أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق المعاصر ***(10-2 )















المزيد.....



الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق المعاصر ***(10-2 )


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 17:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق المعاصر ***(10-2 )

ومن المعلوم تاريخياً فقد "... أتخذت الديانات القديمة من الكثير من الظواهر في الطبيعة أو مكونات الطبيعة أو الكون عموماً، أو من افعال الطبيعة ذات النتائج الإيجابية أو العواقب السلبية على البشر رموزاً لعبادتها كالسماء والأرض والشمس والقمر والنجوم والماء والهواء والنار أو الحجارة والجبال والأنهار أو مختلف أنواع الأشجار والحيوانات والأصنام أو العواصف والرياح والأمطار أو الأمراض وما إلى ذلك، كما جاء في القرآن بهذا الصدد ... ورغم الاختلافات التي ظهرت في النظريات التي قامت بدراسة وتفسير الأديان ودورها وأهميتها ومحاولة تطورها التأريخي منذ بدايات بروز هذه الظاهرة الإنسانية، فإن الواقع يشير إلى أن الأديان كانت وما تزال تجسد في حقيقة الأمر صورة محرفة للوعي وللواقع أو للوعي بالواقع في آن، إذ كان الإنسان القديم يحتاجها في حياته اليومية وفي مواجهة المشكلات والمصاعب التي كان يعجز عن السيطرة عليها بمفرده أو ردّأذاها عنه أو تقليل آثارها السلبية عليه. كما إنها تعتبر صورة محرفة ومقاربة لتأريخ تطور المجتمعات البشرية نفسها، إذ أن الأديان لا تجسد القائم بحذافيره وليست انعكاساً دقيقا له، بل تطرح صورة جديدة، صورة تجسد في مضمونها وأشكال التعبير عنها تفاعلا وتشابكا بين الواقع ووعي الإنسان لهذا الواقع، هذا الوعي الذي لاينفصل عن انفعالات وصراعات ومشكلات وتخيلات الإنسان... فالدين كما يرى أنجلز"... يحتفظ دائماً بإحتياط معين من التخيلات الموروثة عن الأزمنة السابقة، لأن التقليد في جميع الميادين الفكرية، بوجه عام، هو قوة محافظة كبرى، ولكن التغيرات التي تحدث في احتياط التخيلات هذا تحددها العلاقات الاجتماعية، أي العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الناس الذين يقومون بهذه التغيرات... ".
بمعنى آخر أن الماركسية تعتبر ظهور الأديان كلها، السماوية وغير السماوية، مرحلة من مراحل تطور الفكر الإنساني "... فقد جابه الإنسان لدى خروجه عن نطاق الأحياء الأخرى، طبيعة قاسية كان من الصعب عليه التغلب عليها، فكان يطلب المساعدة من قوى تصور أنها قادرة على مساعدته، أو أنها سبب معاناته. فعبد كفه مثلاً لأنّ كانت وسيلته الكبرى للحصول على طعامه وعبد الحيوان الذي كان يعيش على أصطياده وفي مراحل أكثر تقدما عبد الشمس أو القمر أو النجوم، وفقاً لما أوحاه له تفكيره البدائي حول الطبيعة والقوى المسيرة لها... ".
فالدين، حسب الفهم الماركسي، في بعض جوانبه، لا يجسد "... الواقع القائم بحذافيره وليست انعكاساً دقيقاً له، بل تطرح صورة جديدة، صورة تجسد مضمونها وأشكال التعبير عنها تفاعلاً وتشابكاً بين الواقع ووعي الإنسان لهذا الواقع، هذا الوعي الذي لا ينفصل عن انفعالات وصراعات ومشكلات وتخيلات الإنسان. فالدين كما يرى أنجلس ( يحتفظ دائماً بإحتياط معين من التخيلات الموروثة عن الأزمنة السابقة، لأن التقليد في جميع الميادين الفكرية، بوجه عام، هو قوة محافظة كبرى، ولكن التغيرات التي تحدث في إحتياط التخيلات هذا، تحددها العلاقات الاجتماعية، أي العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الناس الذين يقومون بهذا التغيرات)... ".
