!
- بغداد لا ولن تكون يوما( أسوأ عاصمة للعيش) كما صنفها المغرضون ...
- همسات مغتَرِب ......!!!
- حينما نَحزن ...نَتَذكر
- هل لأرهاب الشَرق (داعش )سببا كافيا لولادة أرهاب الغَرب الجدي ...
- حِيرَة مغترب !!
- الحياة مدرسة !!!!
- احلَلتَ أهلاً ومَكثتَ سَهلاً ياشهرَ رَجَبْ......
- بعيدا عن الكابة والملل !!!
- برنامج (بيت بيوتي ) وقناة mbc العراااق
- الفُ تَحيّة للمَرأة العراقية.....
- قف على قبر العزيز تضرعا ...!!
- عشب الحنطة !!!
- في يَوم ميلادكَ يامَن رَحلت !!
- لمن نشتكي !؟
- ذاك هو النصيب والقدر ...!!!
- وخير الصديق ....الكتاااب
- والله يا زمن .....!!
- كلمات لمغترب .....!!


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - رسالة لاتخلو من وجع ...قصة قصيرة !!!