أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - هل بقي مكان للعيد وللاحتفال بالنوروز في ظل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران؟















المزيد.....

هل بقي مكان للعيد وللاحتفال بالنوروز في ظل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران؟


عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عيد النوروز واحتفالاته يعتبر أحد أقدم التقاليد الإيرانية وللإيرانيين. وبالنسبة للإيرانيين فإن لعيد النوروز مكانة خاصة كونه يرتبط قدومه مع قدوم فصل الربيع.
وعلى مدى التاريخ احتفل الشعب الإيراني بعيد النوروز.
أحداث محفورة في ذاكرة الزمن وعلى الرغم من أنها كانت حميمية ودافئة في بعض الأحيان ولكن لم يتم نسيانها أبدا. عيد النوروز على الرغم من التقلبات التاريخية العديدة بقي عيد الإيرانيين العظيم، وحتى بسبب بعض التقاليد التي تتوافق مع الآداب والتقاليد الدينية، فقد أخذ هذا العيد شكلاً من أشكال القدسية والأهمية.
عيد النوروز بين الإيرانيين كان مظهرا من مظاهر التضامن والمشاعر والأحاسيس الوطنية والعاطفية.
عيد النوروز الذي يتزامن مع بدء فصل الربيع ونمو الأزهار و إعادة إحياء الأرض إلى جانب إخضرار ونمو الطبيعة، فقد أصبح من الناحية الاجتماعية رمزا لصلة الرحم والزيارات العائلية وإزاحة الاختلافات جانبا وتوفير مناخ للتصالح والتعاضد ومجموعة من السلوكيات الجيدة والحسنة.
جمشيد كان شخصية تاريخية معروفة وشعبية وعادل «للنوروز» في ايران القديمة. وارتباط احتفال النوروز مع الملك جمشيد ترك ذاكرات طيبة وسعيدة في أوساط الشعب الإيراني.
ابو القاسم فردوسي الشاعر الإيراني الملحمي والبارز ينقل كلاما حول تاريخ احتفالات النوروز ويقول: "عندما كان ينتهي جمشيد من أعمال البلاد كان يجلس على عرشه الملكي ويدعو جميع القادة العسكريين والحكوميين الكبار للاجتماع حول عرش جمشيد وكانوا يرشون عليه الجواهر الثمينة. وقد أطلق جمشيد على ذاك اليوم الموافق لبداية شهر فروردين الشمسي بداية العام واتخذ منه يوما للاحتفال". (الأول من شهر فروردين يوافق ٢١ مارس/ آذار)
ومن بين الملوك الإيرانيين كان هناك الملك كوروش العظيم أول ملك اعتمد عيد النوروز بشكل رسمي. ففي عام ٥٣٤ ما قبل الميلاد أعطى أمرا بترفيع العسكريين وإعطاء الإجازات للجنود والعفو عن المجرمين وتنظيف الطبيعة والبيئة في أيام عيد النوروز.
ويتم الاحتفال بعيد النوروز في دول مختلفة مثل افغانستان وايران وطاجكستان وباكستان والهند وآسيا الوسطي والعراق وتركستان والصين والدول الأوروبية وفي مناطق أخرى في العالم بعادات وتقاليد مختلفة.
وبناء على اقتراح جمهورية أذربيجان اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخ هذه المنظمة خلال جلسة لها في تاريخ ٢٣ فبراير ٢٠١٠ من خلال موافقتها على قرار الاعتراف رسميا بيوم ٢١ مارس الموافق ل ١ فروردين من المادة ٤٩ على أنه يوم النوروز العالمي تحت عنوان ثقافة السلام وقامت الجمعية بإضافة هذا اليوم لتقويمها الخاص.
وجاء في نص القرار بأن عيد النوروز هو احتفال ذو جذور إيرانية يعود قدمه لأكثر من ٣ آلاف عام واليوم هناك أكثر من ٣٠٠ مليون شخص يحتفلون بهذا اليوم. وقبل ذلك في تاريخ ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٨ تم تسجيل عيد النوروز كتراث عالمي غير مادي من قبل المنظمة العالمية والثقافية للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من هذا السجل الطويل لعيد النوروز والاحتفالات النوروزية بين أوساط الشعب الإيراني لكن منذ قدوم الملالي في ايران إلى الحكم لم يهنأ الشعب الإيراني أبدا باحتفال النوروز وسروره وحسنه وجماله.
خميني كان رمزا للبشاعة والغمة والحزن وعرابا للحروب والقهر والعداوة مع الشعب الإيراني والمنطقة. فهو الذي كان يحلم بتحقيق الامبراطورية الإسلامية لم يؤمن أبدا بالعيد والاحتفال والفرح والسرور وكان خصما مبينا لهم.
وتابع خليفة خميني علي خامنئي نفس الأسلوب والطريق ولم يجلب سوى الحرب والدمار والنكبة والبؤس للشعب الإيراني والمنطقة. فالتدخل في دول الجوار الإيراني من العراق وأفغانستان وحتى حلم توسيع الإمبراطورية حتى سواحل البحر الأبيض المتوسط والسيطرة على سورية ولبنان وأحلام السيطرة على سواحل البحر الأحمر ودعم الحوثيين وذبح الشعب اليمني هو من أجل هذا السبب والهدف.
وفي الوقت الذي يأتي فيه الربيع ويقترب النوروز نجد أن سفرة طعام الشعب الإيراني فارغة من أبسط المواد الغذائية الأساسية بينما نجد خامنئي ينفق مبالغ طائلة تصل لعشرات مليارات الدولارات في سورية ولبنان. كما أنه يقوم بنشر الإرهاب في العالم وخاصة في أوروبا من أجل حماية الفاشية الدينية الحاكمة.
خامنئي في أحد رسائله بمناسبة عيد النوروز يقول متفلسفا: نوروز يعني يوم جديد وهو اليوم الذي تعملون فيه عملا جديدا. ذاك اليوم الذي وجه فيه الامام خميني صفعة لفم الاستكبار القوة الكبرى في العالم -أي أمريكا- بشكل حاسم. ذاك اليوم كان يوما جديدا وطريقا واعدا جديدا وكان حادثة جديدة. ويجب علينا أن نجعل النوروز مثل ذاك اليوم يوما جديدا.
خامنئي هذا الذي لا يتمتع بأي قاعدة شرعية وشعبية يتحدث مع الشعب بهذا الأسلوب لتستطيع الحكومة الفاشية بالاستمرار.
خلال ٤٠ عاما مضت لم يختبر أو يحس الشعب الإيراني بالضحكة على شفاههم والوجه المشرق الضاحك وبريق الفرح في عيونهم. ولكن في النقطة المقابلة فإن الشعب الإيراني يعتمد على مقاومة منظمة مبشرة بالعيد والاحتفال والنوروز الحقيقي وتتطلع لإيران الحرة. السيدة مريم رجوي تتحدث حول النوروز العيد في ايران الحرة غدا قائلة:
النوروز هو عيد إيراني منذ آلاف السنين. وهذا الاحتفال بالنسبة للشعب الإيراني هو رمز أمل التغيير. وخلال فترة حكم الملالي أبدت الحكومة معارضة شديدة لاهتمام الشعب الإيراني بعيد النوروز لأن ثقافة الاستبداد الديني الحاكم تتعارض مع الثقافة والحضارة الإنسانية.
الربيع الحقيقي للشعب الإيراني بدء منذ ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧ بالانتفاضات والثورات ضد الفاشية الدينية الحاكمة. ومنذ ذاك التاريخ استمرت المظاهرات والإضرابات الواسعة المناهضة للحكومة في جميع أنحاء إيران بلا توقف. الشعب الإيراني بدء حركة من أجل تغيير هذا النظام.
وكما يقول المثل الإيراني (عام الخير البركة يبدو واضحا من ربيعه) فلذلك يمكن التوقع أن هذا العام سيكون عام الاحتجاجات القوية في إيران. فحكومة خامنئي الفاشية تعاني من عدم استقرار أساسي.
والمقاومة الإيرانية تناضل بالاعتماد على الشعب الإيراني ومعاقل الانتفاضة من أجل تشكيل جمهورية تعددية. فاستقرار الجمهورية الشعبية يعتمد على فصل الدين عن الدولة ومساواة المرأة والرجل وإلغاء عقوبة الإعدام والحكم الذاتي للقوميات في إطار وحدة أراضي البلاد وإيجاد فرص عمل وامكانية اقتصادية متساوية واحترام البيئة وإيران غير نووية.. وهذا هو هدف المقاومة.
وهكذا سيعود السرور الضحكة والعيد والنوروز للشعب الإيراني.
*كاتب حقوقي وخبير في الشؤون الإيرانية