وتوضح الحوادث التاريخية إستخدام الدين وتراثه وجملة فتاويه، منذ اقدم العصور، كواجه أيديولوجية/ فكرية في مواجهة الحركات والتغييرات الاجتماعية والسياسية والفكرية، بخاصة الجذرية منها، وفي الوقت الحاضر وكنقيض لهذا الدعوات والمواقف، وبخاصة لم يكن الدين الإسلامي ومُثُله بصورة عامة، وفي العراق على الأخص، قوة دمج ووحدة قائمة على مُثله، بل كان يمثل قوة فصل أكثر بسبب الانشقاق الكبير بين المذهبين الجعفري والسني وفروعها. ولهذا رفعت قوى التغيير شعار المناداة بالعلمانية ، كحركة فكرية ناشئة مستمدة مقوماتها من روح العصر ومتطلباته وكنقيض سلوكي فكري في إدارة الدولة ضد السلطات التسلطية الجائرة، التي حاربت القوى الاجتماعية المتتوئمة مع الظروف الموضوعية والذاتية، المجتمعية والفردية، والحبلى بالتغييرات الجذرية، وهذا ما تدلل عليه الحوادث التاريخية وبالأخص في الأزمات الاجتماسياسية ليس في الوقت الحاضر فحسب بل على مر العصور. ولهذا وفي الوقت نفسه فقد تبنت حركات اجتماسياسية الدين، كحالات إستثناء، كوسيلة للإنقضاض على السلطات الجائرة بحجة خروجها عن مبادئ وأسس الدين أو إن الدين قد يتحول "... إلى وسيلة للدفاع عن الجماعة وأصبح الماضي الذي هو في تقديري متخيل في جزئه الأعظم يمثل الذاكرة الجمعية... " الساخنة كما في الديانات وبالأخص السماوية.. ولهذا كانت فئة علماء الدين، {الفئة المغلقة } حسب تعبير هشام شرابي.
وفي العراق المعاصر( منذ بداية القرن المنصرم) وبالتحديد منذ أواسط العشرينيات، لعب الظرفان الداخلي والخارجي دوراً في إستخدام الدين في مواجهة الافكار التقدمية التي تسللت بلا إستئذان إلى العقول المتنورة والمتجسدة في الرواد الأوائل للفكر اللبرالي، ومن ثم الرواد الأوائل للفكر الاشتراكي، ودعواتهم لتحرير المرأة، وما لعبه المتنورون الأوائل ونشاطهم العضوي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر.. بحيث كانت صحيفة زوراء الحكومية قد أسهمت في تنمية الوعي السياسي لدى فئة المثقفين العراقيين الأوائل بحيث تعرفوا عن طريقها على منظومة المفاهيم السياسية كالجمهورية والرأسمالية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية وغيرها من المفاهيم العلمية والمعرفية "...وتعد جريدة الزوراء حلقة الوصل الاولى بين العراق والحركة الاشتراكية العالمية ، فبالاضافة الى نشرها اخبار الاصلاحات التركية في عهد الوالي مدحت باشا والحركات السياسية في اوربا، فانها قامت بنقل اخبار (كومونة باريس) الاشتراكية في فرنسا عام 1871، وادرجت برنامج اعضائها وافعالهم وعلى الرغم ان الجريدة لم تكن تتعاطف مع كومونة باريس وتصفهم بـ (عصاة باريس) بسبب الطبيعة الاستبدادية للدولة العثمانية، الا ان نشرها لبرنامج الكومونة الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، عدّ بداية المعرفة بالحركة الاشتراكية العالمية... "
كما ساهمت بالدور الأكبر جملة من المجلات والصحف العربية (المقتطف، والجنان والمشرق وجريدة البشير البيروتية وثمرات الفنون المؤيد وغيرها من الجرائد والمجلات الجادة ) كالمستقبل للكاتب المتحرر سلامة موسى، من دور مؤثرا في فئة المتعلمين العراقيين. كذلك ما لعبه الاحتلال الأول من تغيرات في البنى الاجتصادية وما نجم عنه من انتفاضات شعبية وبخاصة ثورة العشرين وعلى أثرها تم تأسيس الدولة العراقية وما ترتب عنها من صعود طبقات وفئات اجتماعية جديدة غير متبلورة وفي مرحلة التشكل. أضافة إلى أكتشاف قوى الاحتلال الأول (1914-1932) وجود صلة ما، لعدد من الخط الثاني لثوار ثورة العشرين والمتمثل بـ "... الشيخ محمد رضا الشيرازي أحد أحرار الثورة ونجل الشيخ محمد تقي الشيرازي قائد الثورة الروحي... ". فبعد رسالة الاحتجاج ( 21 كانون أول 1922) المرسل من قبل زعماء ومشايخ عشائر عراقية وقد حررها شيخ الشريعة الأصفهاني، ورد رئيس الأممية الشيوعية على تلك الرسالة . كما أنه من "... خلال مرحلة التوتر والاضطراب والصراع بين المؤسسة الدينية الشيعية في العراق وبين سلطات الانتداب البريطاني والحكومة العراقية المتشكلة حديثا, حدث تواصل وتقارب بين قادة البلاشفة الشيوعيين- وابرزهم لينين- وبين مراجع الدين الشيعة المعارضين للانتداب البريطاني والاجراءات الحكومية غير الاستقلالية, على اعتبار ان كلاهما كانا يواجهان عدوا واحدا ومشتركا وهو الدول الغربية التي وقفت بالضد من الثورة الروسية الشيوعية عام 1917. وقد ذكرت اراء وادلة على تنسيق ودعم من الروس البلاشفة للحركة الاستقلالية في العراق ضد الوجود الانكليزي، منها:
1 - خلال سنوات النفي في ايران بعد عام 1923 وبسبب تحريمهم المشاركة في انتخابات المجلس التاسيسي حدثت مراسلات بين المراجع المنفيين والزعماء السوفيت، وصف خلالها لينين الشيخ الخالصي بـ (زعيم الوطنيين الشيخ محمد الخالصي). وذكر الاخير ان تلك المراسلات اسفرت على جملة مكتسبات للمسلمين اهمها: حرية المسلمين في الاقاليم التابعة الى الاتحاد السوفيتي في ممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية, وقد وافق لينين على اعطاء تلك المكتسبات، الا ان وفاته عام 1924 حالت دون تنفيذها من قبل خليفته ستالين،ثم اصبح آل الخالصي بعدها من اشد المعادين للحركة الشيوعية للعراق.
