أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو














المزيد.....

سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 09:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في مسيرة الحركة الوطنية العراقية قصصا كثيرة تجسد اروع صور ألتضحية من اجل حياة ومسقبل أفضل، وليس بالضرورة أن يكون أبطالها أناساً منظمين او سياسيين، بل بالعكس ، ربما يكونوا اناساً عاديين قادتهم الحاجة والشعور بالمسؤولية والرغبة بالتغيير نحو الولوج في دروب الكفاح الصعبة، خاصة عندما تخون الانظمة والحاكم المهمة النبيلة التي اوكلت لهم ، لقيادة البلد نحو التقدم والحياة الحرة وضمان المستقبل . وقصة اليوم تدور عن احد هؤلاء الابطال الذين قضوا في سبيل الاهداف السامية، ولعل السيد " الفا عمر كوناري" رئيس جمهورية مالي كان محقاً حينما قال: إن الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيرا سيئاً، بل هي خلود في موت رائع!
ولد الشهيد حنّا جيجو عام 1946 في بلدة القوش ، وبالتحديد في (محلة سينا) ، والده كان يوسف الملقب ( جيجو)، ووالدته نعمة جبرائيل القس يونان، واخوته حبيب (حبو)، عبد (اودة)، بطرس ، خالد ، بدري وشقيقة واحدة هي (وحيدة) .
وللحديث حول رحلة هذا الشهيد كان هذا اللقاء مع النصير وابن بلدته القوش (سليمان ختي) ويبدأ الكلام: ولد الراحل لعائلة فقيرة، حيث عمل والده بمطحنة لطحن الحبوب كان قد استأجرها من (دير السيدة ـ القوش) ، وكانت العائلة تقوم بزراعة بعض ألمنتجات ألبسيطة في منطقة (بيندوايا ـ – بستان الرقي)، فيما عملت والدته في نقل الحبوب على ظهر الحمير . دخل الشهيد المدرسة وقطعها بعد فترة وجيزة نتيجة حاجة العائلة له للعمل.
بعد انقلاب 8 شباط عام 1963، التحق مع القائد ـ هرمز ملك جكو ـ–ويومها ، كانت قد تشكلت جبهة عسكرية بين الانصار الشيوعيين ومقاتلي هرمز ملك جكو، وعندما اغتيل (هرمز) في 21 تشرين ثان 1963، لم يغادر الشهيد حنا العمل المسلح بل انتقل للعمل في قاعدة الشيوعيين.
ثم يكمل سليمان ختي حديثه بالقول: لم يكن الشهيد انساناً حزبيا منظماً، لكنه كان يدافع عن الوطنيين والشيوعيين بكل اخلاص، وذات الشئ يقال عن باقي افراد عائلته، إن كان الاب يوسف والابناء، اما والدته (نعمة القس يونان) فلها مواقف مشهودة، حيث كانت توفر الغذاء للانصار رغم حالتهم المادية البسيطة ، وتنقل البريد ايضا . ويوم كانت " القوش " مطلوبة للحكومة، حين قامت قوة مؤلفة من (6000) من الجحوش وفوج من الجيش وبالتحديد يوم 28 تموز عام 1969 وكانت مطوقة من كل الجهات بحثاً عن القائد الانصاري ( توما توماس ـ ابو جوزيف) قامت باختراق صفوفهم ووصلت لبيت أبو جوزيف وصاحت : ( ابو جوزيف ...ابو جوزيف ....إن الجبل يحترق!) وكانت هذه كافية لاشعار توما توماس بالخطر، حيث تمكن من الافلات منهم بصحبة ( حبيب ـ حبو)، شقيق الراحل ولهذا الاخير قصص لا تنسى، فقد كان قناصاً بارعاً ولا يخطئ الهدف . وحدث ان قام الجيش والشرطة نهاية صيف 1971 بعمل استفزازي لاهالي القوش لغرض جرهم لمعركة، وفي هذه الحالات ، تتوهج المشاعر بمقارعة الجيش والشرطة ، فقام الراحل (ابو جوزيف) بسحب البندقية من يد (حبيب) وقال حينها : إن طلقته لا تخطئ ( وما تروح بلاش)، ونحن لا نريد خوض المعركة معهم ( أي الحكومة)، وهم ينتظرون اي خطأ ليحرقوا القوش!
