أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أوري أفنيري - الأرز المُر - التصورات حول الحرب















المزيد.....

الأرز المُر - التصورات حول الحرب


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 437 - 2003 / 3 / 27 - 04:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

22.3.03


الأرز المُر 

     فيما يلي بعض التصورات حول الحرب:

 

     #  احذرو الشيعة. سيبدأ عناء جيش الإحتلال بعد الحرب. فيما يلي حكاية فيها عبرة:

     في اليوم الرابع من حرب لبنان (1982) عبرت الحدود في مكان ناء بالقرب من المطلة وبحثت عن الجبهة التي كانت قد وصلت إلى مشارف مدينة صيدا. سافرت بسيارتي الخصوصية ترافقني مصوّرة وعبرنا لوحدنا مجتازين حوالي 12 قرية شيعية، وقد استُقبلنا في كل مكان بحفاوة وبهتافات الفرحة. وتملصنا بصعوبة من بين أيدي مئات السكان الذين طلبوا منا بشدة زيارتهم في بيوتهم لشرب القهوة. وقد كان السكان قد امطروا الجيش الإسرائيلي، قبل ذلك، بوابل من الأرز.

     بعد عدة اشهر انضممت إلى قافلة تابعة للجيش تحركت بالاتجاه المعاكس، من صيدا الى المطلة، وقد لبس الجنود بزز واقية من العيارات النارية واعتمروا خوذاتهم لحماية رؤوسهم. وقد انتابت قسم كبير منهم حالة من الذعر. (عندما اطلق أحد الفتيان اللبنانيين النار باتجاه سرب من الطيور، شرع الجنود بإطلاق النار باتجاهه. لحسن حظه، أخطأ كل الجنود هدفهم.)

    ماذا حدث؟ لقد استقبل الشيعة أفراد الجيش على أنهم منقذيهم. وعندما اكتشفوا ان في نية الجنود البقاء كجيش محتل، بدأوا بقتلهم.

     عندما دخل الجيش الإسرائيلي إلى لبنان، كان الطائفة الشيعية بلا حول ولا قوة وكانت محط أقدام سائر الطوائف في لبنان. بعد سنة من محاربة المحتلين (نحن)، تحولت هذه الطائفة إلى قوة سياسية وعسكرية هامة. يتفاخر حزب الله اليوم بأنه القوة العسكرية الوحيدة في العالم العربي الذي استطاع التغلب على الجيش الإسرائيلي.

     شارون هو الأب الروحي لقوة الشيعة في لبنان, ومن الممكن أن يكون بوش هو الأب الروحي لقوة الشيعة في العراق. تشكل الطائفة الشيعية في العراق 60% من التعداد السكاني. وقد كانوا حتى الآن محط أقدام الطائفة السنية. عندما سيتضح لهم بأن الأمريكيين ينوون البقاء في العراق، كما بقي شارون في لبنان فسينطلقون بحرب عصابات فتاكة.

     ماذا سيحدث آنذاك؟ ستدّعي الولايات المتحدة بأن إيران، وهي أكبر دولة شيعية، هي التي تقف من وراء حرب العصابات في العراق. تمتلك إيران النفط بكميات كبيرة وهي ستكون الهدف القادم.

 

     #  الدم مقابل النفط. جورج بوش هو إنسان متخلف، ولكن من يحيطه بعيدون كل البعد عن البلاهة. فهم عمالقة النفط وعمالقة صناعة الأسلحة. انهم يريدون فعل ما فعلته الدول العظمى على مر التاريخ، وهو استخدام قوتهم العسكرية الهائلة لتحقيق السيطرة الاقتصادية الكاملة. وبكلمات أخرى: هم ينوون استلاب موارد الشعوب الفقيرة لزيادة ثرائهم.