2 - ذكرت احدى التقارير البريطانية (ان المنشورات والادبيات البلشفية تناقش في العتبات المقدسة في العراق، حيث الكثير من التعاطف معهما)، وذلك يرجع بسبب موقفهم المناهض من البريطانيين في الشرق عموما، بل وقيل ان المجتهد الاكبر الاول محمد تقي الشيرازي قد اصدر فتوى ينص فيها على (اعتبار البلاشفة من اصدقاء الاسلام)، واما السكرتيرة الشرقية لدار الاعتماد البريطاني (المس بيل) فقد اكدت (ان الميرزا محمد رضا نجل الشيرازي هو احد المشتغلين للبلاشفة في كربلاء, وان احداث ثورة العشرين في كربلاء قد تمت بتشجيع واسناد من البلاشفة). فيما ذكرت احدى التقارير البريطانية ايضا (ان اربعة من وكلاء البلاشفة قد مروا حاملين توصيات الى المرجع شيخ الشريعة الاصفهاني، وان بلاد الرافدين تلقت الثقل الاكبر للمؤامرة التي قام بها الوطنيون العرب والوطنيون الاتراك والبلاشفة، وانهم اسسوا فروعا لجمعياتهم في كل اتجاه، وقاموا بارسال مبعوثيهم الى كل مقاطعة في العراق...وان طريق ايران هو الاكثر تأثيرا في وصول الافكار البلشفية الى هذا البلد) علما ان جميع هذه التقارير لم تقدم ادلة مؤكدة تثبت صحة هذه المعلومات الواردة فيها, ويبدو انها تاتي في سياق الحملة البريطانية لمواجهة الحركة الاستقلالية والتحررية وتشويه سمعتها التي اخذت بالتبلور والتنظيم انذاك, والتي مهدت لقيام ثورة العشرين واندلاعها في حزيران 1920...واما تاثير الثورة البلشفية على الثورة العراقية الكبرى عام 1920 والتي قادها مراجع الدين في النجف, فقد اختلف المؤرخون والباحثون في ذلك. فمنهم من اكد هذا التاثير امثال (هنري فوستر وكمال مظهر وعلي الوردي وكوتلوف وكاظم المظفر), ومنهم من انكره امثال (عبد الرزاق الحسني وعبد الله فياض) ... ".( التوكيد منا- الناصري)
هذه الوضعية وتلك الاتصالات، قد أثارت كل من: قوى الاحتلال الأول ؛ بمعية المؤسسة التقليدية والدينية ؛ وطبقة الاقطاع الجنينية التكوين ؛ ومن الضابط العائدين من جبهات القتال ؛ من ردود فعل استهدفت ليس الجانب المعرفي من أنتشار فكرة العدالة الاجتماعية، بل حتى الفكرة الاستقلالية، ولهذا قدمت مس بيل، في مطلع العشرينات، إلى النجف وأتصلت بمجموعة من علماء الدين بهدف أخذ منهم فتوى بتحريم الشيوعية ودولة البلاشفة. لكن العلماء رفضوا ذلك، كما نشرت هذا الفحوى في رسائلها، لآنهم كانوا في خضم الخطاب الاستقلالي، ولم تمضي على فشل ثورة العشرين أكثر من عام ونيف، لهذا توجهت قوى الاحتلال وأخذت تحذر الاوساط الرجعية والقاعدة الاجتماعية للحكم الملكي ومشايعيهم وأتباعهم من الصحفيين وبعض (المثقفين) من أنتشار الشيوعية، وجددت الدعوة إلى علماء الدين إلى محاربتها وتكفيرها، كما وردت في جريدة العالم العربي في 7 كانون الثاني من عام 1925، وبالأخص بعد تأسيس حركة الرواد الأوائل للفكر الماركسي في عام 1924.. وما أثارته من تفسيرات علمية وطبقية للظواهر الاجتماطبيعية، المتناقضة للتفسيرات الدينية. كما دعوا إلى تحرير المرأة وتعليمها ، ونشروا الافكار التحررية وهاجمت الاقطاع المتشكل حديثاً والمالكين الكبار الذين استحوذوا على ملكيات كبيرة من الأراضي الأميرية بتشجيع من سلطات