أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم الشرق الأوسط














المزيد.....

بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم الشرق الأوسط


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم الشرق الأوسط
يخطئ من يعتقد أنّ أمريكا تخلّت عن مشروعها "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، تماما مثلما يخطئ من يعتقد أنّ اعتراف ترامب في 6 ديسمبر 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترافه يوم 25 مارس 2019 بسيادة اسرائيل على الجولان السوريّة المحتلة هو قرار شخصيّ من المتصهين رونالد ترامب، فأمريكا امبراطوريّة تحكمها مؤسّسات، وما الرّئاسة والخارجيّة والدّفاع إلا ناطقة باسم هذه المؤسّسات. ولا مقارنة بين دول عربيّة يحكمها أفراد يتحكّمون بالبلاد وبالعباد، وبين دول ديموقراطيّة تنتخب قياداتها بشكل دوريّ. وقد يكون من سوء أو حسن طالع ترامب أن يكون الوضع العربيّ المتردّي مناسبا في فترة ولايته لتنفيذ سياسة أمريكا العدوانيّة ضدّ الوطن العربيّ والأمّة العربيّة. صحيح أنّ حزب الله اللبناني بصموده في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، ومن بعده صمود سوريا وانتصارها قيادة وجيشا وشعبا في حرب الإرهاب الكّونيّة التي شنتّها الأمبرياليّة العالميّة وقوى التّخاذل العربي والإسلامي عليها منذ عام 2011، قد أعاقت تنفيذ المشروع الأمريكيّ، لكنّ أمريكا لم تتخلّ عن مشروعها الإمبريالي في المنطقة، والذي بدأته باحتلال العراق وهدم دولته وقتل وتشريد شعبه عام 2003، وتقسيم السّودان، وإسقاط نظام القذّافي في ليبيا، والحرب الظالمة على المستضعفين في اليمن، وتساوق دول عربيّة معها لشيطنة قوى المقاومة وللتطبيع والتّنسيق الأمني مع اسرائيل. ومحاصرة إيران واستعداء العربان ضدّها، وما الخطوات الأمريكيّة المتلاحقة ضدّ العرب إلا تنفيذ للمشروع الأمريكيّ "الشّرق الأوسط الجديد"، ويبدو أنّ ما يسمّى "صفقة القرن" والمراوغة في الإعلان عنها ليست سوى واحدة من نتائج تطبيق هذا المشروع الأمريكيّ. ومع خطورة اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالسّيادة الإسرائيليّة على الجولان السّوريّة، إلا أنّ ردود فعل النّظام الرّسمي العربيّ لم تتجاوز الرّفض الخجول غير المصحوب بأيّ فعل مضاد. كما أنّ الشّعوب العربيّة لا تزال مغيّبة، وإذا ما استذكرنا ردود فعل الشّعوب العربيّة أثناء العدوان الثّلاثيّ على مصر عام 1956، وكيف رفض العمّال العرب تفريغ أو تحميل السّفن البريطانيّة والفرنسية التي كانت ترسو في الموانئ العربيّة، ورفض عمّال المطارات تزويد الطّائرات الفرنسية والبريطانية بالوقود أو صيانتها في تلك المرحلة، لوجدنا مدى الضّياع الذي تعيشه شعوبنا. ومن المفارقات التي لم تعد عجيبة أنّ دولا عربيّة ساهمت وشاركت في تدمير سوريّا وليبيا واليمن والعراق، لا تزال تضع شروطا لعودة سوريّا للجامعة العربيّة، لكنّها لم تفكّر للحظة بإعادة موقفها من أمريكا التي اعترفت بسيادة اسرائيل على الجولان السّوريّة المحتلة، ولا على القدس العربيّة جوهرة المدائن العربيّة. وبما أنّ المشروع الأمريكيّ يستهدف من ضمن ما يستهدفه تصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، الذي لا يقتصر على حدود فلسطين التّاريخيّة، فإنّ أمريكا لن تتوقّف عند هذا الحدّ بل ستواصل عدوانها على الوطن العربيّ أرضا وشعوبا، وليس مستبعدا ذلك اليوم الذي ستفتعل فيه حربا إقليميّة، ستستغلّها اسرائيل لقتل وتشريد الفلسطينيّين الذين يعيشون على أرض وطنهم؛ لتبقى "اسرائيل وطنيّا قوميّا نقيّا لليهود فقط"، وهذا ما مهّد له نتنياهو وحكومته اليمينيّة بما سمّي "بقانون القوميّة". وسيتبع ذلك استهداف الأردنّ لإقامة ما سمّاه نتنياهو "الوطن البديل للفلسطينيّين"، وما الضّغوط الإقتصاديّة الهائلة التي يتعرّض لها الأردنّ الشّقيق ببعيدة عن هكذا مخطّطات.
ورغم طاحونة الإعلام الهائلة التي تهدف إلى تضليل العرب وحرف بوصلتهم، فسيسجّل التّاريخ أنّ السّلطة الفلسطينيّة كان لها السّبق بقطع التّواصل مع أمريكا بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك الموقف الأردنيّ المشرّف من قضية القدس.
26-3-2019
موقع جميل السلحوت الألكتروني: jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الولاية الأمريكية 51
- الفلسطينيّة بين احتلالين في رواية-لا يهزمني سواي-
- بدون مؤاخذة- من النيل إلى الفرات
- رواية مريم في اليوم السابع
- عندما تقطف فاتن مصاروة صمت التراب
- نفتقد المفكّر ادوارد سعيد
- بدون مؤاخذة- فضحتم حقيقتكم
- بدون مؤاخذة-الاسلام فوبيا والارهاب العالمي
- في متحف الدكتور أديب حسين
- أمام ضريح سميح القاسم
- رواية جرة ذهب في اليوم السابع
- رواية قافلة ذهب والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- ليحمي الله الجزائر
- يوم المرأة وعيد الأمّ
- قراءة في رواية حبّ في أتون العاصفة
- بدون مؤاخذة- التحزب العشائري
- رواية المرجان البرّي والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- القرآن حجة على اللغة العربية
- مسرحيّة -قهوة زعترة-والكوميديا السّوداء
- زياد الحموري يحاضر في ندوة اليوم السابع حول القدس


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم الشرق الأوسط