أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود عباس - من نهب أموال السوري المشرد-1















المزيد.....

من نهب أموال السوري المشرد-1


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 09:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لتبيان صفحة من صفحات كوارث النهب، والتي تحتاج إلى دراسات وإحصائيات مطولة، وأبحاث على مستوى الدول، لا بد وبعجالة المرور على بعض الأرقام، ومنها التي جمعتها منظمة OCHA التابعة لهيئة الأمم المتحدة، في عدد من المؤتمرات، وأخرها مؤتمر بروكسل الثاني، المنعقد في يوم الخميس الماضي بتاريخ 14/3/2019م وبحضور83 دولة ومنظمة عالمية، والتي بلغت قرابة 6 مليار دولار، دون أن يتطرقوا للمأساة أو عرض حلول عملية لإنهاء الحرب المدمرة. بهذا الأسلوب في عقد المؤتمرات رسخوا منطق البؤساء على السوريين في المهجر أو في المخيمات. واستمرت عمليات النهب الممنهج من قبل المنظمات والدول المدعية حماية الشعب. وظل بشار الأسد على رأس النظام الإجرامي. وفي جميعها بقي السوري غائبا عن المشهد، فالكل تحدث ويتحدثون باسمه، وينهبونه، أو يهجرونه، أو يقتلونه، وبالتالي شرعوا الفساد بقوانين دولية.
لنعد قليلا إلى الوراء، وحجم الأموال المذهلة، المضخة لسلطة بشار الأسد، والمعارضة، والمتبخرة ما بين منابع التبرع والمستلمين باسم الشعب. فقد بلغ ما تم تقديمه للمعارضة والدول الداعمة لها، منذ مؤتمر كويت في 15 كانون الثاني عام 2014م وحتى الأن قرابة 60 مليار دولار. استمر السيلان المادي سنويا، فإلى جانب بروكسل-2، وفي السنة الماضية أي في مؤتمر بركسل الأول عام 2018م والذي حضره 70 دولة، جمعت قرابة 4,4 مليار دولار، استنادا على إحصائيات منظمة UNHCR المعنية بشؤون اللاجئين والتابعة لهيئة الأمم المتحدة. ونحن هنا لم نتابع جميع المؤتمرات في هذا الشأن، ومنها كانت محصورة بين عدة دول، وتحدثت في هذا السيدة فيديركا موغيريني في مؤتمر بركسل الأخير ذاكرة أن الإتحاد الأوربي كهيئة منفصلة قدمت قرابة 3 مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية، إلى جانب ذلك، في عام 2012م وكمساعدات جانبية من قبل منظمات دولية، تم تقديم 350 مليون دولا، وفي عام 2013م 2,2 مليار دولار، وفي 2014 قرابة 2,7 مليار، وفي 2015م 2,9 مليار، وفي 2016م قرابة 3 مليار، وفي 2017م 2,5 مليار، وفي 2018م 3,5 مليار، المصدر منظمة شؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة، إلى جانب ما تم التعتيم عليه، لأسباب سياسية.
لا شك، لا نتحدث عن حجم الأموال المهدورة لشراء الأسلحة، ورواتب المرتزقة من الجانبين السلطة السورية والمنظمات التكفيرية المعارضة. ومن المحزن أن نسبة كبيرة من هذه الأموال دفعت لتركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، في الوقت الذي ظل فيه مجتمع المخيمات يعانون كل أنواع البؤس والحرمان، ويقال: وعلى لسان ساكنيها، أنها تشبه معسكرات الاعتقال، وكثيرا ما استخدمت تركيا مخيمات المهاجرين لتجنيد الشباب، وضخ منظمتي داعش وهيئة تحرير الشام، ومنظمة نور الدين الزنكي وغيرهم بعناصر دائمة، معظمها تمت تحت التهديد والترهيب، ومقابلها كانت السلطة تدعم إيرانيا بمليشيات شيعية لا تقل تكفيرا عن المنظمات المعارضة.