الاحتلال بالأساس ومؤسسة العرش طيلة العقدين الثالث والرابع. ومما أثارت القوى المحافظة التقليدية ومؤسسة الاقطاع، بل وحتى مؤسسة العرش معركة الحجاب والسفور التي احتدمت منذ أواسط العقد الثالث وأستمرت لغاية منتصف العقد الرابع ؛ أو من تاثيرات ونتائج عصور الانحطاط المختلفة، حسب تعبير محمد أركون ؛ وإشتداد النزعة الاستقلالية للفئات المتنورة ؛ ومسألة مشكلة الموصل ؛ والصراع حول تأسيس الجيش العراقي على اساس التجنيد الإلزامي ؛ وإقرار الدستور ؛ والانتفاضات الريفية في عموم الساحة العراقية.. وغيرها من المسائل العقدية أمام الحكم في العقد الأول من تأسيس المملكة العراقية، وهذا ما يمثل أهم ما يتعلق بالظرف الداخلي.
أما الظرف الخارجي فقد تمثل بخاصة في المشروطية في إيران ؛ وثورة 1908 في تركيا ؛ كما في الدعوات العالية المنادية بحق تقرير المصير ؛ والمتمثلة على الأخص بأنتصار الثورة الاشتراكية (البلشفية) في روسيا ؛ والمبادىء الاربعة عشر للرئيس الامريكي نيلسون والتي أعلنها في خطابه أمام الكونغرس في 18 كانون الثاني 1918 والتي ركزت على إعادة بناء السِلم والأمن الدوليين ومن بينها تركيزه على أهمية إعطاء الشعوب غير التركية حق تقرير المصير.
وبعد الحرب العالمية الثانية وإتساع المنظومة الاشتراكية جغرافياً وإنتشار الافكار التحررية في العالم النامي ومن "... خلال اوج الصراع المحتدم والحرب الباردة بين المعسكرين الغربي الليبرالي والشرقي الاشتراكي, ارادت الدول الغربية العمل كل ما بوسعها لمواجهة الخطر الشيوعي وتمدده إلى الدول النامية والعالم الثالث, وعلمت علم اليقين بان مواجهة هذا الخطر يجب ان لا تكون من خلال السلاح الامني والفكري فحسب, بل يمكن مواجهته ايضا من خلال الاستفادة من السلاح الديني, واستغلال المشاعر الاسلامية وتحسسها من قضية الالحاد والموقف السلبي من الدين الرائجة ضد الحركة الشيوعية, وكان العراق من اهم الدول التي ارادت الدول الغربية حمايته وحصانته من التمدد الشيوعي بعد الحرب العالمية الثانية, خاصة بعد الانتشار اللافت والكثيف له في الاوساط الاجتماعية من الطلبة والشباب والعمال وغيرهم فعملت على الاتصال برجال الدين المسلمين الشيعة منهم والسنة من اجل اصدار فتاوي تحرم الحركة الشيوعية والانتماء لها, الا انها لم تحصل على ماتريد او تبغي من وراء ذلك... ".
وفي عراق ما قبل الخمسينيات إشتدت النزعة المناهضة للفكر الماركسي وقد قادتها آنذاك، مجلة العدل الإسلامي، ففي العد 6، من السنة الأولى في عام 1946-1947، هاجمت المجلة الشيوعية بقلم سكرتير التحرير حسين محمد الطيب، وعقدت مقارنة بين الشيوعية والاسلام، والمثير كان ردها قد تمثل في إن "... الإسلام جعل الرجال قوامين على النساء وجعل للرجل مثل حظ الإنثيين وأجاز للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة، ولم يجز ذلك للمرأة، ثم جعل طلاق المرأة بيد الرجل ولم يجعل بيدها لإمتيازاً مثل هذا، في حين أن الشيوعية لا تعترف بمثل هذا الإمتياز التي أقرها الإسلام للرجل وهذا شيء غني عن الإيضاح... فينبغي بعد ذلك أن لا يتورط أحد في هذه الدعاوى الجوفاء التي لا تقوم على أساس... ".