يصل الاستاذ سليمان ختى الى الفصل الاخير، فصل الفاجعة والوجع ويقول: كان ذلك في كانون ثان او شباط عام 1965، وكان الحزب الشيوعي العراقي يواجه ظروفا صعبة، وهجمات من القوات الحكومية، وكانت عملية بناء قواعد الانصار وترميم الجسد الحزبي بحاجة لتواصل ومتابعة دائمة، وكان الاعتماد الاكبر هو على حركة الرفاق، وهكذا ذهب الشهيد (حنا) في مهمة ايصال البريد الحزبي برفقة رفيق آخر جريا على الاقدام متخذين الطرق الجبلية ، وعند وصولهم الى منطقة (نهلة) التابعة الى ناحية (ديزتا) في قضاء عقرة، حيث الاجواء الشتوية الصعبة، يبدو ان اقدامهم قد غاصت في ثلج عميق، او انهم غاصوا في حفرة عميقة كانت مكسوة بالثلج، ولخشيتهم من انكشاف امرهم، فإنهم قاموا باطلاق بعض العيارات النارية بأمل اشعار اهل القرية المجاورة لغرض انقاذهم، لكن تبددت كل تلك الامال بعد نفاذ العتاد ودون وصول ية نجدة ، فماذا يكون بعد ذلك.......انه الموت المؤلم، الشهادة. ولم يعثر على رفاتهما الا في شهر آيار حيث تذوب الثلوج، فاستفاق اهل القرية المجاورة على جثتيهما وبجنبهما خراطيش الاطلاقات ، فقاموا بدفنهم في قرية (دفريي)!
ويختم الاستاذ سليمان ختى كلامه بالقول: بهذه النهاية المأساوية والمحزنة، تنطوي صفحة هذا الانسان، الذي رحل وهو في عز الشباب (19 عاما) فخسرته عائلته وبلدته ووطنه، لكن لنتوقف قليلا ونسأل: لماذا جرى كل ذلك؟ ألا تتحمل الانظمة الرجعية وقوانينها المجحفة وسياساتها العنصرية المسؤولية الكاملة عن خسارة العراق لشبابه، ان كان في القتال اوفي سوح الحرب مع الاكراد او بالهجرة. من منّا كان سيفكر بالتمرد او حمل السلاح او الاختفاء والاختباء لو كان هناك قانونا ينظم جوانب الحياة السياسية في البلد ويحمي المواطن من بطش الحكومة التي تدعي انها جاءت لخدمته؟

***مجدا للشهيد حنّا جيجو ولتبقى ذكراه بيننا دوما
*** مجدا لعائلته الكريمة وكل من قدم الغالي والنفيس من اجل قضية الوطن
*** لن نكل ولن نمل حتى تحقيق (وطن حر وشعب سعيد) اليوم وغدا ودائما

كمال يلدو
آذار 2019



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير أمين عبي
- وفاءً للشهيدة نجمة رضا محمد الهاشمي (ام كفاح)
- كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نم ...
- جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي
- وفاءاً للشهيد النصير خليل توما متى (سليم مانكيشي)
- وفاءاً للشهيد رياض أحمد صالح
- بعد نصف مليون قراءة، شكراً للحوار المتمدن وشكراً للقراء الكر ...
- وفاءاً للشهيد عابد يوسف مرادو
- سلاماً للقائد الانصاري توما القس (أبو نضال)
- وفاءاً للشهيد صبري الياس حنا دكَالي ( جندو)
- مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل ...
- عن فلم - بيشمركَة مرة اخرى- مع النصير وردا بيلاتي (ملازم أبو ...


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو