أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين منظومة الثايد الأمريكية و400 اس الروسية يقف الشرقي في حيرة بأمره من سيرث الأرض العربية الحديثة ..















المزيد.....

بين منظومة الثايد الأمريكية و400 اس الروسية يقف الشرقي في حيرة بأمره من سيرث الأرض العربية الحديثة ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6173 - 2019 / 3 / 15 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين منظومة الثايد الأمريكية و400 اس الروسية يقف الشرقي في حيرة بأمره من سيرث الأرض العربية الحديثة ..

مروان صباح / كانت إحدى عبارات الخميني الرنانة والتى اجتذبت الشعوب العربية بعد ما اظهر السادات عن عزمه بالتخلي عن ميراث عبدالناصر وبالتّالي أتاح للخميني بحمل إرث الراحل انطلاقاً من معرفته بأهمية الميراث المتنازل عنه والمتجذر في مناحي الحياة العامة على الأخص عندما صنع جمال لمصر عدواً يهدد جمهوريتها ويهددها كرمز جامع للعرب والمسلمين ، بالفعل كان ميثاق الناصري الذي حدد به البعد الأعمق لمصر ( عربي إسلامي التقدمي ) وهي بالأصل محددات كان حسن البنا قد وضعها في كتابه معالم في الطريق ، وبالتالي لم تأتي عبارة الخميني التى تقول ( ليعلم الشعب المصري أن الإسلام في مصر بخطر الذي يتوجب على رجالها ونسائها التحرك بثورة مضادة على النظام الساداتي الذي يحارب الاسلام في الداخل والخارج )، لم تكن بالطبع عبارته عابرة بقدر أنه بهذه الكلامات حاول جهاداً استنفار ذاكرة المصري واستدعاء ما في مخزنها من عواطف وأيديولوجية يتوارثها المصري بسليقة الانتقال من جيل لآخر مع إدراكه بأن الفرصة مؤاتية من أجل وراثة إرث لم يكن على البال أو الخاطر ، بل الرجل كان على دراية لأهمية مصر التى كانت السباقة في انشاء دولة مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية ولأن الأمانة تحتم الكشف عن درايته العميقة للمجتمعات العربية والإسلامية على سبيل المثال ، لقد خاطب المصريين بالحسنة على وتر الناصرية وحرضهم على السادات كنقيض للنهج الناصري متكأً بعض الشيء على انحياز المصري لآل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، أما في جانب أخر مثل اليمن ، حثَّ المؤسسة الدينية القديمة إلى اجتثاث النظام السياسي من قاعه معتمداً بذلك على المذهب الزيدي المناهض للحنابلة عَلى وجه الخصوص .

في قلب هذه المقاربة العريضة استطاع الغرب بلا شك إبعاد الخطر الذي يهدد دولة الاحتلال عن حدودها بل شعر بارتياح عميق عندما انتقلت الرمزية الجامعة من مربعها العربي إلى الإيراني كونه يعلم جيداً أولويات ايران الاستراتيجية وكما أنه كان هو ليس غيره المخطط إلى ذاك الانتقال عندما صنع عناصر التوازن في السياسة ، ايضاً صنع توازنات أخرى على الأرض ، وهذا يحدث في اليمن اليوم ، فالحوثي في لحظات الانهزام أمام عسكرية التحالف العربي يقوم بوضع حجج واهية يسوق بها الاتفاق الحديدة بالطبع بتسهيلات من المنظومة الأممية من أجل تأخير تنفيذه إلى أجل غير مسمى بل الخطورة بالاتفاق ، عندما تمنح الأمم المتّحدة قوات الحوثي صفّة إعادة الإنتشار كما حصل في اتفاق ستوكهولم ، فهي تقدم اعترافاً مجانياً بسيادته على كل اليمن وليس فقط على محيط محافظة الحديدة ، في جانب أخر تغض النظر القوى الدولية المشرفة على المياه الدولية لتدفّق الأسلحة التى تنقلها ايران للحوثي وعلى رأسها المنظومة الصاروخية باليستية الهجومية في حين تخفق المنظومة الباتريوتية بتعامل معها بالشكل الذي يلقي بدولة مثل السعودية الذي يجعل واشنطن أن تنخرط في انتاج صواريخ من المنظومة الدفاعية الصاروخية الجديدة ، فشركة لوك هايد الأمريكية أنهت منذ ثلاثة سنوات صناعة صاروخ الثايد القادر على اعتراض الصواريخ القادمة إلى الغلاف الجوي وخارجه وايضاً يتميز بقدرته على وصول إلى مناطق واسعة ضمن مفهوم الصاروخ بالصاروخ كان البنتاغون قد نشر منظومة الثايد في كوريا الجنوبية وبالتالي دفع الروس إلى تطوير منظومتهم اس 400 و اس 500 ثم نشرت واشنطن هذه المنظومة من قريب في اسرائيل وهي في صدد تسليم المملكة السعودية الدفعة الاولى بعد ما أعلن مؤتمر وارسو عن محدداته ، أهمها وضع حد للتدخل الايراني في المنطقة ، وحسب خبراء الصواريخ يؤكدون بأن المنظومة ثاد الأمريكية تتفوق في المهمة على اس 400 الروسية ، وعلى هذه الاختلاقات من الصراعات لم يعد أمام المتصارعين سوى الاستسلام للصناعات الغلاف الجوى أو القبة الحديدية التى ايضاً قابلة في أي وقت أن تتراجع مهمتها ما إذا تم تطوير صاروخ باليستي الهجومي الذي بدأ هتلر بإنتاجه عام 1938م تحت اسم فاو - 2 .

كل ما هو قائم من كرتونيات في الشرق الأدنى وشمال افريقيا منذ أوساط القرن الماضي ، دول عربية باسم الوطنيّة تخلت عن مشروعها العربي الاسلامي المتكامل رغم محاولات البعض إحيائه لكنّها جاءت جميعها بالفشل ، إلا أن عدم إدراك هذه الدول مخاطر نمط الحياد التى تنتهجه وأهمية إعادة تبني المشروع الجامع حتى لو بطريقة غير تقليدية سيؤدى إلى مزيد من الاستباحات ، ففي مقدمة ابن خلدون لقد أشار بوضوح حول تبخر دولة الخلافة الراشدة وأسباب غيابها مع فقدان عناصر عودتها لكن حسن البنا جاء بفكرة جديدة ، عندما طرح بناء الدولة الإسلامية في إطارها الحديث وقد عبر عن ذلك بشكل أوسع السيد قطب ، تكلم عن أسلمة الدولة الحديثة وضرورة التعامل معها كما هي دون المساس بما طرأ عليها من تغيرات جديدة لكن الرجلين لم يتمكنوا من تحقيق أحلامهما على أرض الواقع كما حققها الخميني فرجل استطاع تحقيق الدولة الإمامية على أرض الواقع عندما فككَ بطريقته الخاصة ، المسألة الغائبية واستبدلها بولاية الفقيه ، أي بمعنى أخر ، تنوب عن الامام الغائب وبالتالي أنهى مرحلة التعطيل التى حصلت بسبب غيابه وأجلت ظهور دولة الإمامية طيلت الفترة السابقة وبالتالي أصبح نائب الأمام بموجب النيابة وصي على الدولة بكافة تأطيراتها حتى لو كانت خاضعة للمنظومة الديمقراطية الحديثة ، فالديمقراطية أو عملية الانتخاب برمتها تنتهي عند عتبات ولاية الفقيه وهذا الانتقال لم يقتصر فقط على ايران بل انتقل ايضاً تدريجياً إلى إسرائيل ، فالإسرائيليون عندما بدأوا بعد هزيمة العرب الثانية عام 1967م بتحقيق مشروعهم التوراتي في بناء دولة الاستيطان اليهودية ( الثانية ) في الضفة الغربية بعد بناء دولتهم الصهيونية الأولى داخل ما يسمى بالخط الأخضر تنازلوا ضمنياً عن حريتهم للدولة الانتظارية التى تنتظر ايضاً غائبها وبالتالي من شروط عودته تحقيق دولته .