وفي العدد 6 للسنة الثانية في آب من عام 1947، نشرت المجلة المذكورة عدة مقالات هاجمت في الشيوعية وما لها علاقة بالدين وركزت على"...ما سنته النظرية الشيوعية من الشرائع فمن جملتها الإباحية وتزيين مذهب الإباحية للناس... "، من دون النظر إلى النواحي الايجابية التي جاءت بها هذه الفلسفة من مساواة بخاصة بين الذكر والانثى و وتحقيق العدالة الاجتماعية، ليس يبنهما فحسب، كمرحلة نسبية بغية استكمال العدالة المطلقة والمنطلقة اساس من خلال مبدأ: من كل حسب عمله لكل حسب حاجته. وغيرها من المبادئ التي تنصف الفقراء وترسي جملة من الأفكار لبناء سعادتهم الحقيقة وليس المتخيلة والوهمية والغيبية. وفي، تتبعنا، أن السيد جعفر آل بحر العلوم، هو من الأوائل، إن لم يكن الأول، الذين أفتوا بأن الشيوعية ترفضها سائر الأديان وهذا ما افتى به دون بقية العلماء. أما نص الفتوى فهي:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه لراجعون
غير خفي على كل أحد أن الشيوعية من المذاهب السياسية الخطرة التي تتنافى مع دين الإسلام بل وساير الأديان، وهي مذهب اقتصاديكما أنها مذهب أجتماعي في نفس الوقت وهي لا تجتمع مع أظهر حكم من أحكام الإسلام كيف وقد قال الله تعالى ( ولا تأكولوا أموالكم بينكم بالباطل الا أن تكونوا تجارةً عن تراضٍ منكم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم وأله الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم، وقال أيضاً لا يحل مال أمرء إلا بطيب نفسه وعليه فهي من الكبائر المتوعد عليها النار وأي كبيرة أعظم من الخروج عن الدين واتخاذه لعباً ولهواً. وقال عز وجل ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين)، وأمر نبيه (ص) بالإعراض عن مثل هذا الدين في قوله تعالى في سورة الأنعام ( وذر الذين أتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا)، بل هو من الظلم القبيح بمكان يضيق عنه نطاق البيان ولا يقبله العقل السقيم فضلا عن السليم وترفضه ساير الأديان، فالواجب على كافة المسلمين في ساير الأقطار والأمصار أن يكافحوا هذا المذهب الهدام جهد طاقتهم والله هو المستعان.
جعفر بحر العلوم
ومن تحليلنا لهذه الفتوى، أن الظرف السياسي وبصورة أساسية الداخلي، كما في فتوى السيد الحكيم، قد لعب دورا كبيرا في صدورها حيث كانت الظروف: الداخلية سواءً أجواء المفاوضات بشأن عقد معاهدة بورتسموث وغلاء الاسعار حيث أدت هذه الظروف إلى تنشيط القوى السياسية وبخاصة اليسارية إلى المطالبة برفع العوز عن كاهل الطبقات الفقيرة والكادحة ورفض اتفاقية جبر- بيفن والأعداد لمحاكمة فهد ورفاقه، حاولت الطبقات الموجودة بالسلطة أن تستفيد من الدين لإبقاء الناس في قبضتها ولصد تقدم متمثلاً بالاحزاب الماركسية ؛ والخارجية فيما يتعلق في الحرب الفلسطينية الأولى وما لعبته الأنظمة العربية، بخاصة الأردني، في تمرير أنشاء الكيان الصهيوني، بغية صد حركة التحرر العالمية وأنتشار الأفكار التحررية وحركة استقلال الشعوب من النموذج القديم للإستعمار. هذه الفتوى وغيرها ساهمت في إلهاء الشعب العراقي عن المطلبية الملحة له.
أن مفردات هذه الفتوى مستوحاة من ذات بيان السلطة الملكية حيث كان يطلق على الإفكار اليسارية والشيوعية الاستخدام المكثف للمذهب الهدام. "... وبعد عامين من هذه الفتوى صدرت فتوى أخرى في عام 1948 فتوى منفردة او رأي للمرجع محمد الحسين آل كاشف الغطاء حول الشيوعية جاء فيها (المبدأ الشيوعي مبدأ هدام لكل المقدسات والقوانين محطم لكل شريعة ودين، والركون اليه من اعظم المحرمات واكبر الكبائر) الا انها لم تاتي في سياق تلك المبادارات الدولية والسياسية, لان الشيخ نفسه قد امتدح الشيوعية بالقياس الى السلوكيات الغربية اثناء زيارة السفيرين الامريكي والبريطاني له في النجف عام 1953 ... ". أما نص الفتوى فهو:
( المبدأ الشيوعي مبدأ هدام لكل المقدسات والقوانين، محطم ومصادم لكل شريعة ودين ،والركون إليهمن أعظم المحرمات وأكبر الكبائر، والمعول بعد الله عز وجل شأنه في مكافحته وتحطيمه على زعماء العشائر ورؤساء القبائل أهل الغيرة والحمية الذين يغارون على الدين كما يغارون على الأعراض وسائر النواميس المقدسة، وإذا نمت بذرة الشيوعية الخبيثة في العراق لا سمح الله، لم يبق زعيم ولا زعامة ولا دين ولا كرامة فعلى الزعماء وعلى الشباب أن ينهضوا نهضة جبارة للمحافظة على دينهم وأعراضهم والله الموفق والمستعان ).