     سيدوم الاحتلال العسكري للعراق سنين طويلة وسيحقق للولايات المتحدة السيطرة على مصادر النفط في بحر قزوين، وعمليا على كافة مصادر النفط في العالم العربي. هذا الأمر سيمنح الولايات المتحدة امكانية السيطرة على اقتصاد العالم ومنع نشوء أية كتلة اقتصادية أوروبية مستقلة، يمكن ان تنافسها. أمريكا تحارب أوروبا ليس بأقل ما تحارب العرب، ومن هنا ينبع رد الفعل الأوروبي الغاضب.

 

#   ألمانيا. ألمانيا تعارض الحروب، تعارض أي حرب كانت. لم تنشأ أية معارضة قوية في أية دولة من صميم الشعب كما حدث في ألمانيا.

     ومن هي الدولة الأكثر سخطا على هذا الأمر؟ إسرائيل. وهي دولة الناجين من الكارثة. كيف يجرؤ هؤلاء الألمان على معارضة الحرب؟

     وها لكم سخرية القدر: يظهر على شاشات المحطات التلفزيونية الألماينة مواطنون ومثقفون وأفراد من الشعب عامة يصلون للسلام. بينما يظهر على شاشات المحطات التلفزيونية الإسرائيلية جنرالات متمرسين تنبض في قلوبهم المتعة، ويتحدثون بشهية عن القنابل الضخمة والمعدات القتالية المختلفة.

 

     #  ثمالة القوة. هذه هي الحرب الأولى في القرن الواحد والعشرين، وهي تنبئ بالويلات.

     لقد خلف القرن العشرون للقرن الذي تلاه قوة عظمى واحدة فقط، وليس لها من ينافسها. لن يستطيع أي تجمع للقوى الأخرى مضاهاتها. وهي تستطيع عمليا فعل ما يحلو لها. يمكنها الاستهتار بالعالم كله، وهي تفعل ذلك الأن علانية وبشكل لاذع.

     عندما حظيت امريكا بنصر سهل ورخيص الثمن في أفغانستان، بمساعدة القنابل الذكية وحقائب مليئة بالدولارات، كان من الواضح انها لن تستطيع كبح جماح نفسها بعد. هذه الآلة الهائلة تريد الاستمرار في عملها، وتبحث لها عن أعداء. العدو الآن هو العراق. وماذا بعد ذلك؟ إيران؟ كوريا الشمالية؟

     هذا ما حدث للإمبراطورية الرومانية، وهذا ما حدث لنابليون وما حدث لهتلر. ثمالة القوة ليس لها كوابح. وأحد من هؤلاء لم يكن في وضع يشابه وضع القوة الأمريكية الحالية: فهي الوحيدة في العالم، بلا أعداء يستطيعون منازعتها.

 

     # حرب يهودية؟ يدعي اللاساميون بان هذه الحرب ليست حربا لمجرد تحقيق المصالح الأمريكية فحسب، بل تهدف لتحقيق مصالح اسرائيلية أيضا، وبرهان على ذلك، هناك مجموعة من اليهود الأمريكيين تقف على رأس المبادرين لهذه الحرب. مؤيدو اليمين المتطرف في إسرائيل: فولبوفيتش، برل وفييث في وزارة الدفاع الأمريكية، ابرامس في مجلس الامن الوطني، ناهيك عن فلايشر، الناطق بلسان الرئيس، وكرتسر، السفير في تل أبيب، وبعض منهم يتكلم العبرية، والبعض الآخر قدم النصائح في الماضي لبنيامين نتانياهو. بالإضافة إلى امريكيين آخرين وهما رامسفلد وتشيني اللذان دفعا بواشنطن إلى الحرب. هذا ما يدعيه اللاساميون.

     هذا صحيح بحد ذاته، غير ان الحرب بالأساس هي حرب لتحقيق المصالح الأمريكية، من ناحية أخرى. بوش وشارون يعتقدان بان مصالح امريكا واسرائيل هي مصالح مشتركة تماما. كتلة الحرب اليهودية في واشنطن تعمل بمشاركة فعالة مع المتطرفين المسيحيين في إدارة بوش.

