أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - نوروز ما أجملك..كورديا وعربيا














المزيد.....

نوروز ما أجملك..كورديا وعربيا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 11:07
المحور: المجتمع المدني
    


كان المنظر الذي شهدته يوم( 11آذار 2019 ) قرب قلعة اربيل مبهجا للغاية..فيه تشابكت أيادي رجال ونساء..شباب وشابات..يرقصون بايقاع واحد على صوت الطبول والدفوف.كانوا مثل باقات زهور ملونه..زي كردي بالوان زاهية،وزي ايزيدي وآخر شبكي...ودشاديش عربية.. تجعلك تتباهى بوطن كل ما فيه جميل. تورد وجهي فرحا فشبكت يدي بيد كوردية والأخرى وجدتها بيد عربي يلبس يشماغا وعقالا..ورقصت.
كانت المناسبة هي (11 آذار)..لكن الرقصة كانت احتفالية فرح تبشر بعيد نوروز الذي سيأتي بعد عشرة أيام..وعادت بي الذكرى الى مدينتي الشطرة قبل نصف قرن!
كنا نسميه ونحن اطفال (عيد دخول السنه)..فيه نوقد الشموع في (الصواني) ونزينها بأوراق الخس واغصان الياس وننثر بينها حلاّل المشاكل (حامض حلو واصابع العروس..)..ونضع في وسطها طاسة حنّاء. وفيه كانت الصبايا ومن تردد مع نفسها (عمر وتعدا الثلاثين..لا يفلان)..ينذرن للأمام العباس صواني مزينة بالخضرة وملئى بمنّ السما واصابع العروس ان اصبحت عروسا في نوروز القادم،فيما تملأ صواني أخوتنا الكرد بسبع مواد تبدأ بحرف السين هي : سير (ثوم)، سكه (عمله نقدية)، سنجر (فاكهه مجففه)، سبزي (خضره)، سبيكه (قطعة ذهب)، ساهون (حلويات)، سماق،و سركه (خل). وتوضع في مقدّمة المائدة مرآة وعلى جانبيها شمعدانات تحمل شموعًا مضيئة بعدد أولاد العائلة من الذكور والإناث..ومرآة وقرآن وسمك وفاكهة ومكسرات وماء الورد..غير ان وجود الحلويات شرط واجب في صواني كل المحتفلين بالنوروز..في كوردستان وأيران واذربيجان..وصواني دخول السنه في الشطرة والسماوة وميسان!.

و(نيوروز) تعني باللغة الكوردية (يوم جديد..(.New day.. تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة تدخل فيها شهر الخصب وتجدد الحياة . وفيه تبدأ الافراح استبشاراً بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة الى جنة خضراء، يتوجه اليها الناس لمعانقتها وترتدي فيه العائلات الكردية الزي التقليدي المزركش بالألوان الفاتحة والزاهية ،وتصدح فيه ألاهازيج، وتتشابك الأيدي في حلقات رقص ودبكات ومهرجانات غنائية شعبية تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل تتخللها مقاطع شعرية تتحدث عن الثورات ضد الطغاة،حيث يعدّ نوروز رمزا للتحرر من الظلم والاضطهاد في كردستان وعدد من دول المنطقة، اذ يزيد عدد المحتفلين بهذا اليوم على 300 مليون معظمهم في آسيا،توحّدهم تقاليد ومعتقدات وعادات مشتركة.فجميعهم يحملون شعلة النار لآعتقادهم بأن النار ترمز الى الحياة والخلود ،وتعطي الغذاء والدفء والحياة ،وانها تتمتع بقدرات التطهير كما يعتقد شعب اذربيجان. واظن ان شعلة الألعاب الأولمبية التي تطوف من االيونان حول العالم قد استعارت هذا التقليد من النوروز لأنها تهدف الى تحقيق نفس الحاجة السيكولوجية: اشاعة المحبة والتآخي بين الناس على اختلاف دياناتهم واجناسهم.وأن قوة سيكولوجيا هذا التقليد اجبرت الحكّام على ايقاف القتال وتوقيع معاهدات السلام واطلاق سراح الأسرى من السجون في يوم النوروز.فضلا عن ان الطبيعة ذاتها لعبت دورا كبيرا في سيكولوجيا النوروز، اذ يعد 21 آذار عيد اعتدال الربيع وبدء موسم الزراعة ورمز التجدد والنشاط والدفء،وتشغيل مراكز الانفعالات الفسلجية في الدماغ الخاصة بالفرح والسعادة وتنشيط القلب بحثا عن حب يشتهيه!