3 جماد أول سنة 1367 حرره محمد حسين آل كاشف الغطاء
وبعد أن نجح الحراك الاجتماسياسي والفكري لإسقاط معاهدة بورتسموث، وتطورت، كماً ونوعيةً، الطبقة الوسطى وأزداد وعيها الاجتماعي.. آنذاك عادت العلاقة بين الدين، المتمثلة بمؤسسة المرجعية، والسياسية المتمحورة في فئة المثققفين اليساريين إلى"... تلك المواقف المتباينة إلى حد القطيعة أو المواجهة الساخنة، إذ كان العلماء يلتقون مع الماركسيين في بيوتهم فيتحاورون ويتجادلون دونما إحساس يشعر بالعنف والغلبة وكان الجميع يخرجون مطمئنين لما كان عليه نقاشهم من السخط أو الرضا أو الرفض أو الاقتناع، بل لم يخلو الأمر من أنَّ الماركسية قد وجدت لها أتباعاً في صفوف الطلبة الدراسين في حوزتها العلمية، وهم على قِلتهم يمثلون رقماً مهماً ضمن التيار الديني التقدمي يومذاك كأمثال المفكر الماركسي والفقيه الشيعي في آن الاستاذ حسين مروة... ".
والأكثر من ذلك أخذ الحزب الشيوعي"... بنظر الإعتبار مسألة تقديس للعقائد والمعتقدات، فمثلا كان الرفيق فهد يفتتح البيانات الحزبية أحياناً بالعبارات التالية: يا أبناء الخالصي والشيرازي والمقتّدين بهما، وهذا ليس في مجمل الأقوال فقط بل حتى على صعيد الأفعال... ليست هناك ما يدعو الشيوعيين إلى اللجوء إلى تمايز طائفي أو ديني بين رفاقهم، ولكن ثمة حقائق لابد من ذكرها هنا، فمثلاً كانت من بين أكبر وأنشط منظمات الحزب الشيوعي العراقي هي منظمات الكاظمية والنجف وكربلاء، أي انتعشت حركة الحزب الشيوعي في تلك المرحلة وسط المدن الشيعية وبروز شخصيات دينية واجتماعية بارزة في النشاطات العامة خاصة في حركة السلم العالمي... إن الرفاق في تلك المناطق كانوا يستثمرون الأجواء الدينية للتوعية والتثقيف والإحتجاج المدني المشروع ... ".

الهوامش:
*** من كتاب جديد للمؤلف والموسم: فصول من ملاحقة اليسار في العراق المعاصر 1921-1964 .
23-د. كاظم حبيب، ما هي الأهداف، مستل من محمد سعيد الطريحي، الشيعة والشيوعية، مساجلات في الدين والماركسية، القسم الأول ص. 149-151 اكاديمية الكوفة ، هولندا، 2011.
24 - حسقيل قوجمان، الماركسية والدين، مستل من المصدر السابق ، ص. 396.
25- د. كاظم حبيب، ما هي الأهداف، مستل من المصدر السابق، ص. 151.
26- العلمانية ( Secularism)..:هي العملية التي تفسر الظواهر الطبيعية والاجتماعية بالعلم وليس على وفق الجانب الديني اللاهوتي . إذ "... لم يحدث التمايز بين ماهو مقدس وما هو دنيوي في السلطة السياسية إلا في القرن السابع عشر حينما جرى فصل الكنسية عن الدولة لأسباب ثلاث: صعود البرجوازية الصناعية التي شككت بالحقوق المقدسة الممنوحة للملوك والكنيسة ؛ والخراب الذي حل في أوربا بعد قرن من النزعات بين الطوائف المسيحية للاستحواذ على السلطة السياسية ؛ والتحديات التي واجهتها المعرفة الدينية بسبب الثورة الكبرى في العلوم. وهكذا ارتبطت العلمانية بالحداثة، فأصبحت تعبر في القرن العشرين عن تنظيم سياسي تمارس فيه الدولة وظيفتين متداخلتين :الحياد تجاه جميع الاديان الموجودة في المجتمع ؛ وحماية حقوق الأقليات في المجتمع المتعدد الثقافات. وبالتدريح أصبحت النظم العلمانية مرتبطةً بسيادة الديمقراطية من خلال تحقيقها لإجماع أخلاقي سياسي يتبنى مذهب حقوق الانسان والحرية والمساواة، على الرغم من عدم وجود اتفاق بشأن الجذور القيمية لهذا الاجماع...". د. فارس كمال نظمي، الأسلمة السياسية، رؤية نفسية ص. 33، بغداد 2014.
