أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مروة التجاني - الجوانب الخفية للسجن 2














المزيد.....

الجوانب الخفية للسجن 2


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 6183 - 2019 / 3 / 25 - 10:12
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


السجون السودانية مناطق غامضة ، منغلقة على ذاتها ، مجهولة للعامة ولايعرف كثيرون عن الانتهاكات التي يتعرض لها الأفراد داخلها لأنه لاتوجد مؤسسة خاصة بحقوق السجين لتدافع عنه في حق الحصول على حياة كريمة ولايوجد منبر يحكي فيه السجناء عما يتعرضون له من عنف مع الحفاظ على سرية هويتهم . كل هذه الأمور تجعل السجان داخل السجن يتمادى في انتهاك الحقوق واذلال الفرد . تحدثنا في حلقة سابقة عن عدم وجود مجرد ماء مناسب للشرب والاستخدام اليومي والبنية التحتية المتهالكة خاصة فيما يتعلق بالمراحيض التي تشهد تدهوراً ملحوظاً بحسب افادات سجناء ، حيث يحرم الفرد من ممارسة حقه الآدمي وقضاء حاجته بشكل مناسب وآدمي ، كلها قضايا تخص السجون وتستحق أن تنال نصيبها من التغطية الاعلامية لوقف الانتهاكات والتعذيب الذي يحدث داخل السجون السودانية وهي قضية صعبة لأن هذه السجون لاتفتح أبوابها للاعلام لمعرفة ما يجري داخلها ؟ وحتى عندما يحدث ذلك يتحدث المسؤليين عنها كأنها فنادق خمسة نجوم وهذا ما حدث لي عندما شرعت في كتابة روايتي ( حريق فوق رأس أمي ) حيث وصف أحدهم السجن وكأنه فندق يقع في جبال الهملايا وهو الأمر الذي يتناقض مع حال السجناء وحديثهم عما يتعرضون له داخل السجون السودانية .

من الجوانب الخفية للسجن السوداني وهي قضية لم تثار اعلامياً لأن السجون لاتسمح بالتحقيق فيها فور حدوثها هي قضية الضرب والعنف الجسدي واللفظي . الضرب كما يقال ( عَمَال على بَطَال ) بسبب وبدون سبب منطقي ، داخل السجون السودانية يسمح للسجان بأستخدام سياط العنج والأحزمة لضرب السجين بقسوة وهي ممارسات عادية تحدث داخل أقسام الشرطة أيضاً دون وجود رقيب أو كاميرات مراقبة لتغطي جميع أرجاء القسم وبالتالي ربما تسمح بمحاسبة من يقوم بفعل العقاب والضرب . داخل السجون السودانية الجسد البشري مباح ولاقيمة له حيث يتعرض السجين للأذى الجسدي لأتفه الأسباب ، يكفي أن المشرع السوداني ذاته يقضي بالجلد كنوع من العقوبة الجسدية ، فيترك ما يترك من علامات ظاهرة على الجسد يحملها الفرد معه ما تبقى من أيام عمره ، وفي السجن عقوبة الضرب والجلد مباحة ومسموح بها والجدير بالذكر أن طالباً سياسياً نشر قبل فترة صورة من داخل سجن سوداني وآثار الضرب بادية عليه حيث تعرض للصفع بقوة مما سبب له أذى جسيم في طبله الأذن . لكن معظم حالات الضرب والأذى الجسدي يحملها معه السجين بصمت دون أن يكشف عنها وذلك كما قلنا لعدم وجود منبر متخصص في دعم حقوقهم والضغط على الحكومة لوقف هذه الأفعال الشنيعة . آن آوان الحديث عما يحدث داخل السجون السودانية وتكوين جسم اجتماعي وحقوقي لحماية السجناء من العنف الجسدي واللفظي الذي يتعرضون له بصورة يومية .

الحديث عن السجون ليس قضية جانبية أو انصرافية فهي لاتقل أهمية عن ماهية المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية وحق العلاج والتعليم المجاني وبقية خدمات الحياة ، بل يجوز لنا القول إنها النقطة الأولى في سبيل تأسيس دولة حرة وديمقراطية ، عندما اندلعت الثورة الفرنسية وهي أول الثورات في تاريخ البشرية أنطلق بعدها الثوار مباشرة لسجن الباستيل وحطموه ، وهو لم يكن سجناً للمعارضين السياسين بقدر ما كان رمز لبشاعة الدولة وسيطرتها على السجناء العاديين أيضاً كما وصفه ( فكتور هوغو ) في رواية البؤساء . تحطيم السجن السئ كان هو الدليل الأول لنجاح الثورة الفرنسية وبداية عهد طويل للوصول للديمقراطية والحرية . لا يمكن تأسيس دولة حرة دون الحديث أولاً عن السجون وماهيتها فهي سلطة الديكتاتور وموطئ قدمه الأول . اتمنى أن تنال قضية السجون السودانية مجالاً واسعاً للحديث حولها بشكل علني ومعالجة الانتهاكات التي تحدث داخلها وهو الأمر الذي حان وقته .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوانب الخفية للسجن 1
- سؤال السجن والحريق
- رسائل من السجن
- Alive Inside_ 2014
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 3
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 2
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 1
- فارغو .. جمالية الجريمة
- أحكي يا كنفاني عن الحرية
- كيان اللانهائية
- وداعاً لينين
- هل مات بريخت ؟
- تسجيل المتخيل عند لاكان
- نورتي ونهاية التاريخ
- في مفهوم العمارة
- هروب رجل
- غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى
- نجوت لأرسم
- فنان كازو إيشيغورو
- تيار الرومانتيكية 2


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مروة التجاني - الجوانب الخفية للسجن 2