     يشير اللاساميون إلى حقيقة واضحة: اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم يخرج فيها أي سياسي وحتى أية وسيلة إعلام ضد هذه الحرب. لقد خرج الملايين إلى الشوارع في أنحاء مختلفة من العالم، أما في إسرائيل فإن المظاهرة الوحيدة التي تم تنظيمها ضد الحارب هي تلك التي نظمتها حركة كتلة السلام بمشاركة مجموعة من حركات السلام الأخرى وقد اجتذبت 2500 مشارك.

     في المواجهة بين بوش والإنسانية، اختارت حكومة اسرائيل الانضمام إلى بوش، فهي تعتقد أنها  لصالحها، لان بوش هو الأقوى، وبذلك انسحبت حكومة بوش من الإنسانية العقلانية. يمكن ان يبرهن المستقبل ان ذلك كان بمثابة خطأ فادح.

     #  فيالق البابا. "ما هوعدد فيالق البابا؟" سأل ستالين ساخرا عندما قالو له أن الحبر الأعظم يعارض أعماله. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما هو عدد فيالق الرأي العام في العالم؟

     تعارض اغلبية الشعوب الساحقة في العالم هذه الحرب. هناك أغلبية ساحقة ضد الحرب حتى في الدول التي يشارك قادتها في "حلف" بوش. ولأول مرة هناك شيئ ما يمكن أن نسميه "الرأي العام العالمي".

     سيتضح في الأشهر القادمة فقط، فيما إذا كان لهذا الرأي قوة فعلية. لقد قال توماس جفرسون وهو أحد دعاة الديموقراطية الأمريكية: "لا يمكن لأية دولة أن تدير شؤونها من دون احترام الرأي العام العالمي النيّر بشكل مخلص".

     يمكن أن تكون إحدى مقومات القرن الواحد والعشرين هي المواجهة بين القوة الضاربة التابعة لقوة اقتصادية-عسكرية ضخمة وبين الرأي العام العالمي الذي بدأ يتعاظم بمساعدة التقنيات العصرية.

 

     #  المرتزقة. إنها حرب المرتزقة. فالجنود هم مقاتلون مهنيون، الكثير منهم هم أبناء لعائلات فقيرة ومعظمهم من السود. ولذلك يسهل على الأوساط الثرية المؤيدة للحزب الجمهوري التفاخر بهذه الحرب، لان ابنائها لن يموتوا في هذه الحرب.

     لم تكن مطالبة الحركات اليسارية في أوروبا بحل الجيوش المرتزقة وتنفيذ التجنيد الإجباري العام مجرد صدفة. لقد كانت هذه مطالبة نيّرة، وعندما شبع اليسار وسمُن نسي هذه المطالبة.

     أما في حرب فييتنام فقد حارب المجندون إلزاميا، وقد بدأت حركات المعارضة بالتعاظم عندما بدأت جثث الأموات بالوصول إلى البيوت. جورج بوش الذي أيد تلك الحرب لم يشارك بها، فقد استحدث له والده وظيفة وهي التسرب من الجيش.

 

     # الخوف من الله. هناك مقولة أخرى لجفرسون: "عندما افكر بأن الله ينشد العدل، اخاف فيما يتعلق بمصير أمتي".


 



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجم الذئب؟
- أين الورقة إذن؟
- لا عليكم، كلوا الشوكولاطة
- رجل يواجه العالم بأسره
- حرب ذات رائحة لا صلة لهذه الحرب بالإرهاب
- السيدة السمينة لم تغن بعد
- نشيد الصداقة
- السوفييت الأعلى الخاص بليبرمان
- إنقلاب نداف
- حيوان غريب جدا
- كيف نساعد شارون
- الهدف: انقلاب!
- الثأر لطفل
- عزيزي عمرام ميتسناع
- كان لنابوت كرم
- لماذا انهارت حكومة شارون- فؤاد- بيرس؟ بسبب حبة زيتون صغيرة
- الحرب الان


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أوري أفنيري - الأرز المُر - التصورات حول الحرب