#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)       Abl_Majeed_Mohammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نصّب خامنئي ابراهيم رئيسي رئيساً لقضائه؟
- السلطة القضائية لنظام الملالي؛ مكان الجلادين والقتلة!
- السلطة القضائية الدينية مكان الجلادين والقتلة!
- عالم حافل بالإنسانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
- من هو الدكتاتور هتلر أم خميني؛ غوبلز أم خامنئي؟!
- العملية الأخيرة والضربة القاضية على نظام ولاية الفقيه
- طبول الحرية تقرع في وارسو! العالم سمع صوت الشعب والمقاومة ال ...
- ماذا يريد الشعب الإيراني بعد ٤٠ عامًا من حكم الف ...
- مخاتلة خامنئي؛ وضحكة ظريف المخادعة؛ وفراسة الأحمق صالحي؟!
- الأهمية السياسية والحقوقية للتسمية الإرهابية للأمن الداخلي ل ...
- ضرورة إغلاق أعشاش الجاسوسية التابعة للنظام الإيراني الداعم ل ...
- لماذا عيّن خامنئي صادق لاريجاني كرئيس لمجمع تشخيص مصلحة النظ ...
- العام الذي مضى والعام الذي سيأتي؛ وضع نظام ولاية الفقيه والم ...
- الضربة الخامسة والستون لنظام ولاية الفقيه
- نحن سننتصر (رسالة المؤتمر الوطني للجاليات الإيرانية في £ ...
- النظام الإيراني محاصر من قبل البديل الواقعي
- حملة المناصرة مظهر من الدعم الشعبي للمقاومة الإيرانية
- الحركة الطلابية الإيرانية والنضال من أجل الحرية (بمناسبة يوم ...
- الجوقة المنسقة لتوقعات سقوط النظام
- نشر الحروب، البرنامج الصاروخي وإرهاب النظام الإيراني


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - هل بقي مكان للعيد وللاحتفال بالنوروز في ظل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران؟