ومثل هذه السيولة دفعت لسلطة بشار الأسد، تحت حجة مساعدة السوريين المتأذين من الحرب في الداخل، والحفاظ على الميزانية السنوية، والمتقلصة من قرابة 21 مليار دولار عام 2010م، إلى 5 مليار لعام 2018م، علما أن فساد السلطة تتجاوز مجرد نهب المساعدات، فهي ضليعة ومنذ عقود في تدمير الدخل الوطني العام ونهبه، ومنها أن إجمالي الدخل وحسب الإحصائيات الرسمية السورية كانت قرابة 18 مليار دولار عام 2010م، علما أن الإحصائيات العالمية ومنها التابعة لهيئة الأمم، ومن منظمات مختصة، يذكر أن دخلها القومي وليس الوطني كانت تتجاوز هذا الرقم، ولكن وعلى خلفية الشعار المفروض من قبل حافظ الأسد (النفط في أيدي أمينة فلا تسأل عنها) تم نهبها وبشكل ممنهج، وتبينت عندما قصف الأسد الأب ميناء أخيه رفعت الأسد بجانب ميناء طرطوس، مع أربع ناقلات نفط كانت مرسيه تنقل النفط الخام وعلى مدى عقدين إلى الأسواق العالمية، وهذه الأموال المجمعة من الأسواق السوداء، لم تكن تدرج ضمن ميزانية الدولة، وبالتالي كان الدخل القومي يحدد بقرابة 18 مليار دولار، وليس 25 مليار وربما أكثر.
معظم المساعدات المقدمة لسلطة بشار الأسد، هي من روسيا وإيران. فالأولى تنازلت عن جميع ديونها السابقة، بل وإضافة على ذلك قدمت سيولة نقدية على مدى السنوات الأربع الماضية، رغم سريتها، يقال إنها تجاوزت 5 مليار دولار، وهنا لا يدرج ضمنها ثمن الأسلحة وما يتعلق بالحرب، كصفقة الصواريخ 300 س على سبيل المثال، وغيرها. كما ومنذ بداية عام 2012م قدمت إيران للسلطة مساعدات نقدية مستمرة، لئلا تنهار اقتصاديا ولتحافظ عملتها على سويتها، وبدأتها من نفس العام بمليار دولار، كقرض دولي، نشرتها لاحقا وزارة المالية الإيرانية، وفي عام 2013م قدمت قرضا أخر بقيمة 3,6 مليار دولار، وتصاعدت الأرقام، ومنها ما كان ينهب من النفط العراقي، وفي السنة الماضية قدمت إيران تقريرا مالياً، على أن سوريا مديونة لها ب 20 مليار دولار، ومعظمها كانت على سعر السوق عندما كان الدولار يعادل 50 ليرة سورية.
الانتهازيون بإمكانهم أن يبيعوا الوطن والقيم والأخلاق في أسواق النخاسة دون أن يرف لهم جفن، والمنافقون يفسرونها حنكة، ومن المؤلم أنه وعلى مدى سنوات الحرب في سوريا، لم تبقى على الساحة العملية إلا هاتين الشريحتين، عجت بهم قاعات المؤتمرات المنعقدة من اجل القضية السورية، ويا لكثرتها وانحطاطها، برزوا وبمساعدة بعض القوى الإقليمية، وبعد السنة الأولى من الحرب في الإعلام العربي، وإعلام الدول العابثة بمصير سوريا، كتركيا وإيران، الدول التي فعلت المستحيل لتقديم مجموعات من الشريحتين اللتين من السهل شراء موالاتهم، وعن طريقهما مرروا أجنداتهم على حساب الشعوب السورية، يستسيغون وبكل أريحية أن تكون سوريا لقمة سائغة، وتبينت هذه وبشكل واضح في معظم المناسبات والمؤتمرات، وجلهم يمهدون للدول المحتضنة لهم على احتلال الوطن دون رادع أخلاقي، بل ويخلقون التبريرات لطروحاتهم ( لا عجب فهم أحفاد أبو رغال) مع الادعاء بالحفاظ على وحدة سوريا، والقضاء على الإرهاب، والتهجم على الكرد كلما انتشرت رائحة فسادهم...
يتبع...


د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
16/3/2019م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكردي بين التدخل والجهالة-الجزء الثاني
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الرابع
- الخلاف الكردي المسيحي - الجزء الثالث
- سوريا الفيدرالية أو براميل الموت- 2/2
- سوريا الفيدرالية أو براميل الموت- 1/2
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الثاني
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الأول
- جنوب غربي كردستان في الأروقة الخلفية
- الكرد والتحالف الدولي
- كلمة السيناتور جون كينللي كيندي وما قاله ترمب البارحة
- الكردي بين التدخل والجهالة- الجزء الأول
- كيف نمزق كردستان قبل ولادتها
- جدلية الروح والوطن كردياً
- ماذا يريد ترمب لجنوب غربي كردستان
- انعكاسات الانسحاب الأمريكي المفاجئ على روج آفا
- حول تصريح المجلس الوطني الكردي في سوريا
- هل ستنسحب أمريكا من المنطقة الكردية؟
- روج آفا في مكالمة ترمب-أردوغان
- الجدلية الخفية بين إدلب وشرقي الفرات
- بدايات الحوار الأمريكي الروسي في الشأن الكردي


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود عباس - من نهب أموال السوري المشرد-1