أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد الحمد المندلاوي - ذكرى حلبجة - إعدام مدينة














المزيد.....

ذكرى حلبجة - إعدام مدينة


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 12:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مدينة كانت هناك!!..

بقلم/أحمد الحمد المندلاوي

## عندما زرتُ مدينة حلبجة لأول مرّة بعـد المجزرة الأليمة عام 1992م، وجدتها مقوّضـة الاركان،متلاشـية البنيان،معدومةَ الوجودِ جراءَ القصف
الكيمياوي البغيض في عام 1988م، ولم تسعفنِـي الذاكرة غير هذه الكلمات المتواضعة في رثائهـا،ورثاء أبنائها الشهداء البررة. القصيدة مهداة الى ضحايا مجزرة حلبجة الدامية 1988م:
مدينةٌ كانَتْ هناكْ ،
تعانقُ السَّحابْ
طاهِـرةَ الثِّيابْ
هائمةً فِي حسنِها،
تُغـازلُ الأفلاكْ
وتكرهُ الضَّبابْ
وتنسجُ من حُلمِها الشَّـفّافْ
نسائماً زاهيةً للزَّهرِ ؛
والصَّفصافْ ..
ولصَبايا الحَـيّ ، للشَّبابْ
و تـَهدي للجميعْ ..
معانِـيَ الجمالْ
في باقـةٍ ثَمْـلى من الوقارِ،
والدَّلالْ
منْ قممِ الجبالْ
لكنَّ مَنْ لـم يستطعْ قراءةََ الجَمالْ
داهَمَهمْ عندَ الصَّباحْ
ليقتلَ العبيرَ والقدَّاحْ
هاجَمَهمْ جيشٌ من الذِّئابْ
بالنَّـابِ ؛
والسّمومْ
كالهَمجِ الرُّعاعْ ..
كالذُّبابْ
وأَحْرقُوا الدَّيارَ، والبقاعْ
لأنَّـها تعانقُ النُّجومْ
وتكرهُ الطّغيانْ
صارخةً :
الظلمُ لنْ يدومْ
فقطَّعوا أوصالَـها
ليدفنُوا آمالَـها ..
أطفالَـها
تحتَ بقايا الدُّورِ،
فِي المدينَةْ
فِي الغرفِ الحزينَةْ
الناهضونَ منهُمُ، والنائـمْ
ومَنْ بَدا منهمْ على السلالمْ
أنظرْ الى مهدِ الرّضيعْ ..
وانظرْ الى تلكَ الرضيعَةْ
فِي عينِها غابَتْ أزاهيرُ الطبيعَةْ
قافلةُ الموتى ..
تفيـقْ !!
على هامِ الطَّريقْ
تمشي بأرواحٍ ،
وحاديها الرَّحيقْ
وماتَ حتى الضيفُ ؛
والطارقْ
وكلُّ مَنْ فِي حرمِ الدارِ ..
وصبيَةُ الجارِ ..
مِن نائمٍ ، وناهضْ
وجالسٍ ،وراكضْ
والحالمونَ بين طيّاتِ الأسرّة
وربَّـةُ البَيتِ
والخبّازْ ..
وبائعُ الزَّيتِ
والقانتونَ في بيوتِ الله للعبادَةْ
وسالَتِ الدمـاءُ..
منْ فوقِ الوسادَةْ
يقودُهم وحشٌ مخيفٌ ..
و بغيضْْ
ليزرعُوا صنوفَ موتٍ وحِمامْ
هيا املأوا أمعاءَكم ،
ناراً ضرامْ
من تُحــفِ النِّظامْ
هديةً من قائدٍ همـامْ
من وارثِ النّمرودْ
**-**
هلْ هذا يومُ عرسِكُمْ !!..
دماؤكم خِضابْ
ويسقطُ الجميعْ ..
فِي موسمِ الرّبيعْ
لكنْ أتانـا هاتفٌ ..
منْ صَحوَةِ الأثيرْ
منْ مبدِعِ الضميرْ :
الحقُّ لنْ يَضيعْ
يا ثلّـةَ الضّباعِ ،
والذّئابْ
كنّا تراباً، وهَـا عدْنا ترابْ
نعانقُ التّرابْ
لكنَّنا نبقى تراباً للوطنْ
ولنْ نضيعْ ..
ننهضُ فِي مواسمِ الأعيادِ..
والرَّبيعْ
نعانقُ البلادَ ... من جديدْ
وأوجهَ الكِرامِ ،وجبهةَ الصِّحابْ
ونلعنُ الجُناةْ
فالشَّعبُ لن يموتَ كالحياةْ
**-**
رغمَ الدّواهي والصّعابْ
والعارُ للخَردلِ ؛
والذّئابْ
وقاصفينا السُّمَ ؛ والتِّيزابْ
وكلّ من شاركَ فِي حملِ القذائفْ
تلحقُـهُ لعائنُ التّأريخِ
فِي الصَّحائفْ
**-**
احمد الحمد المندلاوي
حلبجة-1992م



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء الأحبة /6 ذكريات مندلي
- يا غادتي يا حلوة الايناس
- لقاء الأحبة . 5
- رمان مندلي - البندنيجي
- قصص قصيرة من ربى مندلي / 30
- الأم تاج الرؤوس... عيد الأم
- رهف ..رهف
- لقاء الأحبة . 2
- مارتن لوثر كينغ في ذكرى ولادته التسعين
- كيفَ العَذابُ يَزورُني و الدَّاءُ
- حكومة مندلي المؤقتة في ثورة العشرين
- الجسر الحزين
- أغراك سيفانِ و تاجْ
- الهروب الى التعاسة
- كيف العذاب يزورني و الداء
- عذرا يا شيخ..
- معرض بغداد الدولي للكتاب
- مرثية عصفورة قصة قصيرة
- وجيهة ...
- قصة قصيرة - نعم ل لا !!..


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد الحمد المندلاوي - ذكرى حلبجة - إعدام مدينة