لقد أخذ عبد الناصر من حسن البنا المفهوم الكلي لتوحيد الأمة عندما وضع شعار ، تحويل العرب إلى هوية وبها تتحول المجتمعات المتفرقة إلى شعب واحد ومن ثم إلى أمة وبهذا يكون أرد إطفاء نار جهنم المفتوحة عليهم وتجنيب حرق ما تبقى من جنتهم ، في المقابل كان الخميني ايضاً وضع استراتيجية توحيدية عبر شعار مماثل ، بتحويل الاسلام إلى هوية يتحول الشعب إلى أمة ، مع ادراكه للعمليات الكبرى التى صنعها عبدالناصر مع الطبقات الأكثر فقراً ، إن كانت في القرى أو المدن أو ضمن العشوائيات أو تلك المناطق النائية كما هو الحال في اليمن ، فإيران استثمرت ضعف الدولة اليمنية في هذه المناطق وخاطبت عبر الحوثي ود المحرومين والامضطهادين الذين طال بهم الانتظار للعدالة الإجتماعية ، فضلاً عن الطبقات والقبائل الساخطة على نظام حكم علي عبدالله صالح ، فقدمت البديل في إطاره الثورجي ، أي التضحية بالدولة القطرية لصالح دولة الأمة وهنا يظهر وعي عبد الناصر عندما تدخل في اليمن كان الوعي حاضر في الماضي وغائب في الحاضر .

هناك طريقتان أمام التحالف العربي لتعامل مع التهديدات الصاروخية ، لأن ليس معقولاً أن يبقى العرب في مرحلة تسكين آلامهم والتسكين كما هو معروف ليس كشفائه فعندما ينتهى المخدر يبقى الألم ، فالعرب بالفعل غير مكترثين بالانتاج الحربي الذي بدوره كفيل بإخراجهم من لعبة اللهاث خلف التوازن الاستراتيجي ، ومن جانب أخر ، ولأن ايضاً لا يمتلكون خطط بديلة تنوب عن الانتاج المستقل أو إذا وضعوا بدائل فهم غير قادرين على تنفيذها كما خُطط لها بل تتحول بسبب التعثر إلى ورطة ، لهذا لم يعد أمامهم سوى طريقتين ، الأولى الاستمرار في شراء المنظومات الدفاعية وبالتالي هي مسألة لا نهاية لها طالما الايراني قادر على تطوير منظومته الصاروخية ، اما الثانية تغير السلوك المعتمد استخباراتياً ، فَلَو خصص التحالف العربي جزء من الأموال التى تصرف على المنظومة الدفاعية لصالح العمل الاستخباراتي في صنعاء ، كان بالتأكيد التحالف سيحرم الحوثين من التحرك داخل المدينة أو سيفقدهم إمكانية اطلاقها ، لأن بإختصار الحياة في صنعاء باتت أقرب إلى الجحيم والنَّاس كانوا ظنوا أنهم يبحثون عن العدالة الاجتماعية فوقعوا في أكبر عملية عنصرية مذهبية شهدتها البشرية والذي جعلهم على جهوزية بالتعامل مع من يمد اهم العون من أجل الخلاص من الكارثة التى حلت بهم ، الأمر الأخير لا بد للعرب استعادة إرث عبدالناصر وصدام حسين والملك فيصل مع ضرورة دراسة الترابط بينهما واسباب فشل كل واحدة على حِدّة ، لأن مع مرور الزمن تبين نهج السادات أدى إلى تدمير الأمة وأوقعها بين الفرقة الداخلية أو التمادي الإقليمي المتحالف مع الأقليات وايضاً الدولي ، بحجج مختلفة تارةً بدوافع تحرير فلسطين واطوراً بحجة نشر الديمقراطيات . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخفاقات الجزائريون في الماضي تمنح الطرفين دروس للانتقال السل ...
- الجزائريون يبحثون عن من يخرجهم من البدايات ليلحقهم بالعصور . ...
- ‎إصرار على الترشح هو أمر استفزازي ومهين ليس إلا ...
- أربعون عام من الرداءة حتى استحسن ذلك مزاج الشعب الايراني ...
- مصطلح دبلوماسي جديد
- الفشل في السودان كان المقدمة للسلسلة إفشالات ...
- التضحية خير من الخضوع ...
- الإنسان بين الإدراك والأشراك ...
- ثنائية القاعدة
- الأقطش خانه التوصيف ..
- رسالتي إلى الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد والرئيس اوردغان ...
- دول شكلية وميليشيات حاكمة ...
- حمامات الدم / الأسباب وامكانية التصحيح ...
- تهنئة أم نكاية ..
- الفارق بين حكم المجاهدين والفاسدين
- اليهودي والبشرية ..
- القديس والطمُوح ...
- الجغرافيا العربية أمام خيارين اما المواجهة أو التسليم للأمر ...
- رسالتي الي الرئيس سعد الحريري ...
- نموذج سعودي جديد في محاربة الفساد / علامة خاصة ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين منظومة الثايد الأمريكية و400 اس الروسية يقف الشرقي في حيرة بأمره من سيرث الأرض العربية الحديثة ..