27 - كاظم حبيب، ماهي الأهداف، مستل من محمد سعيد الطريحي، الشيعة ص. 149. مصدر سابق.
28 - د. عبد الرزاق أحمد النصيري، دور المجددين في الحركة الفكرية والسياسية في العراق، ص.107، مكتبة عدنان، بغداد 2012، والكتاب بالأصل أطروحة دكتوراه.
29-سلمان رشيد محمد الهلالي، التيارات الفكرية في العراق 1908مصدر سابق..
30 - مستل من د. عبد الرزاق النصيري، دور المتجددين، صص. 33 و55 وما بعدها، مصدر سابق. وقد نشر ذات المصدر في ص. 64 ما يلي: "... وقد أثارت المقتطف علماء النجف ولا سيما بعد أن نشرت على صفحاتها شرح المثقف المجدد الدكتور شبلي شميل لنظرية دارون، وحاول أحدهم تفنيد النظرية وإقناع شميل بالتراجع عن موقفه، إلآ أن رد الأخير عليه، جاء مختصراً مقتضباً:" عذرك جهلك والسلام ".
31 - محمد سعيد الطريحي، الشيعة والشيوعية، ص. 100، مصدر سابق ؛ د. علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج. 5 ص. 197، دار كوفان ، لندن 1992.
32 - محمد سعيد الطريحي، المصدر السابق، ص. 284.
33-سلمان رشيد محمد الهلالي، إشكالية العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي والمؤسسة الدينية، ج.1، الحوار المتمدن ، نشر في 11/8/2017
34- راجع د. علي الوردي، لمحات اجتماعية، الجزء 3، ص. 179، مصدر سابق. وكان من أوائل من دعوا إلى تحرير المرأة الكاتب المصري قاسم أمين في كتابه المطبوع عام 1889 والموسوم: تحرير المرأة، ولاحقا المرأة الجديدة، حيث رسم بعلاقة جدلية بين تحرر المرأة وحالة الأداب في الأمة. وكان يرى قاسم أمين أن الاستبداد ليس قاصراً على النظم الاجتماسياسية "... وإنما هو أحد الركائز الجوهرية في بنية الوعي والعقل والثقافة السائدة التي تصوغ للناس طرائق حياتهم وسلوكهم وتشكل عاداتهم وتقاليدهم، تلك العادات والتقاليد المروثة التي يحافظون عليها إلى درجة التقديس. ويرى أنه كسر لهذه الحلقة المفرغة التي تنتج وتعيد إنتاج التخلف والإنحطاط، لابد من تغير وضع المرأة في المجتمع..." للمزيد راجع ، علي حسين، أولئك الباحثون عن الأفكار الغريبة والأنباء العجيبة، جريدة المدى العدد 4302 في 4/تشرين الثاني/ 2018
35 - وعلى منوال قاسم أمين شجع جميل صدقي الزهاوي، وأخذ ينشر أفكاره التحررية، وأخذ يدافع عن المرأة وتعليمها، وتوسع في الترويج لكتاب قاسم أمين. وخيل أن الفرصة قد سنحت له لينشر أفكاره التحررية، إذ نشر مقالاً في جريدة المؤيد المصرية يدعو فيها الى تحررها "... وبعد أن وصل أمر المقالة إلى بغداد طافت في الشوارع جماهير يتقدمها عدد من رجال الدين تطالب بعزل الزهاوي من وظيفته في مدرسة الحقوق، وإتخاذ الإجراءات الشديدة ضده، فنزل الوالي ناظم باشاعند رغبتها وعزله من مدرسة الحقوق...". المصدر السابق.
36 - سلمان رشيد محمد الهلالي، إشكالية العلاقة، القسم الأول، الحوار المتمدن، مصدر سابق.
37- العتبة الحيدرية المقدسة، سلسلة صحافة النجف الأشرف، رقم7،ص. 171، النجف، العدل الاسلامي ،2010.
38 - المصدر السابق، الجزء الثاني، ص. 159، السنة الثانية والثالثة، 1947-1949، العدد 8، في 14/11/ 1947 .