ومن جميل ما قرأت ان هنالك علاقة بين (نوروز) و (تموز وعشتار). فالمعروف عن حادثة “تموز” أنه في آخر مرة يذهب الى تحت الأرض ثم يأتي الى وجه الأرض كإله، وانه كان يحتفل بموت وحياة “تموز” في وطن سومر، وانه في 21 آذار من كل عام كان السومريون يعقدون احتفالات كبرى في حياة “تموز” ويعرفون هذا اليوم بعيد (زكمك).والحادثة ذاتها ترد في ملحمة الشاعر الكردي الكبير احمدي خان ،( مم وزين) حيث يبدأ الملحمة بيوم نوروز 21/ آذار- مارس،فهنالك شبه كبير بين قصة (تموز وعشتار) وقصة العاشقين (مم و زين)..اذ تمتليء حياة (مم) بالعذاب والفراق بعد معرفته لحبيبته (زين)..وتصبح حياتهما مشابهة للحياة الكارثية لـ(تموز) الذي يذهب الى الاسفل فيما يودع(زين)في السجن الى الموت.

بل هنالك كتّاب كرد وعرب يتفقون على ان 21 آذار الذي يصادف اليوم الأول من العام الكردي الذي يمتد تاريخه الى 700 سنة قبل الميلاد ،كان يوم عيد عند السومريين، وانهم كانوا يحتفلون به تحت مسمى عيد (زكمك)،وأن (كاوا) الكردي هو (تموز) السومري..ما يعني أننا العرب والكورد شعبان لنا تاريخ مشترك حتى في الطقوس والأساطير والأعياد،وأن نيروز (كاوه) او نوروز (سومر) الذي وحّد العرب والكورد آلآف السنين،سيبقى ينعش مشاعر المحبة والتآخي بين الشعبين..اليوم وغدا..لأن سحر رموزه في اللاوعي الجمعي للناس يبقى أبديا!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياني ..في البرلمان العراقي!
- دولة العراق..بيد من الآن؟
- تجمع عقول يدعو للتظاهر وكشف الجناة
- يونس بحري..صديق هتلر الذي مات معدما!
- بعد خلق الازمات ..سيكولوجيا التغافل عن محاسبة الفاسدين
- زيد الحلي ينتصر للعقل العراقي..
- تحليل سيكوبولتك لأغرب ظاهرة سياسية في تاريخ العراق
- مؤتمر القمة الثقافي العربي الأول في ميسان - كلمة الأفتتاح
- 38 سنة وأمنيات العراقيين..هي ىهي!(توثيق للتاريخ والأجيال)
- ميسان تحتضن مؤتمر القمة الثقافي العربي الأول - تقرير
- السجناء العراقيون..في منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية
- الثقافة والمثقف في عراق الأزمات- لمناسبة يوم المثقف العراقي
- توصيات ندوة تجمع عقول الخاصة بالبرلمان العراقي
- التطرف في الدين يغتال التطرف في الجمال- تحليل سيكولوجي
- حيدر العبادي وعادل عبد المهدي - تقويم أداء وتحليل شخصية
- الشخصية العراقية..من أين اتتها بشاعة القتل والتمثيل بالخصوم؟ ...
- البرلمان العراقي..مفسدة للقيم الوطنية والأخلاقية- دراسة استط ...
- (حسين الحكومة) و..حسين الناس
- ندوة تجمع عقول عن تظاهرات العراق في النجف
- الشخصية العراقية في زمن الطائفية - دراسة علمية


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - نوروز ما أجملك..كورديا وعربيا