وأستمرت مجلة العدل الاسلامي في نشرها المقالات التحريضية ضد الفكر اليساري وبخاصة الشيوعي إذ نشرت في العدد 10 من السنة الثانية مقالة بعنوان: الاسلام والمبدأ الشيوعي، وفي ذات العدد نشر ضمن سلسلة الكتب الجديدة، كتاب الماركسية حركة رجعية، من تأليف فؤاد طرزي، وفي العدد 12 ينشر أيضاً إبراهيم الكواز، من الموصل مقالة بعنوان الشيوعية والأسلام. وفي العدد 1 من السنة الثالثة ينشر أيضا إبراهيم الكواز الإسلام والمبدء الشيوعي، وتنشر المجلة في العدد المزدوج الثالث والرابع في كانون الثاني 1949، تحت عنوان طالعوا كتاب: الشيوعية عدوة العرب والاسلام، وتتكرر هذه الدعاية للكتاب في العدد4 في آذار 1949.
39 - افادتنا شخصية ادبية مرموقة من النجف، لا تود أن يذكر أسمها، أن السيد جعفر بحر العلوم، هم من علماء الحفيز، وقد شاع هذا المصطلح أثناء ثورة العشرين وبعدها بحيث أطلق على كل من العلماء الذين يتعاملون مع الأجنبي، وهؤلاء كانوا يسمونهم (علماء الحفيز)، إشارة الى الأوفيس وتعني دائرة السفير البريطاني، وهذه الكتل او الجماعات، فهي تحوي من الشبهات الكثير الكثير، ولكنها سيطرت على الناس بالقوة والمغالطات. وقد أخذ بالتوسع ليشمل هذا المصطلح "علماء الحفيز" (علماء الأوفيس) عن تلك المجموعة من رجال الدين الذين ارتبطوا بمكاتب القوى الأجنبية وقوات الغزو والاحتلال والذين كانوا حاضرين لإعلان الولاء والمبايعة لمن غلب من القوى الأجنبية الغازية للعراق. لم يتغير دورهم؛ بل وَرَّثوا العار والارتزاق حتى إلى عوائلهم أبنائهم وأحفادهم... وهم باتوا أمثولة مضحكة لدى العراقيين على مر الأجيال منذ القرن الماضي.
40- المصدر السابق ، العدد 8، في 14/11/ 1947، ص. 155 .
41-سلمان رشيد محمد الهلالي، إشكالية العلاقة، ج.1، مصدر سابق.
42- مستل من محمد سعيد الطريحي، الشيعة والشيوعية مصدر سابق، ص. 13. ومن الأمثلة البارزة أن المرجع الشيعي الأكبر أبو الحسن الموسوي، اصدر فتوى يحث فيها المسلمين على مناصرة حركة مايس، ويعد ذلك واجباً دينياً، والأكثر من ذلك أن الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قد أرسل إليه الوصي عبد الإله مبلغ 20 ألف جنيه ذهب، حتى يعمل على إثارة العشائر والقبائل ضد حكومة الدفاع الوطني، إلا أن الشيخ رفض ذلك بشدة وأمر الرسول الذي حمل الذهب إليه أن يحمل بنفسه إلى الكيلاني لإيداعه خزانة الدولة. حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية، ص. 190، مصدر سابق.
43- توفيق التميمي، شهادات عراقية، شهادة عزيز محمد، ص.29، مصدر سابق..
44 - د. كاظم الموسوي، العراق: صفحات من التاريخ السياسي، ص. 77 ، مصدر سابق



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور التاريخية للفتاوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق ال ...
- مناسبة الذكرى الستين لثورة 14 تموز : من جدليات الثورة الثرية ...
- بمناسبة الذكرى الستين لثورة 14 تموز : من جدليات الثورة الثري ...
- بمناسبة الذكرى الستون لثورة 14 تموز-- من جدليات الثورة الثري ...
- قراءة في مذكرات من زمن الاستبداد
- من أرأسيات نقد المرحلة الملكية وأزمتها البنيوية: (2-2)
- من أرأسيات نقد المرحلة الملكية وأزمتها البنيوية: (1-2)
- عامر عبد الله ... مثقف عضوي (3-3)
- عامر عبد الله .. مثقف عضوي (2-3)
- عامر عبد الله .. مثقف عضوي (1-3)
- المكثف في العنف (4-4)
- المكثف في العنف (3-4)
- المكثف حول العنف (2-4)
- المكثف حول العنف (1-4)
- جدلية وماهية تكوين الدولة العراقية (7-7)
- جدلية وماهية تكوين الدولة العراقية (6-7)
- جدلية وماهية تكوين الدولة العراقية (5-7)
- جدلية وماهية تكوين الدولة العراقية (4-7)
- جدلية وماهية تكوين الدولة العراقية (3-7)
- جدلية وماهية تكوين الدولة العراقية (2-7)


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق المعاصر ***(10-2 )